خطورة الأقلمة على اليمن ! بقلم : د. علي حسن الخولاني

المرصاد نت

الأقلمة لا تستهدف اليمن فقط، بل تستهدف أيضاً، سوريا، ليبيا، شمال السودان.. حتى العربية السعودية نفسها، وقد آتت وفق أجندات تخدم الصهيونية العالمية، وهي مكملة للربيع العبري المشؤوم alkolani2017.5.21الذي يعتبر الخطوة الأولى في تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد، الذي يُراد به تقسيم الدول العربية إلى دويلات متناحرة، وفق أطر مذهبية - طائفية وقبلية - جهوية، الأمر الذي يتلائم مع مصالح الكيان الصهيوني، وقد أكدت على ذلك "كوندليزا رايس" من تل أبيب في العام 2006.
وفي اليمن يريدون دولة من ستة أقاليم، ذات طابع مناطقي-مذهبي-طائفي في الشمال، ومناطقي في الجنوب، والأخطر من ذلك أنه قد يُعطى لكل إقليم الحق في تقرير مصيره، وقد يستعمل هذا الأمر بشكل سياسي من قبل بعض القوى الخارجية للضغط على صانع القرار اليمني في عدم اتخاذ أي قرارات سيادية تخدم المصلحة العليا لليمن. كذلك، قد يتم خلق وتوسيع الصراعات بين هذه الأقاليم المختلفة، الأمر الذي سيؤدي إلى تعميق العداء والأحقاد والكره بين أبناء الشعب الواحد، وبالتالي الانشغال بالصراعات البينية الداخلية، وترك التنمية وتطوير البلاد.
فالشعب اليمني واحد متناغم، ومنسجم، متعاضد مع بعضه البعض، ولم نسمع يوماً أن هناك مسجداً للزيود وأخر للشوافع، بل وجد ولا زال يوجد تعايش مذهبي منقطع النظير، لمئات السنين، يريد أعداء اليمن اليوم إفساده. أيضاً عندما قامت الثورة اليمنية بنسختيها السبتمبرية في الشمال ضد حكم الإمامة الكهنوتية، والأكتوبرية في الجنوب ضد الاستعمار البريطاني، كان من أهداف النسختين للثورة إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، كذلك الثوار من جنوب الوطن ساهموا وشاركوا في الثورة ضد حكم الأئمة في الشمال، في المقابل ساهم وشارك الثوار من شمال الوطن في تحرير الجنوب من المستعمر البريطاني، الأمر الذي يؤكد على واحدية الثورة اليمنية فالظلم واحد واقع على شعب واحد، شمالاً وجنوباَ، شرقاً وغرباً.
في الحقيقة الأقلمة ستكون على حساب النسيج المجتمعي اليمني، ولا بد من الإشارة في هذا المقام إلى أن تطوير وتنمية المؤسسات السياسية للدولة، وتطوير المشاركة السياسية للشعب في ممارسة السلطة، لا يكون عن طريق تفتيت البلد وفق نهج أناني - مناطقي/ جهوي، بل هناك سُبل أخرى، كالذي نادى بها الزعيم وتم البدء في تطبيقها، كالحكم المحلي واسع الصلاحيات، وانتخاب المحافظين، أيضاً لا بد من تعميق الوعي لدى المواطن اليمني بهويته الضاربة في عمق التاريخ، ومن أهم وسائل الوعي، تنوير الناس وتعريفهم بالميثاق الوطني المستمد من البيئة اليمنية الخالصة، أما من ينادي بالأقلمة، فهم في اعتقادي نوعان، الأول: مغرر به وليس لديه معرفة بتاريخ وطنه، ومغيب عن الواقع الدولي والإقليمي وعليه أن يفوق من هذه الغيبوبه، أما الثاني، فهو عميل وخائن لوطنه ولهويته، ويعمل وفق مصالح ذاتية وآنية.

المزيد في هذا القسم:

  • الحرب بالمقاولة (3) والأخيرة ! المرصاد نت على هامش اجتماعات استوكهولم الماضية وفي معرض أحاديثه المسجلة ذكر الناطق الرسمي للحوثيين بن فليته بان ما يحدث في اليمن هو مُجرد صراع داخلي وليس حرب ... كتبــوا
  • تبرير المذبحة!! كل من يأتون بسيرة الحوثي، كشرط لإدانتهم لمذبحة الجنود في الحوطة، هم قتلة يجتمعون على أرضية واحدة مع الإرهابي جلال بلعيدي.. يا أولاد الستين.. ناهضوا "الحوثية" ... كتبــوا
  • جريمة بحق وطن   كتبوا للمرصاد :   جريمة اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين "رحمة الله تغشاه" أستاذ القانون العام وعضو مؤتمر الحوار الوطني عن أنصار الله هي جريمة بح... كتبــوا
  • دُروس السنوات العِجاف ! المرصادكتب: د. ياسين الشيباني      عندما تشيخ الأنظمة الحاكمة ، تتجمّد الدماء في عروقها ، وتتكلّس مفاصلُها ، وبالتالي تصاب بالعجز وعدم ال... كتبــوا