لا يستحي قادة وإعلام الاخوان في اليمن من تكرار التلاعب بمصطلحات : الشريعة والشرعية ، والمدنية ، والوحدة ، وبسط نفوذ الدولة ، وتقديس دور الجيش وتجريم إستهدافه ، ورفض التدخل الخارجي ، ومحاربة الإرهاب وغيرها من المصطلحات والجمل التي أمتهنوها وأساءوا إستخدامها كثيراً ، حتى أصبحت مبتذلة وغير مستصاغة عند الكثير من الجماعات والمكونات الشعبية الشريفة .
* فعندما يتحدثون عن الشريعة : يصدرون فتاوى التكفير والتفسيق ليستبيحو من خلالها دماء وأعراض وممتلكات كل من يخالفهم ويقف عائقاً أمام مصالحهم غير المشروعة .
* وعندما يتحدثون عن الشرعية : يجندون الحكومة والقضاء والبرلمان لخدمة وتكريس نفوذ رموزهم القبلية والعسكرية داخل هذه المؤسسات الرسمية ، ويتغاضون عن كل التجاوزات الكبيرة لقوانين ودساتير الدولة التي تمارسها هذه الرموز .
* وعندما يتحدثون عن المدنية : يقومون بتكميم الأفواه ، ومحاربة وتصفية كل الاطراف والشخصيات المخالفة لتوجهاتهم الطائفية والسياسية والمناطقية .
* وعندما يبدون دفاعهم عن الوحدة ، ينظرون إليها من زاوية ضيقة جداً فيعملون على تقديس وحدة الجغرافيا ، ويرتكبون في سبيل ذلك البطش والقتل والتنكيل تحت هذا العنوان ، مدمرين بذلك جوهر الوحدة القائم على وحدة المشاعر الأخوية والمصالح المشتركة ، ومن جهة أخرى يبذلون الآن ما بوسعهم إلى تقسيم اليمن الى خمسة أو ستة أقاليم ، متذرعين بالحفاظ على الوحدة وضمان عدم إنفصال الجنوب ، فيقسمون المقسم ويجزئون المجزأ ويفرضون على الجنوب الإنقسام على نفسه ، في حين أن أبناء الجنوب يرفضون ذلك جملة وتفصيلا ، ويهدفون بمحاولاتهم هذه الحفاظ على مصالحهم المشبوهة في الجنوب واستمرار نفوذهم وهيمنتهم على مقدرات ابناء الجنوب ، وأما الوحدة فلا علاقة لهم بها لا من قريب ولا من بعيد ، وهم من رفضوها في مايو 1990م وحرضو ضدها بحجة حرمة التحالف مع الشيوعيين الملحدين ، وقتلو الوحدة نهائياً في 7/7 (1994م) وأجتاحوا الجنوب مستبيحين دماءهم وأرضهم ، فنقم ابناء الجنوب من الوحدة بعد أن كان لهم الدور الأكبر في قيامها .
* وعندما يتحدثون عن بسط نفوذ الدولة : يقصدون بذلك التحكم والهيمنة والإخضاع لكل الجهات أو المناطق التي تحمل وعي أو ثقافة تحررية لا تقبل بأن تكون ضحية وغطاء لفساد وعمالة مراكز القوى المهيمنة على الدولة .
* وعندما يتحدثون عن ضرورة تقديس دور الجيش وتجريم إستهدافه ، والتباكي على دماء الجنود الذين يُستَهدفون يومياً ، يسعون بذلك للتغطية على إستخدامهم للجيش كوسيلة للضغط على خصومهم السياسيين ، وإستخدامه في الاعتداء على أبناء صعدة وأبناء الجنوب ، وكذلك ما يحصل في عمران حالياً من قبل لواء القشيبي الذي يتدخل بدعم صفوف ميليشيات الاحمر بالجنود والعتاد العسكري الخفيف والمتوسط والثقيل ، وذلك في حربهم ضد ابناء حاشد الشرفاء ، وكذلك يسعون لإتهام الآخر "أنصار الله مثلاً" بمحاربة الجيش واستباحة دماء الجنود ونهب عتاده العسكري واستخدامه في إشعال الحروب ضد كل التوجهات المخالفة لهم داخل الشعب اليمني ، في حين أنهم لم يردعهم أي وازع في استباحة دماء الجنود ونهب عتاد الجيش في معسكرات الحرس الجمهوري والأمن المركزي في أرحب ونهم والجوف ، أثناء صراع أقطاب النظام في العام 2011م .
