القاهرة تتحمّس لوساطة أميركية في أزمة «سد النهضة»

المرصاد نت - متابعات

بعد يوم على التصعيد الإثيوبي في ملف «سدّ النهضة» والتلميح إلى جاهزية أديس أبابا لأيّ عمل عسكري قبلت القاهرة دعوة وجّهتها واشنطن إلى عقد اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية مصرEgypt2019.10.23 والسودان وإثيوبيا في الولايات المتحدة وفق ما أعلنت الخارجية المصرية علماً أن المصريين سعوا منذ أسابيع إلى توسيط الأميركيين في هذا الملف بعد العجز الذي بدت عليه الدولة المصرية في مواجهة الإصرار الإثيوبي.

وقالت الخارجية المصرية في بيان أمس إن «الدعوة التي قبلتها مصر على الفور (تأتي) اتساقاً مع سياستها الثابتة لتفعيل بنود اتفاق إعلان المبادئ وثقةً في المساعي الحميدة التي تبذلها الولايات المتحدة» لكن البيان لم يحدد موعد الاجتماع ولم يذكر ما إذا كان السودان وإثيوبيا قد قبلا الدعوة الأميركية، في وقت يُنتظر فيه اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على هامش القمة الروسية - الأفريقية التي بدأت أعمالها أمس في سوتشي.

بدورها أعلنت روسيا على لسان مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف أنها «مستعدة» للوساطة بين البلدين، موضحة أنه «إذا طلبوا منا نحن على استعداد. لدينا علاقات ممتازة مع أديس أبابا والقاهرة».

ويمثل ملف مفاوضات "سد النهضة" المتعثرة بين اثيوبيا ومصر حيزا كبيرا من المناوشات التي تجري على هامش اعمال القمة بين الجانبين والاطراف الاخرى، كما أعلنت روسيا أنها مستعدة للتوسط لتسوية النزاع.

وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "تم التطرق إلى مسألة السد واستخدام المياه خلال لقاء فلاديمير بوتين مع الرئيس المصري وثم مع رئيس وزراء اثيوبيا".

وأعلن أن بوتين قال للمسؤولين إن عليهما الاستفادة من وجودهما في سوتشي "لبحث مخاوفهما بشكل مباشر" مقترحا حتى تقديم "المساعدة".

كما بحث رئيس الوزراء الاثيوبي أبيي أحمد مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس على هامش قمة سوتشي في خلافهما حول مشروع بناء السد على نهر النيل. وقال مصدر دبلوماسي مصري إن اللقاء دام 45 دقيقة "في أجواء إيجابية" وسلم أبيي أحمد "رسالة" لعبد الفتاح السيسي بشأن سد النهضة من دون كشف مضمون المباحثات.

لكن مصر تشعر بالقلق من أن السد الضخم سيقلل من تدفق مياه النيل بشدة وينتهك "حقوقها التاريخية" بموجب المعاهدات التي تعود الى عقود. وقالت أديس أبابا إن السد الذي تبلغ كلفته أربعة مليارات دولار سيبدأ بتوليد الطاقة بحلول نهاية عام 2020م وسيبدأ تشغيله بالكامل بحلول عام 2022.

والمحادثات بين مصر وإثيوبيا والسودان تراوح مكانها منذ تسع سنوات. ومطلع الشهر وصلت المفاوضات في الخرطوم إلى "طريق مسدود" بحسب القاهرة التي تسعى للحصول على وساطة دولية، وهو ما رفضته اثيوبيا معتبرة أنه "انكار غير مبرر للتقدم" المحرز خلال المفاوضات. ويرى محللون أن غياب اتفاق بين أديس أبابا والقاهرة والخرطوم قد يثير نزاعا بين الدول الثلاث مع عواقب إنسانية خطيرة.

وكانت مصر أعلنت رفضها تصريحات أحمد بـ«إمكانية خوض حرب» لحماية «النهضة». وقال بيان للخارجية في هذا الشأن إن القاهرة تعرب عن «صدمتها ومتابعتها بقلق بالغ وأسف شديد التصريحات التي نُقلت إعلامياً ومنسوبة إلى رئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي» معتبراً أنها «إذا ما صحت... فهي تضمنت إشارات سلبية وتلميحات غير مقبولة اتصالاً بكيفية التعامل مع ملف سد النهضة».

وفي وقت سابق نقل إعلامي إثيوبي محلي عن رئيس وزراء بلاده أن «الحرب لا يمكن أن تكون حلاً. إذا لزم الأمر يمكن لإثيوبيا حشد مليون شخص (للمواجهة). لا يمكن لأي قوة أن تمنع إثيوبيا من بناء السد». وهو ما استغربه البيان المصري «لأنه لم يكن من الملائم الخوض في أطروحات تنطوي على تناول لخيارات عسكرية خاصة أنه لم تمرّ سوى أيام على حصول رئيس الوزراء الإثيوبي على جائزة نوبل للسلام وحفاوتها بها».

من جهتها نفت السفارة الإسرائيلية لدى القاهرة قيام تل أبيب بدعم «سد النهضة» بنظم دفاعية متمنّيةً «أن تُحلّ المسألة بين الجانبين المصري والإثيوبي... لنا علاقات جيدة مع إثيوبيا وعلاقتنا مع مصر على أفضل حال».

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية