المرصاد نت - متابعات
على رغم سريان التهدئة في قطاع غزة بعد موافقة العدو الإسرائيلي على شروط حركة «الجهاد الإسلامي» فجر أمس فإن حالة من الحذر تسود الجانبين إذ إن المقاومة لا تخفي شعورها بأن المواجهة المقبلة قريبة وكذلك المستوطنون الذين لم يتجاوبوا مع قيادتهم ويعودوا إلى «الحياة الطبيعية». فمن جهة، أُطلق نحو ستة صواريخ من القطاع بعد ساعات من سريان التهدئة من دون أن يعلن أيّ طرف المسؤولية عنها، فيما تَواصَل التحليق المكثف للطائرات الإسرائيلية. ومن جهة أخرى يبدو أن الاتفاق الذي نصّ على امتناع العدو عن سياسة الاغتيالات وإطلاق النار على «مسيرات العودة» يحمل عوامل انتهائه بذاته، بالنظر إلى عقيدة العدوان المتأصلة لدى إسرائيل.
ويقول مصدر قيادي في «الجهاد الإسلامي» إن التهدئة أُبرمت بعد تواصل المصريين مع قيادة الحركة وإبلاغهم إياها بموافقة العدو كلّياً على الشروط التي وضعتها وتحدّث عنها علناً الأمين العام لـ«الجهاد» زياد النخالة أول من أمس مشدداً في الوقت نفسه على أن «الجهاد ترى سلاحها هو الضامن الأساسي لالتزام الاحتلال بهذه الشروط لا نيات العدو». وأكد أن الذراع العسكرية للحركة «سرايا القدس»، ملتزمة «تماماً» بأوامر قيادتها في هذا الصدد. مع ذلك بدا واضحاً أن لا ثقة لـ«الجهاد» بنتائج الوساطة المصرية خاصة أن القاهرة لها تاريخ في العجز عن إلزام تل أبيب بالكثير من التفاهمات منذ الحرب الأخيرة عام 2014م ومن بعدها 12 جولة قتالية خلال العامين الماضيين. ولذا أبلغت «الجهاد» المصريين أنها ستعود مباشرة إلى ضرب مدن المركز في حال أخلّ العدو بالشروط التي تم الاتفاق عليها.
وفي الإطار نفسه تقول أوساط قريبة من الحركة إن الأخيرة تعرّضت لـ«غدر» من السلطات المصرية، التي كانت أعطت ضمانات لقيادتها أثناء زيارتها للقاهرة قبل نحو أسبوعين بـ«عدم مساس إسرائيل بقيادة الجهاد التي يجري التحريض عليها في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وخاصة الشهيد بهاء أبو العطا» وهو ما يفسّر اعتذار النخالة عن الذهاب إلى القاهرة على رغم تلقّيه دعوة عاجلة من المخابرات المصرية مع أنه قال خلال لقاء تلفزيوني إنه لم يذهب لأن شروط الحركة وصلت المصريين و«يمكن عقد الاتفاق عبر الهاتف».
وبينما دوّت صفارات الإنذار في عدد من مستوطنات «غلاف غزة» حتى وقت متأخر من يوم أمس قال العدو إنه اعترض غالبية الصواريخ التي لم يتبنّها أحد في وقت خرجت فيه مسيرات ليلية في مناطق من القطاع دعت إلى رفض التهدئة ومواصلة الردّ على اغتيال أبو العطا. ومما زاد الغضب الشعبي أن العدو اغتال قبيل بدء التهدئة قائد «الوحدة الصاروخية في لواء الوسطى في سرايا القدس» رسمي أبو ملحوس، الذي استهدفته طائرات الاحتلال مع عائلته ما أدى إلى استشهادهم. وبعد سريان التهدئة، أعلنت وزارة الصحة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي وصلت إلى 34 شهيداً من بينهم ستة أطفال وثلاث نساء، إضافة إلى 111 جريحاً من بينهم 46 طفلاً و20 امرأة. وكان آخر الشهداء ثمانية فلسطينيين من عائلة واحدة (السواركة) هم خمسة أطفال وسيدتان ورجل استشهدوا في غارة استهدفت منزلهم في منطقة البركة في دير البلح (وسط). كما أفادت وزارة الأشغال العامة والإسكان بتضرر 500 وحدة سكنية جزئياً وتدمير ثلاثين أخرى بشكل كامل خلال يومي المواجهة.
