من تاجر بدماء اليمنيين يستعد لدفع الثمن ! بقلم : أ . عبدالباسط الحبيشي

المرصاد نت

الهدف الأساسي من الحرب على اليمن نقول (الحرب) ولم نعُد نُصر على مصطلح (العدوان) بعد ان أدركنا بما لا يدع مجالاً للشك بوجود أطراف يمنية مشاركة فيه وبأن الأمم المتحدة تقوم بدور alhobaishi2016.8.27الوساطة بين هذه الأطراف اليمنية بالإضافة الى وجود من يدّعي برعاية هذا الدور وما يؤكد ذلك هو قبول هذه الأطراف اليمنية بهذه الأدوار من الوساطة والرعاية على حدٍ سواء. إذن الهدف الأساسي من هذه الحرب هو تدمير اليمن وإبادة شعبه. وقد تم الإتفاق وأُتخذ القرار على ذلك بين دول التحالف وعدة أطراف يمنية نافذة معروفة قبل تدشينه بأشهر.

لم يتسنى لعامة اليمنيين معرفة هذا الهدف إلا بعد شن العدوان (الحرب) عليهم فأصبح لا يوجد أمامهم اي مفر حتى رفاهية الإستسلام، فإما ان يكونوا او لا يكونوا، إما الدفاع عن أنفسهم والإنتصار على عدوهم او الهزيمة. فأختار الشعب اليمني امام تصدير الوهم له بالقوة والغلبة التي روّجها له البعض، ان يدافع عن نفسه وينتصر حيث لم يُترك له خيار او مجال آخر للتفكير بمعطياته الحقيقية التي يمتلكها على ارض الواقع او عن التركة المأساوية المُخجله التي خلفها له نظامه العميل.

الآن ولأكثر من عام ونصف من عمليات الإبادة الجماعية ونحن مازلنا نراوح في أماكننا رغم الوعود المتواصلة التي يتم الإعلان عنها بمصادر القوة والبأس الشديد، وبرغم كل التنازلات المجحفة التي تم تقديمها مايزال البعض يُطلق التهديدات التي لا تُنَفَذ رغم معرفته المؤكدة بان هذه التهديدات (الفارغة) سواءً كانت بقصد او بدون قصد إذا لم تؤتى أُكلها فإنما تساهم في المزيد من الإبادة طالما وأننا لا نمتلك وسائل الدفاع او سلاح الردع.

بعد أكثر من عام ونصف لابد وان تكون كل الحُجج قد أستنفذت سواءً اكانت من جانب اليمنيين لضرورة الدفاع عن النفس او لجهة إنكشاف العدو وبربريته السافرة عالمياً. وفي هذه الحالة إما ان نكون بإنتظار العدو ان يسحق بقيتنا وينفذ برنامجه المُعلن الذي وعد به مقابل غياب برنامجنا الوطني او اننا نراهن على دمائنا ودماء أطفالنا ان تنتصر على العدو. كل المعطيات تؤكد بأنه لم يَعُد لدينا خيار ثالث غير هذا.

إذن في المحصلة نحن نقف بإنتظار دمائنا الطاهرة لتنتصر على العدو الخارجي والداخلي لدرجة أني اكاد اجزم بأن هذه الدماء هي وحدها ودماء ابطالنا في جبهات الشرف والبطولة هي التي ستنتصر في النهاية وذلك لسبب بسيط وهو ان موعد الإستسلام قد ولى وفات أوانه بعد كل هذه الأنهار من الدماء وموعد تحقيق النصر للعدو ايضاً الذي كان يراهن عليه البعض قد ذهبَ مع الريح وبات يحصد الخيبة والخذلان والهزيمة بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل بعض الجنود المجهولين الخلاصيين الأوفياء لوطنهم، بيد أنه على الجميع ان يتذكر بأن هذه الدماء ستنتصر ايضاً على كل الإنتهازيين والعملاء والمتاجرين والخونة، لذا فمن يراهن على إنتهازيته وخيانته وعمالته عليه من الآن ان يستعد لحمل عصاته ويرحل قبل فوات الآوان. من تاجر بالدماء اليمنية الزكية الطاهرة وباع واشترى بثمنها عليه ان يفهم بأن هذه الدماء ستطاله بأبشع من تلك التي ستطال العدو نفسه.

المزيد في هذا القسم:

  • بوليس الدواعش ومشروع شهيد  ليس مأقدمت عليه الأجهزة الأمنية ضد المعتصمين السلميين بشارع المطار يوم السبت المنصرم الموافق 7/9/2014م  عملا عفوياً.  بل باعتقادي هو عملاً ممنه... كتبــوا
  • المساواة بعد سقوط الخمري كانت المساواة في اليمن قائمة على قدمٍ و ساق و كان الناس كأسنان المشط في القدر و المقام؛ فلما سقط "عيال الأحمر" تحت أقدام "ثوار حاشد" اختلَّ ميزان المساواة في ... كتبــوا
  • عقم سياسي .. لاعقم شعبي! المرصاد نت حين نرى الشارع العربي بجماهيرة العريضة تسبق القادة السياسيين في النزول الى الشارع وفي قيادة الأحداث الثورية بدون رؤيه سياسية وبرنامج للتغيير علينا ... كتبــوا
  • ماذا جنى اليمنيون من الحرب؟ المرصاد نت ينظر اليمنيون بعيونا باكية وقلوباً حزينة وآمالاً محطمة تتحدث بالألم والحسرة وهي تحبس الدموع عن سوء الحال الذي أوصلتهم إليه الحرب، وخسارتهم للأمن وا... كتبــوا