
المراقب المهتم للشـأن السياسي الجنوبي يلاحظ أن التقدم البارز للحراك جماهيريا لم يواكبه بنفس القدر تطور على المستوى الفوقي القيادي الذي لا يميز بين حماسية الخطاب التعبوي و عقلانية التعاطي السياسي ، بينما الف باء الادارة الكفؤه الناجحة البحث عن ما يمكن من عثرات بين الركام الذي خرج به حوار / موفنبيك لإحداث ثغرة للنفاذ منها ، من استخلاصات كل القراءات الجنوبية لمخرجات حوار / موفنبيك يمكن الـتأشير على ثلاث نقاط تمثل خاصرته الرخوة و التي في حال وجود فريق سياسي قانوني اعلامي جنوبي من خلالها يمكنه قلب الطاولة على راس النوايا الشريرة للقوى التقليدية الشمالية المتـأسلمة و نلخصها في الآتي :
- وحدة الاقليمين .
- حق تحديد المكانة السياسية للإقليم .
- الاقلمة اثنان في الجنوب .
لا شك ان التحول نحو الدولة المدنية شمالا يمهد للذهاب نحو تسوية سياسية مقنعه للجنوبيين بعد أن يتم شرعنه النقاط السالفة الذكر في الدستور القادم و نـأتيها من آخــر نقطة التي تقول : اقليمين في الجنوب ( عدن + حضرموت ) ، عدم القبول المبدئي بالأقلمة لا يعني بالضرورة عـدم مطالبتنا بمعرفة جدية تدخل الضامن الاممي من خلال منع الخلط و التداخل بين الشمال و الجنوب في الاقلمة عبر إعادة المديريات الشمالية للشمال و الجنوبية للجنوب ، البدء بمثل هذه الخطوة مع بساطتها إلا انها تبعث برسائل طمـأنة على ايجابية التدخل الاممي – ايضا – تمريرها بسلاسة مؤشر على وجود شريك شمالي يعترف بالندية و لدية مصداقية .
النقطتان الآخريتان و هما وحدة الاقاليم و تحديدا ( عدن + حضرموت ) مع حق تحديد المكانة السياسية التي تعني حق تقرير المصير للإقليم بعد تضمينها في الدستور القادم تحتاج الى حسن نوايا لإنفاذها على الارض ، بمعنى ان لا تقف عند مجرد اقرارها كنصوص دستورية بقدر ما يتطلب الامر وجود شريك شمالي جاد مع متابعة اممية ايجابية ضامنة لحقوق طرفي التعاقد الجديد ، يظل اكثر ما يثير قلق الجنوبيين راهنا و يحول دون اندماجهم الكامل بالعملية السياسية الجارية تكشف نوايا القوى التقليدية الشمالية القبيلة العسكرية المتـأسلمة باستخدام شعار ( الاقلمة ) كذريعة ايدلوجية لابتلاع الجنوب مرة أخرى ، نوايا لم تعد مخفية كما في السابق تطل باستحياء بين حين و اخر من خلال تصريحات خجولة و مقتضبة فالمعلومات المتوفرة تؤكد وجود خطط للدفع بموجات بشرية لإحداث ازاحة سكانية تنهي معالم وجود شريك جنوبي على الواقع ، نذر الازاحة السكانية تحدي جدي راهنا و مستقبلا يطيح ببارقة الامل الذي أنعشها في الروح الاهتمام الاممي بإيجاد حل عادل و مُرضي للجنوبيين ، مشروع الازاحة السكانية قديم ابدعة المتوفي الشيخ عبد الله حسين الاحمر و اعيد استعارته و تجديد صلاحيته من قبل القوى التقليدية الشمالية المـتــأسلمة ما بعد انفضاض مولد حوار / موفنبيك بـأعتبارة يمكنها من ( تفيد ) مخرجاته ميدانيا ، تحدي مصيري على الجنوبيين مقابلته بحملة علاقات عامة مرجعيتها جبهة سياسية قانونية اعلامية محترفة و اول شروط نجاحها ان تتمتع بحرية الحركة و الثقة للحيلولة دون تمرير مخطط ( الازاحة السكانية ) عن طريق الحيل و اللعب السياسية التي اعتادت عليها القوى التقليدية الشمالية المتاسلمة .
* منسق ملتقى ابين للتصالح و التسامح و التضامن
المزيد في هذا القسم:
- ماذا وراء التصعيد الامريكي الجديد ؟ بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نت نفى رئيس المجلس الاعلى /صالح الصماد وناطق الجيش المزاعم الامريكية تعرض بارجات تابعة لها قبالة السواحل اليمنية لهجوم صاروخي من الاراضي اليمنية الواق...
- حلقات مفقودة وأخرى متشابكة! المرصاد نت للمرة الثانية خلال شهر يعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة بطلب من بريطانيا لمناقشة تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة فيما كان الأمين العام للأمم المتحدة قد ا...
- تعز بين نار العدوان وتوطؤ تحالف صنعاء المرصاد نت من دون مثالية أوممبالغة على القيادات السياسية والعسكرية في تعز أن تحسم أمرها وتعيد رسم مسار جديد لخياراتها أو لمساراتها السياسية والعسكرية وذلك بال...
- ترامب يؤذّن للجهاد من الرياض ! المرصاد نت بين أكثر من 50 زعيم دولة إسلامية، سينتصب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد يومين، مؤذناً فيهم بـ«الجهاد»، وملقياً خطبته العصماء، من على...
- السعودية هي ضحالة العصر.. ولا شيء آخر. المرصاد نت ماذا لو كان لدى السعودية بردّوني كالذي لدينا؟؟ماذا لو كان لديها شاعر بقامة بيت واحد للبردوني:وتقول لي مت أيها الذاويفأنسى أن أموت؟؟لو كان لدى السعو...
- أمل..؟ المرصاد نت الحرب السعودية على اليمن لم تترك بيتاً إلا وتركت فيه ذكرى من حربها الظالمة، شهيد، جريح، يتيم، جائع، واللائحة تطول. البارحة توفيت الطفلة التي فتحت ع...
- عيد الحُب أم عيد الدّم ! بقلم : أيوب إدريس المرصاد نت يا أمّي .. العالَم يحتفل بعيد الحب ..ونعيش نحن الموت هنا كل ساعة ونتجرّع ويلات الحرب كل لحظة ،،ونُسقَى كؤوس المنايا قبل كل نومة ويقظة ! أيُّ عيدِ ح...
- خطوة في الاتجاه الصحيح ! بقلم : حميد دلهام المرصاد نت ونحن نعيش اجواء العدوان الغاشم، والحصار الخانق، والاستهداف المباشر لشعبنا العظيم.. وما يطالعنا به وفد الرياض من جديد التعطيل، والتعليق، على طاول...
- هل سيطلق اللقاء القادم آخر رصاصة على نعش مسلسل الغدر والخيانة؟ المرصاد نت يعتقد الكثير بأن قيادات الأطراف اليمنية المتنازعة شكلياً انها هي من تقوم بتعيين من يمثلها إلى أي (مفاوضات) مزمعة بينها سواء بإشراف الأمم المتحدة او...
- الرياض توقف نفطها المتوجه غربا.. جهد العاجز المرصاد نت السعودية التي دخلت في عدوان همجي على اليمن تحت ذريعة حماية وإنقاذ الشرعية وإعادتها الى صنعاء وأنهاء ما سمته الإنقلاب وكانت تامل حينها أن تحقق أهداف...