على الجهة المقابلة كشفت تقارير إسرائيلية أن السبب الذي دفع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو إلى الإسراع في وقف النار هو خشيته من أن يؤدي التأخير في ذلك إلى ارتفاع احتمالات التصعيد وانضمام «حماس» إلى القتال، ولذا أعلن الجيش صباح أمس وقف ما سمّاه عملية «الحزام الأسود». وبينما أقرّ متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بسقوط نحو 450 صاروخاً ادّعى أن «العملية حققت أهدافها وحان وقت التركيز على الجبهة الشمالية» (لبنان وسوريا). لكن قيادات سياسية وجنرالات في الاحتياط انتقدوا أداء المستويين السياسي والعسكري خلال اليومين الماضيين (راجع التقرير المقابل). وممّا يعزز واقع الهدنة الهشّة قول نائب وزير جيش العدو آفي ديختر إنه «لا توجد شروط لوقف النار. سنصفّي أي شخص يطلق الصواريخ ومن يرسله أيضاً» فضلاً عن إعلان تعطيل التعليم اليوم في «مستوطنات الغلاف».
وبينما كشفت وسائل إعلام عبرية عن «صاروخ ثقيل» أطلقته المقاومة وسقط على إحدى الدفيئات الزراعية محدثاً دماراً كبيراً وواسعاً جراء رأسه المتفجر الذي قُدِّر بـ500 كيلوغرام، أعلنت «سرايا القدس» أنها «أدخلت صاروخاً جديداً من طراز براق 120 لأول مرة إلى الخدمة» عارضة فيديو لتصنيعه ثم إطلاقه، من دون أن تربط بين ما نقل عن الصاروخ الأول و«براق 120». وتوجّهت السرايا في بيانها أمس، بالشكر إلى «فصائل المقاومة الأبية التي رفضت الذل وسياسة الاغتيالات والاستفراد، وشاركتنا معركة صيحة الفجر البطولية بكلّ ما تملك من إمكانات عسكرية وبشرية... لا يفوتنا أن نجّدد شكرنا لمحور المقاومة، وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية في إيران على ما قدّمه من أشكال دعم مختلفة».
إلى ذلك أعادت قوات العدو فتح بحر غزة أمام الصيادين الفلسطينيين بعد يومين من إغلاقه، ليكون متاحاً لهم العمل في ما بين ستة و12 ميلاً بحرياً.
طائرات الاحتلال تستهدف مناطق في خان يونس ورفح رغم التهدئة
استهدف طيران الاحتلال الحربي الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة مواقع للمقاومة الفلسطينية في جنوب قطاع غزة. مصدر مطلع أفاد بأن طائرات الاحتلال استهدفت بغارات عديدة مواقع في منطقة خان يونس ورفح، وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية استهدفت بالصواريخ المستوطنات في غلاف القطاع.
وشيّعت جماهير غفيرة في غزة شهداء الاعتداءات الإسرائيلية. وفجر أمس الخميس تحدث مصدر مصري عن التوصل إلى تهدئة بين حركة الجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية من جهة، وبين "إسرائيل".
المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم أعلن بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار "بعد رضوخ الإحتلال لشروط المقاومة الفلسطينية بقيادة الجهاد الإسلامي وبعد أن قالت المقاومة كلمتها وتصدّت للعدوان وكسرت هيبة رئيس الوزراء بنيامين نتياهو، ودافعت عن شعبنا الفلسطيني تمّ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار على أساس تلك الشروط التي اشترطها حركة الجهاد نيابة عن المقاومة، والتي تمثلّت في وقف سياسة الاغتيالات وحماية المتظاهرين في مسيرات العودة الكبرى والبدء عملياً في تنفيذ اجراءات كسر الحصار".
وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة كشف في مقابلة مع الميادين الأربعاء الماضي أن "إسرائيل" نقلت إلينا طلباً لوقف إطلاق النار ونحن وضعنا شروطنا للموافقة على ذلك، موضحاً ان" من شروطنا لوقف اطلاق النار وقف الاغتيالات ووقف إطلاق النار على مسيرات العودة". يأتي ذلك بعد استمرار قصف سرايا القدس للمستوطنات والأراضي المحتلة، حيث قصفت تل أبيب والقدس المحتلة بصواريخ "البراق".
هذا واعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه وبموافقتها على وقف إطلاق النار، أثبتت "إسرائيل" لأعدائها أنها هي المردوعة وليس حركة الجهاد الإسلامي وأن المعركة الأخيرة في غزة هي كسابقاتها لن تُسجّل في التاريخ لصالح "مجد دولة إسرائيل". وقالت من الواضح ألا رغبة "لإسرائيل" في وقوع الحرب المقبلة، ويجب فعل كل ما أمكن من أجل منعها.
وأشارت إلى أن إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً في أي حرب مقبلة مع إيران وحلفائها في المنطقة، ولا يمكن لجيشنا الانتصار فيها، لافتة إلى أن المشكلة هي أن "إسرائيل" تُقاد منذ عقد من قبل قائد يعتبر إيران تهديداً نازياً. وفي تعليق على نتائج التطورات الأخيرة في غزة قالت إن "نتنياهو من سيد الأمن إلى سيد الفشل".
المزيد في هذا القسم:
- اليونان تنقل 3 آلاف لاجئ إلى مخازن مهجورة لا تصلح للحيوانات المرصاد نت - متابعات نشرت صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية الأحد 29 مايو/آيار تقريرا لمارك اونسيد عرضته (بي بي سي) عن نقل 3 آلاف لاجئ في اليونان إل...
- ميدل ايست: هكذا يعيش أبناء العوامية في السعودية بعد مجيء "بن سلمان" المرصاد نت - متابعات قال موقع ميدل ايست البريطاني عندما اقتحمت قوات الأمن السعودية بلدة العوامية وهي بلدة ذات أغلبية شيعية في محافظة القطيف الشرقية في فبراير ...
- السعودية: مظاهرة في قلب القصر الملكي من قبل الأمراء وسط حملة اعتقالات المرصاد نت - متابعات نظم عدد من الامراء في السعودية اليوم السبت مظاهرة في قلب القصر الملكي حيث ردت السلطات السعودية باعتقالهم جميعاً. هذا والقت "كتيبة السي...
- تواصل تقدُّم الجيش في ريف إدلب: واشنطن وأنقرة تبدآن خطوات «المنطقة الآمنة» ! المرصاد نت - متابعات يتضاعف الجهد العسكري الذي يبذله الجيش العربي السوري في المنطقة المشتركة بين ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي التي يسيطر عليها المسلحون ليؤ...
- داعش يدشن هجماته في إفريقيا من بوركينا فاسو المرصاد نت - متابعات أعلن تنظيم المرابطون المتحالف مع تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم استهدف نقطة حدودية في بوركينا فاسو وأوقع قتيلين وجرحى. وقد جاء تبني التنظ...
- الاحتلال الإسرائيلي يمنع أي تواصل مع الأسرى المضربين المرصاد نت - متابعات أكدت زوجة القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المحامية فدوى البرغوثي الثلاثاء ان الاحتلال الإسرائيلي منع المؤسسات الدولية مثل الصليب الأحم...
- السعودية استضافت 2.5 مليون لاجئ سوري.. أين وكيف؟ المرصاد نت - السفير شنّ بعض النشطاء السوريين المُعارضين غير المدعومين من السعودية هجوماً على ولي العهد السعودي محمد بن نايف عقب كلمة ألقاها أمام قمة اللجوء وا...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد السوري! المرصاد نت - متابعات استشهد 3 جنود سوريين وأصيب 7 جراء عدوان إسرائيلي بعدة صواريخ على ريف القنيطرة الشرقي وفق ما أفاد مصدر عسكري يأتي ذلك عقب تصدي الدفاعات ال...
- انقسام أميركي على دعم حفتر: ترامب وبولتون يزكّيان «الغزوة» ! المرصاد نت - متابعات تنقسم المواقف الدولية في شأن هجوم المشير خليفة حفتر على طرابلس بشكل واضح. لكن اللافت هو تضارب الآراء داخل الإدارة الأميركية، بين وزارة ال...
- روحاني والعبادي يبحثان خطر الإرهاب في المنطقة بحث الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال استقباله اليوم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يزور طهران خطر الإرهاب على المنطقة والسبل الكفيلة للقضاء على تنظيم داع...