المرصاد نت - متابعات
"زيارة بن سلمان لإسرائيل توازي في أهميتها زيارة السادات"، بهذه العبارة لخّصت مؤسسة ومديرة تحرير موقع "المصدر" الإسرائيلي واقع الزيارة.
وفي حين لم يعلّق الجانب السعودي على الحادث رفض كل من ديوان رئيس الوزراء ووزارة الخارجية بإسرائيل التعليق على هذا الخبر.
يأتي الكلام لمديرة موقع المصدر بعد مفاجئة من العيار الثقيل فجّرتها العديد من المواقع الإسرائيلي أشارت إلى أن "أميراً من البلاط الملكي السعودي زار البلاد سراً خلال الأيام الأخيرة وبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام".
لم يكن أحد ليعلم أن الأمير السعودي الذي زار تل أبيب برفقة وفد أمني كبير ضمّ الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي إلى تل أبيب هو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يرافقه وفد أمريكي رفيع المستوى يضم مسؤولين أمنيين وعسكريين كبار وقد التقى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفق المصادر الإسرائيلية.
الزيارة التي لم يصدر أي نفي رسمي من المملكة حولها رغم انتشارها بشكل واسع في وسائل الإعلام الإسرائيلية تأتي في إطار الخطوات التطبيعية للعلاقات بين البلدين حيث تحدّث الإعلام الإسرائيلي"عن تدشين مرحلة جديدة من العلاقات الجيدة بين "إسرائيل" وعدد من الدول العربية ومن بينها السعودية.
حتّى أن المغرّد السعودي مجتهد الذي اعتاد على نشر أسرار العائلة الحاكمة علّق على الخبر من حسابه الذي يتابعه 1.88 مليون شخص ويُشيع على نطاق واسع "إن الصحفية نوغا تارنوبولسكي المتخصصة بالشأن الإسرائيلي وتحظى بمصداقية عالمية انفردت بتأكيد زيارة محمد بن سلمان لإسرائيل" ليضيف قائلاً: "يظنون الشعوب رُوضت لتقبل التطبيع لعلهم يفاجأون برد فعل لم يحتسبوه" في حين أنّ حساب "بدون ظل" المنسوب لضابط في جهاز الأمن الإماراتي قال: "سمو الأمير محمد بن سلمان وسعادة الجنرال أنور عشقي وفريق دبلوماسي متكامل هم الذين ذهبوا إلى إسرائيل في زيارة سرية".
تسعى السلطات الإسرائيلية اليوم لإيجاد نقلة نوعية في شكل العلاقات التطبيعية القائمة لاسيّما في ظل التطوّرات القائمة في سوريا والتي تجري بخلاف التطلّعات الإسرائيلية لا بل حتّى المواقف السابقة قد دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقول "إن السعودية كالعديدين في العالم العربي يَرَوْن إسرائيل كحليف وليس كعدو بسبب تهديدين رئيسيين هما إيران وداعش وعندما ينظرون حولهم ويتساءلون من يساعدنا في هذه الحرب ومن الواضح أن إسرائيل والدول العربية السنية ليسا على طرفي نقيض". ليس ذلك فحسب، بل طلب نتنياهو من بعض المسؤولين الأوروبيين أن تعكس سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل سياسة الدولة العربية الجديدة تجاه إسرائيل!
إن العلاقات الإسرائيلية السعوديّة تستدعي الإشارة إلى جملة من النقاط، أبرزها:
أوّلاً: لم يعد يختلف اثنان على ارتفاع منسوب العلاقات بين الكيان الإسرائيلي والسعوديّة إلا أن غاية الأمر هو توقيت إخراج هذه العلاقات إلى العلن على شاكلة حضور الرئيس المصري الأسبق أنور السادات في الكنيست الإسرائيلي دلائل عدّة على أن العلاقات دخلت مرحلة تاريخية منها ما قاله نتنياهو نفسه خلال مشاركته الأربعاء 6 سبتمبر/أيلول 2017، في مبنى وزارة الخارجية في القدس الغربية بأن العلاقات مع الدول العربية بأنها الأفضل وتسجل رقماً قياسياً غير مسبوق في تاريخ هذه العلاقات، وأضاف حينها: إنّ التعاون مع الدول العربية أكبر من أي فترة كانت منذ إقامة إسرائيل وما يحدث اليوم مع كتلة الدول العربية لم يحدث مثله في تاريخنا .. ما يجري من تحت الطاولة يفوق كل ما حدث وجرى في التاريخ".
ثانياً: شكّلت زيارة السادات للقدس 1977 نقطة تحول رئيسية في الصراع العربي الإسرائيلي وافضت حينها إلى مرحلة جديدة في العلاقات/ بين تل أبيب والقاهرة بعد معاهدة السلام طيلة الثمانينيات والتسعينيات. زيارة السادات كانت الحدث الأبرز عربياً في القرن العشرين فهل يريد بن سلمان لزيارته أن تكون الحدث الأبرزعربياً فيما يخصّ القضيّة الفلسطينية في القرن الواحد والعشرين؟
ثالثاً: اليوم لا تزال الزيارات والعلاقة التي تربط بين "إسرائيل" والسعودية يشوبها السرية التامة، فليس من صالح كلا النظامين إعلان هذا التعاون الخفي. بن سلمان الذي يواجه معارضة من جناح واسع في العائلة الحاكمة يخشى من أيّ تصعيد شعبي ضد حركته التطبيعية العلنية خاصة بعد دخوله في مواجهة مع دعاة المملكة. في حين أن الكيان الإسرائيلي يخشى أي خطوة متسرّعة تحول دون استكمال الخطوات السابقة، بالتالي لا بدّ من التريّث.
رابعاً: يلعب الكيان الإسرائيلي على الوتر الإيراني وترى السلطات الإسرائيلية أن هناك عامل مشترك بينها وبين الدول العربية يدعو للتعاون والتنسيق بين بعضها البعض يتمثّل في ما یسمی ب"التهديد الإيراني"، الامر الذي يؤسس للتعاون بين الدول العربية و"إسرائيل" والإدارة الأمريكية.
اليوم بدت واضحةً أسباب الفرحة الإسرائيلية العارمة بسبب تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد في السعودية وهو الذي سيصبح في قادم الأيام ملكًا. هذا الغلام هو بشرى جيدة لإسرائيل، وفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
المزيد في هذا القسم:
- القضية الفلسطينية والصراع مع الكيان الإسرائيلي بوصلة العالم الإسلامي المرصاد نت - تقرير : محمد محسن الحمزي التأكيد على عقائدية المعركة تبقى القضية في مركز الجمع الذي يوحد طاقاتنا ففي البداية كانت قضية فلسطين مسؤولية ...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد السوري المرصاد نت - متابعات أكد الرئيس بشار الأسد خلال استقباله أمس كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية حسين جابري أنصاري في دمشق أن الإنجازات التي تج...
- واشنطن تعطّل التفاوض: «السلام» الأفغاني مؤجّل! المرصاد نت - متابعات لا تزال عملية التفاوض بين واشنطن و«طالبان» تراوح مكانها، نتيجة إصرار الأميركيين على فرض شروطٍ تشكِّل خطاً أحمر بالنسبة إلى الحركة الأفغان...
- فنزويلا .. مادورو يفوز بولاية رئاسية ثانية المرصاد نت - متابعات أعلن المجلس الوطني للانتخابات في فنزويلا فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية ثانية في الانتخابات التي جرت أمس وطعن في شرعيتها منافسه الرئيسي...
- صحيفة بريطانية: الحرب العالمية الثالثة على الأبواب المرصاد نت - متابعات اعتبرت صحيفة Daily Express البريطانية، الجمعة أن الحرب العالمية الثالثة على الأبواب وشرارتها ستبدأ بين كوريا الشمالية وأمركا فيما رجحت أن...
- تكفيريون يختطفون 300 عامل مصنع اسمنت بريف دمشق متابعات : اختطفت جماعة تكفيرية اليوم الخميس أكثر من 300 من عمال ومقاولي شركة إسمنت، شمال شرق منطقة أبو الشامات في ريف دمشق. ونقلت وكالة الأنباء السورية...
- تونس وشبح التفكيك الناعم في سوق الحرية والمساواة! المرصاد نت - متابعات يكمن الوهم الكبير في ادّعاء أن دستور تونس الجديد المُتشكّل من خليطٍ هجينٍ من عدّة مرجعيات مركّبة على بعضها البعض قد حسم الجدل في عدّة قضا...
- مشاركة الجميع مطلب عبد المهدي: التشكيلة الحكومية قبل موعدها؟ المرصاد نت - متابعات على رغم مراوحة مفاوضات التأليف الحكومي في المربع نفسه لناحية البحث عن معايير التوزير والتوافق السياسي إلا أن ثمة تفاؤلاً بإمكانية إنجاز ا...
- هل السودان على أبواب حربٍ أهليةٍ بأموالِ العرب؟ المرصاد نت - متابعات هي حروب السودان الأهلية في تاريخه المُعاصِر بين أولى وثانية وقد تكون هذه المرة الثالثة، بالعودة إلى الحرب الأولى المعروفة أيضاً باسم أنان...
- النظام السعودي ومعاداة الحلفاء العرب: من المحيط إلى الخليج! المرصاد نت - متابعات لم تشهد السعودية عبر تاريخها تطرّفاً في العلاقة مع محيطها العربي كما هي عليه الآن ويمكننا أن نلاحظ بوضوح الحالة الغريبة التي وصلت إليها ا...