المرصاد نت
كتب: عبدالباسط الحبيشي
العدوان والحصار على اليمن ..!
تتمتع اليمن بأهمية جيوستراتيجية بالغة الأهمية من حيث موقعها الجغرافي الإستراتيجي في شبه الجزيرة العربية الذي يشرف على مضيق باب المندب الذي يربط خليج عدن بالبحر الأحمر والمرتبط بدوره بالبحر المتوسط. ولذلك فإن باب المندب يشكل مخنق استراتيجي وممر هام لأكثر من 30% من إمدادات العالم التموينية لذا يحتاج البنتاجون في الوقت الحاضر ان يسيطر عليه في حالة نشوب حرب متوقعة مع الصين، وستعمل السعودية بالوكالة لأمريكا في هذا الصراع. وليس لدى الولايات المتحدة ومعها قوات الناتو ان تتنازل عن السيطرة على مضيق باب المندب لأي حركة او لإي جهةٍ كانت داخلية او خارجية لاسيما في هذه الآونة، وستلعب السعودية في نفس الوقت دوراً هاماً فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية إزاء إيران.
يتمتع اليمن بالإضافة الى موقعه الجيوستراتيجي بمزايا كثيرة أخرى. باطن ارضه تحتوي على اكبر احتياطي في العالم من النفط والغاز الطبيعي وثروات سمكية هائلة ونادرة تقوم الإمارات والسعودية وروسيا والصين وغيرها بجرفها بحقد وبطرق خبيثة وغير قانونية، كما انه علاوةً على ذلك يمتلك اليمن مناخاً معتدلاً ومتنوعاً طوال العالم لا تتمتع به اي بلد آخر في العالم إضافة الى التربة الخصبة التي يمكنها ان تكون قاعدة لتنمية زراعية متكاملة قادرة على تحقيق الإكتفاء الذاتي للمنتجات الزراعية لكامل الجزيرة العربية.
في الحقيقة ان العدوان على اليمن وحصارها لم يبدأ قبل خمسة أعوام بل انه بداء مباشرة عندما احتل الإنجليز مدينة عدن وسيطر آل حميدالدين على شماله بالوكالة بعد خروج الدولة العثمانية عام ١٩١١ وعاش في حصار ٍ مطبق ليس اقل من حصار اليوم، بل اشد وانكى حيث كان بيت حميد الدين يأخذ ابناء القبائل كرهائن لديهم حتى لا يتمرد عليه الشعب. وبعد ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ تم تسليم اليمن لحكم آل سعود بالوكالة ايضاً والى اليوم بإستثناء فترة الحمدي الذي تم اغتياله.
اليمن مطمع القوى المهيمنة منذُ زمنٍ بعيد ولكن الإستثناء الوحيد هو ان الشعب اليمني غير مطواع مثل بقية شعوب العالم الذين تم حجر معظمهم صحياً في أسابيع بذريعة وباء كورونا. لن يكن لوباء كورونا اي تأثير على اليمنيين كبقية شعوب العالم لولا تعرضه للعدوان والحصار والإحتلال ونشر الأوبئة ونشر الحروب الداخلية وممارسة التجويع والقتل وعمليات الإغتيالات على شعبه منذُ خمسة أعوام. هل نستطيع ان ندرك الآن ماهي اهداف العدوان على اليمن؟
ودمتم جميعاً.
المزيد في هذا القسم:
- قمم مكة و’مظلومية’ السعودية! المرصاد نت السعودية دولة مظلومة ويتم الاعتداء عليها من قبل "الحوثيين وايران" وتتعرض للقصف والتخريب على مدار الساعة هذا ما تحاول السعودية إيصاله للعالم من خلال...
- فوز الرئيس ترمب وسقوط النظام العالمي الجديد المرصاد كتب: عبدالباسط الحبيشيلم يأتي توحد حكومات العالم وأقطابه وإعلامه ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ومحاولة إسقاطه خلال ولايته الرئاسية الأو...
- الهوية الإنسانية والتحدي الراهن (١) المرصاد نتكتب : عبدالباسط الحبيشيتتعرض العُملات النقدية لدول العالم اليوم الى عمليات قرصنة ومصادرة تدريجية حتى يتم إلغائها بشكل نهائي وتبديلها بعُملة وهمية، لذا...
- أمراء" الأتناك" يواصلون انتهاكاتهم ضد النساء الناشطات "ايوة بكيت وتمزقت واقتهرت وتوشك أن تجف انهار قلبي احتراقا ليس فقط لقضايا شرف العرض وإنما لقضايا شرف وطن ينتهكه الشرفاء العاجزون قبل المستبدون الطغاة كانوا حكا...
- هادي ما الذي تنتظره !؟ المطالب واضحة وسهلة وبيدك تحقيقها وهو الخيار الافضل والخطة الثورية البديلة لتحقيقها محددة ايضا ومعلنة ومزمنة ولا مجال للتراجع عنها !نعم ما الذي تنتظره يارئيس ها...
- اليمن طريق مسدود ! بقلم : أحمد العربي* المرصاد نت السعودية تقف الان في مفترق طرق جميعها تنتهي بحائط لا تستطيع تسلقه ولا تستطيع هدمه فمنذ بدء الحرب السعودية على اليمن وتطورها ميدانيا وعسكريا والسعود...
- السعودية بين صعود "إبن اليمنية" ونكوص "إبن الإثيوبية" لم تكن عبارة "بناءًا على طلبه" .. في نص الأمر الملكي السعودي بإعفاء بندر بن سلطان من منصبه كرئيس للاستخبارات أقل أو أكثر من محاولة تخطي الاعتراف بفشل حكام الممل...
- فاتحة العهد الجديد ! بقلم : إبراهيم محمد الهمداني المرصاد نت لم تكن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م، وليدة لحظتها، او نبتة طارئة في تربة المشهد السياسي اليمني، بل كانت نتيجة طبيعية لما قبلها م...
- حرب الشياطين في الخليج ! بقلم : د . فؤاد إبراهيم المرصاد نت في الجزء الطافي من المنازلة المحتدمة بين السعودية والإمارات من جهة، وقطر من جهة ثانية، ثمة ضرب ماكر من لعبة الحقيقة والزيف. وسوف تبدو التصريحات الم...
- مؤشرات مهمة لزيارة عيدروس للسعودية ! بقلم : أزال الجاوي المرصاد نت هناك جدل حول النظرة السعودية للمجلس الانتقالي وكذا لزيارة الاخ عيدروس للسعودية وحتى نستبين التاييد السعودي من عدمه يمكننا ان نستقرىء ذلك من خلال ال...