الغارديان: سياسة الأرض المحروقة في اليمن لم تضع نهاية للحرب!

المرصاد نت - متابعات

نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية تقريراً عن زيارة مراسلها إلى المناطق التي تسيطر عليها حكومة الإنقاذ في شمالي اليمن. وكشف التقرير عن صورة قاتمة للأوضاع الإنسانية التي YEmenene2019.9.30يعيشها اليمنيون بعد أربع سنوات من القصف الجوي للتحالف العسكري السعودي.

وبالرغم من سوء الأوضاع المعيشية في اليمن بشكل عام ترى الصحيفة البريطانية أن المرتفعات الشمالية تعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم في ظل انتشار الجوع والكوليرا والقصف السعودي. وتشير الغارديان إلى الغارة السعودية على مركز أحتجاز الأسري في مدينة ذمار بداية سبتمبر/ أيلول على أنهأ الأكثر دموية هذه السنة وفقاً لـ"مشروع بيانات اليمن". ووفقاً لشهود عيان فإن سبع غارات جوية هزت المنطقة وذهبت بأرواح 100 شخص، استغرق استخراج جثثهم خمسة أيام كاملة.

وبينما تقول السعودية إنها استهدفت موقعاً عسكرياً تستخدمه سلطة صنعاء لتخزين الصواريخ والطائرات المسيرة عن بعد تقول صنعاء إن المبنى المستهدف مدرسة تم تحويلها إلى مركز اعتقال غير رسمي نحو نصف المعتقلين فيه من مقاتلي حكومة هادي بينما النصف الآخر من المدنيين. وتنقل الصحيفة عن علي أحمد العباسي أحد الناجين قوله "لقد زارنا الصليب الأحمر قبل ثلاثة أشهر ومن المستحيل ألا يكون التحالف على علم بما يوجد هنا".

وتقول الغارديان إن مثل هذه الهجمات تعد جرائم حرب تضرب شمال اليمن باضطراد مقلق وتصب معظمها في صعدة ولكن سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها السعودية لم تأت بأي نهاية مرئية للحرب التي أطلقها بن سلمان والذي كان حينها وزيراً للدفاع .

ويتفاقم الوضع سوءاً للسعودية مع تنامي قدرات اليمنيين العسكرية وتطور التصنيع الحربي بالأسلحة المتطورة مثل الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة عن بعد والتي تستهدف الأراضي السعودية بين الفينة والأخرى.

 ويصور البعض اليمن على أنه فيتنام السعودية لكن الصحيفة ترى أنه لولا الدعم الغربي للحرب السعودية، لكان الوضع أسوأ بكثير، فالسعودية تحصل بشكل مستمر على أسلحة من بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول الغربية ويمكن تتبع مصادر هذه الأسلحة بكل سهولة من أرقام تسجيلها التي يعرضها اليمنيون في وكالة إزالة الألغام والمتفجرات في صنعاء وتشمل هذه الأسلحة أنواعاً محرمة وفقاً للقانون الدولي.

وبالرغم من القصف الجوي والحملة العسكرية فإن الحياة في مدينة صنعاء المطرزة بمبانيها العتيقة تبدو طبيعية على السطح على الأقل فالهدوء النسبي الذي تعيشه العاصمة اليمنية سببه الحس الأمني العالي للسلطة أما الحصار البري والجوي والبحري المفروض على اليمن، فيبقي الشمال اليمني على حافة الانفجار وذلك رغم أن القيادة  تضمن استمرار خط إمداداتها في صنعاء عبر طريق بري قادم من سلطة عمان المجاورة نقلاً عن مصدر دبلوماسي إلا أن اليمنيين أنفسهم يعيشون محنة لا مثيل لها. وبالرغم من توفر المواد الغذائية في أسواق العاصمة ادى انهيار الاقتصاد بسبب الحرب إلى تضاعف أسعار المواد الغذائية والمحروقات.

ويعتمد نحو 80 في المائة من سكان اليمن البالغ عددهم 24 مليوناً على المساعدات ونصف ذلك العدد على وشك المجاعة. وتحذر الأمم المتحدة من أنه مع نهاية العام الحالي ستكون أعداد الضحايا من المرض والجوع والحرب قريبة من 230 ألف شخص أي 8 من كل ألف من سكان البلاد.

وتشير الغارديان إلى أن مشافي العاصمة تغص بمرضى الكوليرا وسوء التغذية بسبب العدوان والحصار الشامل الذي تفرضه قوي التحالف السعودي على اليمن.

المزيد في هذا القسم: