باكستان تسقط طائرتين هنديتين .. تصعيد خطير بين البلدين!

المرصاد نت - متابعات

أسقطت باكستان طائرتين تابعتين لسلاح الجو الهندي داخل مجالها الجوي في كشمير صباح الأربعاء.Fly India2019.2.27

وكتب المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال آصف غفور "لقد أسقط سلاح الجو طائرتين هنديتين في المجال الجوي الباكستاني" مضيفاً أن "طائرة سقطت في القسم الباكستاني من كشمير فيما تحطمت الأخرى في الجانب الهندي وتمّ توقيف طيّار هندي على الأرض من قبل العسكريين".

رئيس الوزراء الباكستاني قال عقب هذه التطورات "علينا أن نجلس ونتحاور لحل الأزمة مع الهند" مشيراً إلى أنه "لا يمكن للطرفين تحمل أي خطأ في الحسابات لما لديهما من أسلحة".

وكانت مقاتلات باكستانية خرقت المجال الجوي في الشطر الهندي من كشمير اليوم الأربعاء قبل أن يتم إرغامها على العودة أدراجها فوق خط المراقبة الذي يفصل شطري الإقليم المتنازع عليه.

وقال مسؤول حكومي كبير في الشطر الهندي من كشمير لوكالة فرانس برس إن "المقاتلات الباكستانية عبرت لفترة وجيزة الحدود لكن سلاح الجو الهندي أرغمها على العودة".

وذكرت وكالة "برس تراست أوف إنديا" إن "مقاتلات باكستانية عبرت الأجواء في بونش ونوشيرا، وهما موقعان على الجانب الهندي من خط المراقبة، لكن تمّ إرغامها على العودة".

وقالت الوكالة إن الطائرات الباكستانية أسقطت قنابل أثناء عودتها لكن دون أن يتضح على الفور ما إذا كان ذلك أدى إلى وقوع أضرار أو إصابات وهي أول أزمة دبلوماسية كبرى لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي تولى مهامه الصيف الماضي وكان يدعو حتى الآن إلى الحوار مع نيودلهي.

وأعلن الجيش الباكستاني أن اجتماعاً للهيئة الوطنية للقيادة المكلفة الاشراف على الترسانة النووية سيعقد اليوم داعياً خان إلى جلسة مشتركة للبرلمان غداً الخميس.

وأعلنت الهند أن عملية الثلاثاء الماضي أدت إلى "مقتل عدد كبير جداً" من المقاتلين الذين كانوا يتدرّبون لتنفيذ هجمات انتحارية في الهند.

وزيرة الخارجية الهندية شوشما سواراج الموجودة في الصين حالياً أعلنت أنّ بلادها لا تريد "مزيداً من التصعيد" مع باكستان.

بدورها نفت إسلام أباد ما أعلنته نيودلهي من أنّ الغارة أدّت إلى مقتل "عدد كبير جداً" من مسلّحي الجماعة واصفة ادّعاءات الهند بأنها "متهورة وواهمة" ومتوعّدة بالرد.

وبحسب باكستان فإن الطائرات الهندية بقيت أربع دقائق في مجالها الجوي وألقت قرب بالاكوت "شحنة" لم تعرف طبيعتها لكنها لم توقع ضحايا أو أضرار.

وفي ردود الفعل دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين القوتين إلى "ضبط النفس والحوار".Indianfly2019.2.27

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن في بيان "نحضّ الهند وباكستان على ممارسة ضبط النفس وتجنّب التصعيد بأي ثمن" مشيراً إلى أنه تباحث هاتفياً مع نظيريه الهندي والباكستاني في التصعيد العسكري الأخير بين دولتيهما وأعتبره "خطر على السلام".

موسكو وعلى لسان خارجيتها أعلنت أنها "قلقة جداً" من تبادل الضربات الجوية بين الهند وباكستان. بينما جددت الخارجية الصينية على لسان المتحدث باسمها لو كانغ في بكين دعوتها للهند وباكستان بضبط النفس.  

وكان لافتاً تحذير المتحدث بإسم حركة طالبان الأفغانية ذبيح الله مجاهد من أن الاشتباكات الدائرة بين الهند وباكستان ستؤثر على عملية السلام في أفغانستان مطالباً الهند بالتوقف عن أي عمليات عسكرية أخرى. وقال مجاهد في بيان له إن استمرار هذا الصراع سيؤثر على عملية السلام في أفغانستان وأن المزيد من أعمال العنف في باكستان واستمرارها سيؤثر على الأمن الإقليمي.

ماذا وراء التصعيد بين الهند وباكستان؟

 منذ بدء الحديث عن فشل المخطط الأمريكي لمنطقة غرب آسيا والإعلان عن جر ذيول الخيبة والإنهيار للسياسات الإمريكية من سوريا والعراق بات الرهان الأمريكي يكمن في التركيز على زعزعة أمن المنطقة عبر جر دول اخرى وتوريطها في صراعات تكون الجماعات الإرهابية محورا لها. وفي نفس الوقت كان المطبخ الأمريكي یزعم ان هذا الرهان لن يكون بعيدا عن التأثير على زعزعة واستقرار ايران التي يعتبرها رأس المقاومة.

لكن التنظيم الإرهابي الذي يختفي تحت مسميات مختلفة أراد وتزامنا مع زيارة ولي العهد السعودي (الملطخة يداه بدماء اليمنيين الأبرياء ودم الصحفي المعارض جمال خاشقجي) للمنطقة أراد أن يجرب حظه هذه المرة مع دولة غير اسلامية عسى ولعله ان يتمكن من توتير أجواء الأمن والاستمرار بالتخفي في ظلال إنعدام الأمن والإستقرار فيها لفترة اخرى وإن كانت قصيرة.

الحساب الذي لم يكن يتوقعه الساسة الأمريكان ولا عملاؤهم الإرهابيون هو صحيح ان الهند والباكستان يعتبران عدوان متخاصمان لأكثر من خمسة عقود واليوم يعتبران من اهم البلدان الحاصلة على القنابل النووية لكن عقلاء البلدين يبدو أنهم أعقل من أن یورطوا بلديهما بسیاسات وقتية يقوم بتنفيذها عملاء يقتاتون على فتات البترودولارت السعو امريكية المتصهينة.

ويرى المراقبون ان ما يدل على هذا الكلام هو إعلان وزيرة الخارجية الهندية "سوشما سواراج" اليوم الأربعاء وبعد يوم من إستهداف مواقع الإرهابيين داخل الأراضي الباكستانية أن "تصرفات بلادها في كشمير ليست هجوما عسكريا على الجارة باكستان بل إنها ضربة موجه ضد الإرهابيين وليس المدنيين".

وسواراج التي ادلت بهذه التصريحات خلال اجتماعها بوزيري خارجية روسيا والصين في مدينة "وتشن" الصينية أضافت أن: "الهجوم الإرهابي الأخير على قوى الأمن في الشطر الهندي لولاية كشمير أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح. وإن هذه الهجمات تستوجب أن تكون جميع الدول موحدة في إظهار عدم التسامح مع الإرهاب، فضلا عن اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحته".

ويعتقد المراقبون أن الرد الباكستاني الذي تمثل في صدور بيان للخارجية وإستدعاء القائم بأعمال السفارة الهندية في إسلام أباد هو عمل يمكن تصنيفه ضمن البروتوكولات المعمولة في العالم عند ظهور مثل هذه الأحداث. خاصة وأن اسلام آباد أكدت أن "عدوان الهند" يشكل تهديدا للسلام والاستقرار في المنطقة وأن إسلام أباد سترد عليه بالشكل والوقت المناسب.

هذا الرد البروتوكولي تبعه تحذير متعقل للمتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال آصف غفور، حيث أكد الأخير أن إسلام أباد ليس لديها نية لبدء الحرب، لكنها تؤكد ضرورة عدم العبث بأمنها، بينما إكتفى وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالقول إن الهجوم الهندي يدمر جهود السلام، حسبما ذكر موقع "راديو باكستان".

هذه التحفظات الدبلوماسية يرى المراقبون انها تعكس حكنة وسيطرة البلدين على الموقف ومحاولتهما عدم الإنجرار في المزالق التي توفرها الجماعات الإرهابية لإيقاع بلدان المنطقة في مطبات إنعدام الأمن والإستقرار التي لا تخدم سوى مصالح الإستكبار والقوى الإستعمارية.

ويرى المراقبون ان مثل هذه الأحداث هي الكفيلة بفضح المخططات الدخيلة على المنطقة، كما ستكشف مدى تحمل الدول وكيفية معالجاتها لمعظلة الإرهاب وهجمات الإرهابيين والأهم من كل ذلك ستكشف (هذه الاحداث) مدى مظلومية ايران التي كانت ولا تزال ترفع راية المكافحة الجادة والصادقة للإرهاب بدلا من الإكتفاء بالتهويل والتطبيل لمزاعم لم تكن تهدد الجماعات الإرهابية فحسب بل إنها تشجعها على الإستمرار بالتمادي في جرائمها ضد الأبرياء.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية