المرصاد نت - لقمان عبدالله
أصدر «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي لأبو ظبي أول من أمس بياناً شديد اللهجة ضد ما يسمى «الشرعية» مُعلِناً «فك الارتباط الكامل» معها وداعياً إلى انتفاضة جماهيرية لاستعادة المؤسسات الإيرادية. بيانٌ يجلّي مجدداً محاولة تيار الإمارات في الجنوب الجمع بين الولاء الأعمى لأبو ظبي، والانحياز إلى مطالب الجماهير الرازحة تحت ضغوط الفقر والجوع. وهي مطالب لم يعد مجدياً ولا بأي شكل التغافل عنها، ولا سيما أن موجة الغضب الشعبي العارمة التي تجتاح المحافظات الجنوبية لم تَعُد تفرّق في تحميل المسؤولية بين طرفَي «التحالف» (السعودي والإماراتي) كذلك فإن الجماهير الجنوبية باتت تدرك مدى تورّط كل من «الشرعية» و«الانتقالي» أيضاً وانصياعهما لقطبَي «التحالف» الرئيسَين.
كذلك إن إيغال «التحالف» في تقديم مصالحه على المصلحة الجنوبية عقّد الوضع بالنسبة إلى طرفَي الأزمة المحليَّين (الشرعية والانتقالي) حتى لم تَعُد المسألة قابلة للقسمة على ثلاثة بل على اثنين فقط: إما الارتهان الكامل أو العودة إلى صفوف الجماهير. يعمل «الانتقالي» على الالتفاف على مطالب الناس وحرف شعاراتهم عن تحميل المسؤولية المباشرة لدولة الإمارات بوصفها أحد أهم المسبّبين للأزمة الاقتصادية وذلك من خلال مناوراته المكشوفة في حصر المشكلة في «الشرعية». وهو اتهام في جانب منه صحيح ولا أحد يستطيع إنكاره لكن الجانب الأكبر من المسؤولية يتحمّله «التحالف» مجتمعاً.
إلا أن بيان «الانتقالي» لم يكن ليصدر لولا الضوء الأخضر الإماراتي وهذا أمر محسوم وغير قابل للجدل على رغم أن بعض فقراته لا تتّفق وسياسة «التحالف» وأن مفردات المدح والثناء والتغنّي بمكارم الملوك والأمراء غابت عنه في سابقة في أدبيات المجلس لا تعني حتماً صحوة ضمير أو استفاقة على الواقع السياسي المرير الذي تعيشه النخبة السياسية في الجنوب.
بيان المجلس«الانتقالي» صياغة جنوبية بروحية إماراتية وهو راعى مصلحتين في آن واحد علماً أن مصلحة الإمارات ستظلّ مُقدَّمة على ما سواها من القوى المحلية. والإيعاز بصدور البيان في هذا التوقيت بالذات كان يستهدف إصابة عصفورين بحجر واحد: العصفور الأول هو اقتناص دولة الإمارات فرصة الغضب الشعبي الذي يحمّلها المسؤولية عن الانهيار الاقتصادي للخروج من عبء المسؤولية والضغط على الجانب السعودي لتغيير الوضع القائم داخل «الشرعية»، وعلى رأسه التخلص من التيار «الإخواني» (حزب الإصلاح) في حكومة أحمد عبيد بن دغر والحاشية القريبة من هادي واستبدال قوى وشخصيات قريبة من أبو ظبي بهما. أما العصفور الثاني فتلميع صورة «الانتقالي» بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بها جراء وضع أوراق الجنوب كاملة في الجعبة الإماراتية من دون أي مقابل الأمر الذي جعل «المجلس» شريكاً كاملاً لـ«التحالف» في تنفيذ الأجندة الخليجية.
«المجلس الانتقالي» أمام مفترق طرق كما قال هو نفسه فعلاً. فالجمع بين الولاء المطلق للإمارات والمطالب الشعبية المحقة هو كالجمع بين الأضداد وهو مستحيل في علم المنطق، ومستحيل كذلك في الواقع المعيش في المحافظات المُسمّاة «محررة» إذ إن المسبّب الرئيس للانهيار الاقتصادي هناك هو «التحالف» بطرفَيه السعودي والإماراتي ولا يقلّ دور الأخير في شيء عن الأول، إن لم يكن أكثر خطورة من دور الرياض.
فالقوات الإماراتية تعطّل المرافق الاقتصادية والموارد الإنتاجية في المحافظات الجنوبية، وتعوق عجلة تطور البلد ونموه وازدهاره بكل الوسائل المتاحة. وحالة الانهيار الاقتصادي والسقوط المريع للريال اليمني ليست من باب الصدفة؛ فـ«التحالف» بتوجيه أميركي يستخدم الحرب الاقتصادية من ضمن أدوات الحرب على اليمن والوضع الراهن بدأ بالظهور تدريجاً منذ نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن. والجدير ذكره هنا أن السفير الأميركي في اليمن ماثيو تولر كان قد هدّد الوفد الوطني خلال مفاوضات الكويت عام 2016 وبحضور الدول الـ18 الراعية للمبادرة الخليجية بالحرب الاقتصادية والتجويع في حال عدم توقيع «صفقة الاستسلام».
على هذا الأساس يتولّى طرفا «التحالف» الرئيسان إدارة الوضع الاقتصادي في اليمن ولم تخرج إدارتهما عن سياق استمرار الأزمة الاقتصادية كأداة من أدوات الحرب. وبالتالي ليس غريباً على الإطلاق غياب خطط المعالجة أو على الأقلّ السماح للأطراف المحلية بوضع خطة لمعالجة الأزمات التي تتفاقم يوماً بعد يوم. فالمطلوب إبقاء الجنوب تحت خطّ الفقر حتى لا يفكر أبناؤه البتة في مطالب سياسية. وإلا فهل يعقل أن الإمارات ذات الاحتياطات المالية الهائلة غير قادرة على تشغيل مرفق واحد من المرافق المعطّلة علماً بأن كلفة تشغيل تلك المرافق أو إصلاحها ليست بالتي تعجز عنها أبو ظبي إن صدقت نياتها.
المزيد في هذا القسم:
- الإمارات تحول أجزاء واسعة من مطار “الريان” إلى قاعدة عسكرية ومعتقل! المرصاد نت - متابعات كشف مصدر يمني عن أن القوات الإماراتية الموجودة في مدينة المكلا بحضرموت أقتطعت جزءاً من مطار الريان الدولي لأغراض عسكرية وإن أحد الأسباب ا...
- عدن : ثورة غضب ورفض شعبي ضد سياسة حكومة هادي وتحالف العدوان المرصاد نت - متابعات بدأت في مدينة عدن ملامح «انتفاضة» وثورة غضب ضد سياسة حكومة هادي وقوي تحالف العدوان السعودي حيث خرج المئات في عدد من مديريات ا...
- أسماء أعضاء اللجان المحلية لتثبيت وقف إطلاق النار من أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام متابعات : حصل موقع المرصاد نت الأخباري من ( سبأ ) على قائمة أسماء اللجان المحلية للإشراف على تثبيت وقف إطلاق النارالمكونة من أنصار الله والمؤتمر الشعبي...
- 36 شهيداً وجريحاً بغارات للعدوان على الحديدة وصعدة المرصاد نت - متابعات شن طيران العدوان الأمريكي السعودي اليوم غارتين على كيلو ١٦ بمديرية الحالي في محافظة الحديدة. وأوضح مصدر محلي بالمحافظة لوكالة الأنباء ال...
- هدنة الحُديدة تسري غداً .. هل يلتزم تحالف العدوان بالهدنة؟ المرصاد نت - متابعات ذكر مصدر في الأمم المتحدة أنّ موعد الهدنة في مدينة الحُديدة سيدخل حيز التنفيذ منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء في ما يبدو أنه محاولة لتثبيت ا...
- ضد الحصار واستهداف ميناء الحديدة ..حملة تغريدات تنطلق مساء اليوم المرصاد نت - خاص تنطلق الساعة الثامنة من مساء اليوم السبت 7 جمادى الأولى 1438هـ حملة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” ضد الحصار واستهداف...
- مذبحة الطيران الإماراتي : مئات القتلى والجرحى في عدن وزنجبار ! المرصاد نت - متابعات أعلنت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة مقتل وجرح أكثر من 300 شخص، بينهم مدنيون، جراء القصف الجوي الإماراتي على قوات حكومة هادي في ...
- التناقضات البريطانية: «حرصٌ» على السلام وشراكة في الحرب! المرصاد نت - لقمان عبدالله تكشّفت خلال الأيام الماضية، المزيد من المعطيات عن الدور البريطاني في الحرب على اليمن، الذي طالما حاولت لندن التستر عليه. لم تكتفِ ا...
- خفايا وأسرار هروب المخلافي وانسحاب جباري من مفاوضات الكويت تفاصيل كاملة المرصاد نت - الكويت حيال صمود اسطوري واداء سياسي فاق التوقعات لاعضاء الوفد الوطني المشارك في مفاوضات الكويت، انهارت مراوحات وضغوط استمرت اسابيع ترنح سقف ا...
- الحديدة.. زيارات ومبادرات ورؤي لا تغير من الواقع شيئاً! المرصاد نت - متابعات يواصل فريق الخبراء التابع لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي زياراته الميدانية لموانئ الحديدة الثلاثة في اطار المهمة المكلف بها لتقييم الموان...