المرصاد نت
منذ الانعطافة الأكبر في الحرب على الإرهاب التي قادتها أمريكا بعيد أحداث 11 سبتمبر واستغلتها فأرهبت العالم هي الأخرى وسطت على ثروات عدد من الدول واحتلت بعضا منها، لا يزال الإرهاب شبحاً يتهدد الأمن والسلم الدوليين.
وإذ تعيش كثير من دول العالم حالة استنفار مع احتفالات أعياد الميلاد فالمؤسف أن الإجراءات الاحترازية تنصب حول المسلمين في الدول الغربية وبالأخص في أوساط النازحين، الذين فروا من جحيم يستعر في أوطانهم، فوجدوا أنفسهم ملاحقين بالكراهية بسبب الربط بين الإرهاب والإسلام والجماعات (الإسلامية).
لم تنجح الجهود التي حاولت أن تفك الارتباط بين المجرم وهويته الدينية، ذلك لأن غالبية الأعمال الإرهابية تأتي متبوعة ببيان ينسب لتنظيمات ترفع الراية الإسلامية، فيما الإسلام منها براء.
القاعدة ثم داعش كلاهما تنظيمان أفسدا التدين، وحملا للعالم مشاريع ظلامية هي على الضد تماما من رحمة الإسلام وعالميته، ومع ذلك يحظيان بجمهور عريض في عالمنا العربي والإسلامي وفي أوساط الشباب الذين تلوثت أدمغتهم بأفكار دينية متطرفة لا ترى في العالم سوى فسطاطين، يجب أن يستأصل احدهما الآخر بزعم أن فسطاط الحق لا يمكن أن يتعايش مع فسطاط الباطل.
ومع أن الأيادي المخابراتية هي من تقف خلف مثل هذه الجماعات إلا أن البذور الفكرية لأصحابها وعناصرها، تجعل من العالم كله وبكل فئاته، مسرحا لما يسمونه بـ (الإدارة المتوحشة )، مع مفارقة عجيبة تضع علامة سؤال كبيرة حول موقف هذه الجماعات من إسرائيل وكيف أنها لم تستهدف الكيان الصهيوني بأية عملية انتحارية!!!
استخدمت أمريكا هذه المجاميع في الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفيتي ثم سرعان ما أصبحت أمريكا نفسها هدفا لتنظيم القاعدة. واستخدمت تركيا داعش في الحرب على سوريا، لكنها هي الأخرى تتعرض منذ فتره لضربات إرهابية متوالية.
في اليمن وتحديدا في الجنوب استخدمت السعودية ومرتزقتها القاعدة ومكنت عناصرها من محافظة حضرموت مع الأيام الأولى للعدوان على اليمن غير أن عدن ظلت مسرحاً لتفجيرات إرهابية متصلة بالقاعدة وداعش.. وما تزال الأيام حبلى بما هو أنكى نظرا للحالة الأمنية والتدخلات الخارجية في اليمن.
في الشق الإيجابي نستطيع القول أن اللجان الشعبية وضعت حدا كبيرا لنشاط التنظيمات الإرهابية وخاصة في المحافظات التي لم تسمح للمرتزقة بإدارتها، وفي عز نشاط الجماعات الإرهابية شهدت العاصمة صنعاء فعاليات حاشدة وسط حس أمني كبير وضع حدا للتفجيرات والاغتيالات. وهو ما يؤكد أن عناصر هذه التنظيمات ليست عصية على الانكسار والتلاشي، ولعل النجاح في اليمن كان ملهما لكل من العراق وسوريا فانتصرت حلب ضد الإرهاب، وقريبا تنتصر الموصل.
لكن بكل القراءات، فإن الحرب على الإرهاب لا تزال في بدايتها، وما يزال العنصر الحاسم فيها مغيبا، فالإرهاب يستند في الأصل إلى فكر ديني متطرف يتدثر بعباءة الإسلام، وهذا الفكر متصل على نحو وثيق بالدعوة الوهابية وبالنظام السعودي ولا يمكن دحره إلا بالفكر المستنير والمعتدل، الذى جرى تغييبه ردحا من الزمن.
لتكن معركتنا مع الإرهاب فكرية بالمقام الأول، إن شئنا دوام الأمن والاستقرار لنا وللعالم، وبدون ذلك فإن لعبة الحرب على الإرهاب ستستمر لخدمة أجندة الدول الكبرى ، وسيبقى العالم العربي المسرح الكبير لهذه اللعبة الدامية والوقحة.
المزيد في هذا القسم:
- تصريحات كيري وجرائم العدوان ! بقلم : زيد البعوه المرصاد نت بعد كل تصريح لوزير خارجية العدو الأمريكي يقدم العدوان على ارتكاب مجازر بحق اليمنيين فتأتي الجرائم لتشهد على نوايا العدوان وتثبت مدى كذبه وزيف ادعاء...
- الاحتفال بالذكرى السنوية الثانية لثورة 21سبتمبر وتحذير من اخذ الخيارات المضادة للثورة! بق... المرصاد نت لاشك وبلا جدال ان الثورة الشعبية في 21/9/2014 المجيدة والتي قادتها حركة انصار الله شكلت منعطفا تاريخيا في حياة ونضال هذا الشعب اليمني ال...
- لماذا الهروب من المصالحة الوطنية ؟ للإجابة على هذا السؤال لا بد وان نرجع الى واقع من يرفضون الدخول في مصالحة وطنية فسنجدهم كالتالي :- مشروعهم استيراد المقاتلين الاجانب بالتعاون مع حكومة اردوغان ...
- 2014عام جديد والوجة الأخر كتاب المرصاد: انقضى عام 2013 الأكثر دموية وانتهاك صارخ وفاضح للسيادة اليمنية عام مغلف بشعار السلم الوهمي وحلول رؤى سياسية بغلاف ثوري ومخرجات لحوار ع...
- بناء الدولة بين الإدارة والسياسة المرصاد نت إذا ما تجاوزنا الحديث عن معضلة البناء في ظل الحرب والحصار وتفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية جراء استمرار العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا فإن ...
- مرتزقة الجنوب وتجارة الرقيق !بقلم : يوسف فارع المرصاد نت اقرب مايمكن أن نشبه مرتزقة السعودية التي جندتهم للدفاع عنها في نجران وجيزان بالعبيد أو الرقيق ونطلق على عملية البيع والشراء التي حلت بهم ب"تجارة ال...
- 11 فبراير الفساد انتهى والفاسد ليس منّا الفساد هو معضلة البلد الاولى وهي منطلق اغلب الويلات والمشكلات التي تعاني منها البلد , ولو كان التوجه قد تم من قبل للوقوف في وجهه بكل وضوح وبكل اصرار وجدية وصد...
- جمعة الكرامة واختفاء الصندوق الاسود جمعة الكرامة تبدو ذكرى فاجعة لليمنيين خاصة في العاصمة صنعاء الذي خيم فيها القتل الوحشي في ساحة التغيير وهي لأكثر من ثلاثة أشهر منذ اندلاع ال...
- عيد الحُب أم عيد الدّم ! بقلم : أيوب إدريس المرصاد نت يا أمّي .. العالَم يحتفل بعيد الحب ..ونعيش نحن الموت هنا كل ساعة ونتجرّع ويلات الحرب كل لحظة ،،ونُسقَى كؤوس المنايا قبل كل نومة ويقظة ! أيُّ عيدِ ح...
- الصراع السعودي الايراني في اليمن .. حقيقته وحصيلته المرصاد نت - خاص الجميع يريد اليمن دولة تابعة وساحة للنفوذ وحروب الوكالة يتساوى في ذلك العقل الايراني والسعودي مع تفاوت بسيط أما اليمنيون فيريدونها دولة مستقل...