المرصاد نت - متابعات
وسط إصرار روسي ــ إيراني مشترك على «مكافحة الإرهاب» في إدلب كسبت أنقرة فرصة إضافية للعمل على «نزع سلاح» التنظيمات الإرهابية فيما فشل رهانها على إقرار وقف مسبق لإطلاق النار
لم تفضِ القمة الثلاثية الروسية ـــ الإيرانية ـــ التركية، أمس، في طهران إلى صيغة شاملة واضحة من شأنها وضع ملف إدلب على سكة الحل، على رغم مدة التحضير الطويلة، التي تخللتها مشاورات موسعة بين مسؤولي الدول الضامنة. وظلّت التفاهمات المعلنة، الواردة في نص البيان الختامي، ضمن حدود سابقاتها في اجتماعات «أستانا» العشر المتلاحقة وإن كان يبرز بينها بند «فصل التنظيمات الإرهابية عن جماعات المعارضة التي دخلت ـــ أو تنوي الدخول ـــ ضمن نظام وقف الأعمال القتالية»، لكونه قد يشكل نقطة التوافق الأهم حتى مع أطراف من خارج صيغة أستانا.
اللافت في قمة الأمس أنها عقدت أمام الكاميرات بكاملها على غير العادة في هذا النوع من الاجتماعات. وتسبب هذا الترتيب (قالت وكالة «الأناضول» إن الجانبين الروسي والتركي لم يكونا على علم بأن التلفزيون الإيراني تابع نقل مجريات القمة مباشرة على الهواء) الذي صنّفه البعض مقصوداً في إظهار عدد من نقاط التباين بين قادة روسيا وإيران وتركيا، في شأن إدلب ومن خلفها كامل الملف السوري.
الزعماء الثلاثة التزموا في خطاباتهم دعم المصالح الأكثر أولوية ضمن مقاربتهم لمستقبل إدلب وسوريا. فبينما أصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة المضي قدماً في الحرب على التنظيمات الإرهابية في منطقة إدلب والتركيز بعدها على المسار السياسي حاول نظيره التركي رجب طيب أردوغان التركيز على طرحه إعلان وقف لإطلاق النار فيما نحا الرئيس حسن روحاني إلى التأكيد على حق الدولة السورية في استعادة كامل أراضيها وضرورة انسحاب القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي محدداً القوات الأميركية بشكل خاص. المختلف في هذه القمة كان الرفض العلنيّ لمقترح تركي حمله أردوغان عنوانه العريض «إعلان وقف إطلاق للنار» في إدلب.
هذه الهدنة المقترحة وفق ما سربته صحيفة «صباح» التركية قبيل عقد القمة يفترض أن تكون مقدمة لخطة تركية تتضمن خروج 12 فصيلاً مسلحاً، بينهم «هيئة تحرير الشام» إلى «منطقة عازلة» تحت إشراف الفصائل التي تدعمها أنقرة على أن يسلّم عناصرها أسلحتهم بالكامل. وتتضمن الخطة السماح للمقاتلين الأجانب بالعودة إلى بلدانهم (إن أرادوا) ليتم بعدها التعاون ضد الفصائل التي ترفض هذا الطرح لتترك إدلب تحت «إدارة تركية» لحين تدريب قوات جديدة على غرار ما جرى في مناطق «درع الفرات».
وعلى رغم إحباط التوجه التركي الذي كان ليحيّد ـــ إن نجح ــــ العمليات العسكرية، فقد التزم الجانبان الروسي والإيراني بإتاحة الفرصة أمام خيار «المصالحات» وإلقاء السلاح، في سياق المجهود الذي تقوده أنقرة مع «تحرير الشام» لإقناع قادتها بضرورة التفكّك والانصهار ضمن نسيج «الجيش الوطني» لاحقاً. القبول بهذا التوجه حضر بوضوح في كلام بوتين الذي قال: «نأمل أن تُسمع دعوتنا إلى وقف القتال في إدلب... وتتوقف مقاومة ممثلي الجماعات الإرهابية هناك، ويلقوا أسلحتهم».
وهو ما قد يفتح المجال أمام مزيد من المفاوضات التركية مع ممثلي «تحرير الشام» خلال الفترة المقبلة ولكنه في المقابل يترك الباب مفتوحاً أمام استهداف مواقع «التنظيمات الإرهابية» وهو ما أكدته الغارات الجوية على مواقع في إدلب والتي استمرت في موازاة المحادثات وبعدها. وبرز في هذا السياق ما نقلته وسائل إعلام تركية عدة، عن اجتماع عقدته «هيئة تحرير الشام» مع عدد من الفصائل المسلحة في وقت متأخر من ليل أمس لاتخاذ قرار نهائي في شأن المبادرة التركية التي تتضمن تسليم السلاح والانخراط في جهود تشكيل «الجيش الوطني».
