المرصاد نت
ليس من قبيل المبالغة أن نقولَ إن أربعة أعوام من الصمود الأسطوري لم تصنعه دورةُ القمر، وإنما أولئك المغاوير في جميع الجبهات وفي الساحل الغربي، وليست السادية هي ما تجعلنا نرى في تلك الجثث المتناثرة والآليات المحترقة مدعاة للبهجة، ولكننا فقط مؤمنون والمؤمن يبتهج لاندحار البغي، وأُباةٌ وكل أَبيٍّ يسُرُّه أن تمرِّغَ الغطرسة في الوحل، ومنصفون وكل منصف يفرح بانتصار الحَـقّ على الباطل، وشرفاء وكل شريف يثلج صدره أن تجرجر الخسة أذيالها، وقبل ذلك وبعده نحن آباء وإخوة لأولئك الذين يجترحون تلك المعجزات في خنادق المواجهة، ويعزفون على أوتار البسالات أروع سيمفونية للبطولة الفذة وجلال التضحية، ومن ذا الذي يكون بين أولئك البواسل ولا يمتلئ زهواً، ويرفل تيهاً وغبطةً.
لم تنتهِ معركتُنا مع العدوان في جميع الجبهات وَالساحل الغربي، وجبهة العمق السعوديّ ولكن الأنوف القميئة لقادة التحالف( السعوديّ- الإماراتي) واسيادهم وأذنابهم دعست في الحديدة. وفي جميع الجبهات ودخل العمق السعوديّ بأقدام الشظف اليماني الأبي مرة أُخْــرَى، ومرة أُخرى انتعل بواسلنا جباه أصحاب جلالة النفط، وسمو الدولار، ومجدداً ارتفعت قيمة فواتير غض الطرف والضوء الأخضر والأصفر، والدعم اللوجستي والغطاء الدبلوماسي، والفرصة الثانية… إلخ، قائمة متطلبات طاولة البلاك جاك التي يجلس عليها صبية الخزانات المشرعة في الكازينو الأُمَـمي الذي يديره المرابي الغربي.
قد يقال: إن العدوانَ وإن فشل في السيطرة على الحديدة فإنه قد تمكّن من تحويلها إلى منطقة عسكريّة وقام بإغلاقها أمام تدفق السلع، وقطع العائدات وفاقم من تداعيات الوضع الإنْسَاني فيها وفي اليمن، نعم ليست الحديدة هدفاً عسكريّاً يريد العدو من السيطرة على مينائها قطع خط إمداد عسكريّ عن القوات اليمنية، إذاً إن بحرية تحالف العدوان تسيطر على حركة الملاحة وتقوم بالقرصنة على كُــلّ السفن القادمة إلى الميناء، ومنذ بداية العدوان لم تدخل إليه سفينة إلاَّ بتصريح من بحرية العدوان، وبالتالي فمعركة الحديدة هي عملية عسكريّة برية، أهدافها أولاً: حرمان الجبهة اليمنية الشحيحة الموارد من مصدر تمويل مهم، وثانياً: المعاناة آملاً في تفجير الوضع الداخلي، وثالثاً: إحداث ضجة دعائية يمكن استثمارها في تأجيل الجلوس على طاولة التفاوض، أَو مقايضتها كورقة تفاوضية على الطاولة التي يتنامى الضغط الأُمَـمي -وضغط الواقع- باتّجاهها كبديل مُلح لصلف صبية الخليج.
وبفضل الله وبسالة أبطالنا في الساحل فشلت العمليةُ البريةُ كما فشلت أوامرُ شرعية الرياض إلزامَ السفن المتجهة إلى الحديدة بالتحول إلى عدن، وكما فشلت قرصنة بحرية العدوان بتدمير البنية التحتية للميناء بغارات التحالف، وسواء استمرت المعركة أَو توقفت فلا خيارَ لنا إلاَّ أن نحيا شامخين كجبال صنعاء وصعدة وحجة والجوف أَو نموت واقفين كنخيل تهامة، أما اليمن فلن يموت ولن يركع.
كتب : محمد زمام الكبوس
المزيد في هذا القسم:
- سقوط صنعاء ! بقلم : إبراهيم هديان المرصاد نت مازال الحديث متواصلآ عن صنعاءومازالت الاحداث جارية حول صنعاءولأنها رمز اليمن وقلعة صموده وانتصارهانقسم اليمنيين حولها إلى فريقين ومعسكرينفريق عاشق ل...
- هزيمة العدوان السعودي وأنتصار إرادة شعب ! بقلم : اسماء الشامي المرصاد نت لأكثر من 600 يوم من عدوان ظالم وغاشم على اليمن استهدف كل مقومات الحياة استخدم فيه العدو كل ما يستطيع من قدرات تسليحية واستجلاب المرتزقة من كل مكان ...
- كتابات في الصميم مساحة روسيا 17.1 مليون كم²مساحة امريكا 9.8 مليون كم²مساحة الصين 9.5 مليون كم²مساحة البرازيل 8.5مليون كم²مساحة الاتحاد الاوروبي 4.4مليون كم²مساحة الهند 3...
- ليست المشكلة في الاخطاء بل في عدم الاكتراث بتصحيحها ! بقلم : محمد المقالح المرصاد نت الخطر على انصار الله ليس لانهم يرتكبون اخطاء كبيرة فهذا ممكن وكل الناس والاطراف يخطئون اخطاء صغيرة وكبيرة ايضا وفي كل زمان ومكان. الخطر والخطر الم...
- رسائل العيد الرابع ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت نشعر الان اننا الشعب الأكثر صلابة وصبرا في العالم والاكثر حكمة وسماحة وطيبة في الوقت ذاته يأتي العالم كله ليصب احقادا جمة علينا ومع ذلك نتعاط...
- أجهزة القمع والدفاع عنها ... وقت أعوج جهازي الأمن القومي والسياسي مارسا بحق اليمنيين ابشع انواع التنكيل طيلة عقود كان اليسار والقوميين هدفا ثابتا لهم , اتنهاء بأنصار الله منذ 2002 , لعبوا بثورة فبرا...
- أزمة الوقود .. هل هو الاصلاح ام هو المؤتمر ؟ ازمة خانقة في المشتقات النفطية تخنق المواطنين في كل محافظات الجمهورية , وهي هذه المرة بحدّة لم تعرفها البلد من قبل حتى في فترة الاحداث التي شهدتها ا...
- أمريكا تلتهم نفسها..! بقلم : صارم الدين مفضل المرصاد نت قد تكون الازمة المتصاعدة خليجيا وعربيا مع دولة قطر مجرد سيناريو امريكي خليجي لجر ايران للحرب بعد توفير الاستعدادات اللوجستية والعسكرية للبدء ب...
- هل تتحكم الرباعية بخارطة القتال في اليمن ؟! بقلم : أ.محمد المقالح المرصاد نت في وقت ما من العام الماضي وصل مجاهدونا الى جبل جالس بالقبيطية بتعز ولم يكن يفصلهم سوى جبل الياس الذي يطل على قاعدة العند العسكرية أحد أهم مراكز الع...
- المنطقة بين إنحسار التكفير وأستدعاء التقسيم ! بقلم : محمد فايع المرصاد نت على مدى ما يقارب العقدين تحت مظلة سياسات تحالف الشر والاستكبار العالمي بقيادة امريكا واسرائيل شهدت المنطقة العربية موجات عنف و صراعات دموية م...