أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد السوري!

المرصاد نت - متابعات

انتشرت وحدات من الجيش العربي السوري في قرية القرمانية بريف الدرباسية قرب الحدود التركية شمال شرق الحسكة. وتابع الجيش انتشاره على الحدود السورية التركية بريف الحسكةAldrabsiaah2019.10.29 الشمالي من ريف رأس العين الشرقي غربا وصولا إلى القامشلي شرقا وثبت نقاطه على محور يمتد بنحو تسعين كم.

وقالت مصادر رسمية سورية إن وحدات الجيش بدأت عملية الانتشار من ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي و تابعت تحركها ودخلت اكثر من عشرين قرية وبلدة. وكان الجيش العربي السوري دخل في وقت سابق قرى وبلدات تل عفر وخراب كورد بريف القامشلي الغربي على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا ويواصل انتشاره في شمال شرق سوريا انطلاقاً من مواقعه في محافظة الحسكة؛ ودخلت وحداته العسكرية مدينة الدرباسية بريف الحسكة؛ وعدة قرى وبلدات بريف منطقة رأس العين الجنوبي الشرقي.

بالتزامن مع الانتشار السوري؛ بدأت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" الانسحاب من مواقعها على الحدود مع تركيا شمال وشمال شرق سوريا؛ تطبيقاً لبنود اتفاق سوتشي الروسي التركي. وقالت قيادة قسد إن قواتها تعيد انتشارها في مواقع جديدة على طول الحدود السيادية السورية مع تركيا.

من جهتها رحبت دمشق بانسحاب المقاتلين الاكراد إلى عمق ثلاثين كيلومترا بالتنسيق المباشر مع الجيش العربي السوري؛ مشددة على أن هذه الخطوة تسحب الذريعة الأساسية للعدوان التركي على الأراضي السورية. فيما سيّرت الشرطة العسكرية الروسية دوريات مشتركة مع قوات حرس الحدود التابعة للجيش العربي السوري في المدن الحدودية مع تركيا.

وعلى الساحة السياسية بدء الاجتماع بين المبعوث الأممي غير بيدرسون ووزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا. وزير خارجية تركيا مولود جاويش اوغلو قال ردّاً على سؤال حول وقف اطلاق النار في شمال سوريا إن وقف إطلاق النار يتم بين الدول وليس بين الدول والمنظمات الارهابية".

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن الوزير سيرغي لافروف سيشارك اليوم الثلاثاء في اجتماع وزاري حول سوريا للدول الضامنة لعملية أستانا في جنيف.

مصادر في الخارجية الروسية أشارت إلى أنّ "لافروف سيزور يوم 29 تشرين أول/ أكتوبر جنيف، حيث سيشارك في اجتماع وزاري بصيغة أستانا، وسيجري محادثات مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، برفقة وزيري خارجية إيران وتركيا". وأوضحت المصادر أن ذلك يأتي "عشية الاجتماع الأول للجنة الدستورية السورية المزمع عقده يوم 30 تشرين الأوّل/ أكتوبر الجاري".

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون أعلن أمس الإثنين انطلاق أعمال اللجنة الدستورية مشيراً إلى أنّ الاجتماعات "ستكون بقيادة وملكيّة سوريّة". يذكر أن اللجنة الدستورية السورية تمّ تشكيلها تنفيذاً لمقررات مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي انعقد في سوتشي في كانون الثاني/ يناير عام 2018م وتضمّ اللجنة 150 ممثلاً عن الحكومة السورية والمعارضة والمجتمع المدني.

أما الولايات المتحدة فتبدو مستمرة في سياسية خلط الاوراق واللعب على الحبال فأطماعها تفضحها سياسات الرئيس الاميركي دونالد ترامب؛ حيث اقترح ان تدير شركات نفط اميركية حقول النفط في سوريا؛ ولقي اقتراح ترامب انتقادات واسعة بين خبراء القانون والطاقة الاميركيين؛ حيث اعتبروه رسالة للمنطقة باسرها بان اميركا تريد سرقة النفط وان الاقتراح هو فكرة غير اخلاقية وغير قانونية.

إلى ذلك أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف أمس الاثنين أن حقول النفط شرقي سوريا يجب أن تكون تحت سيطرة الحكومة السورية "ونحن نعتقد أن هذا هو المخرج الوحيد". وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف أكد يوم السبت الماضي أن عائدات عمليات تهريب النفط السوري التي تقوم بها وكالات حكومية أميركية تتجاوز 30 مليون دولار شهرياً.