التوافق حول أولوية «المصالحات» وضرورة فصل جماعات المعارضة عن «التنظيمات الإرهابية»، هو خطوة أولى في مسار معقد، قد تختلف نظرة البلدان الضامنة حول آلية تطبيقه. لا سيما وأن الصيغة التركية لهذا الفصل لقيت رفضاً أولياً من إيران وروسيا. واللافت أن طروحات أنقرة جاءت بالتوازي مع دعوة أممية لتوفير حلول مشابهة للوضع في إدلب. ففي جلسة مجلس الأمن المخصصة لنقاش تطورات الوضع في إدلب والتي عُقدت بطلب واشنطن وحلفائها أمس اعتبر المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في إفادة بالفيديو، أن أي تحرك في إدلب يجب أن يراعي تجنب سقوط ضحايا في صفوف المدنيين عبر فصلهم عن المسلحين كمرحلة أولى، ليتم بعدها «فصل المعارضين عن الإرهابيين».
ولفت دي ميستورا إلى أنه يمكن استغلال النفوذ التركي الكبير على عدد كبير من الفصائل في إدلب، لتطبيق مثل هذا التصور، مشيراً إلى إمكان العمل على صيغة لإخراج كل المسلحين من المناطق المدنية، ليتم الفصل بينهم لاحقاً على أن تخضع تلك المناطق لسلطات «مجالس مدنية أو قوات شرطة محلية». وأوضح أن مثل هذا الطرح يضمن تجنب القصف الجوي والعمليات العسكرية الواسعة ويتقاطع مع الطرح الذي حمله الرئيس أردوغان إلى طهران.
وفيما ركزت كلمات مندوبي الدول الغربية على التحذير من خطورة أي هجوم عسكري واسع في إدلب على المدنيين هناك أكد المندوب السوري بشار الجعفري أن التفاهمات في شأن «مناطق خفض التصعيد» أصبحت غير فعالة لكونها بالأصل موقتة ومدتها ستة أشهر قابلة للتمديد «في حال التزمت المجموعات المسلحة بوقف العمليات القتالية وفصلت نفسها عن الإرهابيين، وهو ما لم يحصل في إدلب».
المزيد في هذا القسم:
- مجلس جامعة الدول العربية: مع فلسطين… وأميركا ! المرصاد نت - متابعات بناءً على طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس انعقد الأحد الماضي مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورة غير عادية لمناقشة تطورا...
- من وعد بلفور إلى معاهدة سايكس ـ بيكو الى.. “صفقة القرن” لن تمر! المرصاد نت - متابعات صفقة القرن.. وما ادراك ما صفقة القرن؟ إن شئت الاختصار فهي النتيجة المحققة والمؤكدة لصفقات القرن الماضي، من وعد بلفور للحركة الصهيونية بق...
- السيد نصرالله : ترامب سينتظر طويلاً قبل أن يتلقى اتصالاً من إيران! المرصاد نت - متابعات أعلن الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني السيد حسن نصر الله أن مواجهة ما يسمى بـ "صفقة القرن" حول التسوية الشرق أوسطية التي أعدتها إدارة ...
- تحشيد في إدلب: تركيا تزوّد المسلحين بمضادّات دروع! المرصاد نت - متابعات على رغم عدم إعلان انتهاء الهدنة، إلا أن كلّ الأطراف في إدلب باتت تعمل على أساس أن عملية عسكرية كبرى مرتقبة في المرحلة المقبلة. قصف تمهيدي...
- مصر : القمة العربية ـــ الأوروبية «إنشائيات» بلا حلول ! المرصاد نت - جلال خيرت قمة البحث عن حلول تنتهي بلا حلول. بهذا يمكن اختصار القمة العربية ـــ الأوروبية التي تُختتم اليوم في مدينة شرم الشيخ بعد فعاليات سيطرت ع...
- روسيا : قتيل وجرحى في تفجير «إرهابي» أمام مقر للأمن المرصاد نت - متابعات أعلن محقّقون روس أنّ منفّذ التفجير في فرع الاستخبارات الروسية في مدينة أرخانغيلسك (شمال) هو فتى يبلغ من العمر 17 عاماً، قُتِل عندما انفجر...
- مقتل خمسة قناصين من ’’داعش’’ باشتباكات جنوب تكريت تحدثت وسائل اعلام عراقية عن مقتل خمسة قناصين من "داعش" باشتباكات مع مقاتلي سرايا السلام في قرية البوحسن جنوب تكريت، كما اشارت الى مقتل واصابة ٢٥ شخصاً بتفجير مز...
- المقاومة تتوعد بالردّ على قصف النفق وإسرائيل تعلن أنها غير معنية بالتصعيد المرصاد نت - متابعات أفاد مصدرفلسطيني بسقوط 7 شهداء فلسطينيين بالإضافة إلى عدد من الجرحى وذلك قصف إسرائيلي على نفق في خان يونس جنوب قطاع غزة. وأوضح المصدر ...
- تيلرسون يصل قطر خالي الوفاض بخصوص الأزمة الخليجية المرصاد نت - متابعات وصل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى الدوحة قادماً من الرياض لبحث الأزمة الخليجية حيث التقى الملك تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر. ...
- بوتين يصدر مرسوما باتخاذ إجراءات اقتصادية خاصة على خلفية العقوبات الغربية المرصاد-متابعات أصدر الرئيس فلاديمير بوتين مرسوما يقضي باتخاذ إجراءات اقتصادية خاصة لاحتواء الخطوات "غير الودية" التي تبنتها الولايات المتحدة والدول المنضوية ت...