للصبر حدود (2) بقلم : أ . عبد الباسط الحبيشي

المرصاد نت

كما وعدت ان اكتب عن حقيقة الأحداث في اليمن بعد إنتهاء العام الثالث عدوان ولكن أرجوا من الجميع الحفاظ على رباطة الجأش قبل قراءة المقال أدناه والتالية له من سلسلة Tha Game2018.3.27(للصبر حدود) كونه سيحوي في طياته بعض معلومات تُنشر لأول مرة .

إن الموضوع جلل وينبغي ان يحضى بإهتمام الجميع والمساهمة في نشره وماسيُكتب منه الا غيضٍ من فيض وقد يكون هذا المقال كافياً للكثير لتنجلي الحقيقة بكاملها دون الحاجة لقراءة المزيد منها التي سيتم تكثيفها في مقالات متتابعة قصيرة جداً حتى لا تأخذ الكثير من الوقت .

بعد المقدمة في المقال السابق تحت نفس العنوان للصبر حدود (١):

كذبة إيران في اليمن (١)

عندما تُستغفل الشعوب وتتحول الى قطعان من الأغنام فمن حق الرعاة ان تذبح غنمها وتمتص دمائها بالطريقة التي تريد سواء كانت على الطريقة اليهودية او المسيحية او الإسلامية.

لكن عندما نعلم ان كل دول العالم تُقيم علاقاتها الثنائية والدولية بناء على نظام مُحكم ومترابط وتقوم بإدارة شؤونها هيئة عليا متخصصة بتوزيع الأدوار والثروات ونشر السِلم والحرب بينها وفقاً لإستحقاق كل بلد وشعب على حده بما يمتلك هذا او ذاك الشعب من وعي فضلاً عن ان كل نظام لا يستطيع ان يصل الى السلطة بمحض إرادته او بالصدفة او بقدراته الذاتية الا اذا كان منبثقاً من بين صفوف شعبه الذي يمتلك قدر كبير من هذا الوعي، لذا لا نستغرب ما يحدث لليمنيين من كوارث ومن تجاهل دولي وعالمي.

كما نعرف جميعاً انه قد بدأ العدوان على اليمن تحت ذريعة العديد من الكذبات السخيفة جداً أهمها إعادة الشرعية وثانيهما تواجد إيران في الخاصرة السعودية وبما تمثل هذه الدولة - اي إيران - من خطر على النظام السعودي الحليف لدول الغرب وفقاً لهذه الكذبة، ولكي يتم إعادة الشرعية وضرب إيران فلابد من ضرب اليمن بما يُسمى "الحرب بالوكالة" وكأن إيران هي من تحارب باليمن التي يقوم الحوثيون بتمثيلها مع صالح الذين قاموا معاً بالإنقلاب على الشرعية في هذا البلد الفقير والمجاور الذي يشكل خطر على دول النفط الحليفة للغرب وفقاً لأكاذيبهم بينما الهدف الأساسي من هذه الحرب هو لإبادة الشعب اليمني والسيطرة على أراضيه وثرواته كما قلنا ذلك وكررناه منذُ ما قبل الحرب وحتى الآن.

ومن هنا تبدأ اللعبة:

١- كررت إيران ادعاءاتها بأنها تقوم بدعم اليمن لدرجة انها ادعت بأن صنعاء عاصمتها الخامسة.

٢- لم يفوت الرئيس اليمني او الذي قبله اي فرصة إلا ويتهم إيران بتدخلها في اليمن.
٣- لم يقوم الحوثيون بمايجب لنفي هذه الدعوات. بل ان اول زيارة لهم قبل العدوان كانت الى إيران والتي كانت آخرها قبل أسابيع قام بها متحدثهم الرسمي. ولا ننسى الباخرة الإيرانية المحملة بالماء التي انزلت حمولتها من المياة في جيبوتي.
بل انه استمر سفر العديد من المتنطعين الى إيران والعودة بشكل إستعراضي مُبتذل بهدف تثبيت هذه التهمة الكاذبة والمبالغ فيها.

٤- ولكي يكتمل مسرح الجريمة المبني على الكذب كان لابد من إقامة خشبة مناورات إستعراضية على الحدود المصطنعة دون ان يكون لها اي معنى سوى إكمال نصاب إرتكاب جريمة العدوان.