وقال كوناشينكوف: "إن تكلفة برميل النفط السوري المهرب تبلغ 38 دولاراً وبذلك تتجاوز العائدات الشهرية من هذا العمل الخاص الذي يقوم به موظفون أميركيون، 30 مليون دولار شهرياً".

ووصف سيطرة واشنطن على حقول النفط في شرق سوريا بـ"قطاع طرق" ولكن على مستوى دولي. وأضاف المتحدث قائلا "مثل هذه التدفقات المالية التي لا تخضع إلى أي تحكم أو ضرائب في الولايات المتحدة، ستجعل البنتاغون والمؤسسات الأمنية الأميركية مستعدة للدفاع بشكل دائم عن آبار النفط في سوريا من أسطورة خلايا تنظيم داعش الإرهابي النائمة".

كما أشار المتحدث إلى أن "عائدات تهريب النفط السوري ترسل مباشرة عبر سماسرة إلى حسابات مؤسسات أمنية أميركية خاصة وإلى حسابات وكالات الأمن الأميركية".

هذا وأعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أمس أن بلاده ستتصدّى لأي محاولة لانتزاع السيطرة على حقول النفط السورية من أيدي الجماعات السورية المسلحة التي تدعمها. وفي مؤتمر صحافيّ في مقرّ وزارة الدفاع هدّد إسبر باستخدام القوة الساحقة ضدّ من يحاول ذلك سواء كان داعش أو قوات مدعومةً من روسيا أو سوريا.

وعند سؤوله عما إذا كانت مهمة الجيش الأمريكي تشمل الحيلولة دون وصول أي قوات روسية أو تابعة للحكومة السورية إلى حقول النفط قال إسبر ”الإجابة المختصرة نعم، إنها موجودة بالفعل“. وأشار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة اعتمدت على الدخل من هذا النفط لتمويل مقاتليها. وزعم قائلا: ”نريد التأكد من أن “قوات سوريا الديمقراطية” تستطيع الوصول إلى هذه الموارد كي تحرس سجون داعش وكي تسلح قواتها وتساعدنا في مهمة هزيمة داعش“.

وكانت واشنطن قد خذلت حلفائها الأكراد وتركتهم أمام عمليات القوات التركية شمال سوريا وعلى إثر ذلك اتفق الأكراد والحكومة السورية على دخول الجيش العربي السوري مناطق الأكراد وتأمينها وهو ما جعل الجيش الأمريكي يعلن الأسبوع الماضي أنه سيعيد نشر قواتها للسيطرة على حقول النفط السوري لكي لا تعود للحكومة السورية.

وكشفت مؤخرا صورا للأقمار الصناعية نشرتها وزارة الدفاع الروسية قيام الولايات المتحدة بنهب النفط السوري حيث كشفت الصور عن عمليات تهريب للنفط إلى خارج سوريا بحراسة الجيش الأمريكي وتجاوزت عائدات عمليات تهريب النفط السوري التي تقوم بها وكالات حكومية أمريكية 30 مليون دولار شهريا.

أنقرة تهدّد باستئناف العملية العسكرية

مع استكمال الجيش العربي السوري انتشاره على امتداد أكثر من 100 كلم في ريف الحسكة الشمالي، على الحدود مع تركيا، يستمر الضغط العسكري من الأخيرة على ريف رأس العين، لقضم مزيد من المناطق قبل وضوح مستقبل العملية العسكرية، خاصة مع انتهاء مهلة 150 يوماً لانسحاب القوات التركية مساء اليوم (الثلاثاء). وبالتوازي، تجري التحضيرات لمحادثات «اللجنة الدستورية» المزمع عقد جلستها الأولى غداً في جنيف.

تنتظر الساعاتُ المقبلة أحداثاً مهمة في الشرق السوري لجهة استكمال الجيش انتشاره على كامل الشريط الحدودي في الحسكة، بجانب مستقبل العملية التركية مع انتهاء مهلة اتفاق سوتشي التي مُنحت لـ«قسد» للانسحاب من الشريط الحدودي في السادسة من مساء اليوم (الثلاثاء)، وسط تهديدات تركية باستئناف العملية واتهامات لـ«قسد» بعدم سحب قواتها. ورغم دخول المهلة المفترضة ساعاتها الأخيرة فإن انتشار الجيش السوري اقتصر على ما يقارب 100 كلم من الشريط الحدودي مع توقعات باستكمال الانتشار من ريف عامودا حتى المالكية.

