مساعي دولية لحل الأزمة والكشف عن مقترحات جديدة لغريفيث للحل في اليمن !

المرصاد نت - متابعات

أعلنت الخارجية السويدية في بيان لها اليوم الجمعة أن الوزيرة مارغوت فالستروم ستقوم بجولة تشمل عدداً من الدول العربية في مسعى للوساطة في تسوية الأزمة اليمنية. وقال البيان إن Grafitgas2019.8.30فالستروم "ستزور السعودية والإمارات وسلطنة عمان والأردن في الفترة بين 31 أغسطس و4 سبتمبر من أجل عقد عدد من اللقاءات حول القضايا الثنائية والإقليمية مع التركيز على أزمة اليمن".

كما ذكر البيان أن الوزيرة تعتزم الاجتماع مع مسؤولين أمميين لبحث الوضع في المنطقة. وقالت فالستروم في تصريحات صحفية عشية جولتها: "سأتحدث مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص ممن يمكن أن يؤثروا في الوضع" معتبرة أن السويد "تتمتع بثقة الأطراف" وعليها بالتالي محاولة دفع عملية السلام إلى الأمام. وأضافت: "يجب التمسك بالاتفاق الهش الذي تم التوصل إليه في ستوكهولم. نحن نشعر بمسؤولية خاصة… لقد استضفنا المحادثات وساهمنا بطرق مختلفة… من مسؤوليتنا محاولة ضمان تنفيذ هذا الاتفاق".

وكان رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام قد التقى أمس الخميس مع مبعوث الرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف في العاصمة العمانية مسقط وأكد الطرفان على ضرورة الإسراع في التسوية السياسية الشاملة.

وقال عبد السلام إنه جرى خلال اللقاء متابعة نتائج زيارته إلى موسكو الشهر الماضي، المتعلقة بأفق التسوية السياسية في اليمن برعاية الأمم المتحدة؛ وأكد اللقاء أن الحرب دخلت أطواراً أكثر تعقيداً على اليمن والمنطقة، واستمرارها يزيد الأوضاع سوءاً، مشدداً على ضرورة التسريع في التسوية السياسية الشاملة وعقب لقائه بوغدانوف في موسكو الشهر الماضي أكد عبد السلام استلام رؤية روسية في مسألة أمن الخليج واليمن. وأتى اللقاء حينها في سياق بحث الأفق السياسي للحرب.

وفي سياق متصل أعلنت وسائل إعلام روسية مساء اليوم إن واشنطن طلبت من روسيا ممارسة ما يشبه دور الوساطة بينها وبين أنصار الله التي تعتزم واشنطن التفاوض معهم بشكل مباشر سرياً في العاصمة العمانية مسقط بهدف إنهاء الحرب في اليمن بشكل نهائي. وقالت وسائل الإعلام الروسية إن نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس الروسي لدى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف التقى صباح الخميس رئيس الوفد الرسمي المفاوض الممثل لسلطة صنعاء والمتحدث باسم أنصار الله محمد عبدالسلام في العاصمة العمانية مسقط، وأشارت وسائل الإعلام إلى أن هذا اللقاء جاء بعد طلب من وزارة الخارجية الأمريكية وجهته واشنطن إلى روسيا الأمر الذي يعني أن واشنطن طلبت من روسيا لعب دور الوسيط لتمهيد المفاوضات السرية بين الأمريكيين وممثلي سلطة صنعاء مباشرة.

وحسب وسائل الإعلام الروسية فإن نائب الخارجية الروسية بحث مع رئيس الوفد المفاوض عن صنعاء عبدالسلام “أسس حل الأزمة اليمنية ووقف الحرب على اليمن في ضوء المتغيرات والمعادلات الجديدة التي حدثت طوال سنوات الحرب حتى الآن” ما كشفته الوسائل الإعلامية الروسية وتحديداً ما تم مناقشته مع وفد صنعاء اليوم يشير إلى أن واشنطن ستفاوض أنصار الله مباشرة على قاعدة الاعتراف والتسليم الأمريكي بالمعطيات الحالية على الأرض والمعادلات الجديدة ما يعني أن واشنطن وصلت إلى قناعة بأن ما كانت تسعى إليه من فرض على الواقع اليمني من خلال تمسكها بـ”قرارات مجلس الأمن” والمطالب التي كانت ترفعها “الشرعية” المنفية اقتنعت واشنطن أن تحقيقها أصبح من المستحيل وأن وقف الحرب في اليمن لن يكون إلا بالاعتراف بالمعطيات على أرض الواقع ومنها الاعتراف بجماعة أنصار الله وسلطة صنعاء.

إلى ذلك وخلال زيارته الأخيرة لواشنطن عقد نائب وزير الدفاع السعودي “خالد بن سلمان” محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” في 28 أغسطس/ آب الحالي. ووفقاً لموقع “تاكتيكال ريبورت” الاستخباراتي فإن اللقاء شهد مناقشة العديد من القضايا وفي مقدمتها الحرب على اليمن في ضوء المتغيرات الجديدة على الساحة اليمنية والتي تشمل تطورات الحرب والوضع في محافظة عدن في ظل المواجهات بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من قبل النظام الإماراتي.

كما شهد اللقاء أيضاً مناقشة جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن “مارتن غريفيث” لوضع حد للحرب الدائرة في البلاد وجهود إدارة “ترامب” لبدء محادثات مباشرة بين السعودية والحوثيين للوصول إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين.

