المرصاد نت
الآلافُ من أبناء الجنوب يقاتلون أبناءَ جلدتهم في معظم الجبهات نيابةً عن السعودية والإمارات وفي معركة لا تخُصُّهم جعلت المنظماتِ الدوليةَ والتقاريرَ الصحفيةَ تصنِّفُهم كأرخصِ مرتزِقة في العالم، وهو توصيفٌ يدمي قلوبَنا جميعاً.
هؤلاء يشحنُهم تجارُ الحروب ممن يتخذون من قضية استعادة الجنوب وسيلةَ ارتزاق وتضليلٍ؛ استغلالاً لحاجة الناس وظروفهم ليس إلى الحدود الشطرية على الأقل كتأكيد لمزاعمهم التحرّرية وإنما يرسلونهم إلى محارقِ الموت في أقصى الشمال بصعدةً؛ للفناء نيابةً عن الجنود السعوديين فيما تترك جثثهم تتحلل في العراء في حال غفلت عنها الضواري في تضاعف لأوجاعِ أسرهم التي تُصرَفُ لكل أسرة 5000 ريال سعودي كتعويض تافهٍ عن إنسان وقبر يمثّلُ ذكرى لفقيدهم الذي عومل وانتهى كنكرة.
ما استدعى الإشارة السابقة هو التوحُّشُ الذي إبداه مرتزِقة التحالف ضد مواطنين بسطاء من أبناء الشمال التي دعتهم الحاجةُ لطلب الرزق في عدن، فإذا بهم يتحولون إلى فرائسَ لهمجية غير مسبوقة أغرى ضعفُهم هؤلاء الساديين على نهبهم والاعتداء عليهم وطردهم ، كتعبير عن غضب منحط وعاجز على استهداف معسكر لهم كان يتباهى باستعراض مقاتلين قبل إرسالهم في مهمات قتالية عدوانية لا باعتبارهم رُسُلَ سلام.
من تم استهدافهم هم مقاتلون بلُغةِ الحرب ومنطقها وهم تعزيزاتٌ قتاليةٌ، لو تمكّنوا من الوصول إلى الجبهات فَإنَّ مهمتَهم هي قتلُ مَن استبقوهم..
وبهذا المنطق فقد أصبحوا أهدافاً قتاليةً دونَ النظر إلى أن كانوا قد وصلوا خطوط المواجهة أم في الطريق إليها.
وما سبق هو ما يفرضُه واقعُ الحروب الملعونة تجاه المقاتلين وليس المدنيين المحميين بالقانون وقبله بالأخلاق والقيم المتوارثة؛ لأنه وفي حال سرين الانفلات القيمي فَإنَّ أياً ممن أخذه الغضب مما جرى من امتهان لإنسانية الأبرياء من قبل الأحزمة الأمنية سيقول إن آلاف الجنوبيين يقاتلون في معظم الجبهات ويجبُ معاملةُ مَن يسكنون منهم في محافظات الشمال بالمثل.
إلا أنه ومع ما حصل في مناسباتٍ سابقةٍ ومع ما حصل ويحصل أمس واليوم فَإنَّنا لن نجدَ في صنعاءَ أَو في غيرِها من المحافظات الشمالية مَن سيطالبُ بانتهاج ذات السلوك غير السوي، وهذا له علاقةٌ بمكارم الأخلاق لا بغرضِ الإبقاءِ على شعرة الوَحدة التي تتحكَّمُ ببقائها من عدمه عواملُ ليست بهذه الخفة.
ولذا فَإنَّنا سنعتبرُ مَن تم انتهاكُ آدميتهم من أبناء الشمال بأدوات أبو ظبي مثلهم مثل من انتهكوا من الجنوبيين الذي تمتلئ بهم المعتقلاتُ أَو الذي تمت تصفيتُهم أَو حتى من تم منعُهم من حق العودة إلى بلادهم وعلى رأسهم هادي ووزراؤه.
كتب : جمال عامر
المزيد في هذا القسم:
- أحلام الحاكم بأمره لا تتحقق: عام الخيبات «السلمانية» المرصاد نت في مثل هذا اليوم من عام 2017، اعتلى محمد بن سلمان سدّة ولاية العهد في السعودية. تطوّر فتح الباب على تغيرات كثيرة وعميقة في البلاد كان الأمير الشاب ...
- نفس الابتسامات .. نفس النوايا ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت بعد طغيان وعنجهية واجرام لأكثر من عام ونصف ، جاءت أمريكا وبريطانيا ومعهما دلال الامم المتحدة ليدعوا إلى وقف النار بشكل فوري في اليمن وإيقاف ما أسمي...
- الخطيئة الكبرى في تاريخ اليمن المعاصر! المرصاد نت أخطاء كثيرة في تاريخ اليمن السياسي كلفت اليمن واليمنيين الكثير من التضحيات اعتاد المجتمع اليمني على تجاوزها والتغلب علی آثارها بالصبر واحتمال المشا...
- متعهدي كلفوت يتحدون مجلس الأمن الدولي يبدو ان مجلس الأمن الدولي قد وقع في تباين عجيب وغريب إزاء الوضع المرتبك والمعقد في اليمن بما يتناقض مع المعطى السياسي الشامل في التوجه الجديد لمنطقة الجزيرة ا...
- استقلال الجنوب! واجب وطني ! تمثلت عصابه 7 يوليو 94م التي أجرمت بحق اليمنيين في جنوب الوطن وارتكبت أبشع الأخطاء والانتهاكات ولا تزال آثارها حتى اليوم تنكأ قلوب ساكني مدن عدن والمكلا وغيره...
- الخطر الكامن خلف الاسوار الامنية . المرصاد نت كتب: عبدالجبار الحاج في عهد الرئيس الارياني وخاصة بعد توقيع اتفاقية جدة السرية عام 70 كان من نتاج هذا الاتفاق ان غدت الاستخبا...
- انتصرت غزة وهُزمت الدولة اللقيطة يخرجُ الكيان الصهيوني - وقد خسر الحرب في غزة - خسر اكثر حلفاءه التاريخيين - خسر ثلثي اقتصاده - خسر وحدته الداخلية - وخسر معادلة الردع العسكرية - خسر اثنان...
- خيبات .. وعزائم ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت نصطدم كثيرا ونصاب بالإحباط مرات كثيرة ومع ذلك نستمر في السير نحو الهدف السامي الذي ينتظرنا بل الأهداف الكثيرة السامية التي تنتظرنا على طول ال...
- الساسة العرب حين يوارون سوءاتهم بايران ! بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نت هل على إيران أن تتخلى عن إرادة النهضة لان الدماغ العربي يتحسس من الفعل “نهض” بكل اشتقاقاته؟هل علي أن العن إيران لان العرب فاشلون؟وهل...
- الجذور التاريخية للصراع اليمني – السعودي "1" المرصاد نت جذر المشكلة وأسباب الصراع التاريخي وحروب آل سعود ضد اليمن ليس وليد اللحظة التي ظهر فيها أنصار الله كقوة سياسية وعسكرية كما يزعم البعض فهذا القول مرد...