المرصاد نت - الأخبار
استيقظت مدينة القدس المحتلة أمس على تنفيذ ثلاثة شبان من أم الفحم في الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨ عملية فدائية ضد شرطة العدو داخل حرم المسجد الأقصى.
أسفرت العملية عن مقتل شرطيين إسرائيليين واستشهاد الشبان الثلاثة، وهم: محمد حامد جبارين (19 عاماً)، محمد أحمد جبارين (29 عاماً) ومحمد مفضل جبارين (19 عاماً).
جاءت العملية لتكسر حالة الهدوء التي عاشتها مدينة القدس بعد انخفاض وتيرة العمليات الفدائية فيها ووسط حالة قدّرت فيها قيادات العدو الأمنية أن «انتفاضة القدس» قد انتهت. كما أكدت «عملية الأقصى» أمس أنه برغم انخفاض وتيرة العمل الفدائي في القدس والضفة المحتلة، فإن الانتفاضة لا تزال مستمرة ولن تتوقف في القريب العاجل.
على الصعيد نفسه وجهت العملية ضربة جديدة لأجهزة العدو الأمنية والاستخبارية، إذ قالت شرطة العدو في بيان إن «الشبان الثلاثة لا يوجد عنهم أي ملف أمني لدى الشاباك»، ما يعني أنهم كانوا خارج دائرة الرصد. ووفق المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد، فإن «الشرطيين القتيلين هما هايل ستاوي (30 عاماً) من سكان بلدة المغار، وكميل شنان (22 عاماً) من بلدة حرفيش». كما قالت إن الشهداء الثلاثة «أطلقوا النار على أفراد الشرطة عند إحدى بوابات المسجد... وهربوا إلى داخله بعدما طاردتهم الشرطة وأطلقت عليهم النار، ما أدى إلى مقتلهم».
وفي أعقاب العملية اتخذت حكومة العدو سلسلة إجراءات جديدة رداً على إطلاق النار؛ منها منع الصلاة في الأقصى وإغلاق أبواب المسجد حتى إشعار آخر، وهو إجراء لم تتخذه سلطات العدو منذ احتلال القدس عام ١٩٦٧. وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أوفير جندلمان، إن «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد جلسة مشاورات أمنية مع عدد من الوزراء ومسؤولي الأجهزة الأمنية لتقييم الموقف بعد عملية القدس». وأشار إلى أن نتنياهو «أوعز لقوات الأمن بتفكيك بيوت العزاء لمنفذي عملية إطلاق النار»، مضيفاً أنه «وفقاً لجلسة تقييم موقف، ستعقد الأحد المقبل، بين نتنياهو ووزراء ومسؤولي الأجهزة الأمنية، سيتقرر متى ستفتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين».
في المقابل قال وزير شؤون القدس ومحافظ المدينة، عدنان الحسيني، إن «اتصالات تجرى من أجل الضغط على إسرائيل للتراجع عن قرار إغلاق المسجد الأقصى»، محذراً من أننا «نسمع تصريحات من مسؤولين إسرائيليين عن نية فرض إجراءات جديدة، وهذا أمر مستهجن ومرفوض». كذلك طالب الأردن، "إسرائيل"، بفتح الأقصى أمام المصلين وتجنب أي إجراءات من شأنها تغيير الوضع التاريخي القائم. ولفت المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، في بيان إلى أن «الحكومة أجرت اتصالات مكثفة للضغط من أجل إعادة فتح الأقصى فوراً».
أيضاً أعربت الخارجية المصرية عن «قلق مصر البالغ تجاه أحداث العنف التي شهدتها ساحة المسجد الأقصى صباح يوم الجمعة»، محذرة في بيان أمس، من «خطورة تداعيات مثل تلك الأحداث والإجراءات على تقويض الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لتشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات وإحياء عملية السلام». وأضاف البيان أن على جميع الأطراف «ضبط النفس وعدم الانزلاق إلى حلقة مفرغة من العنف والعنف المضاد، أو اتخاذ إجراءات تؤثر في حرية ممارسة الشعائر الدينية في المسجد الأقصى بما يؤدى إلى تأجيج مشاعر الاحتقان».
وفي تداعيات العملية، جاء إعلان جيش العدو الإسرائيلي أن قائد الجبهة الوسطى في الجيش روني نوما أوعز إلى قوات الاحتلال في الضفة برفع مستوى جاهزيتها واحتمال اندلاع مواجهات في أعقاب العملية. كما وصف قائد الشرطة الإسرائيلية روني الشيخ، العملية بأنها «حدث حساس ينطوي على أهمية على المستوى السياسي والدولي»، فيما قال وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان إن «منفذي العملية تجاوزوا خطوطاً حمراً».
وللمرة الأولى ونزولاً عند رغبة الأميركيين في إدانة العمليات الفدائية اتصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وعبّر في اتصاله عن رفضه وإدانته عملية إطلاق النار في الأقصى. ووفق وكالة «وفا» الرسمية «عبّر الرئيس عن رفضه الشديد وإدانته للحادث الذي جرى في المسجد الأقصى المبارك، كما أكد رفضه لأي أحداث عنف من أي جهة كانت، وخاصة في دور العبادة». كما طالب عباس بإلغاء إجراءات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق الأقصى أمام المصلين محذراً من «تداعيات هذه الإجراءات أو استغلالها من أي جهة كانت لتغيير الوضع الديني والتاريخي للأماكن المقدسة».
