المرصاد نت - متابعات
في ظل الحديث عن التغيرات الدولية الحاصلة لا سيما بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا لأمريكا يخرج البعض ليضع الشأن السوري ضمن الملفات القابلة للحل.
وهو الأمر الممكن ولكن ليس قبل أن تتضح سياسة الرئيس الجديد، والتي ستأخذ وقتاً. مما يعني أن الفرصة الآن هي فقط للميدان، والذي يتجه لتعزيز وضع الجيش السوري وحلفائه كافة. فماذا في بقاء الخيار العسكري حالياً فيما يخص الأزمة السورية؟ وكيف تترقب أمريكا ذلك؟ وما هو التوصيف الأمثل للمشهد السوري بمنظاره الدولي؟
السلوك الروسي: التوجه نحو الحسم العسكري في ظل ترقبٍ أمريكي
لا شك أن التطورات الميدانية في حلب تؤكد توجه الأطراف الحليفة للجيش السوري نحو الحسم العسكري. وهو الأمر الذي باتت حديث أروقة وزارة الدفاع الأمريكية. حيث نقلت قناة روسيا اليوم عن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية ترقبها لقيام القوات الروسية بعملية جوية مكثفة في مدينة حلب، بمشاركة القاذفات الحربية العاملة على متن حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" والتي وصلت إلى قبالة السواحل السورية. وأوضحت القناة أن مقاتلات "سو ــ 33" و"ميغ ــ 29 كا" قد بدأت بالتحليق فوق الأراضي السورية، انطلاقاً من حاملة الطائرات، في حين قد تنضم أيضاً الى العملية المرتقبة، لفرقاطة "الأميرال غريغوروفيتش" المزوّدة بصواريخ "كاليبر" والموجودة شرق المتوسط.
الترويج الأمريكي الإستباقي: إستفاقة متأخرة
أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما كان قد وجه أوامره للبنتاغون منذ يومين، لملاحقة وقتل مسؤولي تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في سوريا. في حين روَّجت وزارة الدفاع الأمريكي الى أن الموضوع محسوم حيث أن الرئيس (اوباما) لا يريد لهذا التنظيم أن يرث سوريا بحسب تعبير الصحيفة. وهو ما جعل العديد من المراقبين يربطون السلوك الأمريكي بالفراغ الذي سيحصل نتيجة انتقال الرئاسة الأمريكية الى الخلف ترامب. حيث أن أوباما يعتقد بأنه بهكذا قرار قد يُعطي دوراً ما لأمريكا في الملف السوري لحين اتضاح المشهد وسياسات الرئيس الجديد. بينما شكَّكت القيادة العسكرية الروسية بجدية قرار أوباما خصوصاً أنه لم يظهر أي أثر عملي له، دون أن ينسى أحد أن أمريكا نفسها هي التي كانت تعتبر هذه الجماعة من الأطراف المعتدلة!
المشهد السوري بالمنظار الدولي
لا شك أن السياسات الدولية للأطراف المعنية بالملف السوري، تؤثر بالمشهد السوري. لكن الواضح أن هذه السياسات وأمام التطورات الميدانية الكبرى التي يصنعها الجيش السوري وحلفاؤه، لم تعد سهلة الصنع، خصوصاً بعد أن بات واضحاً بقاء الكلمة الفصل للميدان. وهو ما يمكن إبرازه بالتالي:
أولاً: الطرفين الروسي والإيراني يعتمدان سياسات واضحة بعيدة عن الخداع، تنطلق من أُطر التنسيق مع الدولة السورية. وهو ما بدا واضحاً منذ بداية دعم كلٍ من إيران وروسيا، حيث لم تتبدَّل أسس التعاون القائمة على دعم النظام ومحاربة الإرهاب. وهم اليوم يسيرون نحو تفعيل الدعم على الصعيد العسكري، لا سيما في ظل الحديث عن أن الشهرين الحاليين تعتبر من الأشهر الحاسمة. خصوصاً مع ربطها بما يجري من تغيُّرات دولية وتحديداً وصول رئيسٍ أمريكي جديد وما يعنيه ذلك من تبعات.
ثانياً: الطرف الأمريكي ما يزال اللاعب المُخادع. فعلى الرغم من أن واشنطن حاولت إدخال كلٍ من روسيا وإيران في معركة استنزافٍ طويلة، إلا أنها لم تنجح في تحقيق أهدافها لا سيما بعد فشل حلفائها الخليجيين وكذلك التركي. وفيما يجري اليوم الحديث عن تغيُّر قد يحصل نتيجة وصول ترامب لسدة الرئاسة، إلا أن ذلك يحتاج الى وقت كما أن ترامب لا يملك وحده القدرة على صنع القرار في القضايا الكبرى. بل هو جزء من مؤسسات أمريكية أهمها جماعات الضغط أو اللوبيات والتي تلعب دوراً أساسياً في تحديد الخيارات الإستراتيجية. كما أن التغيُّر في إدارة البيت الأبيض، يبدو أنه سيُلقي بظلاله على العلاقات بين أمريكا وحلفائها، لا سيما الخليجيين والغرب.
