المرصاد نت - رآي اليوم
الاخبار المتعلقة بتطورات الأوضاع في اليمن بعد عامين من انطلاق “عاصفة الحزم” تبدو شحيحة بسبب تكتم وسائل اعلام دول العاصفة على هذه التطورات
خاصة اذا كانت لا تصب في مصلحتها، وتعكس تقدما للطرف الآخر، أي التحالف “الحوثي الصالحي”.
نسوق هذه المقدمة بعد توارد انباء عن عقد “لقاء قمة” ثلاثي في الرياض بين الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع، والشيخ محمد بن زايد، ولي عهد ابو ظبي، ونائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ومشاركة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي عاد الى الرياض غاضبا من عدن بعد ثلاثة أيام من بقائه فيها.
هذه القمة “الطارئة” جاءت بعد توتر “غير مسبوق” بين قوات الحماية الرئاسية التي يرأسها ناصر عبد ربه هادي نجل الرئيس (الا يذكرنا هذا بالعقيد احمد علي عبد الله صالح وابن عمه يحيى؟) وقوات حماية المطار التي يقودها المقدم صالح العميري الذي اصدر هادي قرارا بعزله، ورفض الانصياع له، وتمرد وقواته على الرئاسة.
القصة بدأت عندما اغلق المقدم العميري مطار عدن في وجه طائرة الرئيس هادي القادمة من الرياض، ومنعها بالتالي من الهبوط، الامر الذي دفع قائدها التوجه الى مطار جزيرة سوقطرة، وسط المحيط الهادي، وقيل ان الرئيس اليمني كان يزورها لتفقد احوالها والاستماع الى مطالب المسؤولين والسكان معا، لاخفاء الأسباب الرئيسية، وغادرها بعد يومين بعد إيجاد حل مؤقت وسيطرت قوات نجله على المطار، وهكذا كان، ولكنه لم يقم في العاصمة المؤقتة الا يومان، طار بعدها الى الرياض في حالة حرد، وللشكوى للقيادة السعودية من الإهانة التي تعرض لها في مطار العاصمة المحررة والمؤقتة.
***
هناك تفاصيل كثيرة ليس هنا مجال سردها لكن زبدة الكلام ان هناك خلافات كبيرة بين دولة الامارات التي تسيطر قواتها على مدينة عدن ومدن يمنية جنوبية أخرى بالاشتراك مع قوات “الحزام الأمني” المدعومة منها، والتابعة للحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال، وبين قوات الرئيس هادي.
دولة الامارات “لم تهضم” مطلقا قرارات الرئيس هادي الأخيرة بفصل رئيس الوزراء السابق خالد بحاح، الذي يعتبر من حلفائها، وتعيين احمد بن دغر مكانه، والأخطر من ذلك بالنسبة اليها، تحالف الرئيس هادي مع حزب الإصلاح المحسوب على تنظيم “الاخوان المسلمين”، وتعيينه اللواء علي محسن الأحمر المقرب من التنظيم نائبا للرئيس.
هناك روايتان: الأولى تقول ان الخلاف ظل محصورا بين دولة الامارات والرئيس هادي، ولم يمتد مطلقا للعلاقات بينها وبين السعودية التي تدعم الأخير، والثانية تؤكد ان العكس هو الصحيح، أي هذا الخلاف بين هادي والامارات مجرد قمة جبل الثلج لخلاف اعلى بين اكبر قوتين في “التحالف العربي” الذي تتزعمه السعودية في حرب اليمن، وليس هناك معلومات مؤكدة تؤكد ايهما اصح.
لا نعرف بالضبط ما تمخضت عنه “القمة الثلاثية” التي انعقدت في الرياض، ولكن رفض العاهل السعودي استقبال الرئيس هادي، وايكال هذه المهمة الى نجله الأمير محمد لمعالجة الازمة، تشي بالكثير، واهم هذا الكثير، هو ما يتردد عن اليأس السعودي منه، ومن حرب اليمن التي طالت، وعلى وشك دخول العام الثالث دون تقدم حقيقي على الأرض، مع تعاظم الخسائر المادية والبشرية.
اليوم كشفت وكالة الانباء الفرنسية عن مقتل 12 جنديا سعوديا في معارك الحدود الجنوبية مع اليمن خلال الأيام العشرة الماضية، مما يرفع عدد القتلى في هذه المنطقة فقط الى 127 عسكريا منذ بداية “عاصفة الحزم”، حسب إحصاءات وبيانات وزارة الداخلية السعودية، اما اعداد القتلى في معارك الداخل اليمني فما زالت غير معروفة.
***
اطلاق صاروخ باليستي باتجاه قاعدة عسكرية غرب الرياض قبل أيام من إصابة فرقاطة سعودية بصاروخ بحري آخر قرب سواحل ميناء الحديدة، يضفي الكثير من القتامة على الموقف السعودي في هذه الحرب.
فاذا كان الرئيس الشرعي الذي اطلقت السعودية “عاصفة الحزم” لاعادته الى بلاده وانهاء “التمرد” “الحوثي الصالحي” الذي أطاح به لا تستطيع طائرته الهبوط في مدينة عدن “المحررة”، فكيف سيعود الى العاصمة صنعاء ويسيطر على كل اليمن؟
صورة الحاضر اليمني تبدو قاتمة اما المستقبل فأكثر قتامة سواء بالنسبة الى “عاصفة الحزم” او المشاركين فيها وحتى تغيير اسمها الى “إعادة الامل” لم يعد ملائما فلا نعتقد ان هناك أي ذرة من الامل لليمن واليمنيين في ظل غياب الحزم والحسم لاي طرف من الأطراف المشاركة، او بالأحرى، المتورطة، او المورطة، في هذه الحرب، وانهيار العملية التفاوضية للوصول الى حل سياسي في ظل فشل الحلول العسكرية.
كان الله في عون الشعب اليمني الفقير الكريم الشهم، اصل العرب الذي بات الضحية الأكبر في حرب فرضت عليه، ولم يخترها مطلقا، ولكن النشيد الوطني اليمني الذي يقول “لن ترى الدنيا على ارضي وصيا” يؤكد انه سيخرج من هذه الازمة قويا مثلما خرج من كل ازماته وحروبه السابقة.
المزيد في هذا القسم:
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد اليمني المرصاد نت - متابعات أعلنت وزارة الدفاع اليمنية إطلاق صاروخ بالستي قصير المدى من نوع بدر 1 على معسكر الحرس الوطني في نجران السعودية. ونقلت وكالة "سبأ" الرسمي...
- احتقان الوضع في عمران والغاء مسيرة سلمية بسبب تهديدات القشيبي والمحافظ لها.. الغى مشائخ قبائل محافظة عمران مساء اليوم الخميس المسيرة التي كان من المفترض اقامتها صباح الغد الجمعة في المحافظة وقال المصدر أن سبب الغاء المسيرة نتيجة لتهديد...
- المبعوث الأممي يصل صنعاء وتحذيرات دولية من تبعات العدوان على الحديدة المرصاد نت - متابعات وصل مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث إلى العاصمة صنعاء اليوم الأربعاء لإجراء محادثات بشأن تجنب القتال في ميناء الحديدة وانتشار المج...
- صراع خفي بين “الاصلاح” و “الامارات” على نفط شبوة .. المرصاد نت - متابعات تعيش محافظة شبوة تطورات عسكرية مستمرة منذ سيطرة قوات «النخبة الشبوانية» بقيادة الامارات على بعض أجزاء المحافظة والتي قررت الد...
- نهم ومأرب عصيتان على العدوان رغم الزحوفات والقصف ومقتل قياديان إرهابيان في شبوة المرصاد نت - محافظات فيما لم يبارح طيران العدوان السعودي الحربي والاستطلاعي سماء مأرب استمر القصف المدفعي على الميدان في الوقت الذي تم التصدي لهجومين ومحاو...
- ثالوث الصراع في الجنوب اليمني: هل سيكون هادي الضحيّة؟ المرصاد نت - متابعات رغم طفرة الدلائل التي تعزّز فرضية الصراع السعودي الإماراتي في عدن إلا أن كثيرين لم يقتنعوا بذلك واضعين الأمر في سياق "الاتهام الحوثي(أنصا...
- 6 معسكرات تدريبة سرية لحزب الإصلاح في محافظة مأرب المرصاد نت - متابعات قالت مصادر مطلعه إن تجمع الاصلاح 'اخوان اليمن' انشأوا معسكرات تدريبية سرية بمحافظة مأرب شمال شرق البلاد مرجحة انشاء المعسكرات لتعزيز الجن...
- الإمارات تعيد ماسأة سجن أبو غريب....؟! المرصاد نت - متابعات شاركت الإمارات بثاني أكبر قوة في التحالف أو ماتسمي ب(عاصفة الحزم) بقيادة السعودية الذي أعلن الحرب على اليمن بتاريخ 26 مارس 2015 م به...
- مكتب البيض ينفي صحة أنباء اعتزال العمل السياسي .. نفى مصدر يعمل بمكتب الرئيس الجنوبي السابق "علي سالم البيض" صحة الانباء التي نشرت اليوم عبر بعض وسائل اعلام يمنية عن وجود نية لدى الرئيس البيض في اتخاذه قرار...
- المباحثات اليمنية إلى الأردن ... وهدنة ثامنة على الطريق المرصاد نت - الأخبار تطورات سياسية تسبق الميدان في الأيام الأخيرة لإدارة باراك أوباما التي شهدت إعلان الحرب مع استمرار الضغوط الدولية الفضفاضة بشأن جرائم العد...