المرصاد نت
لا يزال المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، في المهمة ذات العلاقة بقضية الصراع في اليمن يقوم بدور “الترزي” أو الخياط الذي يفصل لكل شخص ما يناسبه من لباس على مقاسه وهواه مع الفارق أن هذا “الترزي” وإن كان يستلم مقابل عمله أجراً إلا أنه قد يتدخل لإبداء الرأي إذا وجد أن زبائنه يطلبون تفصيلاً معيناً قد يكون غير متلائم مع ما هو سائد، وهذا ما يفتقده الأول. ولد الشيخ انسحب فجأة خلال الأسبوعين الماضيين ومعه ملف السلام وخارطته، مفسحاً للحرب قول كلمة الفصل بعد تأكيدات التحالف بالقدرة على قلب الموازين لصالحها، قبل أن يرتد إليه صوابه بتساؤل أو بتقريع من رؤسائه.
إلا أنه وحين طال أمدها أكثر مما يحتمل كون الأطفال والأبرياء هم أكثر وقودها، ودون أن يتحقق النصر الخاطف المعلن عنه في الساحل الغربي عاد بخفته المعهودة حاملاً مبادرة أو تفصيلاً للباس جديد مختلف عن سابقه ويريد أن يلبسه الأطراف وهو يعلم أنها على غير المقاس ولن تجد قبولاً. وقبل ذلك كله هو متيقن أن أي حديث معه من الجانب اليمني المسيطر في الداخل، إذا حصل رغم عبثيته فإنه لن يكون سوى اجترار لتأكيدات سابقة حول مطالب موضوعية يجب تحقيقها أولاً في ما له علاقة بفك الحصار عن الشعب اليمني وإيقاف الحرب حتى قبل الإستماع لما يمكن أن يقول.
يعود ولد الشيخ اليوم للمرة الألف لبيع الوهم.
المبعوث الأممي وبحسب لقاء له مع “الجزيرة” الخميس الماضي قال إنه يحمل مبادرة وصفها بالشاملة مع أنها وبحسب ما كشف في اللقاء ليست أكثر من توليفة لأفكار متناثرة، جمعها من محاضر المفاوضات بعضها قد تجاوزها الواقع. وكعادته البالغة السوء المتمثلة بتناسي وعوده التبشيرية باقتراب الخلاص التي لم يصدق في واحدة منها، فهو يعود اليوم للمرة الألف لبيع الوهم، وهي السلعة التي لا يجيد بيع غيرها. قال إنه سيبدأ التحضير لـ”وقف جاد وحقيقي لإطلاق النار بعقد جلسة تحضيرية للأطراف المعنية” وأكد على ضرورة أن تقوم لجنة التهدئة والتنسيق بمسؤوليتها في هذا الجانب. هذا الكلام لا يرتكز على أي حيثيات وهو ليس أكثر من افتراض قائم على وهمه الخاص بإمكانية قبول الأطراف به دون أن يكون له أي معطى منطقي، بعد رفضه طوال الفترة الماضية كونه يقفز على الواقع.
هذا المبعوث يتحدث بيقين عن تحضير جاد لوقف إطلاق النار وكأنه يقر بأن ما سبق كان مجرد دعابات أممية لا غير، في وقت لم يستطع فيه هو ومعه منظومته الأممية فرض فتح مطار صنعاء، مع أن إغلاقه غير إنساني، ولا يحمل أي مبرر أخلاقي أو قانوني، باعتبار أن المتضرر منه هو المواطن اليمني لم يتغير ولد الشيخ لأنه لم يراكم أي خبرات خلال أكثر من عام على رعايته للمفاوضات، ولأنه فضل وظيفة المراسل بين الأطراف على الوظيفة الأممية التي تعني أنه وسيط نزيه، تمكنه من تقديم رؤية وسط محايدة غير مراعية لمصالح طرف ضد آخر، مثلما أنه غير معني برضى هذا الطرف أو ذاك عنه، كما أن ليس من مهامه التبشير كذباً بنجاح لا يمكن أن يصمد أمام واقع معاكس.
