المرصاد نت
بعد أن فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في السباق إلى الرئاسة الأمريكية خلافا لكل التوقعات واستطلاعات الرأي، ما هو مستقبل التحالف الأمريكي السعودي؟ وهل ستشهد الأيام القادمة استنزافا أمريكيا لما تبقى في ضرع البقرة من حليب؟
وإذا جف ضرعها هل ستسلمها الإدارة الأمريكية الجديدة إلى الجزار ؟ أم أن الأمر مجرد تصريحات عنترية لكسب الناخب الأمريكي ولن يتغير النهج السياسي للخلف عن السلف شيئا؟ للاقتراب من الإجابة على هذه الأسئلة لا بد من الأخذ في الاعتبار طبيعة العلاقة الاستراتيجية بين السعودية وأمريكا التي وضع أسسها الأولى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، والرئيس الأمريكي روزفلت على ظهر السفينة الحربية بقناة السويس عام 1945م، فهي علاقة ممتدة في الزمن ومتشابكة في المصالح المتبادلة التي تقوم على أساس (النفط السعودي مقابل الحماية الأمريكية) والقضاء على أي مشروع عربي نهضوي تحرري يشكل خطرا على الكيان الصهيوني في أي دولة عربية خدمة لمصالحهما؟ بيد أن كثير من الباحثين السياسيين يرون أن ثمة مستجدات اقتصادية وأيدلوجية طرأت على المشهد السياسي والاقتصادي في البلدين من شأنها أن تجعل الولايات المتحدة الأمريكية تعيد النظر في طبيعة علاقتها بالبقرة الحلوب، وأبرزها أمران : أولهما :تراجع احتياجات أمريكا لنفط السعودية بفعل النفط الصخري الذي سيحرر أمريكا من حاجتها لهذه المادة الحيوية من السعودية ودول الخليج.
والأمر الثاني: أن التحالف مع النظام السعودي قد أصبح مكلفا على أمريكا مع مرور الوقت، فقد بات مفضوحا للعالم أن هذا النظام وأيدولوجيته الوهابية يشكل المنبع الأساسي الذي تفرخت منه الجماعات التكفيرية التي تشكل اليوم تهديدا حقيقيا للاستقرار ليس في المنطقة العربية غير المستقرة أصلا، وإنما امتد آثارها إلى كثير من بلدان العالم، وإذا كانت أمريكا ومن يدور في فلكها قد ساعدت على تنمية الفكر المتطرف في بعض المراحل لتوظيفه صالحها في مواجهة روسيا في أفغانستان ، وفي إقلاق الأمن في بعض الدول، وكما توظفها اليوم في ليبيا وسوريا واليمن وغيرها، فإن ثمة مؤشرات تقول بأن هذه الجماعات التكفيرية قد يخرج من رحمها غدا الوحش الذي يصعب التحكم فيه، ولن تقتصر آثاره المدمرة على المنطقة العربية، بل ستطال أمريكا نفسها . على أن ثمة من يرى أن توريط الأمريكان للسعودية في سوريا وفي ليبيا وفي عدوانها على اليمن يأتي في إطار سيناريو التعجيل بانهيار النظام السعودي، وإبعاد كل تعاطف عربي معه، حتى إذا وقت الذبح لن تجد من يدافع عنها.
لا شك أن المصلحة الأمريكية هي الترمومتر الذي ينظم علاقاتها بغيرها، ومن مصلحة الأمريكان اليوم أن تستنزف ثروات المملكة والخليج إلى أبعد مدى، ولا سيما أن التهيئة لذلك قد تم رسمها من عهد الرئيس أوباما بعد إقرار قانون (جاستا)، ولعل عين دونالد ترمق من الآن الودائع والأصول المالية في أمريكا والتي تقدر ب750 مليارات بينها 119 سندات خزانة، كمرحلة أولى، ثم تأتي المرحلة الثانية للمطالبة بتعويضات 11 سبتمبر التي يقدرها الخبراء بــ 3.3تريليون دولار .
إن الحل الحقيقي اليوم للمنطقة العربية للتخلص من الهيمنة الأمريكية يكمن في قيام أنظمة ديمقراطية مدنية عادلة، ويجب أن يبدأ ذلك من شبه الجزيرة العربية، ليس لأنها مهبط الوحي السماوي وحاضنة البيت الحرام، وإنما لوجود أنظمة دكتاتورية تسلطية تتربع على أكبر ثروة في العالم، ظلت أداة بيد النفوذ الأمريكي يستخدمها لإخماد أي مشروع للإصلاح والتغيير في العالم العربي، ولا شك أن الخطوة الأولى تبدأ من هزيمة التحالف السعودي وانكساره في عدوانه على اليمن، وهو أمر سيشكل تحولا مفصليا في قيام الدولة اليمنية المدنية العادلة المتحررة من كل أشكال الوصاية، والتي ستهب رياحها إلى دول الجوار وغيرها.
المزيد في هذا القسم:
- قادمون.. يا قرن الشيطان ! بقلم : علي الدرواني المرصاد نت "قادمون في العام الرابع بمنظوماتنا الصاروخية المتطورة والمتنوعة التي تخترق كل وسائل الحماية الأمريكية وغير الامريكية قادمون في العام الرابع بطائرات...
- جماعة أنصار الله: الخطاب والحركة (دراسة سوسيوثقافية)"الجزء الثالث" المرصاد نت نشرت الدراسة كاملة في مجلة مقاربة سياسية /العدد الثاني بالاسترشاد بالفرضيات السابقة في الحلقة الثانية ؛ نستعرض هنا جماعة أنصار الله على مستويين:مست...
- لماذا لجات السعودية لسرقة البطولات الموثقة؟ المرصاد نت اصيب الاعلام السعودي بحالة من الجنون والهستيريا بعد التفاعل العالمي بالمشهد المبهر الذي سطره مجاهد من ابطال الجيش واللجان الشعبية ووثقته كاميرا الاع...
- حرب العدو اليوم نفسية وسلاحه الاعلام ! بقلم :محمد فايع المرصاد نت بعد عامين من الصمود والانجازات اليمنية في مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي وجد رعاة وصناع العدوان على المستوى الأممي أنهم اليوم أمام تطورات وم...
- الثورة تحتاج الى وقت حتى تقضي على الفساد البعض يريد ان يرى الفساد يتلاشى وينتهي بين لحظة واخرى ويريد ان ينموا الاقتصاد في يوم وليله … يريد ان تستقر الأوضاع الأمنية في غضون ايام ويريد ان تستقر الأوضاع ا...
- ثورة "فبراير" الخالدة ! بقلم : أ. عبدالملك الحجري* المرصاد نت لا فرق بين من يسميها انقلاب أو من يسميها نكبة , فاتركوه يسميها هو وعصابته "نكبه" لأنها بالفعل نكبة عليه فهي من خلعته وعرت ماضيه الاسود الملطخ بالدم...
- لابد من كسر بني سعود وهزيمتهم وما النصر الا صبر ساعة ! بقلم : محمد المقالح المرصاد نت قليل ما تتحدث وسائل اعلام العدو عن كثافة هجمات جيشنا ولجاننا على مواقعه العسكرية في جيزان ونجران وعسير واليوم هو واحد من هذا القليل جدا.فقد نقلت وس...
- حتماً .. اليمن سينتصر ! المرصاد نت تحققت الهزيمة عندما رفع اليمني سلاحه بوجه أخيه وفي حروب الإخوة لا منتصر. صحيح أن هزيمة مشروع التحالف السعودي الامريكي الإماراتي خطوة حاسمة باتجاه ت...
- طفل الميزان.. طفل من بلاد الحرب المنسية المرصاد نت لا رفيق يؤنس وحشة ساعات يومي الثقيلة التي أكابدها بين لفحات الشمس الحارقة أتأمل وجوه المارة بصمت سوى رفيقي الذي يشاركني حياتي القاسية ويقاسمني المك...
- الرئيس الشهيد والقائد الفذ كما عرفته "1" المرصاد نت الرئيس من القيادات الاصيلة التحق بحركة انصار الله من بدايتها ونظرا لشخصية الفذة متعددة الاهتمامات والمواهب تنوع نشاطه بين الثقافي والاجتماعي والسيا...