كتب: عبدالباسط الحبيشي
لم تخِب توقعاتنا وقراءاتنا في اي يومٍ من الأيام لأننا لم نسعى يوماً الا لإظهار الحقيقة التي نعرفها وبما تمليه علينا ضمائرنا الحية التواقة لتحقيق العدل والحق للإنسانية جمعاء على هذه الأرض، رغم الثمن الباهض الذي ندفعه مقابل كل حرف ننتشله بحبر دمائنا من تحت رماد الضوضاء الصاخبة، ونار السياسة المجردة من الشرف ودعارة الإعلام المزور الذي يبيع الكلمة في أسواق عظام الموتى، لنقدم للأحياء جُل الحقيقة التي تتراكم عليها اكوام من الأراجيف والزيف والنفاق والكذب منذُ قرون.
قلنا مراراً بأن الإنتخابات الأمريكية الراهنة ليست ككل الإنتخابات الماضية بل انها انتخابات مصيرية بالنسبة لأمريكا وشعوب العالم واهتمامنا بها لا يأتي بسبب مناصرتنا لطرف ضد طرف آخر بل يأتي من منطلق انها تمس مصالح جميع الناس إما بالضرر او بالفائدة وبالتالي فإنها ليست مجرد إنتخابات بين جو بايدن ودونالد ترمب ومن يفوز ومن يسقط، كما أنها ايضاً ليست بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري بل أنها تمثل صراع حقيقي بين القوى العالمية التي تسيطر على الدولة العميقة في كل بلد والتي تحكم وتستنزف امريكا والعالم منذ قرون وبين الشعب الأمريكي الذي يناضل ويطالب من خلال هذه الإنتخابات ليس لتصحيح أصوات الفرز وحسب بل بحق تقرير مصيره كشعبٍ حُر ومستقل يمتلك سيادته على أرضه ،،، نعم ،،، هذه هي القصة الأصلية بإختصار للصراع القائم بين الأقطاب السياسية المتمحورة حول الإنتخابات الرئاسية الراهنة.
ونحنُ من هذا المنطلق نكاد نجزم بأنه كان يتم في الماضي على الدوام تزوير الإنتخابات التي تجري في الولايات المتحدة كما يتم تزويرها في اي دولة اخرى في العالم بنفس الطريقة التي تُجرى في مايسمى بدول العالم الثالث بإسم العملية الديموقراطية، وللتذكير فقط لا للحصر فإن الإنتخابات التي جرت عام الفين في الولايات المتحدة بين جورج بوش الإبن ونائب الرئيس الديمقراطي آل جور وكان الفوز لصالح بوش، كانت إنتخابات مزورة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وكذلك بين بوش نفسه في الفترة الثانية ضد السناتور جون كيري وفاز بها بوش، كانت أيضاً إنتخابات مزورة ولكن لم ينبس أحدٌ بشفه كالعادة المتبعة دائماً رغم أن الطرفين الخاسرين كانا من الحزب الديمقراطي .. وقد عرفنا جميعاً ما دارت بعد ذلك من حروب وكوارث خلال فترة حُكم بوش إبتداءً من تدمير مركز التجارة العالمي في نيويورك ومروراً بتدمير العراق وافغانستان وغيرها وانتهاءً بحروب وكوارث اقتصادية مفتوحة حتى الآن وهذه ماكانت الا جزء من الثمن المدفوع نتيجة تلك الإنتخابات المزورة. وعندما انتقلت السلطة الى باراك اوباما ذو البشرة السوداء بعد الرئيس بوش لم يكن لأي سبب سوى ان اختياره كان مناسباً لتلك المرحلة لعدة اسباب لا مجال لذكرها الآن ولكن من ابرزها هو إكمال المهمات التي قام بها الرئيس الذي سبقه مثل ضرب إقتصاد وول ستريت في ٢٠٠٨ وتدمير سوريا والعراق من خلال انشاء جماعة داعش وضرب الربيع العربي والتواطؤ مع العدوان والحصار على اليمن وكذلك الإستمرار في الكثير من الملفات في هذا السياق التي اوصلت العالم الى ماهو عليه اليوم. بيد أن كل تزوير انتخابي رئاسي امريكي كانت تتم تغطيته بالمراسم البروتوكولية التي درجت عليها العادة الأمريكية المفروضة من القوى الكبرى وهي بأن يقوم الإعلام الموجه بإعلان النتيجة قبل إنتهاء الإنتخابات وتُفرض النتيجة بعد كل تزوير انتخابي بأن يقوم المهزوم زوراً بإعلان التسليم دون المطالبة بالقيام بأي إجراءات قانونية لكشف التزوير مُفضلاً ان يُخرج بماء الوجه وبأقل الخسائر تحت وطأة حملات وخناجر الإعلام المزور كالعادة وكما هو جارٍ الآن مع الرئيس ترمب.
الفارق في هذه الإنتخابات هو ان الرئيس المتنافس ضد من أختارته القوى المسيطرة ليمثلها في المرحلة القادمة هو دونالد ترمب 'البلطجي' كما يصفه الكثير الذين يرددون كالببغاوات كل ما تقوله لهم الأبواق الإعلامية مدفوعة الأجر، وسواء اتفقنا او اختلفنا مع الرئيس ترمب فهو كما نعلم بأنه المنتخب الحقيقي من قبل الشعب الأمريكي وكما يؤكد عليه الشارع الأمريكي نفسه الذي خرج بمظاهرات مليونية نهاية الأسبوع الماضي التي لم تقم بتغطيتها كما يجب فضائيات الإعلام المزور.
بل أن الفضيحة في هذه المرة ذهبت الى ابعد من ذلك وهي ان الآلات المستخدمة في فرز الأصوات يتم برمجتها لتحويل النتائج لصالح طرف ضد طرف آخر مما أضطر المدعي العام الأمريكي ويليام بار صباح اليوم للأمر بالتحقيق بالتزوير الإنتخابي على مستوى كل المراكز الإنتخابية بعد اكتشاف ان اكثر من 2.7 مليون من الأصوات تم تحويلها لصالح المُرشح الديموقراطي جو بايدن وان هذه الآلات المعطوبة تابعة لشركتي 'دومنيون' و 'سمارتماتيك' بعينهما اللاتي تعمدا الى تزوير الأصوات عن طريق شرائح 'سوفتوير' التي تقلب نتائج الإنتخابات بحسب الطلب ويساهم بملكية هاتين الشركتين زعماء لهم صلة بقيادات الحزب الديمقراطي، وما يُستغرب له حقاً هو كيف أن آلية الإنتخابات في عصر التكنولوجيا المتقدم وفِي بلد التكنولوجيا "أمريكا" والسيليكون فالي ماتزال فيها آليات الإنتخابات بالذات متخلفة حيثما يفترض ان تكون في مقدمة التطور التكنولوجي من حيث القدرة على تجاوز اي خلل او تزوير انتخابي ولكن على العكس من ذلك ظلت متخلفة ومخترقة حتى يتسنى للمُخرج الرئيسي ان يظل مسيطراً على اي نتائج انتخابية في هذا البلد، هذا بالإضافة الى مخالفات جسيمة أخرى لا يتسع الوقت لسردها. إذن نحن أمام إشكالية ضخمة مما قد يُسفر بإلغاء كامل لهذه الإنتخابات برمتها جملةً وتفصيلا من قِبل المحكمة الفدرالية العليا علاوة على الإطاحة برؤوس كبيرة تم كشف فسادها في هذا الملف من فترة طويلة .
ماهي مُشكلة الرئيس ترمب؟؟
مشكلة الرئيس ترمب هي انه اراد ان يشق طريق سياسي منفرد ومختلف لمصلحة بلاده بعيداً عن السياسات الدولية المعمول بها من عشرات السنين التي تتحكم بها الدولة العميقة، والتي جعلت من أمريكا شماعة لكوارث العالم، ولا مانع لديه من تقديم بعض التنازلات الظاهرية التي لا تؤثر استراتيجيًا على طبيعة برنامجه السياسي مثل نقل السفارة الأمريكية الى القدس، لاسيما والعرب ليس لهم أصلاً وجود على الخارطة السياسية، وأغتيال القائد قاسم سليماني وإخراج عمليات التطبيع الى العلن، والتستر على عملية إغتيال جمال خاشقجي، كل هذه لا تساوي شيئاً مقابل إخراج القوات الأمريكية من العراق وسوريا وافغانستان، والتخلي عن مواضع قوى النفوذ الدولية، ورفض التدخل في الكثير من مناطق النزاعات في العالم، وإبعاد شبح الحرب مع كوريا الشمالية التي كانت على الأبواب، وتحرير إيران من الملف النووي، وإلغاء اتفاقية نافتا التجارية التي كانت تستنزف الولايات المتحدة اقتصادياً والخروج من اتفاقية باريس المناخية التي لا يتم تطبيقها الا على امريكا فقط، وبناء الجدار الجنوبي مع الدول اللاتينية لإيقاف عمليات تهريب البشر والمخدرات والجنس، والعمل على إعادة الشركات العملاقة الأمريكية المهاجرة من الخارج لإيقاف عمليات سرقة العقول والأموال والتكنولوجيا من الشعب الأمريكي .. إلخ إلخ. فهل اخطأ ترمب بالقيام بكل ذلك لتقوم عليه قيامة الإعلام المزور لمجرد انه ذو شخصية نزِقه في تعبيراته ولا يجيد انتقاء بعض الفاظه؟؟ او لأنه لا يتقيد بالبرتوكولات الرسيمة والدبلوماسية كبقية الأراجوزات والدميات من الرؤساء الآخرين!!!؟؟؟؟ ... أم م.. لأنه .. في حقيقة الأمر قد فرض نفسه كرئيس منتخب من قبل الشعب الأمريكي لأول مرة ومن الصعب تحويله إلى دُمية مثل بقية الرؤساء السابقين؟؟؟
وبالنظر الى المعركة الإنتخابية ومراجعة الأصوات فإنها تسير في سياقاتها الطبيعية والقانونية ولم تنتهي بعد من الفرز النهائي للأصوات القانونية فلماذا كل هذا العويل والصُراخ المرتفع والمتجاوز عن حده من قبل الفضائيات الإعلامية؟؟؟ هل لأنه إن إنتهت هذه المسارات كما يُرام سيصدر حُكم المحكمة العليا لصالح الرئيس دونالد ترمب وليس لغيره واذا لم يتم ذلك فهل سيكون تصويت المجمع الإنتخابي في ١٤ ديسمبر القادم لحسم النتائج لصالح ترمب؟ او لأنه إن لم يتم ذلك فهل هو بسبب ان الحُكم الذي سيصدر سيقول ببطلان الإنتخابات الرئاسية كاملةً، وعليه سيتحول الأمر وفقاً للدستور ايضاً الى الكونجرس الذي سيكون الفيصل بحسم هذه المسألة المعروف نتيجتها سلفاً ؟؟؟ وهذا مؤكد .. لأن مجلس النواب سيكلف عندها وفقاً لنصوص الدستور بإنتخاب الرئيس بناءً على ممثل واحد فقط عن كل ولاية، وبالنتيجة سيتم إعادة إنتخاب الرئيس ترمب لأنه حائز على مُعظم الولايات وفقاً للعملية الإنتخابية بما يقارب الضِعف من منافسه وسيقوم مجلس الشيوخ بإنتخاب نائب الرئيس اتوماتيكياً التي ستفضي لصالح نائب الرئيس ترمب مايك بنس.
ولهذا يشهد العالم هذه الضجة الإعلامية الغير مبررة والضغط من كل ناحية على قادة الدول للقيام بتهنئة من يُجرى له التصويت حالياً قبل التأكد من إنتخابه فعلياً .. وكل هذا الضجيج وغيره من تخويف الناس برفع سقف أرقام وباء كورونا المُفتعل وغيره من التهديدات بالويل والثبور، كل هذا من أجل الضغط على الرئيس ترمب للتسليم وحرف النتائج الإنتخابية الحقيقية الحتمية التي يعرفون بأنها قطعاً ستنتهي لصالحه إن لم يعترف زوراً بسقوطه. وقد ربما يرفعون هذه الضجيج لدرجة إفتعال حرب أهلية كارثية على ان يواصل ترمب ولايته الثانية .. بينما هذا الذي يُفترى عليه علنياً من قبل كل الأبواق المأجورة بأنه نزِق ومجنون ومتهور وبلطجي إلخ ،، وهي اوصاف تتنافى مع المكتسبات التي حققها على الأرض خلال فترته الأولى وأبرزها تجنيب بلاده من الدخول في اي حرب او افتعالها مع اية جهة او دولة اخرى وما جعل الشعب الأمريكي التمسك به، سيثبت للجميع بأنه على عكس مما يصفونه به كونه سيجنب بلاده ايضاً من إنزلاقها نحو اي حرب اهلية او غيرها مهما كانت المكائد عليه .. ولهذا شهدنا تغييره مبكراً لكبار مسؤولي وزارة الدفاع تحسباً لأي تهور قد تقوم به بعض الجهات التابعة للدولة العميقة.
