المرصاد نت
لا أخفيكم أنه ما أن بلغني خبر تواجد (سلمان) بمعية ما يقارب الخمسة آلاف رجل في مدينة (طنجة) المغربية حتى دخلت في تسآؤلاتٍ و إفكارٍ أنستني أمر تتبع تفاصيل ذلك الخبر
فحجم ذلك العدد الذي بصحبته و طبيعة المكان (طنجة)، أوحى لي بأن أمراً جللاً يُعد له قد يحدث، فكان أول ما تبادر إلى ذهني فردوس العرب المفقود (الأندلس)، فمن طنجة يستطيع الرائي أن يرى على الضفة الأخرى (غرناطة) و (قرطبة) و (آشبيلية)، و بلا شعورٍ تهللت أساريري فجأة و قلت في نفسي ( الله أكبر ..كأن الرجل بذلك العدد و من ذلك المكان إنما يريد الأندلس ؛ يريد فتحها من جديد !!
ليلتها بصراحة لم أنم حتى الصباح، فقد بتُّ أسبح مع الذكريات و أتنقل بين القرون السبعة التي عاشها أجدادنا هنالك، فدخلت قصر الحمراء و زرت المعتمد بن عبّاد و أستمعت لأشعار بن زيدون و بعض الموشحات الأندلسية و التي لازالت فيروز اليوم تصدح بها .
و في لحظةٍ من اللحظات أعادني آزيز طائرة مرت في سماء صنعاء إلى الواقع و أيقض صوت إنفجارٍ ضخم هز الأرجاء في نفسي بعض الأمنيات و تسآئلت – و لم أعد أكترث لما تفعله بنا العاصفة : لماذا نحن نقف اليوم في طريق سلمان و نحول دون تحقيق مشروعه العربي القومي الكبير ؟!
أليس حلم أحلامنا اليوم هو تحرير المسجد الأقصى و فلسطين ؟!! هاهو سلمان اليوم سيحقق حلمنا و حلم أجدادنا، و سيبدأ بالأندلس و لن يعود حتى ينصب الراية بإيلياء !!
فلماذا لا نتبعه و نتبع خطواته و نبايعه أميراً للمومنين اليوم قبل الغد حتى لا يفوتنا شرف المشاركة في تحرير الأندلس و فلسطين و توحيد الأمة ؟!!
و في الصباح لم أكن أتوقع أن نظرةً واحدةً على مُحيّّا أول صحيفةٍ وقعت عليها يدي كانت كفيلةً بأن تبدد كل أحلامي و أمنياتي، لأستيقظ على الحقيقة المرة التي قد طالما نهلنا من مناهلها منذ عقود و أنا أقرأ أن (سلمان) فعلاً وصل (طنجة) بمعية ما يقارب الخمسة ألآف رجل و لكن ليس لتحرير الأندلس كما ظننت و إنما للسياحة و الإستجمام !!
أطرقت قليلاً ثم تبسمت، و كان لي صاحبٌ يقف بجانبي لا يعلم شيئاً عن ما يدور بخلدي، فتسائل عن سر هذه الإبتسامة المفاجئة، فقلت بصوتٍ خافتٍ : ما أغراني هو نزوله (طنجة) بخمسة آلاف إنسان، و قد أسقط المسلمون إمبراطورياتٍ من قبل ببضع آلافٍ من المقاتلين، فقلت أراد سلمان فعل ذلك، و ليس هكذا هم حكام العرب !!
لهم شموخ المثنى ظاهراً و لهم
هوىً إلى (بابك الخرمي) ينتسبُ !!
أخذ صاحبي نفسه و أنسحب مندهشاً بهدوء و هو يحرك شفتيه كما لو كان يهمس : ( أواه على صاحبي..لقد كان حتى ليلة البارحة من ذوي الأحلام و النُهى !! )
#معركة_القواصم
المزيد في هذا القسم:
- الكرامة الانسانية والحق في الثورة ((عندما يكون هناك صوت اصيل في العالم فانه يصنع مئات الاصداء)) هكذا قالها السيد عبدالملك الحوثي بخطابه لرفض الجرعة اكد فيه بانه لاقيمة للانسان في واقع الاستبداد...
- شهادة لله والتأريخ! المرصاد نت شهادة لله والتأريخ كان لقاء جمعية ابناء ردفان 13 يناير 2006 م ثالث أيام العيد .. كان لقاء مقيل فيه الأستاذ المناضل علي منصر محمد وأعضاء اللجنة المر...
- البركان اليمني الهادر ! بقلم : محمد قاضي المرصاد نت تنبأ عملاق السياسية العربية الاستاذ القدير/محمد حسنيين هكيل رحمة الله بداية العدوان على اليمن في مقابلة بقناة سي بي سي المصرية بان اليمن بركان ا...
- هموم اليمن ومستقبله الغامض من المتابعه للاحداث الان وماتمر به البلاد من ازمات وخلط في الاوراق نجد ان الازمات المفتعله من تازيم الوضع الاقتصادي والسياسي اجد انها مفتعله من قبل شخصيات معروف...
- لعنـة اليمــن ! المرصاد نت كتب صحافي عربي أنه كلما اعتقد بأنه يعرف اليمن وأهله، أدرك أنه يجهله!، برغم أنه يُعَدّ من ذوي الاختصاص بالشؤون اليمنية. ومنذ سنوات عدة، ذهبتُ لوداع...
- 11 فبراير بعد سبع سنوات عجاف ! المرصاد نت عندما يبحَثُ الإنسانُ اليمني عن أسباب الصراع المستمرّ منذ عام 2011 إلى اليوم يجدُ أن أحد أهَـمّ هذه الأسباب هي ثورة الحادي عشر من فبراير، ولكن لو نأ...
- صحيفة الأولى والشارع ! بقلم : علي حسين علي حميدالدين . المرصاد نت خلال السنوات الماضية تميزت صحيفة الأولى والشارع عن غيرها من الصحف المحلية . تميزت من خلال رؤساء التحرير لهما والطاقم الاداري والفني المتواضع بإم...
- خيانة عظمى بقرار رسمي .. الراقص على خداع المساكين! المرصاد نت مما لا شك فيه أن معظم الأنظمة العربية، التي تلت حقبة الاستعمار، لم تكن غير أداة من أدواته، وصنيعة من صنائعه، حكمت نيابة عنه، وعملت على تحقيق وتنفيذ...
- العرب.. سیوفهم من خشب الّا على أنفسهم ! بقلم : مروة محمد المرصاد نت لمن لم يحفظ ولمن لم يقرأ ومن لم يسمع!.. العنوان مأخوذ من رائعة الشاعر الكبير الراحل نزار قباني "السمفونية الجنوبية الخامسة" والتي كتبها بحق المق...
- (الدستور) آخر اختبار (يا شعبي) العظيم ! يُقامر الحكم الوصائي بعلاقته بالشعب اليمني بشقيه الجنوبي والشمالي ، وتبدو عملية صناعة التحول في اليمن عصيّة على الفهم في ظل انفكاك العلاقة بين الحاكم والمحكوم...