لكن إردان اتهم عباس بأنه يحرض الفلسطينيين، وأن العملية اليوم هي نتيجة لتحريضه. وقال: «ينبغي أن نتذكر أننا نقول على مدار أشهر طويلة إنه يوجد تحريض، وليس في شبكات التواصل الاجتماعي فقط وإنما بصورة رسمية... وفيما أبو مازن يدعو الجمهور إلى الدفاع عن جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، ويقول إن أرجل اليهود تدنس جبل الهيكل، وتوجد لذلك تبعات ومن الجائز جداً أننا شاهدنا نتائجها صباح اليوم (أمس) وندعو الجميع إلى التصرف باعتدال».
وفي وقت لاحق مساء اقتحمت شرطة العدو خيم العزاء في حيّ الجبّارين في أم الفحم، جنوب فلسطين المحتلة فيما شهدت القرية منذ الساعات الأولى للعملية، أجواء مشحونة، كما دعت بلدية أم الفحم إلى ضبط النفس والتحلي بالصبر. في غضون ذلك، قال المتحدث باسم «كتائب الشهيد عز الدين القسام» (الذراع العسكرية لـ«حماس»)، أبو عبيدة، إن «عملية القدس تأكيد على أن خيار شعبنا هو المقاومة، رغم كل محاولات التركيع... والمسجد الأقصى هو الأيقونة والعنوان».
إلى ذلك أعلن متحدث رسمي باسم «حركة الجهاد الإسلامي» أن وفداً رفيعاً من «الجهاد» برئاسة الأمين العام للحركة رمضان شلح، وبمشاركة نائبه زياد النخالة وصل إلى القاهرة بدعوة مصرية. وأوضح المتحدث أن «الوفد سيبحث الوضع الإنساني في غزة، وآخر المستجدات في الساحة الفلسطينية، والعلاقة مع الشقيقة مصر».
المزيد في هذا القسم:
- روسيا تهدد إسرائيل إذا قدمت مساعدات إلى أوكرانيا المرصادء-متابعات حذرت روسيا إسرائيل من مغبة إرسال دعم عسكري إلى أوكرانيا، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، وقالت إن سفير روسيا لدى إسرائيل أناتولي فيكتوروف هدد بان ...
- احتجاجات جديدة في الأردن: الليبرالية تفشل في الأطراف دائماً ! المرصاد نت - محمد فرج لم يكن إسقاط حكومة هاني الملقي في هبّة أيار الماضي ولا حتى الإعلان عن تكليف حكومة جديدة أكثر «لباقة» من سابقتها كافياً لإيقا...
- كيف شلّت حركة الجيش التركي في "الباب"؟ المرصاد نت - متابعات بعد تحرير حلب على يد الجيش العربي السوري وحلفائه الاقليميين إحتدم التنافس بين الاطراف المشاركة في الحرب السورية على السيطرة على مدينة "ال...
- اشتباكات طرابلس تحاصر المدنيين: ترامب يدعم هجوم حفتر! المرصاد نت - متابعات في حين باتت معارك طرابلس تحاصر المدنيين في العاصمة الليبية أبدت الولايات المتحدة على غرار فرنسا والسعودية والإمارات ومصر دعماً للعملية ال...
- بن سلمان يوضب العرش .. إقالات وتوقيف أمراء بالجملة! المرصاد نت - متابعات لم تمضِ ساعات على الأمر الملكي القاضي بتشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حتى تناقلت مواقع سعودية أنبا...
- إسبر في الرياض : واشنطن تبثّ الروح في مؤتمر وارسو! المرصاد نت - متابعات في وقت كانت تجلس فيه مسؤولة إسرائيلية في البحرين مع «أصدقائها» من «عرب أميركا» للتباحث في «الأمن البحري» ضمن ورشة منبثقة عن «مؤتمر وارسو»...
- جمهور الحريري: من الذهول إلى الانتفاضة الكامنة المرصاد - ابراهيم الأمين رد فعل جمهور تيار «المستقبل» وجمهور الرئيس سعد الحريري على محنته تبدّل خلال أيام قليلة من الذهول والصدمة في اليومين الأولي...
- الرئيس الاسد يستقبل مسؤولا اقتصاديا ايرانيا ويرحب بإرادة ايران في المشاركة بالإعمار بحث الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء في دمشق مع مسؤول اقتصادي ايراني في اعادة الاعمار في سوريا. واشار رئيس اللجنة السورية الايرانية لتنمية العلاقات رستم قاسمي ...
- لافروف خلال لقائه دي ميستورا : روسيا والولايات المتحدة ملتزمتان بدعم الحوار السوري السوري متابعات : دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا إلى “السعي لتوحيد جهود اللاعبين الخارجيينلمساعدة الحوار ...
- من محمد السادات إلى محمّد سلمان: زيارات التطبيع! المرصاد نت - متابعات "زيارة بن سلمان لإسرائيل توازي في أهميتها زيارة السادات"، بهذه العبارة لخّصت مؤسسة ومديرة تحرير موقع "المصدر" الإسرائيلي واقع الزيا...