وفي هذا السياق، هو يقول في ذات المقابلة بعد أن اعتبر افتراضياً أن الخصوم قد التأموا على طاولة واحدة وحصلت المعجزة بوقف الحرب، إنه لم يتبق سوى الانطلاق إلى المرحلة الثانية، وهي الدخول في نقاش المبادرة المكونة من شق سياسي وآخر أمني بحسب ما قال. ثم لا يبدو معنياً بالأرضية التي يبني عليها أسس السلام المفترض، ولا بالتوقيت الذي يشهد أكبر عمليات الغزو والإبادة، لكنه يختم بتناقض صار جزءاً منه عن تضاد ما تطرحه سلطة صنعاء وسلطة الرياض، ليستمر في السير بذات الدائرة التي قبل بإغلاقها عليه.
المزيد في هذا القسم:
- بدماء أطفالنا يكتبون مرارة هزيمتهم! المرصاد نت بعد أن ألحق رجال الشجاعة والإباء والكرامة والشرف من أبناء حجور ومعهم أبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية هزيمة مريرة بالعدوان بوأد الفتنة في العبيسة ...
- أولاد العم .. المطبعون ! .. التاريخ السرى لعلاقة آل سعود بالإسرائيليين الملك عبدالعزيز 19... المرصاد نت لم تكن زيارة الجنرال السعودى ورجل المخابرات السابق أنور ماجد عشقى إلى الكيان الصهيونى والتى جرت وقائعها خلال شهر (يوليو/تموز 2016) هى الأولى لمسئول...
- البرهان لا يحتاج الى برهان! المرصاد نت مهمة القرطاس عبدالفتاح البرهان هي ان يُمسح به الجنرالات وتقسيم الجيش كتوطئة لتقسيم بقية السودان، فهل سينجح في هذه المهمة ام سيسقط؟ سيوكل الى هذا ا...
- تعليق عبد الباسط الحبيشي على مقال صالح هبره هل سيستمر (الشرع) لكل السوريين أم أنه سيتنصل بعد ان يتمكن كما فعل خبرتنا؟: مما لفت نظري سياسة "أحمد الشرع" حاكم دمشق حاليا، وأتمنى لو يستفيد قومي من سي...
- إلى زملائنا في النضال ( شِمالاً ) عدم توافر شريك (شمالي) يؤمن إن (الوحدة) علاقة بين طرفين أو أكثر يحول دول الوصول للحل العادل للقضية الجنوبية ، على اعتبار إن فلسفة ( كلنا واحد ) تدين الجرح الج...
- أمركة السلطة والمعارضة ! بقلم : علي قازان * المرصاد نت المتتبع للنشاط الأمريكي لدى دول منطقة الشرق اوسطية سيجد في العشر السنوات الأخيرة أن البلدان التي كانت فيها أنظمة يسارية إستطاع الناتو تدميرها عبر ال...
- أنا اعرفه و سأدلكم .. لكن هل سيلقى القبض عليه؟؟ هل ادلكم على القاتل الذي انا شاهد عليه واعرفه تماماً كما يعرفه غيري الكثير وانا من هنا اطالبهم واقول لهم الى هنا وكفى يجب الا يستمر منّا هذا التستر على قاتل مجر...
- ضربة «أرامكو» وتبعاتها الإقليمية والدولية! المرصاد نت التطورات المتسارعة في الملف اليمني منذ قرابة خمس سنوات والتي أدت إلى مفاجآت كبيرة غيّرت قواعد اللعبة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، خصو...
- عمليةُ “الجلاء” وردُّ فعل العاجز! المرصاد نت الآلافُ من أبناء الجنوب يقاتلون أبناءَ جلدتهم في معظم الجبهات نيابةً عن السعودية والإمارات وفي معركة لا تخُصُّهم جعلت المنظماتِ الدوليةَ والتقاريرَ...
- ثورة الوهم ..! بقلم . أ .عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت إما اننا نعيش بدون ذاكرة او أننا لا نكترث لما يحدث لبلادنا قط. ينبغي ان يعلم اليمنيون ان اليمن تواجه مؤامرة كبيرة داخلية وخارجية طويلة وبعيدة المدى...