المتفق والمختلف عليه كأساس في اليمن يكمن في إيجاد (دولة) في جنوب السعودية من عدمها منذ انهيار الدولة المتوكلية في 26 سبتمبر 1962م .. هذه الدولة المتوخاة لم يتم إنجازها حتى اليوم ، والجمهورية التي أنجزت في الجنوب بعد 1967م ورحيل المستعمر البريطاني كانت مشروع دولة لم يكتمل بسبب ظروف تلك المرحلة المعقدة محلياً و إقليمياً ودولياً ، وهي الظروف التي فرضت على مشروع الدولة في الجنوب مع اللادولة في جمهورية الشمال أن تعيشا كحالتين متناقضتين لا يمكن أن يحل عقدهما المتنوعة سوى قيام دولة واحدة تحدث فيها توليفة من نوع خاص أو (تتبيلة) بحسب المطبخ الشامي ، لينتظم المحصول الموصول منه والمفصول في سياق بنيوي يتداخل ويتكامل ليؤسس دولة تعيش إلى جوار السعودية التي ترفض عملياً (جملة وتفصيلا) قيام دولة في اليمن ، فدون قدرتها على التهام اليمن بالكامل لاتمتلك الرياض سوى القبول بـ (ساحة خلفية) يمارس فيها اليمانيون هواياتهم المختلفة كالرماية والخطف وتخزين القات وركوب الشاص وتوسيخ مونيكا ...
وأتجنب هنا استخدام مفردة "حديقة" أو "مزرعة" التي درج بعضهم على استعمالها ، إذ لو وصلنا إلى هذا الوصف لكان الحال غير الحال والمقال غير المقال ، وما توفر حتى اليوم إلى جوار (جلالتها) ليس إلا مشاع لصراع محكوم بالعدمية والعبثية والتأبيد .
مشروع الدولة الذي قام على أساس الوحدة اليمنية في مايو 90م ، ألغى مشروع الدولة الذي كان قائما في الجنوب وألغى في الوقت ذاته حالة اللادولة التي كانت قائمة في الشمال وكان حاصل ضرب اليمنين في صيف 94م سعودياً هو ( الديولة ) وهذه حالة لا يعرفها إلا الراسخون في اليمن ، ودونهم في الداخل والخارج يجهلون اسمها ورسمها .
هاهو مؤتمر الحوار الوطني يعبر عن حقيقة كوننا نعيش في حالة (الديولة) التي ليس لها شبيه أو مثيل أو نظير في أي مكان حول العالم ، ولسوف تذهب كل التنظيرات داخل وخارج موفنبيك أدراج الرياح بوصفها قضايا سالبة بانتفاء الموضوع كما يحدثنا علم المنطق ، وهاهي مخرجاته تلقى هذا المصير تباعاً ليس بدءًا بوثيقة جمال بنعمر التي تمدد لوظيفته الأممية ولزياراته المكوكية لمطعم الشيباني وقد أدخلته وجباته الدسمة غرفة قسطرة القلب، وليس انتهاءًا بوثيقة أخرى قد تنقله بعد وجبات أخرى أدسم إلى الرفيق الأعلى .
وببساطة ، مؤتمر الحوار ليس أكثر من مادة قوامها أن أهل (الديولة) قبلوا بحضور كومبارس يشهد ويوقع على محضر تفتيت (الديولة) وليس الدولة إلى (ديولات) وليس دويلات .. وأما (شكل الدولة) الذي شُكلت لأجله لجنة خاصة في مؤتمر الحوار فهو تأكيد على عدم فهم وظيفة المضاف والمضاف إليه بالنسبة للكومبارس ، أما القوى الفاعلة فهي تعني أنهم بالمصري (يجرون شكل) المتحاورين إلى شاكلتهم .
المطلوب وطنياً - إن بقي للوطنية مايستحق الذكر- وباختصار: دولة محترمة ذات سيادة جنوب السعودية تسمى يمن أو يمنات .. عرب أو عربات ، بأقاليم أو بدون أقاليم المهم أن تتأقلم معها المملكة وتعترف بها كدولة ولا تمارس أقلمة طقوسها وتقليم أظافرها وعلقمة شعبها و(لقمـمة) مشائخها.