٥- قامت كل الأحزاب اليمنية فور بداية العدوان بمباركة العدوان ماعدا المؤتمر على إستحياء وتردد وجماعة الحوثي على اعتبار ان الطرفين سيأخذان دور البطولة، والبقية سيتولوا الادوار الإجرامية إلى حين يصدر العفو العام بحقهم، رغم ان الطرفين على صلة قوية بأطراف العدوان اكثر من الأطراف الأخرى، ولذا تم التحالف بينهما وهو الحلف الذي مايزال قائماً حتى الساعة رغم اعتراف احدهما بأنه مع العدوان.

وفي نفس السياق لا شك ان ثمة قيادات من كل الأطراف لا تعرف شيئاً عما يحدث ولا عندها فكرة واضحة عن حقيقة المؤامرة ولم تستطع سبر غور الأحداث رغم تاريخها الوطني المشرف الطويل وعلى سبيل المثال لا الحصر وزير الدفاع محمود الصبيحي المختطف حتى الآن. هذا الرجل لم يكتشف حقيقة الأمر فضّلَ يتذبذب في مواقفه، احياناً مع هادي ثم مع الحوثيين وبعدها مع الشرعية وهكذا الى ان تم التآمر عليه. ومثله القيادي الإصلاحي محمد قحطان المُختطف ايضاً ولا يعرف الكثير مصيره حتى اللحظة، لقد كان إصلاحي متحمس حزبياً لكنه لم يكن ضمن اللعبة الكبرى بيد انه تجاوز حدوده المرسومة له، وثمة العديد من القيادات الوطنية المدنية والعسكرية الأخرى الذين قضوا، بعضهم بالإغتيال المباشر او في الجبهات وهم في الحقيقة من جميع الأطراف ولكن مُغرر بهم وجميعهم مؤمنين بقضيتهم الوطنية كلٍ بحسب فهمه وإدراكه وتوجهه. اما الغالبية الخالية من التوجه الوطني الا من مصالحهم فقد تم تهريبهم جميعا للقيام بأدوار أخرى . والا كيف تم تهريب علي محسن والبقية بينما تم قتل القشيبي الذي تم إتهام الحوثيين بقتله وقد وجدوه مقتول جاهز.

وبالعودة الى الدور الإيراني الذي نحاول ان يكون هو جوهر هذا المقال والذي بعده، فلاشك اننا نعرف جميعاً بأن ثمة علاقة بين إيران وطرفي المؤتمر والحوثيين بدليل ان إيران دعمت علي صالح والحوثيين من خلال العمل على إسقاط حكومة باسندوة المدعومة من جماعة الإصلاح منذ ماقبل عام ٢٠١٣ لكن هذه العلاقة رغم وجدوها بين طرفي الحوثي/صالح لم ترتقي حتى الآن لأن تشكل حلف بين الطرف اليمني والإيراني يقتضي بموجبه شن الحرب على اليمن بهذه الصورة البربرية ولا حتى بأي صورة، لأن هذه العلاقة لم تتجاوز اكثر من كونها علاقة تعاون اقل من عادية بينما توجد علاقة أقوى بكثير بين إيران ودوّل الخليج نفسها التي قامت بالعدوان على اليمن تحت مبرر ذات العلاقة والتي تعتبر اقل من طبيعية. إذن نحن امام كذبة كبيرة تم الإتفاق عليها بين الخارج وعملائهم في الداخل، الذين سنورد أسماء أهمهم والذين قاموا بالتواطؤ مع هذه الكذبة وتمريرها ولولا هؤلاء ماتم العدوان وما وصلنا الى هذا الدرك من الكارثة مع تفاصيل مهمة أخرى.

يتبع ..........

المزيد في هذا القسم:

  • اتفاق السويد خطوة إلى الأمام ! المرصاد نت هكذا يفسر هذا الاتفاق من وجهة النظر الوطنية لذلك حرص الجانب الوطني ممثلاً في كل هيئات الدولة بدءً بقيادة الثورة ورئاسة المجلس السياسي الأعلى ومرورا... كتبــوا