* وعندما يتحدثون عن رفض التدخل الخارجي في الشؤون اليمنية : نراهم يستخدمون سلطاتهم في الدولة في إفساح المجال لكافة أشكال التدخل الامريكي ، وخاصة التغلل العسكري داخل البلد من خلال التواجد المسلح للمارينز الامريكي في قاعدة العند ، والسواحل اليمنية وفي الشيراتون بالعاصمة صنعاء ، وإستباحة الاجواء اليمنية لطائراتهم التي تضرب المواطنين اليمنين وتقتلهم بشكل متواصل .
* وعندما يتحدثون عن محاربة الإرهاب : نجد معاهدهم وجامعاتهم المتلبسة لباس الدين هي من تفرخ هذه العناصر الاجرامية ، وتسمم عقولهم بثقافات التكفير والكراهية ، ونجد معسكراتهم في الجيش هي من تدربهم على القتال والتفخيخ ، وعند النضر إلى نوعية الأهداف التي يقاد التكفيريين إليها تجدها مؤسسات الدولة وخاصة العسكرية كما حصل في السبعين والعرضي ومعسكرات الجيش في أبين وحضرموت ، وكذلك إستهداف الأطراف الشريفة في البلد التي ترفض سياساتهم وفسادهم وتحمل مشروع مقاوم للمخطط الاستعماري الامريكي ، وما حصل في كتاف بمحافظة صعدة يشهد على ذلك وأثبتت ذلك الوثائق التي تركوها وراءهم والتي تحمل شعارات الجهاز الاستخباري الامريكي المسمى "قاعدة"، والتي أكدت الارتباط الوثيق بين هذه العناصر وبين القيادات النافذة للأخوان المسلمين داخل المؤسسة العسكرية .
المزيد في هذا القسم:
- (الدستور) آخر اختبار (يا شعبي) العظيم ! يُقامر الحكم الوصائي بعلاقته بالشعب اليمني بشقيه الجنوبي والشمالي ، وتبدو عملية صناعة التحول في اليمن عصيّة على الفهم في ظل انفكاك العلاقة بين الحاكم والمحكوم...
- المشككون والمخونون .. قضية إغاثة النازحين واجب إنساني ! بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت لاشك بأن قضية النازحين الذين انتقلوا من محافظة تعز الى بعض المحافظات الأخرى ومنها أمانة العاصمة التي أصبحت مفتوحة لهؤلاء ممن لاحول لهم ولاقوة هي قضي...
- ايها الاغبياء ما حدث شيء كبير ولايمكن تغطيته أبدا ! بقلم : محمد المقالح المرصاد نت اكبر جريمة يرتكبها المتحاورون في الكويت في حق الاف الضحايا اليمنيين هي الانخراط في مفاوضات تصور المشكلة في اليمن باعتبارها خلاف داخلي والتجاهل ا...
- حلقات مفقودة وأخرى متشابكة! المرصاد نت للمرة الثانية خلال شهر يعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة بطلب من بريطانيا لمناقشة تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة فيما كان الأمين العام للأمم المتحدة قد ا...
- ( المطيع حمار المُفسِد ... ) المرصاد كتب: عبدالجبار الحاج .. من فصول مظلمة المجاهد جلال الصبيحي .. على قاعدة المطيع حمار المفسد في المثل الشعبي وعلى قاعدة تناقض ...
- تصريح بن دغر بصرف رواتب موظفي الدولة ؟ المرصاد نت علاقة الأعداد والتحضير لاقتحام م.الحديدة من قبل التحالف بجزيرة تيران وصنافير... بصمات صهيونية بمسرح الاحداث في البحر الأحمر ... مشروع أنور عشقي ح...
- 11 أكتوبر نكبة شعب وفاجعة وطن! المرصاد نت الحقد السعودي السلولي اليهودي ليس وليد العدوان على بلادنا في 26مارس 2015م كما قد يتصور البعض، وإنما هو حقد متجذر يعود لمئات السنين، حقد يعود إلى ال...
- الوجه الحقيقي لحزب الإصلاح ! بقلم : د.يوسف الحاضري المرصاد نت 100%من المنتميين إلى حزب الإصلاح شاركوا في العدوان على اليمن سواء كانوا قيادات أو فئة وسطى أو شعبية وذلك كالتالي :-- جزء منهم هربوا مشرشفين للسعودي...
- الإعلام المرئي العربي ! بقلم: ابراهيم محمد الهمداني المرصاد نت الإعلام المرئي العربي محاولة لقراءة الواقع وتشخيص مشكلاته ... إن الناظر في مجمل القنوات العربية سيجدها على قسمين: الاول: قنوات صناع...
- الكويت .. وطن يفاوض العالم !بقلم : علي جاحز المرصاد نت عاد وفدنا الوطني إلى الكويت مجددا عودة الواثق الذي يحمل بين جوانحه الوطن كل الوطن الوطن بانتصاراته وصموده وشموخه وأيضا مآسيه وجراحه وأو...