قادة «الحلفاء» في دمشق: نحو ربط العواصم براً... وطرد الأميركيين !

المرصاد نت - متابعات

أكد الرئيس  بشار الأسد أن العلاقة التي تجمع سوريا بإيران والعراق متينة وتعززت خلال فترة الحرب في مواجهة الإرهاب جاء ذلك خلال استقباله وفداً عسكرياً إيرانياً عراقياً Damscuas2019.3.19مشتركاً ضم رئيسي أركان البلدين حيث أكد الرئيس الأسد إنّ اللقاء يعبر عن "وحدة المعركة والخندق والعدو" كما رأى أنّ "الإرهابيين واجهة للدول التي تقف خلفهم وتدعمهم".

وكذلك أكد وزير الدفاع السوري علي أيوب أن أي وجود عسكري لأي دولة كانت من دون دعوة من الدولة السورية هو وجود احتلالي.

وبعد لقائه رئيسي الأركان العراقي عثمان الغانمي والإيراني محمد باقري قال أيوب إن الورقة الوحيدة المتبقية في أيدي الأميركيين وحلفائهم هي قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مشيراً إلى أن دمشق ستتعامل مع هذه القوات إما بأسلوب المصالحات أو بتحرير الأراضي التي تسيطر عليها بالقوة.

من جهته كشف الغانمي أن الأيام المقبلة ستشهد فتح منفذ حدودي بين العراق وسوريا. أما باقري فأكد أن إيران دخلت سوريا بدعوة من الجانب السوري وستبقى ما دامت الدولة السورية تطلب ذلك وطالب باقري بضرورة مغادرة القوات الموجودة بشكل غير شرعي في سوريا بأسرع وقت ممكن.

كما انعقد أمس في دمشق اجتماع رفيع المستوى ضمّ وزير الدفاع السوري العماد علي عبد الله أيوب ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري ورئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي. وأعقب الاجتماع مؤتمر صحافي مشترك تناول العناوين الأساسية التي بُحثَت في «القمة العسكرية». كذلك التقى الوفدان العراقي والإيراني الرئيس السوري بشار الأسد بحضور وزير دفاعه. وأكد الأسد أمام الحاضرين أن «العلاقة التي تجمع سوريا وإيران والعراق علاقة متينة تعززت خلال فترة الحرب، حين امتزجت دماء القوات المسلحة السورية والإيرانية والعراقية في مواجهة الإرهاب».

وتشي أجواء المشاورات الثلاثية بانطلاق الإعداد لمرحلة مختلفة من الصراع يكون فيها الإمساك بالحدود العراقية ـــ السورية والسيطرة على المعابر بين البلدين هو المهمة الأساسية، مع ما يعنيه الأمر من تحدٍّ للأميركيين الموجودين في التنف عند نقطة التقاء الحدود الأردنية مع السورية والعراقية بالإضافة إلى شرقيّ الفرات حيث تنتشر القواعد الأميركية بالتعاون مع القوات الكردية. كذلك يحضر هنا العنصر الإسرائيلي؛ إذ يُعَدّ الإمساك بالحدود وفتح المعابر ووصل الدول الثلاث بعضها ببعض لتصبح طريق طهران ــ بيروت سالكة برّاً «مسألة أمن قومي» بالنسبة إلى إسرائيل التي صرّحت بذلك في مرات عدة سابقاً.

وبهذا الخصوص شدد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، على أن فتح المنافذ الحدودية «أمر مهم وحساس للمبادلات التجارية، ولتنقل السياح والزوار الإيرانيين انطلاقاً من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى العراق، ومن العراق إلى سوريا». كذلك أعلن رئيس أركان الجيش العراقي أن «الأيام المقبلة ستشهد فتح المعبر الحدودي بين سوريا والعراق (البوكمال ـــ القائم) واستمرار الزيارات والتجارة المتبادلة».

وتربط بين سوريا والعراق ثلاثة معابر مغلقة حالياً هي معبر البوكمال ـــ القائم المحاذي لمنطقة المعارك بين «قسد» المدعومة أميركياً وتنظيم «داعش» وهو تحت سيطرة القوات الحكومية في دير الزور وممرّ اليعربية الواقع تحت سيطرة التنظيمات الكردية المسلحة في محافظة الحسكة في الشمال الشرقي وأخيراً معبر التنف الذي تسيطر عليه قوات من «التحالف الدولي» وخصوصاً الأميركيين مع فصائل مسلحة تدعمها.

  وإلى جانب ملف الحدود العراقية السورية حضر على طاولة المباحثات ملف الوجود الأميركي في سوريا وسبل إنهائه بالإضافة إلى ملف إدلب التي لا تزال تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية. وفي هذا الإطار أشار وزير الدفاع السوري العماد علي أيوب إلى أن «عوامل القوة متوافرة لدى الجيش السوري لإخراج القوات الأميركية المحتلة من التنف»، مؤكداً أن «أميركا وغيرها سيخرجون من سوريا». ولفت إلى أن الورقة الباقية مع القوات الأميركية هي «قسد» و«سنتعامل معهم إما بالمصالحات وإما بتحرير الأرض»، مضيفاً أن «خيارنا أن نعيش كسوريين بعضنا مع بعض إلى الأبد/ وفق مشيئتنا وليس مشيئة الآخرين».

من جهته لفت اللواء الإيراني محمد باقري إلى أنه «جرى التأكيد في هذا الاجتماع لسيادة الدول الثلاث على أراضيها ورفض أي وجود عسكري بصورة غير شرعية وتحت أي ذرائع لتبرير هذا الوجود في منطقة الجزيرة السورية أو إدلب أو التنف ودرسنا السبل التي يجب أن نتخذها لإعادة هذه الأراضي إلى السيادة السورية والقرار النهائي يعود للدولة السورية والجيش السوري» في إشارة إلى الوجودين العسكريَّين الأميركي بالدرجة الأولى ثم التركي.

وفي ما يتعلق بمسألة إدلب رأى وزير الدفاع السوري أن «إدلب لن تكون استثناءً أبداً، فهي واحدة من مناطق خفض التصعيد الأربع التي حُدِّدَت حيث عادت المناطق الثلاث الأخرى إلى كنف الدولة السورية وهذا ما ستؤول إليه الأمور في إدلب وغيرها». وحول الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، علّق العماد أيوب قائلاً: «نتصدّى بكفاءة وحرفية عالية لجميع الاعتداءات الإسرائيلية ويجري إسقاط معظم الصواريخ المعادية وهذا يعني إفشال أهداف العدوان».

ولعلّ أبرز ما ميّز اجتماعات أمس أيضاً أنها جاءت في ظل غياب روسي «غير معتاد» عن اجتماعات مشابهة. وهو غياب لا يبدو خالياً من دلالات سياسية إذ إن النقاط التي ركز عليها المجتمعون ليست محلّ توافق مع روسيا الملتزمة اتفاقاتٍ مع تركيا و«تنسيقاً» مع إسرائيل وتعتبر نفسها خارج سياق الصراع مع العدو الإسرائيلي وغير معنية مباشرةً بملف ربط الدول الثلاث بعضها ببعض.

كذلك يعتقد مراقبون أن استبعاد روسيا عن الاجتماعات كان بالتوافق معها «كي لا يشكل حضورها مصدر إحراج لها أو للدول الثلاثة الأخرى نظراً لبعض النقاط الحساسة» فيما تفيد مصادر مطلعة بأن «غياب ممثّل عن روسيا كان بسبب عدم توافق برنامج الاجتماع المتفق عليه مسبقاً مع الرؤية الروسية بخصوص قضايا كالحدود والمعابر والوجود الأميركي والاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ومسألة إدلب».

عملية إيرانية ــ تركية ضد «العمّال الكردستاني»

في أول عملية من نوعها أعلنت أنقرة أمس أنها بدأت تحركاً أمنياً مشتركاً مع إيران ضد «حزب العمّال الكردستاني» (بي. كا. كا.). وقال وزير الداخلية التركي سليمان سويلو، إن العملية بدأت ضد المنظمة في المناطق الشرقية لتركيا المحاذية لحدود إيران. وأشار في كلمة أمام احتفال في ولاية أنطاليا (جنوب تركيا) أنه سيعلن نتائج العملية لاحقاً كاشفاً أن العملية نتاج «زيارات متكررة قمنا بها لإيران وزيارتهم لنا». وكان الوزير التركي قد لمّح في السادس من آذار/ مارس الجاري إلى قرب إجراء بلاده عمليات أمنية مشتركة مع إيران ضد ما تسمّيه أنقرة «منظمة بي. كا. كا. الإرهابية».

لكن الإعلان التركي لاقته طهران بتحفّظ وسارعت إلى نفي مشاركتها في العملية. إذ نقلت وكالات الأنباء عن مصدر مطّلع في الأركان الإيرانية قوله إن «عمليات الجيش التركي ضد مجموعة بي. كي. كي. بدأت صباح اليوم (أمس الاثنين) إلا أن القوات المسلحة الإيرانية لم تشارك فيها». واكتفى المصدر بالقول لوكالة «إرنا» الرسمية إن «القوات المسلحة الإیرانیة ستردّ بقوة على كل مجموعة تنوي زعزعة الأمن داخل البلاد».

وكانت الوكالة قد أفادت أمس بأن ضابطاً في حرس الحدود الإيراني قتل الأحد في محافظة كردستان غربي البلاد حيث وقع اشتباك مسلّح بين القوة المذكورة ومسلّحين لم تشر إلى هويتهم كانوا يحاولون دخول البلاد بطريقة غير شرعية عبر مدينة بانه.

الـ«بنتاغون» ينفي نية إبقاء ألف جندي في سوريا
الي ذلك نفى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد ما أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن نية الجيش الأميركي إبقاء نحو ألف من أفراده في سوريا. وقال دانفورد في بيان صدر عن «البنتاغون» يوم أمس: «لم تتضمن الخطة التي أُعلنَت في شهر شباط/ فبراير أي تعديلات ونواصل تنفيذ قرار الرئيس تقليص القوات الأميركية». وأضاف دانفورد في بيانه: «نستمر في العمل على تخطيط عسكري مفصّل مع هيئة الأركان التركية من أجل حلّ مشاكل تركيا الأمنية على طول حدودها مع سوريا وحتى اليوم كان التخطيط مثمراً وتوجد لدينا نظرة مبدئية ستُحدَّد ملامحها في الأيام المقبلة».

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية