المرصاد نت
عند الحديث أو التطرق لهذه الذكرى الغالية التي يحييها اليمنيون كل عام وهي مناسبة أسبوع الشهيد أشعر بان حروفي ستنحني اجلالا لهم واكراما لهم كيف لا ؟
وهم من أكرمهم الله بالحياة الأبدية وفضّلهم على كثير من خلقه تفضيلا عندما نبحث عن سيرة هؤلاء الشهداء العظماء ندرك فعلا أن الشهادة اصطفاء إلهي فوراء كل شهيد قصة فيها الكثير من الدروس والعبر والبطولات الخالدة التي لو دوّنت عبر التاريخ لظلت منهل خالد للأجيال القادمة ولبعض من الشهداء أيضا عبارات تخط بماء الذهب لأن فيها من الحكم ومن الصدق ما يجعلها أيضا كلمات خالدة لأنها نابعة من قلوب مخلصة وصادقة ..
أغلب شهداءنا كانوا يتمنون الشهادة بصدق وإخلاص مع العمل الجاد والتحرك الفّعال وليس فقط تمني وهم قعود في أماكنهم مثلما يفعل البعض فالتسابق على ميدان الشهادة لن يصل إليه الشخص إلا اذا وصل لمستوى معين من التشبع الروحي بعلاقته مع الله تعالى وشعر بقربه منه تعالى وبقوة ما يربطه به فيشتاق له وللقاءه ولكرمه مئات من شهداءنا كانوا في العام الماضي وقبل الماضي من العاملين في أسبوع الشهيد بكل إخلاص وكانوا يتسابقون على العمل في طباعة الصور وتزيين المعارض والشوارع بها وكانوا يتمنون أن تحل صورهم يوما ما بين الشهداء وكانوا يتسابقون على زيارة أسر الشهداء وعلى الانفاق في هذه المناسبة ..
وهاهي صورهم هذا العام أصبحت بين صور الشهداء وارتقوا لهذه المكانة العالية التي لا ينالها إلا الأولياء فبإخلاص وصدق الإنسان يستطيع ان يرتقي إلى مراتب الأولياء في كثير من المديريات والمحافظات قبل عامين كان عدد الشهداء لا يتجاوز العشرات بإستثناء محافظة الصمود والاباء صعدة فهي قبلة الاحرار ومنبع الحرية وفي هذا العام أصبح عدد الشهداء بالمئات في مختلف المديريات حتى وإن كانت مديريات صغيرة كيف لا ونحن نقدم ثمن حريتنا واستقلالنا وكرامتنا نحن وأجيالنا القادمة فنتأمل جميعنا في كل صور الشهداء الذين تزدان بهم الصفحات الإلكترونية يوميا سواء كنّا نعرفهم أم لم نعرفهم ..
سنجد أغلبهم شباب في عمر الزهور شباب تركوا أحلامهم ومستقبلهم المنشود واختاروا ما عند الله وعند التدقيق أكثر على صورهم تستشعر وكأنهم سينطقون ولكأنهم سيقولون ياليت قومي يعلمون بما نحن فيه من كرامة احدى أمهات الشهداء خبرتني أنها عندما كانت في حالة من الحزن الشديد والوجع لفراق اثنين من فلذات أكبادها شهداء فعندما توجهت للنوم وقلبها مكلوم موجوع بعد أن منعت ابنها الثالث المتبقي لها من أن يتركها رأت البشرى في منامها رأت رسول الله صلوات الله عليه وآله وهو يقول لها وكأنه معاتبا أن أولادها في ضيافته فاستيقظت في وقت السحر لتقوم في نفس الوقت وفي نفس المحراب الذي كان شهداءها يستيقظون فيه ليذكرون الله ويطبقون برنامج رجال الله لتصلي وتبكي وتشعر بإطمئنان كبير وتيقظ ابنها الثالث لتقول له بكل قوة وصدق أذهب يا ولدي للجبهة لن أمنعك أبدا فقد بعتكم من الله تعالى وما هذا إلا نموذج صغير من آلاف النماذج الحية التي يعيشها يمن الإيمان والحكمة الذي لم يخيب ظن رسول الله صلوات الله عليه وآله فيه عندما قال عنه أنه شعب الإيمان وهذا ما قاله السيد القائد عبدالملك الحوثي في ذكرى الشهيد والذي جعل العبّرات تسيل شوقا لرسول الله وتسابقا على ارضاءه صلوات ربي عليه وعلى آله الذين ذهبوا كلهم شهداء فمن يتأمل في سيرة أهل بيت النبي سيجدهم مدارس من التضحية والعطاء لأجل دين الله ..
ولهذا نجد ذكرهم لا يزال خالدا وتحيي ذكراهم الملايين من البشر وذلك إكراما من الله لهم فهاهم اليمانيون يا سيدي يارسول الله يقدمون أغلى ما عندهم لأجل كسر شوكة الطغاة المستكبيرن ولأجل أن يعيدوا العزة للإسلام وللمسلمين جميعا ولأنهم شعب الوفاء والصدق فهم يبادلون الوفاء بالوفاء ويتذكرون شهداءهم ويكرمون أسرهم ويحيون ذكراهم ويرددون دائما بأن شهداءنا عظماءنا فلولا دماءهم الطاهرة لما وصلنا لما وصلنا إليه من عز وشموخ وصمود حيّر علماء النفس في العالم وحيّر كل الخبراء العسكريين الذين درسوا في أكبر جامعات العالم العسكرية ستظلون أيها الشهداء مصدر فخرنا واعتزازنا ونعاهد الله أننا جميعا على دربكم ماضون ولن نحيد عنه حتى تكون العزة لله ولرسوله وللمؤمنيين مثلما أرادها الله تعالى..
المزيد في هذا القسم:
- مرتزقة قرن الشيطان وموائد الذل و العار ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت عندما ينظر الانسان الى هذه المائدة الدسمة الذي تسمى الكبسة السعودية والتي يكثر فيها اللحم المخلوط بالرز وماالى ذلك اولا يحمد الله على هذه النعم الت...
- أيها الثوارالأحرار: بسالتكم هي من تصنع الحياة وتنقذ الضحايا المرصاد نت الحياة لا تمنح مجانا ايها الانيقون جدا..من اجل الحياة نضحي ....كل عملية ولادة جديدة يصاحبها دم ودموع ,الآم وصراخ ومواجع ...وحدها مريم المقدسة حملت ...
- مفاوضات السويد حملةُ علاقات عامة ! المرصاد نت كيف تفهم مفاوضات جنيف في الوضع الحالي؟ وأين من الممكن أن تصل؟ وهل هناك جديةٌ في الوصول إلى حلول تؤدي إلى إنهاء العدوان؟ للإجابة على هذه التساؤلات ل...
- الثورة والمقاومة في الجنوب مستمرة المرصاد نت ثلاث سنوات دخلت واليمن يعاني من الحصار جراء العدوان والاحتلال. ثلاث سنوات ومعاناة شعبنا ما زالت مستمرة. ثلاث سنوات وحالات الحصار مفروضة على حليب ال...
- لماذا تأخر إعلان نتائج فوز ترمب؟ المرصاد كتب: عبدالباسط الحبيشي ضد كل توقعات الإعلام الدولي والعالمي المُزور وفضائياته وضد كل توقعات المزايدين...
- أعراب القرن الحادي والعشرين ! بقلم : مصطفى عامر المرصاد نت في ٢٦ مارس ٢٠١٥م، حينما بدأ العدوان على اليمن أعلنت نصف الدول العربيّة تحالفها مع السّعوديّة وفي شرم الشّيخ ارتدت جامعة الدّول العربيّة خلخالها كعا...
- بداية معرفتي بأنصارالله ! بقلم : محمد قاضي المرصاد نت سأكون كاذبا لو قلت لكم باني مع أنصارالله من الحرب الاولى أو أني أعرف فكرهم أو منهجهم من قبل بل كان وضعي مثل وضع البعض اليوم اقدح وارجف واشكك فيهم ح...
- قيام الجمهورية الأمريكية الثانية كتب: عبدالباسط الحبيشي بعد الفشل الذريع الذي حدث في السادس من هذا الشهر في تنفيذ الإجراءات وفقاً لنصوص الدستور الأمريكي بالنظر الى حالة التزو...
- اليمانيون والمولد النبوي ! بقلم : أمةالملك الخاشب المرصاد نت لذكرى مولد الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله خصوصية في نفس كل يمني سواء كان من الشمال أو من الجنوب حيث كانت مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة ...
- ماذا بعد..؟ بقلم : حميد دلهام المرصاد نت سؤال يطرح نفسه بقوة بعد تسارع الأحداث وانكشاف المؤامرة وسقوط رموزها...سؤال يطرح نفسه بشكل ملح بعد أن نجح العدوان في إحداث هذا الاختراق الكبير...