وتكشف آلية تطبيق «سوتشي» عن تباين في الآراء وخلافات بين كل من الأكراد والجانب الروسي والحكومة ما يهدد بعودة الخطر إلى مناطق الشريط الحدودي. فالأكراد يتمسّكون بالحفاظ على وحدات الأمن الداخلي «الأسايش» وكل مؤسسات الإدارة الذاتية بما فيها «هيئة الدفاع والداخلية»، متكئين على دور أميركي مرتقب بعد قرار بقاء قوات أميركية في دير الزور وقرب حقول النفط، فيما تؤكد دمشق ضرورة الإمساك بالطرقات العامة بين المدن الرئيسية (طريق القامشلي ــــ الحسكة، الحسكة ــــ تل تمر)، مع استلام معبر اليعربية مع العراق، ونشر وحدات للشرطة السورية في مدن وبلدات المحافظة، وهو ما يبين الرغبة الحكومية في حل «قسد» و«الإدارة الذاتية» ودمجهما في المؤسسات الرسمية. ولعلّ بيان الخارجية السورية الأخير المرحب بانسحاب «قسد» من الحدود أعطى رسالة واضحة عن رؤية دمشق لمستقبل المنطقة بتأكيدها أن «سوريا ستعمل على احتضان أبنائها وتقديم العون إليهم بما يضمن اندماجهم بالمجتمع السوري، ويفسح المجال للعودة إلى الوحدة الوطنية أرضاً وشعباً».

في هذا السياق يؤكد مصدر كردي أن قواتهم «ستبقى ممسكة بملف النفط والثروات بالتنسيق مع الجانب الأميركي ما يجعلها بمنأى عن أي هجمات عسكرية» لافتاً إلى أن «الموافقة على سوتشي جاءت لوقف إراقة الدماء، ونزع حجج أنقرة للاستمرار في احتلال الأراضي السورية». ويكشف المصدر أنهم «تلقوا وعوداً روسية بإطلاق حوار جدي مع الحكومة السورية على أساس الاحترام المتبادل» مبيناً أنهم «أبلغوا موسكو باستمرار عمل الإدارة الذاتية، واستمرار سيطرة الأسايش على مراكز المدن والبلدات دون تغيير». كما يوضح أن الأكراد «اشترطوا على الروس أن تكون تحركات الجيش السوري وإمداده بعلم من، والتنسيق مع، قيادة قسد».

أمام هذا الواقع تكشف هجمات «الجيش الوطني» المدعوم تركياً على مناطق في أرياف رأس العين وتل أبيض عن ضغط تركي لإنهاء أي وجود لـ«قسد» ضمن مناطق انتشار الجيش السوري. وهو ما يفسّره تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن «قسد لم تنسحب من كامل الشريط الحدودي» ما يهدد باستئناف العملية التركية. ولفت أوغلو إلى «زيارة وفد عسكري روسي إلى تركيا لمتابعة تطبيق بنود اتفاق سوتشي، وآلية تسيير دوريات مشتركة على الحدود». كما يُتوقع أن يشهد مساء اليوم تسيير دوريات روسية ــــ تركية مشتركة للتأكد من انسحاب «قسد» من كامل الشريط الشمالي.

إلى ذلك طالب مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا غير بيدرسون بتمديد وقف إطلاق النار شمال شرقي سوريا. وقال بيدرسون إنه سيلتقي مع وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا في جنيف اليوم، أي قبل يوم من أول اجتماع لـ«اللجنة الدستورية» السورية، مضيفاً: «ننادي بضرورة احترام وقف إطلاق النار ونطالب كذلك بسريانه في عموم البلاد». وتابع في مؤتمر أمس: «نعتقد أن القتال الدائر دليل آخر على أهمية الشروع في عملية سياسية جادة يمكن أن تساعد في حل المشكلات في ربوع سوريا بما في ذلك شمال شرق البلاد وأيضاً إدلب».

