كتبوا للمرصاد ..
في دماج كانت هناك فتنه ووصلت الى المواجهات المسلحة وكان هناك دماء كلها مؤمنه تنزف , ومنذ البداية دعوت ودعا غيري للتدخل بين الطرفين المتقاتلين هناك وفقا للآلية التي أمر بها الله عز وجل للتدخل بين اي فئتين مؤمنتين تتقاتلان , وهي العمل على الاصلاح بينهما والنظر في اسباب الخلاف وايجاد الحلول المناسبة له دون التسعير والتحشيد واستمرار نزيف الدماء و حينها لم يكن هناك آذن صاغية , وبعد اكثر من شهرين من الصراع المسلح حصل اتفاق بين طرفي الصراع يكفل إخماد تلك الفتنة وايقاف نزيف الدماء , وارتضاه الطرفين وباركته الدولة ووقع الجميع عليه وتم الشروع في تنفيذه .
من الواجب علينا ان نفرح ان هناك فتنة قد أخمدت وان نزيف دماء كلها مؤمنة قد توقف , وان هناك اتفاق قد تم بين الاخوة السلفيين في دماج وبين انصار الله والدولة ممثلة بلجنة الوساطة الرئاسية ممثله فيه .
من يرى انه قدم تنازلا اكبر فهو من يجب ان نشيّد به اكثر وان نظهر له احتراما وتقديرا اكبر , وان نحيي ما اقدم عليه من خطوة في سبيل اخماد الفتنة وحقن الدماء , وفوق ذلك هناك حي قيوم هو من يحب ان نعامله وهو عز وجل سيجزي خير الجزاء من سمى فوق آلامه وكبر على اوجاعه وقدم تنازلا ليصطلح متقاتلين كلاهما من امة محمد صلوات الله عليه واله .
الدور المطلوب من الجميع الان ان نجعل من هذا الاتفاق لبنة يتم البناء عليها لتوافق اوسع واشمل بين الاخوة السلفيين وبين انصار الله يلف مختلف جوانب العلاقة بينهما , ولتبدأ بينهما صفحة جديدة من التسامح والتعايش المستمر لما فيه رضى الله عز وجل وخير الطرفين وخير المجتمع وخير البلد .
الدولة ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية ولجنة الوساطة الرئاسية مطلوب منهم ان يفوا بالتزاماتهم التي التزموا بها للأخوة السلفيين في الاتفاق الذي بموجبه خرجوا من دماج , فواجب الدولة ان تسرع بتنفيذ ما التزمت به من تحمل تكاليف النقل والتأمين والتعويض ومعالجة كافة تبعات تنفيذ الاتفاق , والدولة حتى الان مقصرة بشكل ملحوظ وعليها ان تسرع لتقديم الاحتياجات العاجلة لهم الان و التي تبقيهم في الوضع اللائق حتى يتم ترتيب وضعهم بشكل نهائي .
الحل النهائي للإخوة السلفيين الخارجين من دماج يجب ان يراعى فيه ان يكون منهيا لمعاناتهم بشكل كامل وقاطعا للمشكلة برمتها , ولا مجال للحلول الارتجالية او المؤقتة او الجزافية , فهذا النوع من الحلول لن ينهي معاناتهم ولن ينهي المشكلة بل قد يفرّخ من المعانة معانات ومن المشكلة مشكلات , والاخوة السلفيين والمجتمع والوطن في غنى عن المزيد من المعاناة والمزيد من المشكلات , فمعاناة ومشكلات اليمنيين جميعا هي اساسا فوق الاحتمال .
يجب الانطلاق من التعاطي الصادق مع واقع المشكلة , والعمل على ايجاد الحلول بمراعاة الخصوصية لكل حالة من حالاتها , فهناك من تتطلب خصوصية حالته ان يعاد الى منطقته وأهله , وهناك من يجب إلحاقه بمؤسسات التعليم المناسبة له , وهناك من يجب ان يؤمن لهم مؤسسة تعليمية مؤهلة تجمعهم في وضع تعليمي رسمي مناسب ومهيئ لمختلف الاحتياجات المرافقة , وهناك من تتطلب خصوصية حالته تسوية وضعه وفقا للنظام والقانون ليستمر, وهناك من يحتاج لا عادته الى بلده , وهناك من يجب مراعاة تسوية وضعه وفقا لنظام وقانون اللجوء لمن في اعادته الى بلده خطر عليه , وهناك بالطبع حالات متعددة يجب النظر اليها من منطلق الحل المثالي واللائق والمسئول والمنهي لمعاناة ومشكلة صاحبها من جميع الجوانب .
يجب ان يتم التعامل مع مشكلة الاخوة السلفيين من طلاب ومدرسي دار الحديث الخارجين من دماج وفقا للمسئولية التي تنهيها ولا تجعل منها منطلق لمعانة ومشكلات لحالاتها وللمجتمع وللبلد , وخصوصا ان هناك من يعمل على ان تستمر المعاناة وان تتوسع المشكلة لمآرب اخرى .
المزيد في هذا القسم:
- ولد الشيخ و ذيلهِ الاعوج المائل ! بقلم : الشيخ عبدالمنان السنبلي المرصاد نت لم أكن أتصور يوماً أنني سأكون في موقف ( الكُسَعي ) ندماً على إستقالة المبعوث الأممي السابق (جمال بن عمر) إلا بعد أن رأيت خَلَفه الموريتاني (إسماعيل...
- العروبة في قلب الخيبة والأنظمة المعادية ! المرصاد نت لم تكن العلاقات العربية ـ العربية «أخوية» دائماً يسودها الشعور المشترك بوحدة المصير حَجَزت الحدود التي رسمها «المُستعمر» في...
- هل يمكن إحياء دور الشباب الواعي لقيادة اليمن إلى بر الأمان؟ اليمن يعيش بين أنانية حركات الإسلام السياسي بشقيها السني والشيعي وتسلطها، وبين شيخوخة السّاسة السابقين وعجزهم عن إنتاج مشروع يخرج اليمن من أزمته، وبين صراع القب...
- عدن من يحكمها؟ المرصاد كتب: د. عادل باشراحيل أن كلامي هذا أنا مسئول عنه لا اريد مقدمات ولا اريد مجاملات وقولوا ما شئتم ولكن هذه الحقيقة المرة! وأجيبها لكم...
- الإصلاح والأخرين ! لم يطرح اي طرف فاعل حتى هذه اللحظة مشروع استبعاد او استئصال الاصلاح من الشراكة الوطنية في السلطة او من اي اتفاق على طبيعة سلطة ما بعد شرعية المبادرة . لك...
- نتينياهو في سوريا..عبدالملك الحوثي يظهر في فلسطين ! بقلم : عابد المهذري المرصاد نت على بعد 50 كم من دمشق نتانياهو يعقد جلسة حكومته في الجولان السوري المحتل . الجولان المحتلة قضاء القنيطرة ومساحتها 1860 كم وتطل على بحيرتي طبريا ...
- عندما ينافس رجل الدين رجل السياسة في الكذب ويتفوق عليه ! بقلم : عبد الملك العجري المرصاد نت تحرج معظم سياسي العالم في الشرق والغرب في ابداء موقف من كذبة استهداف الكعبة بصاروخ ليقينهم انها مجرد كذبة بايخة ,,في حين اندفعت مؤسسات دينية ورجال د...
- حزب الاصلاح .. يبدل جلدته مثل الافاعي ! بقلم : أمة الملك الخاشب المرصاد نت اليدومي .. يقول أن التحالف الإسلامي الذي أسسته السعودية إنجاز عظيم يجب أن يشتد عوده ويدعو الى تفعيله بعد أن نام تقريبا ولم ينجز اي مهمة تبهج نفس ال...
- الرئيس هادي هل هو مع الديمقراطية. أم العكس ؟؟ ما دفعني لكتابة هذه الأسطر ! هو الضجيج الإعلامي لوسائل إعلام السلطة عن الاعداد والتحضير لمشاريع الانتخابات بعد ان ملت مسامعي من هذا الإعلام والذي يعمق ثقافة الت...
- دالة الثورة يستميت بعض الثورجين على الاستدلال ان هناك ثورة بالدماء والدموع التي اهدرت , مع مبالغة في حجم التضحيات وبشاعة العدو ويقينية القضية وحتمية الانتصار حتى لو امتد ذل...