المرصاد نت - متابعات
صفقة القرن.. وما ادراك ما صفقة القرن؟
إن شئت الاختصار فهي النتيجة المحققة والمؤكدة لصفقات القرن الماضي، من وعد بلفور للحركة الصهيونية بقيادة هرتزل بتسليمها فلسطين ارضاً بلا اصحابها لتقيم فوقها وعلى حساب اهلها، ومعهم سائر العرب، “الوطن القومي” ـ اسرائيل ـ في فلسطين، لتكون ارض الميعاد وليخرج الفلسطينيون “إلى حيث ألقت رحلها ام قشعم”!
…ومن وعد بلفور إلى معاهدة سايكس ـ بيكو التي قضت بان يتقاسم المنتصران في الحرب العالمية الاولى، بريطانيا وفرنسا بلاد المشرق العربي فيكون لبنان (مع تعديلات في حدود هذا “الكيان” ـ المتصرفية ـ آنذاك ـ بحيث تضم اليه اقضية الجنوب والبقاع والشمال مع العاصمة بيروت) من نصيب الاستعمار الفرنسي، وكذلك الامر مع سوريا التي اقتطع منها البريطانيون الضفة الشرقية لنهر الاردن لتكون امارة للشريف عبدالله ابن الشريف حسين قائد ما يسمى “الثورة العربية الكبرى” تمهيداً لما يدبر لفلسطين.. في حين يكون العراق عرشاً للملك فيصل الاول، الابن الثاني للشريف حسين، مع زرع بذور الفتنة بين السنة والشيعة للقضاء على ما عُرف بـ”ثورة العشرين”..
بعد ذلك سينتبه الاستعماريون إلى شبه الجزيرة العربية وانحاء الخليج العربي التي كانت تتوزعها بعض القبائل، فتم تحويلها إلى دول شتى: الكويت امارة في البداية، وكان فيها البريطانيون مع تطلعات اميركية إلى النفط فيها… ثم امارة قطر التي كانت مهجعا لقبيلة او عشيرة من البدو، فصيرت دولة لآل خليفة، كما جمعت المشيخات المحيطة بدبي التي كانت مركز التواصل مع ايران، ثم عبر الخليج فالمحيط مع الهند، لإقامة دولة الامارات بزعامة الشيخ شخبوط الذي لم يكن ولم يرد أن يتعرف على المصارف فكان يصر على قبض عائدات النفط المكتشف حديثاً فيضعها تحت فراشه.. وينام مطمئناً!
أما البحرين فكانت الجزيرة جميعاً قاعدة للأسطول البريطاني، قبل أن يتم تعزيزه ببعض المدمرات الاميركية، مع تزكية دائمة للفتنة في هذه الجزيرة التي لا تبعد كثيراً عن حدود إيران، بين السنة والشيعة فيها.
أما المملكة السعودية التي اقيمت بحد السيف، تحت الرعاية البريطانية، فقد تقدمت اليها الولايات المتحدة الاميركية مع اكتشاف النفط فيها.. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، التقى الرئيس الاميركي روزفلت الذي لم يمنعه شلل ساقيه من الانتصار ـ مع الملك عبد العزيز آل سعود، على متن بارجته، في البحيرات المرة في قناة السويس المصرية، للاتفاق على مستقبل المملكة والنفط الذي كانت قد وضعت شركة التابلاين ايديها عليه، من المنبع وحتى المصب، بانية “دولة موازية” لمملكة آل سعود في تلك البلاد التي هي مهبط الوحي على نبي الاسلام الرسول العربي محمد بن عبدالله.
بات الجو، عربيا وعبر التقسيم والتفتيت، مهيأً لإقامة الكيان الصهيوني فوق ارض فلسطين: العرب دول شتى لا تملك معظمها ما يبرر وجودها، او أن ما يبرر وجودها (النفط والغاز) في أيدي القوى الدولية النافذة التي سلمت قيادتها للولايات المتحدة الاميركية.
ولقد باشرت واشنطن طرح مشاريعها للهيمنة على المنطقة العربية “كوريث شرعي!!” لكل من بريطانيا وفرنسا..
حمل المشروع الاول اسم مبدعه: فكان “مشروع ايزنهاور للشرق الاوسط الجديد”..
ولما تعثر هذا المشروع طرحت الولايات المتحدة الاميركية مشروعاً آخر تحت تسمية “الشرق الاوسط الجديد”.. ثم كان بعده حلف بغداد الذي كان يتكون إلى جانب المملكة المتحدة كل من العراق وتركيا وإيران وباكستان.
كان الهدف من هذه المشاريع تأمين الحماية الدائمة للمشروع الاسرائيلي في فلسطين.
لكن المقاومة العربية للمشروعين بقيادة جمال عبد الناصر والتفاف جماهير الأمة العربية حوله في انتفاضة ضد الهيمنة الاجنبية (الاميركي اساسا) اسقطت هذه المشاريع وقامت اول دولة للوحدة العربية في التاريخ الحديث من خلال اندماج مصر وسوريا في “الجمهورية العربية المتحدة” في 22 شباط 1958.
بعدها مباشرة انتفض العراق وكانت ثورة 14 تموز 1958 بقيادة عبد الكريم قاسم ومعه عبد السلام عارف… ولقد بذلت واشنطن (ومعها موسكو الآن) كل جهد ممكن لمنع انضمام العراق إلى دولة الوحدة.. ومن ثم إلى مخاصمتها.
فكان رد الفعل الاميركي سريعاً، إذا قدمت واشنطن على إنزال بعض قواتها العسكرية على شاطئ بيروت… لمنع تلاقي ثورة العراق مع دولة الوحدة (مصر وسوريا).
لن يكون الطريق ممهداً امام “صفقة القرن” التي اوفد دونالد ترامب صهره الصهيوني جاريد كوشنر ليرأس مؤتمر الدعوة اليها في البحرين، والتي ترددت معظم الدول العربية في المشاركة فيها، كما قاطعتها السلطة الفلسطينية.
لقد مر “العرب” بتجارب كثيرة تؤكد لهم أن “الاحلاف” بين دول عظمى (بريطانيا وفرنسا من قبل ثم الولايات المتحدة الاميركية الآن) هي استعمار مقنع بتسميات خادعة، لدولهم الضعيفة حتى لو كانت غنية، فالاستعمار هو الاستعمار صريحاً ولو جاء بقناع “الشراكة”… فأية شراكة يمكن أن تقوم بين دولة كبرى تطمح للسيطرة على العالم، إن هي تمكنت، وبشكل خاص على المنطقة العربية وتقاسم مواردها من النفط والغاز مع العدو الاسرائيلي، وجر العرب ـ وبالتحديد اغناهم ـ إلى معركة غير ضرورية، فضلاً عن كونها غير متكافئة مع ايران الثورة الاسلامية.
والمعروض عليهم في مؤتمر البحرين، اليوم، محدد واضح:
1 ـ الخضوع المطلق للإرادة الاميركية في مشروعها للقرن، ودائماً بالشراكة مع العدو الاسرائيلي..
2 ـ تقسيم العرب إلى معسكرين متواجهين: الفقراء المنادين بالثورة لاسترداد حقوقهم في ارضهم والاثرياء بثروات لم يبذلوا أي جهد في جنيها، لا في الاستكشاف ولا في ضخ النفط ولا في تأمين تصديره عبر انابيب (كما الآ. بي. سي) قديماً، او عبر ناقلات ضخمة تحمله إلى المحتاجين اليه في مشارق الارض ومغاربه (بعض اوروبا ثم الصين واليابان، فضلاً عن الهند واندونيسيا الخ)
3 ـ مصادرة المستقبل العربي وإسقاط فلسطين من ذاكرة اهلها ومعها الامة العربية جميعاً..
ونفترض، بشهادة التاريخ وواقع الحال، عربياً، أن هذه الاهداف من المستحيلات..
وهذه ثورة شعب الجزائر بملايينها، شاهد،
وكذلك ثورة السودان بملايينه التي اسقطت الخوف من بطش العسكر، شاهد وشهيد.
والغد للامة بشاببها وصباياها وحقهم في غد أفضل.
كتب : طلال سلمان - صاحب جريدة "السفير" اللبنانية ورئيس تحريرها منذ آذار 1974 حتى آخر عدد من صدورها بتاريخ 4 كانون الثاني 2017م .
المزيد في هذا القسم:
- في يومها العالمي .. القدس عاصمة فلسطين الأبدية المرصاد نت - متابعات تقام المظاهرات المناهضة لكيان الاحتلال الإسرائيلي سنوياً في العديد من الدول والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم وذلك استن...
- العبادي يأمر بمنع سفر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري المرصاد نت - متابعات اعتبر المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الثلاثاء أن أمر الأخير بمنع السفر لمن وردت اسماؤهم في إستجواب مجلس النواب هو اجر...
- احتجاجات غاضبة في الاردن تطالب بإسقاط الحكومة المرصاد نت - متابعات تواصلت الاحتجاجات في عدد من المحافظات الاردنية لليوم الرابع على التوالي ضد رفع الأسعار وقانون ضريبة الدخل. وتجمع المحتجون قرب مبنى رئاسة ...
- النكبة الفلسطينية... حقائق وأرقام مؤلمة! المرصاد نت - متابعات اليوم هو يوم نكبة الامة العربية نكبة أبناء فلسطين الذين تعرضوا الى أكبر عملية اقتلاعٍ من أرضهم وتحويلهم إلى لاجئين في بلادهم وخارجها بعد ...
- الاجتماع الأوروبي ــ العربي: تنازل جديد عن القدس! المرصاد نت - ليا القزي انتهى المؤتمر الأوروبي ــ العربي أمس من دون التوصل إلى بيان مشترك بسبب الخلافات في التوجهات إلا أنّ اللافت كان تعداد فيديريكا موغريني ف...
- انتخابات تركيا: أربعة ضد واحد .. سنسطّر التاريخ المرصاد نت - حسني محلي أعلن «حزب الشعب الجمهوري» أكبر تشكيل للمعارضة في تركيا يوم أمس أن النائب البارز محرم اينجه المعروف بمواقفه الحماسية وخطبه ا...
- الدفاعات الجوية السورية تتصدى لهدف معادٍ وتدمره غرب دمشق المرصاد نت - متابعات أعلن مصدر عسكري سوري مساء أمس الخميس أن وسائط الدفاع الجوي تصدت لهدف معادٍ ودمرته غرب دمشق وتحدثت معلومات عن إسقاط هدف فوق الأجواء الغربي...
- السيسي يقيل رئيس المخابرات: فشلََ في الملف الفلسطيني وفي الإعلام المرصاد نت - الأخبار قالت مصادر مطلعة أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرر إعفاء رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء خالد فوزي من منصبه على أن يُعلَن خليفتُه ر...
- بوتين: روسيا والبرازيل تدعوان إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب يستند إلى القانون الدولي المرصاد-متابعات أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام لقاء أجراه مع نظيره البرازيلي جايير بولسونارو أن روسيا والبرازيل تدعوان إلى بناء نظام عالمي متعدد الأ...
- مواجهات وجرحى واعتقالات في جبل المكبر بالقدس اندلعت قبل ظهر اليوم الثلاثاء، مواجهات عنيفة، بين شبان فلسطينيين، وقوات الاحتلال الإسرائيلية، في حي جبل المكبر، جنوب شرقي القدس المحتلة. وأفاد شهود عيان، أن مو...