إن الإجراءات القانونية والدستورية مما سبق واضحة ومتسلسلة وسيتم استنفاذها تدريجياً دون شك وفقاً للقانون مهما نعق الناعقون ونصب المزورون وفخخ المندسون، المهُم هو ان ثمة من يقف وراء هذه الإجراءات بالحق والعدل وهو الشعب الأمريكي وأنصار الحق والسلام وطالما قد ثبت بالتجربة والبرهان بأنه "وما نيل المطالب بالتمنِ ولكن تؤخذُ الدنيا غلابا" ف{إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم بعده}
المزيد في هذا القسم:
- اليمن الصومالي الجديد ! المرصاد نت تتطور الأحداث بسرعه جنونيه في مختلف المناطق اليمنيه ومابين منتشي بفوز ونصر وآخر متأهب للانقضاض وتهديدات من هنا وهناك بالحسم ومن يعمل على إحياء النع...
- المرتزقة والمستهلك السعودي ! بقلم : محمد الحسني يتسابق قيادات مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي هذه الأيام التي نقترب فيها من موعد انعقاد مفاوضات الكويت للحصول على نصيب من الكعكة؛ فهم بدون الحرب سيفقدون الكث...
- السعودية .. لا منقذ ! بقلم : طالب الحسني المرصاد نت بانتظار هلاري كلينتون تعيش السلطات السعودية أسوأ مرحلة على الإطلاق، لن تكون هيلاري هي المنقذ فتوقيت قرار الكونجرس الأمريكي بمنح اسر ضحايا 11 سبتمبر...
- محاضرة ساخنه تخللها أبتسامات أربع ! بقلم: زيد البعوه المرصاد نت بدى منتصراً يرتل العبارات بكل ثقة ومن سخونة الحروف والجمل التي قالها بعث الحرارة في قلوب المستضعفين وزرع فيهم الأمل لا تخافوا ابداً الا في حالة واح...
- اليمن وأعداء اليمن .. بقلم : أحمد الحباسي كل العالم يشير إليكم بأصابع الاتهام كل العالم يستهزأ بكم لقد فقدتم الشرف إلى الأبد كل المطارات و كل الموانئ ترفضكم تقول عنكم أنكم الشر ا...
- خطوة في الاتجاه الصحيح ! بقلم : حميد دلهام المرصاد نت ونحن نعيش اجواء العدوان الغاشم، والحصار الخانق، والاستهداف المباشر لشعبنا العظيم.. وما يطالعنا به وفد الرياض من جديد التعطيل، والتعليق، على طاول...
- هذا ما سيحدث في اليمن إن لم يصمد الحوثيون! المرصاد نت دعونا نضع الثوابت قبل المتغيرات والاحتمالات بأن حركة الحوثيين مدعومة فنياً ومالياً من إيران لكن المقاتل على الارض مصنع ومطور السلاح والمخطط والمهاج...
- في الكويت شارة وطن مرفوعه ... وسجاده حمراء مفروشه ! بقلم : أحمد عايض أحمد المرصاد نت للعلم قوانين ونظريات وللمواقف معطيات ومؤشرات.وللقوة موازين ومعادلات.... اليمن يرسم مكانته من مشاهد لايهتم بها أحد ولكنها مليئه بالرسائل..رجال وط...
- بين الوصاية الداخلية والوصاية الخارجية ! بقلم : أزال الجاوي المرصاد نت من نافلة القول ان الشعوب الحرة هي من تقاوم الاحتلال وترفض اي وصاية اجنبية والحرية هنا شرط موضوعي لمقاومة اي تدخل او وصاية او احتلال اجنبية والعكس ص...
- حين تتشابه النهايات ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت لازلنا نتذكر جيدا تنويهات السيد القائد حفظه الله للشعب اليمني مطلع العام 2015م قبل اندلاع العدوان الى اننا مقبلون على مرحلة صعبة وتحديات كبيرة وظرو...