تخوفات العدو الاسرائيلي من الأوراق التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية

hmasكشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" النقاب عن استقرار رأي المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابنيت"، على توجيه الجيش إلى الانتقال للمرحلة الثانية من الهجوم الجوي على قطاع غزة.

وقال المراسل العسكري للصحيفة أليكس فيشمان:" الانتقال إلى المرحلة الثانية سيُحدث ضررًا ثانويًا أكبر مما كان في الأيام الثلاثة الأولى، وستتغير المعادلة لغير مصلحة سكان غزة"، على حد تعبيره.

وأوضح أن "المرحلة الثانية ستكون مختلفةً عمّا كان عليه حينما كان سلاح الجو الإسرائيلي يرد على هدف عسكري بغزة كموقع تطلق منه القذائف الصاروخية على "إسرائيل"، حيث كان يترك مسافات آمنة لمنع إصابة مواطنين غير مشاركين في القتال"، على حد زعمه.

وأشار فيشمان إلى أنه حين تتضاءل حواشي الأمن يزيد عدد أهداف سلاح الجو، ويضاف إلى القائمة عشرات وربما مئات الأهداف التي لم يمسها إلى اليوم، ومنها مبانٍ مأهولة بالسكان، وأخرى خزنت فيها قذائف صاروخية، ومناطق مأهولة ينفذ منها إطلاق صواريخ، ومؤسسات تربية، وأخرى دينية.

وبدا واضحًا من كل ما سبق أن "يديعوت" تشارك الجيش الإسرائيلي في حملته التحريضية على المقاومة الفلسطينية التي تواصل إطلاق صواريخها على المدن والبلدات المحتلة من جهة، والتأثير على الجبهة الداخلية في غزة، التي تواجه عدوان الاحتلال بعزيمة عالية، وبصمودٍ قاهر من جهةٍ أخرى.

وتحدثت الصحيفة عن" زيادة معدل إطلاق الصواريخ على "إسرائيل" انطلاقًا من غزة، في حين يدفع سكان القطاع ثمنًا أعلى حتى مما يدفعونه الآن"، كما عبّرت.

ولفتت إلى أن إعلان الحكومة الإسرائيلية عن استقرار رأيها على الانتقال إلى المرحلة الثانية من الهجوم الجوي في غزة، يهدف إلى دعوة العالم إلى الضغط على الطرفين ليوقفا النار، منوهةً إلى أن هذه طريقة للنزول عن الشجرة، مهما تكن هزلية.

ونبّه المراسل العسكري لـ"يديعوت" إلى أن سلاح الجو الاسرائيلي، الذي يواصل استهداف مخازن الوسائل القتالية، ومصانعها، والقذائف الصاروخية المخبأة تحت الأرض في غزة بنشاط متشعب، فشل في وقف النار على القدس، ومدن منطقة "غوش دان" والشمال الساحلي.

وبيّن فيشمان أن بنك أهداف سلاح الجو النوعي أعده له رجال الاستخبارات، لافتًا إلى أن كل جهات جمع المعلومات الاستخبارية وتفسيرها من الجيش و"الشاباك" تعمل الآن على مدار الساعة لإنشاء أهداف جديدة، تغذي استمرار الهجمات الجوية على قطاع غزة.

ونوه إلى أن التقديرات في "اسرائيل" هي أن نقطة الخروج من هذه الجولة العنيفة ستكون بعد أسبوع على الأقل، مشيرًا إلى أن المقاومة الفلسطينية تبحث الآن عن ورقة لعب رابحة بكل ثمن، وعن عملية نوعية تؤديها بكرامة إلى وقف إطلاق النار.

وتخشى المحافل الأمنية الإسرائيلية من كون المقاومة في غزة تمسك بعدة أوراق لعب لم تُسحب إلى الآن كوسائل طيران بلا طيارين قد يتم تفجيرها فوق معسكرات، أو قذيفة صاروخية من طراز جديد، أو عملية صاعقة مذهلة، أو إصابة المفاعل الذري في ديمونة أو منشأة إستراتيجية أخرى.

وبحسب فيشمان "إذا لم يؤت الهجوم الجوي النتائج المطلوبة في غضون بضعة أيام فسيصبح التباحث في الدخول البري فوريًا ولو لزيادة الضغط الداخلي في غزة"، زاعمًا بأن القوات البرية أصبحت مستعدة بعد أن تم تدريبها تدريبًا مركزًا وأُجيزت الخطط.

وعددت "يديعوت" محاذير العملية العسكرية البرية في غزة، ومنها قناصو المقاومة الفلسطينية، المتفجرات، السلاح المضاد لدبابات الجيش الاسرائيلي، وناقلات جنده المدرعة، وهناك ينتظر قواتنا نظام أنفاق، وخنادق تحت الأرض حفرت وأصبحت تشبه "مدينة ثانية"، ويوجد هناك أيضًا مقرات القيادة للانتقال من جبهة قتال إلى أخرى من أجل الإمداد.

وأقرّ فيشمان أن الصورة الاستخبارية عن غزة فيها إشكالية، فالمعلومات عن مواقع اطلاق الصواريخ المخبأة تحت الأرض جزئية، وليست المعلومات عمّا يجري في "المدينة الثانية" تامة أيضًا، وليس من السهل أن توجد تلك الفتحات في الأرض التي يفترض أن يخرج منها رجال صاعقة تدربوا على الدخول في الأنفاق وخطف الجنود، والمعلومات عنهم جزئية جدًا.

وقارن فيشمان بين عملية "عامود السحاب" عام 2012، التي دمر فيها الجيش الاسرائيلي 1450 هدفًا في 8 أيام وفرغ بنك أهدافه تمامًا تقريبًا، وبين عملية "الجرف الصامد" الحالية، التي دمّر فيها الاحتلال خلال اليومين الأولين 750 هدفًا جديدًا ولا زالت مستمرة.

وقال:" لا يوجد سلاح جو في العالم يملك من شروط الهجوم كما نملك في غزة، فنحن أحرار في النهار والليل دون تعويق حقيقي (..) القاعدة التي تقلع منها الطائرات على مسافة 5 دقائق طيران عن الهدف، ويستمر الهجوم بين 10 إلى 15 دقيقة".

وتابع فيشمان :"يستطيع سلاح الجو الاسرائيلي من جهة نظرية أن يقصف غزة مستريحًا 20 ساعة كل يوم، ولهذا لا عجب من أن الاستخبارات لا تنجح في إدراك عدد الأهداف".

ولفت إلى سلاح الجو يستطيع أن ينظر إلى قطاع غزة كأنه ميدان تدريب، وهو يقسم مساحة القطاع لـ 3 مناطق طيران يخصص لكل منطقة 4 طائرات تطير على ارتفاعات ومسارات مختلفة.

وكشف فيشمان أن القوة النظامية التي تنتظر اليوم الأمر بالدخول قرب القطاع مبنية لإعطاء حل محدود جدًا لتهديدات لا يستطيع النشاط الجوي وقفها، وإذا حدث دخول بري بقدر ما فمن المعقول أن تدخل القوات النظامية في الموجة الأولى تحت غطاء هجوم جوي ثقيل ونار من الأرض، مستدركًا:" بيد أن عملية برية محدودة هي مدعاة تورط لأنه يكفي أن تطلق قواتنا النار على قواتنا وتقتل جنودًا، ولهذا فإن المستوى السياسي في "إسرائيل" غير متحمس لهذا العمل".

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية