لا يزال تجار الحروب وأرباب الفساد ، مصرون على جر البلد الى مستنقع الفوضى والإنفلات الكامل ، والوصول به الى مرحلة اللادولة ، من خلال إرتفاع حدة الفساد المالي والإداري الممنهج ، وغياب وتدني مستوى الخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطن ، وإستمرار مسلسل إقتحام معسكرات ومقرات المؤسسة العسكرية وتصفية القيادات الأمنية وقتل الجنود بدم بارد ، وغيرها من وسائل التطفيش للمواطن من الإقصاء والتهميش والتنصل والإستهتار عن تنفيذ مختلف إلتزاماتهم تجاه كافة طوائف المجتمع .. وكل هذا يصب في خانة هدفهم اللئيم في قتل هيبة الدولة في نفوس المواطنين ، ونزع ثقتهم فيها ، وطمس ما تبقى لدى المجتمع من قيم وأعراف ليتحول بعدها الى سوق مستهلك للأزمة المعقدة التي يرمون تسويقها وتكريسها كحالة أمر واقع ، يجنون ثمارها ويشبعون من خلالها طمعهم جشعهم على حساب آلام وجراحات ومعاناة المواطن الذي سلبوا منه كل عناصر القوة كضمانة وحيدة للحفاظ على بقاء هذه العصابة أكبر فترة ممكنة .
ومن خلال هذه السياسة الخطرة التي أنتهجوها بفعل نفوسهم الشريرة التي سلمت نفسها للشيطان ، تجد الدول الإستعمارية ضالتها في الحفاظ على مصالحها غير المشروعة وتحقيق مطامعها من موقع اليمن المتميز وثروته المتنوعة .
وفي ظل سعيهم الحثيث نحو هذا المشروع التدميري الخبيث يتحتم عليهم تجاوز الإلتزامات التي فرضت عليهم والمتمخضة من مؤتمر الحوار الوطني ، ومن جهة ثانية جرجرة القوة التي تشكل تهديداً كبيراً لمخططاتهم الى وضع التهمة بعرقلة التسوية السياسية (وتتركز هذه القوة المستهدفة في أنصار الله بشكل رئيسي) ، ليتم بذلك التحريض والتشويش أمام الشعب بأن أنصار الله ومن يقف معهم من الأحرار والشرفاء هم من يقف وراء هذا الوضع المتأزم من خلال تصويرهم بأنهم يلجأون الى العنف والقوة لتحقيق أهدافهم التي يعملون على تهويلها من خلال التحذير من القضاء على النظام الجمهوري وغيرها من التهم والأباطيل ، وبالتالي تحصل القوى الدولية الطامعة مع هذه الأدوات في الداخل على مشروعية تنفيذ القرارات الدولية تجاه أنصار الله كمعرقلين للتسوية السياسية ، خاصة بعد الفشل المدوي لخيار المواجهة المباشرة مع أنصار الله في مختلف جبهات الحرب التي أشعلوها ، وكذلك الحصول على قدر كافي من الغطاء الشعبي لإستهداف أنصار الله تحت إطار رسمي يزج فيها جيش الدولة في حرب عبثية مع شريحة كبيرة من المجتمع اليمني ، ليتمكنوا بهذه المغامرة من خلط الأوراق وتطويل الأزمة وتعقيدها ، وتوسيع الشرخ الإجتماعي بين مختلف مكونات الشعب اليمني .
وهنا يتقاطع الهدفين المتمثلتين في تجاوز إلتزامات الحوار الوطني في بناء الدولة الحدبثة ، وكذلك جرجرة أنصار الله الى الصراع لوضعه موضع المتهم بالعرقلة وتوفير الغطاء الشعبي وبالتالي شرعنة العقوبات الدولية ، ومكمن هذا التقاطع هو الوسيلة التي يظنونها كفيلة لتحقيق هاذين الهدفين ، وذلك عن طريق اللجوء الى أسلوب إجرامي في منتهى البشاعة وهو إغتيال الكوادر والكفاءات الوطنية المعول عليها في إنقاذ الوطن وصياغة وقيادة مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة ، وبما أن هذه الهامات الوطنية الشامخة تنتمي الى أنصار الله أو على الأقل مقربة منهم ، فيرونها كفيلة لدفع أنصار الله الى اللجوء الى أساليب القوة كرد فعل على إستهداف كوادره السياسية العلمية ، وبالتالي تحقيق الجانب الآخر من هدف جريمة الإغتيال .
ولكن في المقابل يتعاطى أنصار الله بحكمة عالية مع هذه الهالة من المكر والمكيدة التي تحيط بهم ، فلم ينجروا أبداً الى المستنقع الذي يراد لهم أن يقعو فيه ، فحفظوا من خلال ذلك على ما تبقى من هيبة الدولة ، من خلال هذا الحرص الشديد على أن لا يصل الأمر الى مرحلة اللادولة ، مقدمين في سبيل ذلك قرابين غالية كثمن حتمي لإستعادة وطن مختطف ، وإستنقاذ شعب من واقع البؤس والمعاناة .
المزيد في هذا القسم:
- لماذا إستهداف السفير الروسي بتركيا ؟ بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت لاشك بأن الدور الروسي المساند للنظام السوري بتطهير سوريا من الدواعش والتصدى للصلف الغربي والخليجي على كافة الاصعدة أصبح مزعجا للغرب وبعض الأنظمة ال...
- هل بدأ الربيع الخليجي المرحله الثانيه من مشروع الفوضى الخلاقة ! المرصاد نت اغلب سكان الأرض يتمنى زوال نظام آل سعود الراعي الرسمي للإرهاب العالمي المقنع ( باسم الإسلام ) وأكثر المتضررين نحن أهل اليمن القابعين تحت عدوانهم الغ...
- هادي ما الذي تنتظره !؟ المطالب واضحة وسهلة وبيدك تحقيقها وهو الخيار الافضل والخطة الثورية البديلة لتحقيقها محددة ايضا ومعلنة ومزمنة ولا مجال للتراجع عنها !نعم ما الذي تنتظره يارئيس ها...
- حكم السعودية في سوق بني مطر في اجتماع الرئيس الانتقالي عبده ربه هادي مع من قيل أنهم أعيان ومشائخ بني مطر يعود (الكهنوت) إلى الواجهة ليثقل كاهلنا ، فلطالما كان النظام الكهنوتي البائد مادة...
- هل نحن على موعد مع عثمانية جديدة على ركام الفشل والاخفاق السعودي؟! المرصاد نت التمدد التركي المتئد والمتنامي في العالم العربي، كما يلاحظ في ليبيا وقاعدة سياسية مهيأة له في تونس، وفي سوريا والعراق وفي قطر وفي منطقة القرن وشرق ا...
- لماذا تأخر إعلان نتائج فوز ترمب؟ المرصاد كتب: عبدالباسط الحبيشي ضد كل توقعات الإعلام الدولي والعالمي المُزور وفضائياته وضد كل توقعات المزايدين...
- إستراتيجية السعودية والإمارات من العدوان على الوطن العربي ؟ المرصاد نت إستراتيجية السعودية والإمارات من العدوان على الوطن العربي ؟ كتب : أ . عبدالباسط الحبيشي* الحروب والتدخلات السافرة وزعزعة إستقرار المنطقة العربية ...
- مبادرة قديمة بثوب جديد ! بقلم : زيد الغرسي المرصاد نت مؤخرا حاول العدوان السعودي الامريكي احتلال الحديدة عسكريا لكنه فشل فعاد لتحقيق ذلك بالابتزاز السياسي عبر الامم المتحدة من خلال تسليم الحديدة مقابل ...
- ايقاف الحرب ضرورة وطنية ! المرصاد نت لن تتوقف هذه الحرب القذرة اللعينة المربحة لكل أطراف الحرب محلياً وأقليمياً ودولياً لأنها تحقق لهم ثراء فاحش .. حرب عبثية تجارية لصوصية صراع بالفقرا...
- ماذا يعملُ بن فليته؟؟؟ بقلم عبدالباسط حبيشي من السبب وراء تعذيب ابنائنا في كل اسقاع الأرض؟ ناهيك ان يكون ذلك في الشقيقة عُمان التي تحتل جزءاً واسعاً من ارضنا منها صلالة وظفار اليمنيتين، ماذا يعمل بن...