الجيش يستكمل الانتشار... والنازحون يعودون
يزرع الجندي السوري راية بلاده فوق تلة في قرية تل ذياب في ريف الحسكة الشمالي معلناً عودة الجيش إلى الحدود السورية ــــ التركية للمرة الأولى منذ أكثر من سبع سنوات. وعلى امتداد الطريق بين تل تمر وبلدة أبو راسين، وصولاً إلى الطريق الحدودي الذي يربط رأس العين بالدرباسية، تنتشر نقاط للجيش السوري لمنع تقدم مسلحي «الجيش الوطني» المدعوم من أنقرة باتجاه الدرباسية وتل تمر. لكن على بعد لا يزيد عن 500 متر عن بلدة أبو راسين، يُسمع دوي قذائف تسقط بشكل متقطع في محور قرى باب الخير وأم عشبة والمضبعة مع هدير طائرات الاستطلاع التي تحلق بكثافة في الجو. فالهدنة المخترقة تركياً لا تبدو صامدة، إذ تستمر العمليات العسكرية.

فعلى رغم انتشار وحدات من الجيش السوري على امتداد خطوط التماس في ريف رأس العين الجنوبي والشرقي تستمر الاشتباكات والقصف في انتهاك مستمر لاتفاق سوتشي الأخير. مع ذلك بدأ عدد من سكان البلدات الواقعة بين تل تمر وأبو راسين العودة إلى منازلهم التي فرّوا منها في بداية العملية التركية بعد انتشار الجيش السوري هناك. وخلال إشرافه على نشر نقاط الجيش الجديدة، يؤكد ضابط سوري رفيع أن الجيش سيستكمل انتشاره في كامل الشريط الحدودي وصولاً إلى الحدود العراقية في اليعربية. ويضع المصدر استمرار القصف التركي في إطار «عرقلة استكمال الجيش انتشاره في المنطقة وإعادة سيادته على الأراضي السورية» كما يؤكّد أن «الانتشار سيساهم في عودة المهجرين، والاستقرار إلى كل منطقة يصلها الجيش». ويلفت أخيراً إلى أن «مشاهد استقبال المدنيين لقوافل الجيش على الطرقات العامة وفي القرى والبلدات تعكس ثقة السوريين بجيش بلادهم».

جثة البغدادي في البحر... وعلى الطريقة الإسلامية!
نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر في وزارة الدفاع الأميركية أنه تم التخلّص من جثة زعيم تنظيم «داعش» أبي بكر البغدادي برميها في البحر بعد مقتله بغارة في إدلب منذ يومين. ولم تتكشّف تفاصيل عن كيفية ووقت التخلّص من الجثة لكن وكالة «رويترز» نقلت عن ثلاثة مسؤولين أميركيين قولهم إن «أشلاء زعيم تنظيم الدولة الإسلامية... دُفنت في البحر بعد شعائر مطابقة للشريعة الإسلامية». كما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه ينوي نشر مقاطع للهجوم الذي قتل فيه البغدادي شمال غربي سوريا. وقال ترامب أمس: «نفكر في ذلك هذا وارد» مضيفاً: «يمكن أن نأخذ مقاطع ونبثها».

عملية أمنية جديدة لـ«التحالف» في محيط جرابلس
في عملية أمنية هي الثالثة من نوعها التي تستهدف أعضاءً وقادة سابقين في تنظيم «داعش» خلال أقل من يومين نقلت أوساط معارضة في ريف حلب الشمالي أن طائرات مروحية يرجّح أنها أميركية نفّذت عملية «إنزال» استهدفت أحد المنازل في محيط مدينة جرابلس مساء أمس الأثنين.

ووفق ما نقله عدد من الإعلاميين الموجودين في المنطقة فقد حلّقت ثلاث طائرات مروحية من شرق نهر الفرات إلى أجواء جرابلس وبقيت متمركزة لنحو 20 دقيقة فوق أحد المنازل لتغطية عملية «إنزال» يعتقد أنه جرى خلالها اعتقال عدد من الأشخاص الموجودين داخله. وفيما لم يخرج تأكيد رسمي من جانب «التحالف الدولي» أو القوات الأميركية، فإن هذه العملية هي الثانية التي ينفّذها «التحالف» في المنطقة التي تحتلها القوات التركية والفصائل التابعة لها في ريف حلب الشمالي من دون أن يصدر تعليق رسمي من أنقرة.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية