المرصاد نت
في مثل هذه اليوم من العام 2014م قدم الأستاذ المناضل محمد سالم باسندوة رئيس حكومة الوفاق الوطني استقالته للشعب اليمني.
ورغم أن بعض أصدقائي يعاتبوني على تكرار الكتابة عن الأستاذ باسندوة وكأنه لا يوجد في اليمن شيء آخر يستحق الكتابة عنه.. إلا أن الكتابة عن شخص بحجم باسندوة تعدّ كتابة عن كل ما يهمّ اليمن واليمنيين..
عندما أكتب عن باسندوة فأنا أكتب عن ثقافة التغيير السلمي وضرورة الوفاق الوطني وأهمية الحوار السياسي..
الكتابة عن باسندوة تعني الكتابة بالضرورة عن الثورة الشعبية والثورة المضادة.. عن قضايا الوطن وهموم المواطن..
عندما تتحدث عن باسندوة لا بد وأن تتحدث عن رفض الحرب وفرض السلام.. عن رفض الوصاية الخارجية وفرض السيادة اليمنية.. عن إحساس المسؤولين بهموم الرعيّة.. عن النزاهة ونظافة اليد.. عن البساطة والتواضع ودماثة الأخلاق.. عن الاستقرار السياسي والاقتصادي والوظيفي والخدمي.. وهذا ما يفتقر إليه المواطن اليمني في الوقت الراهن.
كيف لا نكتب عن باسندوة وكل الأحداث الجارية تذكرنا بمآثره الطيبة.. دموع الشعب المنهمرة اليوم جراء الحرب الضروس تذكرنا بدموع باسندوة.. أزمة المشتقات النفطية وغلاء الغاز المنزلي وانقطاع مستدام للكهرباء وارتفاع الأسعار وانخفاض العملة وعدم صرف الرواتب.. إلخ.. كل ذلك يذكرنا بالجهود المتواضعة لحكومة باسندوة.. حتى خصومه بالأمس يتذكرونه اليوم بكل ندم وأسف!!
أيضاً حين أكتب عن السياسي الحضرمي والمناضل اليمني (باسندوة) ليس من باب المجاملة فهو لم يعد مسؤولاً، كما أن الحديث عنه ليس مجرد كلام إنشائي أو اعتباطي.. بل هو واقع عايشته منذ العام 2009م.
لقد عرفت المناضل باسندوة عن قرب.. ولذلك حين أتحدث عنه فأنا أنقل ما رأيته بأم عيني وما سمعته بأذنيّ..
رأيته وهو يرفض بشكل قاطع ومؤدب الاستجابة لمطالب أصدقاء أعزاء على قلبه..
رأيته وهو يبادر لخدمة أناس بسطاء يبحثون عن منحة علاجية في الخارج، فيبدي اهتماماً شخصياً بهم حتى يغادروا البلاد، بل ويتابع حالاتهم أثناء التداوي في الخارج.
رأيته وهو يستقبل مبتسماً ويحتضن كل من أتى إليه من الذين أساؤوا إليه ذات يوم، فيتسامح مع الجميع.
سمعته وهو ينصح بعض محدثيه عن عدم التحدث عن الآخرين، بل ويرفض الإصغاء للغيبة والنميمة السياسية، وأحياناً يحوّل مسار الحديث إلى مجال آخر كالأدب والتاريخ.
شاهدته وهو يقوم بدور الوسيط بين مختلف الأطراف السياسية بلا استثناء، وينبري لاحتواء خلافات داخل الطرف الواحد.
سمعته وهو يخوض مواجهات كلامية حادة مع بعض مسؤولين وسياسيين .. وما إن يهدأ إلا ويبادر هو بالتواصل والاعتذار حتى للمخطئين في حقه!
شاهدته وهو يرفض استلام نثريات مادية ومخصصات عينية كانت تعطى لجميع رؤساء الحكومات.
سمعته وهو يأبى مغادرة منزله والانتقال إلى المنزل المخصص لرئيس الوزراء.
شاهدته وهو يوجّه ويتابع إعادة سيارته السابقة إلى وزارة المالية.. وهو يسدد جمارك سيارته الخاصة..
رأيته وهو يبتسم فرحاً عقب إصداره قرار تخفيض أسعار المشتقات النفطية في بداية تولّيه رئاسة حكومة الوفاق.. ثم رأيته وهو يتميّز من الغيظ إثر إصرار الرئيس هادي على رفع أسعار المشتقات النفطية في2014م.
