المرصاد نت - متابعات
نشر الكاتب الأمريكي المخضرم في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ملخّصاً عن الاستراتيجية الأمريكية التي يجب اتباعها في العراق وحاليّاً وفي مرحلة ما بعد تنظيم داعش الإرهابي.
لا يمكن الانطلاق من كلام جيفري الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قبل أيّام كونه باحثاً في معهد واشنطن باعتبار أن هذا المعهد يعدّ من المعاهد المحسوبة على الديموقراطيين وحقبة الرئيس السابق باراك أوباما بل من كونه عارفاً بتفاصيل السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط خاصّة أنّه كان سفيراً لدى تركيا (2008-2010) والعراق (2010-2012) وهي المرحلة التي شهدت الانسحاب الأمريكي من البلاد.
فقد استهل الدبلوماسي الأمريكي مقاله بكلام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حول دعوة واشنطن إلى تعميق تعاونها مع بغداد بموجب "اتفاقية الإطار الاستراتيجي" التي أُبرمت بين الولايات المتحدة والعراق عام 2008، منتقلاً إلى سياسة "المنّ" الأمريكية التي تحدّث عنها ترامب خلال لقائه العبادي في واشنطن وتأكيده على الدور الأمريكي المستقبلي في العراق وهذا إن دلّ على شيئ إنّما يدلّ على عزم واشنطن للبقاء في العراق هذا البلد الذي قال عنه جيفير "فيه ما يقرب من ثلثي احتياطيات السعودية من النفط والغاز، ويحتوي على مياه وفيرة".
تحرّكات استراتيجية
إلا أن السفير الأمريكي السابق لدى العراق أوضح أنّ بلاده لا ترغب بالتدخّل مرّة خامسة، في إشارة إلى التدخل أربع مرّات منذ العام 1990 وهذا الأمر يصبّ في صلب الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في المنطقة والمتمثّلة بالحرب بالوكالة مع بعض الضربات الجويّة التي تجنّي منها الإدارة الأمريكية نتائج سياسيّة واقتصاديّة ليست بالسهلة.
جيفير طالب بالمسارعة في الحصول على ضمانة لبقاء جزء من القوّات الأمريكية في العراق، واستغلال "حجّة" داعش لتبرير الوجود الأمريكي على المدى الطويل حفاظاً على استراتيجية المواجهة مع إيران، وفق الدبلوماسي الأمريكي، خاصّة أن العراق لم يسمح بتمديد فترة انتشار قواتها في العراق في عام 2011. إن دعوة جيفري لاستغلال دعم رئيس الوزراء العراقي لهذه الفكرة، رغم اعترافه بمعارضتها من قبل "القادة السياسيين الآخرين والشعب" تؤكد النيّة الأمريكية لإعادة الاحتلال مجدّداً وبوجه آخر ولكن تحت ذرائع "الاتفاقيّة الأمنيّة" من ناحية، ومكافحة الإرهاب من ناحية أخرى.
لم يكتفِ الدبلوماسي الأمريكي عن هذا الحد بل عمد وبسبب إدراكه المسبق اختلاف العهد الأمريكي في العراق عن أيّام الحاكم العسكري "بول بريمر" إلى المطالبة باستخدام 3 سبل بغية الحفاظ على وجود عسكري وهي كالتالي: "إقناع" الآخرين بالوجود العسكري وربطه بالمساعدات الأخرى وإبقائه بعيداً عن إثارة الجدل. يقول جيفري: "سيتعين على الولايات المتحدة الربط بين المساعدات الاقتصادية والتعاون الدبلوماسي - أي باختصار أن تمارس "الحب الصارم" - لكي توضّح أنّه يتعين على السياسيين العراقيين أن يتحلّوا بالمرونة (فيما يخص الوجود العسكري الأمريكي)، مقابل هذه المساعدة".
من النقاط اللافتة أيضاً في كلام الدبلوماسي الأمريكي المخضرم ما يتعلّق بضرورة إقناع واشنطن للجانب العراقي أنّ هذا الوجود سيدعم الوحدة العراقية وبالتالي من غير المستبعد تلويح واشنطن لبغداد بورقة التقسيم في حال رفض العراق التواجد العسكري والاقتصادي الأمريكي في مرحلة ما بعد تنظيم داعش الإرهابي.
تفاصيل تكتيكيّة
لم تتوقّف خطّة "جيمس جيفري" عند هذا الحد بل رسم جملة من التفاصيل التكتيكية بالحديث عن تفاصيل القوّة العسكريّة الأمريكية التي من المرجّح أن تصل إلى5,000 جندي كما كان متوخّى في عام 2011 إضافةً إلى مطالبة واشنطن بالحصول على حصانات قانونية للجنود الأمريكيين تكون معتمدة من قبل البرلمان.
سعى جيفري لربط القوّات اللأمريكية بالقوات العراقيّة وتدريبها من الناحيتين العسكرية والاستخباراتيّة بغية إعادة جزء من القرار العسكري العراقي إلى واشنطن بعد ظهور الحشد الشعبي.
ومن التفاصيل التكتيكية السياسيّة التي كشف جيفري عنها اللثام داعياً إلى عدم تصريحها مجدّداً هو أن "يفهم الجميع في المنطقة أنّه من شأن مثل هذا الوجود العسكري أن يساعد أيضاً على احتواء إيران وتعزيز الاستقرار" إلاّ أنّه دعا في الوقت عينه إلى توخّي الحذر من الحديث عن أنّ هذه القوات الأمريكية قد "تشكّل قوةً قتالية لإبراز القوة الأمريكية تجاه سوريا أو إيران فيما تعارض مصالح بغداد".
في الخلاصة، لخّص الدبلوماسي الأمريكي الاستراتيجية الأمريكية تجاه العراق واضعاً خطوات عملية لتنفيذها وقد وجد جيفير أن قرار استقرار المنطقة برمتها يتوقّف على اتخاذ العراق القرار الصائب. هو محقّ في مقولته هذه إلا أنّه بالتأكيد استقرار العراق لا يكون أبداً بالتواجد الأمريكي بل العكس تماماً ولعلّ تجربة حوالي عقد ونصف خير دليل على ذلك ولعل الخطوة التي تقع اليوم على كاهل الإعلام العراقي والعربي هي فضح هذه المخطّطات التي طلب جيفري عدم إثارتها. باختصار تضع أمريكا اليوم العراق أمام خيارين، إمّا عودة "الإحتلال الأمريكي" أو بقاء داعش وتقسيم البلاد !
المزيد في هذا القسم:
- الاحتلال يصعّد ضد الأسرى: 100 جريح في المعتقلات ! المرصاد نت - متابعات في خطوة تصعيدية ضد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي دهمت وحدة القمع التابعة لشرطة الاحتلال «متسادا» فجر أمس معت...
- انتخابات مصر فتح باب الترشح و3 أشهر مدة الدورة الإجرائية لعملية الاقتراع. أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في جمهورية مصر العربية اليوم البدْ في فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة والتي تبدأ من نهاية مارس الجاري وتستم...
- بعد زيارة سرية إلى إسرائيل .. بن زايد يلتقي كاتس! المرصاد نت - متابعات ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية أن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس التقى نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد على هامش اجتماعات الجمعية العام...
- بغياب الأطراف المعنية .. افتتاح مؤتمر دولي في باريس حول السلام في الشرق الأوسط المرصاد نت - متابعات افتتح في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الجمعة مؤتمر دولي حول عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وغاب عن المؤتمر الطرفين الإسرا...
- العراق يطالب السعودية باستبدال سفيرها ثامر السبهان المرصاد نت - متابعات طالبت وزارة الخارجية العراقية نظيرتها السعودية باستبدال سفيرها في العراق ثامر السبهان . وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد جمال في بيان مق...
- النظام السعودي اليد الوسخة لإسرائيل - فضيحة بالوثائق المرصاد نت - متابعات السعودية حرضت على احتلال القدس في رمضان وقبل 5 أشهر من حرب67 الرياض دعت إسرائيل لاحتلال سيناء لكسر مصر . لغة المصالح تجمع السعودية ...
- فريق اميركي مجهز وملايين الدولارات لـ"تلميع" صورة السعودية! المرصاد نت - رآي اليوم خصصت السلطات السعودية مبلغا ماليا كبيرا في إطار مشروع لتحسين صورة المملكة في اميركا. ونقلت صحيفة رأي اليوم عن مصادر وصفتها بالـ"مطلع...
- العثمانيون حين وطّنوا اليهود في القدس المرصاد نت - متابعات تلجأ جماعات الإسلام الأميركي إلى حادثة جزئية وقعت بين السلطان العثماني عبد الحميد ومهندس المؤتمر اليهودي هرتزل للقول بأن سلاطين آل عثمان ...
- معارك إدلب مستمرة: الجيش يستأنف تقدّمه ! المرصاد نت - متابعات على رغم الهدوء الذي سيطر أول من أمس على جبهات القتال في ريف إدلب الجنوبي عقب الاجتماع العسكري الذي عُقد في موسكو بين عسكرِيّين أتراك وآخر...
- سفير الإمارات يشارك «نظيره» الإسرائيلي في احتفال صهيوني المرصاد نت - متابعات في إطار السباق لتطبيع العلاقات مع العدو الإسرائيلي انتدبت دولة الإمارات الخليجية سفيرها لدى واشنطن يوسف العتيبة ليشارك مع «نظيره&ra...