المرصاد نت
هل على إيران أن تتخلى عن إرادة النهضة لان الدماغ العربي يتحسس من الفعل
“نهض” بكل اشتقاقاته؟
هل علي أن العن إيران لان العرب فاشلون؟
وهل إذا شتمت إيران سينعتق العرب من حالة التخلف الشامل الذي يغرقون فيه إلى الأذقان؟
لحظتها كنت سأتعبد الله بشتيمة إيران وسأظل اشتم واشتم لأمد السياسي العربي بالطاقة الكافية لاقتحام الفضاء والعروج الى السماء السابعة.
قد نشعر عقيب كل جرعة كاملة من الشتيمة نسقطها على إيران بنوع من الهدوء النفسي لكنه هدوء مؤقت وستظل إيران تراكم انجازاتها ونحن نراكم فشلنا، وهكذا دوليك، إيران تنجز ونحن نشبعها شتيمة، وفي النهاية إيران صار لديها مفاعلات نووية ونحن لدينا شتائم نووية.
ليس على إيران أن تكون فاشلة حتى لا تنجرح عاطفة العرب وليس عليها أن تبقى جامدة لأن السياسي العربي يغط في نوم عميق وعليها ألا تعكر نومته السامية.
منذ عقدين وإيران تشهد ثورة علمية تعبّر عن نفسها في تضاؤل الفجوة بينها وبين البلدان الصناعية في ميدان التكنولوجيات الناشئة وفي الصناعات العسكرية. ومن الطرائف المضحكة المبكية معا في العام الماضي (2015) أن عالم الفيزياء الفلكي الجزائري نضال قسوم نشر صورة على حسابه في توتير لاقتران المشتري مع الزهرة فوق مسجد الرسول الأعظم بإيران، فالغي عدد من متابعيه متابعتهم احتجاجا على نشر الصورة ناهيك عن التعليقات الجارحة. وفي مرة أخرى سئل قسوم عن المستوى العلمي لعلماء إيران، فرد بأنهم يحتلون المرتبة الثانية على مستوى العالم الإسلامي، وهنا دخل معلق خليجي يحذره من الانخداع بإيران فهم على حده ينشرون هذه الإخبار لإضعاف همته وتحطيم نفسيتهم.
لا أدرى ما هي همتهم التي يتحدث عنها، لكن المثير أكثر أن بائسا كهذا لازال يتلقى دروسا مكثفة في كيف يتبول بطريقة شرعية يريد أن يعلم الدكتور قسوم دروسا في النباهة حتى لا يكون ساذجا. ومع ذلك رد عليه الدكتور قسوم بتواضع العلماء بأنه اعتمد في كلامه على بيانات اليونسيف.
الناقد والمخرج المغربي بنشليخة يقارن بشيء من السخرية وضع السينما العربية بالسينما الإيرانية، فعلى حده استطاعت الاخيرة أن تفرض نفسها عالميا وتكرم في أكبر المحافل والمهرجانات وباتت تعد من الدول الثلاث الأولى في العالم لفوزها بأكثر من 148جائزة دولية ومشاركتها في أكثر من 15 مهرجان دولي. وتمكن السينمائيون الإيرانيون بفضل كفاءتهم من تقديم أفلام واقعية تحمل رسائل إنسانية ومسحة جمالية تحترم القيم ولا تشتم في التراث ولا تتاجر بجسد المرأة ومن دون أن تكشف حتى غطاء رأسها.
كيف نفسر هذه المعضلة للعقل السياسي العربي؟
في مقاربته بعنوان “حفريات في الذهنية السياسية العربية”، يشير الدكتور سامي عطا أستاذ فلسفة العلوم في جامعة عدن إلى الاستراتيجية التي يتبعها السياسي العربي وتقوم على قاعدة “قانون مورفي” القائل بأن نظافة شيء ما يتعلق باتساخ آخر. فالسياسي العربي يحاول التغطية على مساوئه بإبراز مساوى خصومه ومجهرتها.
ويضيف الدكتور عطا أن النخبة والنظام السياسي العربي بات مهووساً بمرض عضال يقوم على نظرية المؤامرة، التي صارت إحدى مفاعيل السياسة العربية والعمل السياسي المحلي، وأخذت تؤدي وظيفتين. فمن ناحية يلجأ لها السياسيون العرب ملاذاً آمناً لتبرير فشلهم السياسي، كما يتخذونها وسيلة للحشد الشعبي والجماهيري ووسيلة من وسائل شرعية وديمومة أنظمة حكمهم وحماية الوطن من المخاطر الخارجية. لذا يجدون في البعبع الإيراني شماعة مناسبة يعلق الأنظمة العربية التوتاليتارية عليها فشلها أمام كل الاستحقاقات العربية.
ومن الاستراتيجيات التي يستخدمونها لتعطيل وعي الجماهير وتجاوز التحليل العقلاني، استثارة العواطف البدائية العصبوية والمخاوف الانفعالية واستنهاضها في اللاوعي أو العقل الباطن.