لاحظته وهو يذرف الدموع كمداً على شهداء ثورة 2011م.
سمعته وهو يحذر قيادات أمنية من المساس بالمتظاهرين ضده، الذين أحرقوا الإطارات بالقرب من مقر عمله.
رأيته وهو يرفض توجيهات رئاسية خاطئة، ومطالب حزبية ضيقة.
لم أشاهده أو أسمعه يتحدث عن أي امتيازات لشخصه أو لأي من أفراد عائلته أو أقربائه.
لم ألحظه يوماً يتحدث عن خصومه بحقد وكراهية. بل سمعته يتحدث عنهم بكل ودّ وتسامي.
رأيته يوم تقديم استقالته النهائية مبتسما ومتحدثا عن ثقل جم ومسؤولية كبيرة أزيحت من على كاهله
كما سمعته وهو يبدي خشيته من مخاطر الحركات الدينية المسلحة والمآلات الكارثية للعنف والاحتراب الداخلي وتداعيات ذلك على مزيد من استعداء واستدعاء الخارج وهو ما حدث فعلا
المزيد في هذا القسم:
- 11 أكتوبر نكبة شعب وفاجعة وطن! المرصاد نت الحقد السعودي السلولي اليهودي ليس وليد العدوان على بلادنا في 26مارس 2015م كما قد يتصور البعض، وإنما هو حقد متجذر يعود لمئات السنين، حقد يعود إلى ال...
- نحو المستقبل الواعد اقول للمهولين حتى وإن حدثت اخطاء هنا او هناك وهي مرفوضه طبعاً ويجب أن يتم تلافيها إلا انها ليست بالقدر الذي يصوره البعض وعليهم ألا يتناسوا اننا نعيش مرحله استثن...
- تعز: «مكانني ظمآن»..؟! ينعقد اليوم المؤتمر الدولي للمياه في مدينة تعز.. الحديث عن المياه في مدينة تعز مثير وذو شجون، لكننا لا نريد من المؤتمر تكرار إعلان «تعز مدينة منكوبة» دون تقدي...
- ثورة اكتوبر تتشح بالسواد في عيدها الثالث والخمسين ! بقلم : صدام عمير المرصاد نت يصادف اليوم الذكرى الثالثه والخمسين لثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيده والتي انطلقت شرارتها الاولى من جبال ردفان الشماء تلك الشراره التي...
- سر تميز قاداتنا ...... هو الإمام علي عليه السلام ! المرصاد نت أتحدى أن يظهر أحد زعماء وقادات الأمة في هذه الفترة ويكون عند أحدهم ولو جزء يسير من العلم ومن الثقافة الإسلامية الحقيقية أو حتى علم بأدنى شيئ ...
- عن يمنٍ مضى: ضريبة التاريخ المرصاد نت «الانتقام العادل لا يستدعي عقوبة»بيير كورني قد يكون اليوم هو الوقت المناسب لاستذكار تجربة «اليمن الديمقراطي الشعبي» لعدّة ...
- الحوثيون يبتلعون صنعاء بعد ديباجة طويلة من قصص الخيال والإعلام المحترف والدعايات المشوقة حول ما يرتكبه الحوثيون من جرائم ضد المجتمع اليمني، وبسبب مصاحبتها لأنا...
- ما هو سر الإمارات التى لا يعرفه أحد الاعلامى: جمال ريان من هي الامارات التي تحاول التدخل في كل شؤون الدول البعيدة عنها اليمن ليبيا سوريا واخيرا السودان لا أحد يعرف كيف لبلد مثل *"الإمارات"* ، الصغير في مساحته التي ل...
- ياسارية الضالع الضالع لم أكُـن أُريد أن أخوض في جدلية الساعة حول موعد المليونيات أو شعاراتها أو من سيعتلي هامة الجماهير ليكرر شعارات سئمناها منذ سبعة اعوام بل لا ابالغ ان...
- إقرار …تجارتي وحصادي ! بقلم : عبدالله المؤيد * المرصاد نت حاسبوني ان شئتم ,قاضوني في المحاكم ,خذوا مني ما شئتم ,نعم لقد اشتريت الاراضي بعشرات الآف الهكتارات لقد عمرت البلاد طولاً وعرضاً في اي رقعة شئت ,بكف...