اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين .. ضرورية الحضور في المشهد اليومي

كتبوا للمرصاد:

لا أحد يستطيع أن ينكر الدور التاريخي الذي لعبه اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كأول مؤسسة وحدوية قبل أكثر من أربعة عقود  ألغت التشطير الجغرافي لليمن عبر خلق وحدة ثقافية متجانسة ترتكز على أسس الهوية اليمنية الجامعة والتي شكلت مأزق حقيقي للقيادات السياسية في الشطرين حينها كون الأدباء والكتاب قد تجاوزا مراحل الصراع المأزومة التي عاني منها الشطرين كنتيجة حتمية لعقليات الأنظمة الحاكمة الشمولية في الشمال والجنوب .

اتحاد الأدباء من الجاوي مرورا بالبردوني والمقالح والقرشي عبد الرحيم وكوكبة من النخب الثقافية و اسماء لا يمكن حصرها و التي شكلت الأرضية الحقيقية والخصبة  لوحدة الجسد اليمني التي شوهها السياسيين بحقاراتهم و انانيتهم  النابعة من مصالحهم الفردية والدونية عبر التاريخ اليمني .

ثلاث سنوات عجاف والرابعة في الطريق ولا اتمنى ذلك مر بها اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين منذ أخر مرة عقد بها المؤتمر العام في عدن وأزمة مالية طاحنة وصراعات حتمية لانعكاسات الوضع السياسي في البلاد وهو الكيان الوحيد الذي تجنب الانزلاق قبلها  إلى تلك المنزلقات لعقود من الزمن وظل محصنا من كل الاختراقات التي حاول النظام عبرها أن يمر أو يستنسخ اتحادا مماثلا مثلما عمل على تفريخ الكيانات والنقابات العمالية التي استطاع من خلالها اضعافها واسقاطها في براثن الصراعات  .

لم يكن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين هذه المرة لاعبا حقيقيا ومؤثرا في الوعي الجمعي ككيان قائم  في مجريات ثورة الحادي عشر من فبراير السلمية مطلع العام 2011 وإن كان هناك أي حضور لأعضائه فهو حضور لا يتعدى القناعات الشخصية  والتمثيل الشخصي رغم حضور بعضهم في قيادة العمل الثوري بعيدا عن الحضور في اطار كيان نقابي فاعل وهو ما  كان ينبغي أن يكون في حضوره  كموجه للوعي الجمعي الشعبي وضامن لترشيد وتفعيل  الخطاب الثوري في نفس الوقت كون الثورة قامت على اساس مطلب جمعي بالحرية و الكرامة والمواطنة المتساوية وحرية الكلمة والتعبير هي ما يمثل عمق المبادئ التي انتهجها الاتحاد في مشاوره النضالي جنوبا وشمالا التي ترتكز على قيم الإنسانية كوحدة معبرة عن تطلعات المجتمع .

وما يجب الاشارة إليه أن أي ثورة سلمية لا ترتكن إلى حالة ثقافية حقيقية موجهه للخطاب الجمعي هي ثورة فاشلة لا تنتج إلا عقول مأزومة  تعيد صياغة عقول الاستبداد والشرعنة لأنظمتها بشكل أو بأخر .

اختيار الأديب الكبير والنقابي المعروف مبارك سالمين اليوم كرئيس لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين يمثل البداية الحقيقية لانتشال الاتحاد من الاوضاع المزرية التي يعيشها نحو إعادة انتاج الخطاب التنويري والثقافي القادر على إعادة صياغة الوعي الجمعي الوطني في ظل حضور  الخطاب الطائفي والمناطقي والجهوي المغذي للصراعات التفكيكية للمجتمع اليمني ونسيجه الاجتماعي  والذي صار يمتلك اليوم الكثير من الأدوات الفاعلة في ظل غياب الدور الحقيقي لاتحاد الأدباء والكتاب كأهم حاضن تنويري للوعي الجمعي الوطني .

كل الشكر للشاعرة هدى أبلان نائب وزير الثقافة على كل الجهود التي بذلتها أثناء توليها منصب الأمانة العامة للاتحاد وتبا لكل المتخاذلين الذين خذلوها في أحايين كثيرة وهي تسعى لتأمين وظائف لأعضاء الاتحاد الذين عانوا الكثير وهم على رصيف البطالة وقد كان لها ذلك ، ومتابعتها الجادة كذلك لقضية الأراضي الخاصة بأعضاء الاتحاد  والتي أتمنى أن تستكمل خلال الفترة القادمة ، وكذلك دعوتها لأكثر من مرة عبر وسائل الإعلام لاختيار أمين عام جديد انطلاقا من حرصها على الاتحاد واستمراريته وديمومته  .

 غيمـــات :

-       انعقاد المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين خلال الفترة القادمة ضرورة ملحة ولا تحتمل التأخير .

-       رابطة الشارع الابداعية ( العراطيط ) والتي تضم عدد من الشباب من  أبرز أبداء المشهد الثقافي اليمني استثناء ثقافي جميل في الحالمة تعز وهي الثورة الثقافية التي انطلقت في تعز عام 2006 ها هي اليوم تعاود حضورها الثقافي على مستوى الشارع ، وبانتظار اعلان البرنامج  الثقافي الجديد لها خلال الفترة القادمة للعام الجديد 2014 .

-       التوجهات الجديدة لبعض أعضاء اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع تعز لإعادة ترتيب أوضاع الاتحاد وتشكيل لجنة مؤقتة لتسيير أعمال الاتحاد  بالاتفاق مع الإدارة السابقة المنتهية شرعيتها أصلا خطوة ايجابية تستحق الإشادة والدعم  .

-       إعادة النظر في عضوية المكتب التنفيذي لتعز عاصمة الثقافة من أناس تربطهم علاقة بالمشهد الثقافي اليمني موضوع في غاية الأهمية وهو أمر مطروح على طاولة المحافظ الرائع شوقي أحمد هائل .

ضجيج الحروف :

الوطن المصلوب

على ذاكرة الريح

المنثور في وجوهنا ....

المتماهي في الغياب

لا طفل يحتفي به

في كتابه المدرسي

و كراسة ألوانه

ولا فتاة تعيد صياغته

في رسالة لحبيب

هناك على جبهة الحرب

يقاتل باسم الله