إذا ، ببساطة و(بصعوبة) نريد دولة إلى جوار السعودية جنوباً ، ولا يمكن تحقيق هذا المطلب عبر (مبادرة) سعودية ! هكذا يقول المنطق الصحيح ويحكم به العقل السليم ، ومهما طال أمد التسوية السياسية وأنتجت الأخيرة (متديولين) جُدد يضافون إلى القدامى ، فإن المصير معلوم هو الانهيار الذي لن يطول كثيراً كما هو حال اتفاقية الطائف السعودية التي أسّست للحالة اللبنانية الراهنة والتي تقترب من الانهيار الكامل معلنة فشل الرياض في تسوية المشهد البعيد قبل أن تعلن فشلها في تسوية المشهد القريب .
لـكزة ..
إيقاف الحرب السياسية المغلفة دينياً الدائرة في صعدة وغيرها بين أنصار الله والسلفيين وبعض القبائل يجب أن تتوقف لتتحرك أية مسارات أخرى سلمية في البلد على أنّ توقف الحرب الإعلامية المحمومة بين الفرقاء أكثر وجوباً لأنّ الإعلام رأس حربة ، وفي البدء كانت الكلمة ، وإيقاف حرب (الأفـلام) فرع لإيقاف حرب (الأقلام) !!!.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المزيد في هذا القسم:
- يا إلهي .. من سرَقَ “كالسونَ” الجنرال “المخلوع”؟! لم يُقدِّم (( تجمع الإصلاح )) حتى اللحظة توضيحات تتضمن النفي أو التأكيد بخصوص أوكار الموت و المفخخات التي تتكشف عنها تباعاً بنيته التحتية الرسمية السياس...
- رساله للمجلس السياسي الأعلي ! بقلم : أ. نايف القانص* المرصاد نت -تحركات وتصريحات ولد الشيك عمر مريبه ومخادعة ولا تخدم الا العدو .-انه يمشي ضمن سيناريو سعودي أمريكي كلما تورط العدو وضعف امام ابطال الجيش واللجان ا...
- ملاحظتان طائرتان (في عربة قطار توقف بضعة دقائق) (١) ليس المرء بحاجة لشهادة محو أمية ليكتشف لوحده ان الفساد يتضاعف في الدول الفاسدة بعد أن تتأقلم. يصير هناك مستويات عدة للفساد: فساد إقليمي وفساد وطني... تصي...
- لماذا أمريكا تقتل الشعب اليمني؟ بقلم : محمد أبو نايف المرصاد نت النعاج يثيرهم توجيه السخط الشعبي ضد أمريكا واعتبارنا للسعودية وإسرائيل وغيرها من دول تحالف البغي والعدوان مجرد أدوات وسواتر رخيصة للشيطان الأكبر ام...
- الجرحى...... آلام ......وآمال ! بقلم : أمة الملك الخاشب المرصاد نت وطن جريح يئن .... يتأوه ...تنزف دماء أبناءه تتناثر أشلاءه ... جرحه الكبير يشعر به كل قلب يمني وكل محب لليمن وكل انسان يحمل في قلبه مشاعر الانسانية ...
- صناعة الموت ” يوم الطفل العالمي” في اليمن ! بقلم : زينب الشهاري المرصاد نت أحكموا صناعة الموت و أبدعت أيديهم فنونه هنا ….هنا ترجموا مخزون عقولهم و مكنون صدورهم و حقيقة نفوسهم…. صنعوا مجدهم على أكوام أجسادنا ا...
- السعودية العدو التأريخي لليمن ! بقلم : عبدالجبار الحاج المرصاد نت ليست السعودية من شنت ومولت الحرب وكل حروبها الظالمة واحتلت الارض خلال قرن.. وليست دول التحالف العدواني سوى دول محايدة نستظل تحت قبب قاعاتها مؤتم...
- مابين داعشية كيري وقرار نقل البنك ! بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت بدأت الملامح الأولية لاخطبوطية كيري تتضح اكثر من خلال المستجدات التي تحمل بصمات كيرية 100% منها قرار الفار هادي بنقل البنك المركزي لعدن مع انها تحم...
- مواجهة الجدار المسدود ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت بات واضحاً للجميع بأن المفاوضات في الكويت وصلت الى جدارٍ مسدود وقد كان هذا متوقعاً منذ البداية. لا تسعى الرياض رغم كل التنازلات المقدمة من قبل ا...
- التفاوض الشاذ! المرصاد نت مفاوضاتُ السلام هي أن يجلسَ طرفا الحرب على الطاولة؛ لبحث سُبُل تسوية سياسيّة منصفة توقفُ الحربَ وَتحقّق السلامَ وَنحن وَالمملكة السعوديّة وَبمعيتها ...