المرصاد نت
يعتقد الكثير من اليمنيين ان مايحدث من سياسات عرجاء على مستوى مواجهة الحرب او على مستوى العبث الإداري والإقتصادي وغيره في اليمن هو نتاج أخطاء غير مقصودة او بحكم قلة الخبرة والجهل الذي يتصف به المتصدرون لإدارة شئون البلاد .
حقيقة الأمر هو ان كل مايدور من عبث وكوارث هو نتاج مشروع سياسي تقوم السعودية وعملائها في الداخل بتنفيذه بحرفية فائقة جداً هدفه تقسيم اليمن الى مناطق وقبائل متناحرة ومتقاتلة لا تقوم لها قائمة لا سيما بعد ان فشل تنفيذ ذلك من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل. إلا ان هناك ثمة من يريد ان يمسك بكل خيوط المؤامرة بيده من خلال إستقطاب زعامات المكونات الأساسية الجنوبية إضافة الى الشمالية والإستقواء بهم لرفع رصيده لدى المتعهد الدولي ولكن على قاعدة التبعية المطلقة وليس الشراكة في القرارات المصيرية للبلاد.
بمعنى انه كان يريد إعادة إنتاج الحكم الفردي الأُسَري المتسلط وليس تسليم السلطة للشعب عن طريق مؤسساتها الشرعية الدستورية التي كان ينبغي ان ينبثق عنها حكومة وطنية مؤهلة تمثل كافة الشرائح اليمنية وتتحمل أعباء المرحلة وتدير الصراع لصالح اليمن واليمنيين جميعاً وليس لصالح فئة او مجموعة او حزب او مذهب او جهات خارجية.
ورغم انه، الى جانب المتعهد الإقليمي السعودي، استطاع ان يستخدم الحوثيين بذكاء منقطع النظير الذين استطاعوا بدورهم إستقطاب شريحة كاملة من المجتمع اليمني بالإضافة الى القليل من بعض الشرائح الأخرى على اعتبار ان وجه الحوثيين ظهر كمكون مجتمعي جديد لم يتلوث من قبل بالإضافة الى مظلوميتهم التي صنعتها ستة حروب مشبوهة لتنفيذ هذا المخطط. ومن ناحية اخرى تبييض صفحاته السابقة التي تلوثت خلال الأربعة العقود الماضية، إلا انه وقع غير مأسوفاً عليه في الخطأ التقليدي الذي تقع فيه كل الدكتاتوريات والمتمثل في الإقصاء والإستحواذ لدرجة إقصاء أتباع شركائه الحوثيين (أنصار الله) انفسهم والتي تتم اليوم على قدمٍ وساق في جميع المؤسسات بعد تشكيل الحكومة الشطرية اللاشرعية والغير معترف بها حتى داخلياً قبل ان يتم الإعتراف بها خارجياً.
ومن هذا المنطلق فقد فشل هذا المشروع فشلاً ذريعاً لاسيما بعد ان تم كشفه وتعريته وقد بات الآن في طور السقوط والأنهيار مثله مثل اي مشروع شبيه سابق او لاحق طالما انه لم يغادر شرنقة الإنفراد بالسلطة والثروة ولم يأخذ بإعتباره مصلحة اليمن وشعبه بكل شرائحه وأطيافه ومناطقه.
وفي المقابل فإن ما تُسمى بحكومة الشرعية القابعة في الرياض لو أفترضنا مؤقتاً فصلها من تبعية نفس الطرف المتواجد في صنعاء وإلحاقها مباشرة بالرياض، فقد وقعت بنفس الخطأ لا سيما عندما يتعلق الأمر بالحراك والجنوب حيث قامت الحكومتان بإفتعال شكلي ومظهري هزيل بتمثيل الجنوب من خلال وضع مجموعة من الوجوه المستهلكة وطنياً وسياسياً عديمة الروئ والقدرة والوزن وعلى خلفية شطرية كما كان عليه الوضع قبل مايو ٩٠ فضلاً عن إضافة أسس مذهبية ومناطقية عبثية دون ان تكون حاملة لآفاق مستقبلية واضحة يمكن لأي عاقل الإنخراط او المساهمة او حتى القبول بها. فعلى سبيل المثال عجزت هذه (الشرعية) عن إشراك شخصية مثل علي سالم البيض او المكونات التي تتبعه كما عجز في المقابل جماعة (الإنقلابيون) عن إشراك شخصيات أمثال علي ناصر محمد وناصر باعوم وغيرهم وما يتبعهم من مكونات فضلاً عن القوى الثورية الحقيقية على الساحة اليمنية بشكل عام. وبهذا يكونوا قد انكشفوا تماماً بعد ان أكلوا الطُعم الذي تم تقديمه اليهم، بل انهم قاموا وزادو خللوه وعصروه ويقومون حالياً بشربه رغماً عنهم.
