المرصاد نت
لم تدخر قوى تحالف العدوان جهداً ولم تتوانَ او تتورع عن اتخاذ أي وسيلة - مهما كان قبحها - في عدوانها على اليمن أرضا وإنسانا، وسعيها إلى تركيعه وإذلاله واستعباده وإعادته إلى حظيرة الوصاية والتبعية، مهما كان الثمن والحيلولة دون تحرره وسيادته واستقلاله، حتى لو وصل الأمر إلى إبادته ومحوه من الوجود.
ولأن أمريكا تعي جيدا معنى خروج اليمن عن وصايتها وهيمنتها، ومدى انعكاسات ذلك على مختلف بلدان المنطقة، وأثره على أمن الكيان الصهيوني الغاصب وهذا التهديد هو ما لم ولن تسمح امريكا وحلفاؤها بحدوثه بأي شكل من الأشكال.
لذلك أوكلت الإدارة الأمريكية الى مملكة ال سعود وحلفاؤها مهمة حماية بوابة امبراطورية الكيان الصهيوني المزمع إقامتها وبدافع من الإحساس بالنقص والدونية والرغبة في الانتقام والقتل والتدمير .. قَبِلَ نظام ال سعود المهمة بسعادة وامتنان عاقدا الامال عليها لتحقيق عدد من الأهداف والمكاسب، ولعل أهمها:
1- نيل رضى اسرائيل والحظوة لدي امريكا
2- تحقيق مكانة سيادية في المنطقة من خلال بسط النفوذ السياسي واجتراح دور القائد والبطل المثالي والابوية التسلطية المطلقة على العالم العربي والإسلامي، إنطلاقا من شرعنة عدوانها على اليمن، وتأسيسا على الأبوية الدينية، التي تمارسها بحق جميع العرب والمسلمين، وترى فيها حقا إلهيا ومنحة ربانية، لا ينبغي ان يناله سواها، ونظرا لتعارض روح الدين الحنيف مع اطماعها التسلطية التي تسعى لتحقيقها بواسطته، سعت جاهده لتشويه الدين وتحريف مقاصده، وتحويل دلالاته الى العنف والإرهاب والتدمير، بما يتناسب ومصالحها، متخذة من الابوية الدينية مطية لبلوغ الابوية السياسية.
3- إشباع عقدة النقص والشعور الملازم بالدونية، من خلال انتهاج السلوك السلبي الموازي، وهذه عقدة مرضية تدخل في اطار سابقتها، فإذا كان السلوك الإيجابي المعاكس يحتم على صاحب عقدة النقص ان يسعى الى الكمال ويتسنم مظاهره، ويبالغ في تمسكه بالفصيلة، ليرسم لنفسه صورة بين الناس - في الظاهر على الاقل - انه كذلك، فإن السلوك السلبي الموازي، ينبئ عن عقدة نفسية مرضية مزدوجة او مضاعفة، فبدلا من اجتراح الفضيلة ولو نفاقا ورياءً، يسعى صاحب هذه العقدة المستفحلة - بغريزة التوحش وحب الانتقام - الى قتل وتدمير ومحو كل ما يمثل الكمال والفضيلة والرقي، وكل ما يجسد القيم الإنسانية او يتصل بها، محاولا تكريس صورة القبح المطلق - التي يمثلها هو - وسيادة الشر وسلطة الهدم اللامتناهي، وهذا بذاته هو منطق ابليس الرجيم ومنهجه، الذي يقتفيه أولياؤه - الصهيوسعوامريكان - ويحرصون على تنفيذه جملة وتفصيلا.
إن فهم سيكلوجية العدوان - الانفة الذكر - يسهل فهم طبيعة جرائمه ومرتكزات سلوكياته الوحشية وتصرفاته العدوانية الفجة، وافتقاره المطلق لوازع الحياء والخجل والضمير والإنسانية، ومراعاة الله تعالى والمصير الاخروي، في الأقوال والأفعال، وهو بهذه الصفة تجاوز إجرام وطغيان ابليس الرجيم، الذي اعلن براءته من الكافر وخوفه من الله تعالى.
يمكن القول إن وحشية وإجرام طغيان العدوان السعوامريكي على اليمن، قد تجاوز كل وصف وفاق كل حد، فجرائمة ومجازره الوحشية الجماعية بحق المدنيين أكثر من أن تعد، وفوق مستوى الوصف، او يكون لها نهاية الا بزواله، فهي اكبر من ان تنسب للتوحش وشريعة الغاب، او ان تنتمي لعالم الجريمة، فلا يحدها قبح ولا تبلغها بشاعة، ولكن الأقبح منها هو استماتة المرتزقة والعملاء في تبرئه تحالف الاجرام هذا، وإلصاقها بفصيل ما او جهة معينة، من أولئك الشرفاء الذين يدافعون عن الوطن ضد العدوان، ولا يتحرج أولئك العملاء من الاحتجاج لزيفهم وقبحهم بمبررات واهية، بينما لا يجد كيان ال سعود الإرهابي غضاضة من الاعتراف بارتكابه تلك المجازر بحق المدنيين، واحدة تلو الأخرى، بكل قبح وعنجهية وصلف وكبر، وبدون أدنى مراعاة لموقف عملائه ومرتزقته الذين أقسموا أغلظ الأيمان على براءته، وخلو ساحته من الإجرام.
المزيد في هذا القسم:
- نار .. من يقدر ان يطفيها ؟! رفض دعوات العصيان المدني وتهييج الشارع الجنوبي الذي دعى وسعى اليها حراك المشترك و الرئيس صالح خطوة للإمام , موقف يفترض ان يقابله الرئيس هادي عند منتصف الطريق بل...
- تجربة انصارالله بين الواقع والتبخيس والجحود المرصاد نت وصل الامر عند البعض حد التبخيس التام لدور انصار الله وحلفائهم من القوى الثورية وانكار اي انجاز ورميهم بالفشل والقصور غير المعزوفات الابدية والمقولا...
- معايدة و مواساة ! بقلم :حمير العزكي المرصاد نت يطل علينا عيد الفطر المبارك ونحن نعاني من ضائقة مالية كبيرة وفاقة مؤلمة وعوز وحاجة شديدين وذلك وبلاشك جراء استمرار العدوان الغاشم والحصار الآثم من ...
- ما بعد خطاب الرئيس بوتين هل عادت اجواء الحرب الباردة لتخيم على مسرح السياسة الدولية مره اخرى كما كان الحال عليه اواخر القرن الماضي ؟ ! ان لم يكن الأمر كذلك فان (العالم) ما بعد خطاب ال...
- من هيلاري إلى كارين .. السؤال الكبير : ماهو برنامج الحوثي ؟ (1-2) قامت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بزيارة مفاجئة لصنعاء يوم الثلاثاء 8 فبراير 2011م أي قبل يومين فقط من الجمعة التي تنح...
- الشعب اليمني سيخيب ظن المتآمرين عليه من جديد ! بقلم : محمد الحسني المرصاد نت يحتفي اليمنيون غدا الأحد بالذكرى السادسة والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية 22 مايو 1990 في ظل استمرار عدوان غاشم عليه يكاد يتحالف الكون جميعه...
- حتماً .. اليمن سينتصر ! المرصاد نت تحققت الهزيمة عندما رفع اليمني سلاحه بوجه أخيه وفي حروب الإخوة لا منتصر. صحيح أن هزيمة مشروع التحالف السعودي الامريكي الإماراتي خطوة حاسمة باتجاه ت...
- سلطة الفساد و .... الوطنية! المرصاد نت لابوادر في الافق توحي بإنتهاء الحرب المدمرة واندحار المعأناة الإنسانية والأمراض والأوبئة التي تطال اغلب الشعب اليمني فمازالت الحرب طويلة وطويلة جدا...
- دور الأمم المتحدة في اليمن خلال ستة اعوام من العدوان كتبت ـ إكرام المحاقري قد يتسأل الكثير من المتابعين للاحداث في اليمن عن الإنجازات الإنسانية التي حققتها الأمم المتحدة ومنظماتها الإنساني...
- فعلاً إنها أمم متحدة ! بقلم : عبدالله الدومري العامري المرصاد نت أسئلة كثيرة تثير الإستغراب لماذا هم متوحدون ونحن مختلفون ؟ لماذا مصيرنا بأيديهم ؟ ولماذا بلدانهم تنعم بالأمن والإستقرار وبلداننا في حروب وصرا...