ثالثاً: يمكن الإشارة الى أن الطرف التركي الساعي الى تحسين أوراقه في اللعبة السورية، لا يمتلك جرأة التنفيذ أو التفرد بخيارات قد تُعيده الى ما قبل انعطافته نحو روسيا. خصوصاً أن وضعه الداخلي يزداد تعقيداً في ظل حملة التطهير السياسي التي يقودها أردوغان. كما أن الجماعات التي كانت أنقرة تعتمد عليها في سوريا باتت ضعيفة حكماً.
ما هي الأولوية اليوم؟
إن الواقع الميداني السوري أصبح أكثر تعقيداً بالنسبة لأمريكا وحلفائها كما بالنسبة للجماعات الإرهابية. حيث أن الأخيرة كانت وما تزال تُمثِّل الورقة الأساسية الميدانية لأمريكا وحلفائها، وهو ما يعني أن واقع هذه الجماعات والتي تعيش حالة من التقهقر والفشل، سيؤدي الى تحسين شروط الميدان للجيش السوري وحلفائه. وهو ما سينعكس حتماً على نتائج الأزمة السورية. حيث يبدو واضحاً أن المرحلة الحالية هي مرحلة فاصلة، خصوصاً تلك التي تمتد بين إنتهاء عهد أوباما وتسلم ترامب السلطة فعلياً. مما يمكن أن يكون فرصة للجانب السوري وحلفائه لحسم الواقع في الميدان العسكري. وهو ما سيؤدي لإبرام تفاهمات سيرضخ لها الطرف الإمريكي المتجه للخسارة في الأوراق الميدانية والتي ستكون لصالح الشعب السوري حتماً.
الوقت
المزيد في هذا القسم:
- لقاء بوتين ــ إردوغان : «مقايضة» بين إدلب وشرق الفرات ! المرصاد نت - متابعات حمل لقاء الرئيسين الروسي والتركي أمس في موسكو إشارات «إيجابية» من شأنها تخفيض التوتر الذي يشوب العلاقة بين البلدين. اللقاء الذي يأتي بعد ...
- شراكة عربية غربية في حصار سوريا ... وخرائط الغاز تسعّر التوتر شرقي المتوسط ! المرصاد نت - متابعات بلا لبس، وبكامل الأدوات والسبل المتاحة أعلن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الحصار الكامل على سوريا. فبالإضافة إلى الضغوط التي تمارسها واشن...
- داعش تستخدم الغام و أسلحة من مخلفات النازية في هجماتها ضد مصر المرصاد نت - متابعات كشفت صحيفة نيوزويك الإسبوعية في إصدارها الأخير عن إستخدام داعش والتنظيمات الجهادية الأخرى لمخزون الألغام و الاسلحة الذي دفنته المانيا الن...
- غارات للتحالف على مواقع لـ "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" في سورية قال المرصد السوري المعارض، اليوم الخميس، إنّ غارات جوية شنّتها قوات التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة تحت عنوان محاربة داعش، استهدفت "جبهة النصرة" في محافظة ...
- فنزويلا توسّع الشراكة مع الصين: جرعة ثقة في وجه واشنطن المرصاد نت - سعيد محمد بدت زيارة الرئيس الفنزويلي الأخيرة لبكين بمثابة نقلة استراتيجية للطرفين على حد سواء، إذ إن الاتفاقات والتفاهمات التي تمّ التوصل إليها ت...
- المغرب و«البوليساريو» إلى برلين .. «مفاوضات مباشرة» برعاية أممية المرصاد نت - عبيد أعبيد تشير معظم التقديرات والتصريحات إلى أنّ العاصمة الألمانية برلين، تتحضر لاستقبال «مفاوضات مباشرة» بين المغرب و«البوليس...
- الجزائر : الشارع يرفض الرئيس المؤقت.. لحلّ سياسي يضمن التغيير! المرصاد نت - متابعات رفض الشارع «المسار الدستوري» الذي أوصل رئيس مجلس الأمة السابق عبد القادر بن صالح إلى رئاسة الجمهورية لمدة أقصاها 90 يوماً على...
- هنا بغداد... العاصمة التي تنهض من تحت الرماد المرصاد نت - واصف عواضة ها هي بغداد تنهض اليوم من تحت الرماد. للمرة الأولى منذ زمن طويل كان قلبها يضج بالحياة حتى ساعات الفجر الأولى مع احتفالات أبنائها بالنص...
- 'الجاستا الأميركية ' ومقدمات كنس النظام السعودي 'القسم الثاني ' المرصاد نت - متابعات أضاء قانون "جاستا" الإمبريالي جوانب حقيرة أخرى من أكذوبة مؤامرة (11 سبتمبر 2001) التي دفع المسلمون والعرب بجريرتها حتى الآن وما زالت ا...
- عدوى انفصال كتالونيا تطال إقليمين إيطاليين! المرصاد نت - متابعات طالت عدوى انفصال كتالونيا إقليمين إيطاليين حيث سيجريان يوم 22 أكتوبر استفتاء للمطالبة باستقلال أكبر عن روما بحسب ما ذكرته صحيفة بريطانية....