ان العجز في تنفيذ هذا المشروع بالإضافة الى إنكشاف ارتباطه ارتباطاً عضوياً بالخارج، يدل في نفس الوقت عن عدم وجود نوايا صادقة لمغادرة الماضي وفتح صفحة جديدة بل على العكس باتت (الأمور) بشكل عام مكشوفة وجليه وموضوعة على سطح الطاولة وليست تحتها لمن يريد ان يفهم دون التطرق للتفاصيل والمزايدات ورفع الشعارات والمناورات والضحك على الشعب. لسنا ممن يحبذ ان تُستغفل عقول الناس او يناور او يتكتك على حساب جماجم البشر ودمائهم وأشلائهم من أجل مصالح ذاتية او فئوية ضيقة.
المزيد في هذا القسم:
- في الكويت شارة وطن مرفوعه ... وسجاده حمراء مفروشه ! بقلم : أحمد عايض أحمد المرصاد نت للعلم قوانين ونظريات وللمواقف معطيات ومؤشرات.وللقوة موازين ومعادلات.... اليمن يرسم مكانته من مشاهد لايهتم بها أحد ولكنها مليئه بالرسائل..رجال وط...
- ترامب هتلر هذا العصر ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت فعلا ترامب كشف الوجه الحقيقي للامريكا كما قال وصرح السيد قائد الثورة الاسلامية في ايران الامام الخامنئي ارجعوا لكل مقابلات ترامب التلفزيونية والحوا...
- حرب العدو اليوم نفسية وسلاحه الاعلام ! بقلم :محمد فايع المرصاد نت بعد عامين من الصمود والانجازات اليمنية في مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي وجد رعاة وصناع العدوان على المستوى الأممي أنهم اليوم أمام تطورات وم...
- جون كيري في السعودية في زمن يماني مُختلف ! بقلم: أ٠د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور المرصاد نت منذ عام ونصف اي منذ انطلاقة حرب عدوان الحلفاء ( العرب ) بقيادة المملكة السعودية على اليمن ووزير خارجية الولايات الامريكية المسترجون كيري يجتمع سراً...
- ألقاب غير مستحقة! المرصاد نتغالباً ما يروق للعبدلله سلاسة الحديث وكرم اللسان في الطرح والتعامل وخاصة في الكتابة، ويسعدني اشقاؤنا اللبنانيين حين يستخدمون الألقاب في تعاملاتهم أو ي...
- الحديدة ... وطن في انتظارك ! بقلم : حميرالعزكي المرصاد نت في #الحديدة بحر هادر وحائر ، وموج هائج وقلق ، وشواطئ رحبة مضطربةفي الحديدة أمعاء خاوية و ههم سامية ، قلوب لينة ونفوس عصية ، أجساد سمراء ومشاعر غراء...
- من تاجر بدماء اليمنيين يستعد لدفع الثمن ! بقلم : أ . عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت الهدف الأساسي من الحرب على اليمن نقول (الحرب) ولم نعُد نُصر على مصطلح (العدوان) بعد ان أدركنا بما لا يدع مجالاً للشك بوجود أطراف يمنية مشاركة فيه و...
- نداء الــمهرة .. نداء الــوحدة والسيادة ! المرصاد نت ما يعتمل على مسرح محافظة المهرة يبعث في جانب من جوانبه على الزهو الوطني ذلك أنه برغم المؤامرة الكبيرة والتدخلات الخارجية ومحاولة تنفيذ مشاريع للاحت...
- 'الزنداني' .. الأراجوز الذي لا ينحني للجمهور!بقلم : د. صادق القاضي المرصاد نت مبدئيا- لا يوجد ما يمنع “الزنداني” من اختراع دواء للإيدز وغيره من الأمراض المستعصية !لا يوجد أبداً ما يمنع رجل دين أن يكون عالما في الط...
- الإرهاب أصبح لغة المهزوم لو تابعنا وسائل إعلام الإخوان كيف تتعامل مع العمليات الإرهابية ودققنا في كثير من الجرائم التي تحدث بين الوقت والآخر، لاكتشفنا أن الإخوان ليسوا أبرياء مما يحدث م...