يقال أن العربي تحركه مخاوفه أكثر من طموحاته ويرى الأحداث بعواطفه لا بالتحليل العقلاني. وقديما كانت كائنات وأشباح خيالية كالسعالي والغيلان والجن والنسانس والعفاريت وأم الصبيان تثير مخاوف الإنسان العربي وقد يدخل معها في قتال عنيف ويخوض معاركا بطولية وقد يقتلها وقد تقتله. من ذلك، اتهام السعالي بأنها وراء اغتيال عدد من الشخصيات مثل “المغني الغريض” صاحب الصوت الرخيم وكانت قد منعته من الغناء (ربما لأن الغناء محرم في مذهب ابي سعلية)، وذات ليلة سولت له نفسه الغناء فقتلته فورا.
وقد يدخل العربي مع الكائنات الخيالية بعلاقة صداقة، يقول أحد الشعراء عن صداقته مع الغول:
فلله در الغول أي رفيقة *** لصاحب قفر خائف يتستر
وقد تتطور العلاقة إلى عشق وغرام ينتهي بالزواج (الزواج المركب كما يسميه الجاحظ)، فعمرو بن يربوع التميمي تزوج سعلاة وأقامت معه زمنا في بني تميم.
الأشباح وغيرها من الكائنات الخيالية التي كانت عند العربي القديم قد تحولت لأشباح سياسية عند العربي المعاصر ومنها الشبح الإيراني المحتال الشرير المخيف وأم العفاريت التي تنشر الخراب في باحتنا العربية وتوحي لشياطينها يشغبون على أهل التوحيد.
المزيد في هذا القسم:
- اليمنيون وتحديات الحرب ... حسام مطر بالإستناد الى سياق سياسات واشنطن وحلفائها في المنطقة، يمكن القول إن ما يشهده اليمن لا يمكن إلا أن يكون متوقّعاً. كلّ بلد يخرج عن سيطرة السعودية يجب دفعه الى ح...
- انتصارات جيشنا الجيش العربي السوري تغيير المعادلات في المنطقة والعالم..! لقد أكدت الأحدث في ثلاث أعوام مضت أن ما يجري في سورية المقاومة مؤامرة كونية "حرب عالمية ثالثة "تشن من دول استعمارية غربية وإقليمية اشتهرت بعدائها للعرب وللعرو...
- السعودية الناصرية وليس القطة التي تأكل ابنائها ! بقلم : آزال الجاوي المرصاد نت في ظل حالة تمرد عربية او بالأصح حالة من التيه والضياع تستعيد القوى الاقليمية التاريخية (ايران + تركيا) بمساعدة من الدول العظمى تقاسم النفوذ بعد تنا...
- «المجلس الإنتقالي»... بين الموت والبعث من جديد المرصاد نت المرمنذ تأسيسه، ارتكز «المجلس الإنتقالي» على أفكار هلامية دون ضوابط وأدبيات واضحة تحدد ماهيته والهدف من إنشائه وطريقته وأسلوب عمله. وبع...
- القاعدة تفضح لجان التحقيق الرسمية! تنظيم القاعدة الارهابي يقدم تقريره ويحكي روايته الكاملة والتفصيلية لجريمة اقتحام السجن المركزي بصنعاء وتهريب قرابة 29من اخطر عناصره وقد جاء ذلك في شريط ...
- مجزرة الحديدة .. ماذا بعد؟! المرصاد نت يغرق العدوان في صلفه وإجرامه ويستمرئ في وحشيته وإرهابه يقتل بشراهة ويفتك بتلذذ متكئا على العصا الأمريكية والتواطؤ الأممي والدولي القذر الذي يمثل ال...
- شغل بقالة وليس دوله .. نحن شركاء ولسنا أُجَریٰ! المرصاد نت صرخه صادقه أطلقها سلطان السامعي أحد القيادات الوطنيه المحترمه المتصديه للعدوان وهي نصيحة المحب وإمتداد لسيل جارف من النصائح والمشورات الصائبه للمئا...
- البراكين اليمنية ومعادلة الردع الجديدة ! بقلم : محمد أبونايف المرصاد نت تشكل معادلة الردع الجديدة خياراً إستراتيجياً حاسماً كموقف حق مشروع ولقد أثبتت القيادة الحكيمة والعقل الإستراتيجي الذي يدير الصراع ويقود ال...
- تهديدات قديمة لاتضر ولا تسمن ولاتغني من جوع المرصاد-متابعات كتب: رشيد الحداد عشية «قمة العشرين» المزمع عقدها في الرياض يومَي 21 و22 الجاري، صعّدت صنعاء رسائلها إلى السعودية وداعميها الغربيين، مؤكّ...
- شخبطة بن عمر.. كتاب المرصاد : جرأة جمال بن عمر في اللعب بمصير اليمن والقفز به خطوات غير مدروسة في الهواء لم تأت من فراغ .. أنا شاهدت بنفسي كيف تنبطح القوى السياسي...