وأخبر “بومبيو” الأمير “خالد بن سلمان” بأن فرسان نهاية العالم الأربعة، والتي ترمز إلى الصراعات والحرب والمجاعة والموت، يجتمعون في اليمن اليوم وأن الرئيس “دونالد ترامب” يرغب في التوصل إلى حل سياسي قبل أن تتحول اليمن إلى أفغانستان جديدة يهيمن عليها قطاع الطرق وأمراء الحرب والإرهابيون على حد وصفه. ووفقا لـ”تاكتيكال ريبورت” فقد أكد “بومبيو” أن هذا الحل لابد أن يشمل مفاوضات مباشرة مع الحوثيين.

من جانبه أخبر “بن سلمان” وزير الخارجية الأمريكي إن الحوثيين لا يحترمون اتفاقاتهم ووصفهم بأنهم “إرهابيون” مثل “القاعدة” وتنظيم “داعش”. وقال “بن سلمان” إن جهود الولايات المتحدة ينبغي أن تركز على التوسط في المحادثات بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

وأكد “بن سلمان” إن بلاده لن تقبل التفاوض مع جماعة تقوم بقصف المدن ومنشآت النفط السعودية باستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار. وشدد بن سلمان على أن الرياض تريد ضمانات أمريكية قبل الدخول في هذه المحادثات والتي من المنتظر أن تناقش مشروعاً جديداً للحل السياسي في اليمن أعده مبعوث الأمم المتحدة “مارتن غريفيث”.

ويقترح “غريفيث” أن يدار اليمن بواسطة حكومة فيدرالية على أن يتم تقسيم البلاد جغرافياً إلى ثلاث مناطق، منطقة شمالية تضم 8 محافظات وعاصمتها صنعاء، ومنطقة وسطى تضم 5 محافظات وعاصمتها تعز ومنطقة جنوبية تضم 8 محافظات وعاصمتها عدن.

كما يقترح مشروع “غريفيث” أيضا أن يتم إشراك الحوثيين كجهة رابعة في حكم اليمن جنبا إلى جنب مع حكومة هادي الدعومة من السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات والمؤتمر الشعبي العام.

كما يتضمن الاقتراح تشكيل مجلس رئاسي بقيادة “عبد ربه منصور هادي” لإدارة شؤون اليمن لحين عقد انتخابات جديدة. وتتضمن ورقة “غريفيث” أيضا مشروعا لإنشاء جيش يمني موحد يقوم بتدريبه فريق دولي تحت إشراف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.

إلى ذلك أكدت مصادر مقربة من مصادر القرار السياسي بأعلى هرم السلطة في صنعاء أن المجتمع الدولي بأكمله بما في ذلك مجلس الأمن توصلوا إلى قرار نهائي بوقف الحرب في اليمن وإلغاء التعامل أو التعاطي مع الحل في الشأن اليمني على أساس القرار الأممي 2216 وأيضاً إلغاء شرعية الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي.

وحسب المعلومات الواردة والتي وصفتها المصادر بأنها “معلومات شبه مؤكدة” فإن مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي ومجموعة (E4) الممثلة بدول “فرنسا – بريطانيا – ألمانيا – إيطاليا” والتي التقى سفراؤها مؤخراً برئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام في العاصمة الإيرانية طهران وأيضاً الولايات المتحدة الأمريكية بما فيها الرئيس دونالد ترامب توصلوا إلى إجماع كلي بضرورة وقف الحرب في اليمن وسرعة الحل السياسي الذي يتجاوز كلاً من القرار 2216 والشرعية المنفية خارج اليمن.

وقالت المصادر إن الأطراف الدولية اتفقت على أسس جديدة لوقف الحرب في اليمن مشيرة إلى أن الأطراف الدولية طرحت خلال الأيام الماضية ضمانات ترضي كلاً من أنصار الله والسعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي بالنسبة للشأن اليمني وضمانات أخرى ترضي هذه الأطراف ومعها إيران بالنسبة للشأن الإقليمي وأن ذلك يأتي في إطار التمهيد لمفاوضات مباشرة بين هذه الأطراف في سلطنة عمان مشيرة إن المفاوضات لن تشمل اليمن فحسب بل ستتسع لحل كافة المشاكل الإقليمية في المنطقة.

رغم المعلومات الواردة بشأن مشاركة الانتقالي الجنوبي في مستقبل اليمن إلا أنه ومن وجهة نظر قيادات في “أنصار الله” فإن علامات استفهام لا تزال تحيط بالمجلس وعمّا إذا كان أو سيبقى مرتهناً للإمارات والسعودية كما هو الحال مع “الشرعية” أم سيتخذ سياسة مناهضة لأي تدخل في اليمن وانتهاك السيادة كما كان الحال مع حكومة هادي حين كانت في صنعاء قبل 2015.

بالمقابل طلبت الإمارات من المجلس العسكري السوداني إرسال 5 آلاف جندي من قوات “الجنجويد” إلى اليمن لنشرهم في المحافظات الجنوبية لدعم التواجد الإماراتي والسعودي العسكري ودعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.

وكشف الصحفي المصري محمود رفعت في تغريدة على حسابه بتويتر أن الإمارات طلبت من نائب رئيس المجلس العسكري السوداني محمد حمدان دقلوا الملقب بـ”حميدتي” إرسال 5 آلاف جندي سوداني إلى عدن لإحكام السيطرة على المدينة التي تسيطر عليها قوات الانتقالي وقال إن القوات السودانية ستتمدد أيضاً في باقي المحافظات الجنوبية لليمن. كما كشف إن السعودية على علم بذلك وأنها هي من ستدفع قيمة هذه القوات لحميدتي وتتكفل بميزانيتها.

المزيد في هذا القسم: