من تعز رسالة مفتوحة

عبدالجبار الحاج
عبدالجبار الحاج
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه الطيبين الصادقين
بعثه الله لسان صدق وامانة .
شق طريق الرسالة وانتصر للضعيف وقارع الظالمين وأرسى قيم العدالة والمساواة بين الجميع .
بمناسبة مولده الشريف ما أحوجنا اليوم ان نتعلم من سيرته ما نحدد به العدو من الصديق . والا ندخر جهدا او سلاحا في مواجهة المعتدين ..
من تلك المبادئ العظيمة نستمد القوة والثقة اليوم في خوض حربنا العادلة ضد تحالف العدو السعواماراتي ومن معه من الامريكان والصهاينة والمستعمرين .
أن أبرز أهداف حرب التحالف العدواني على اليمن سواء ما هو بالاصالة او بدور الوكيل يكمن في احتلال اليمن واستغلالها و تفتيتها ..
ومن الأهمية بمكان ان نؤكد بوضوح لا مراء فيه ان الموقف الثابت والمبدائي من العدوان الظالم والاحتلال البغيض يكمن في توجيه المعركة نحو العدو الرئيسي .
وفي هذا الاتجاه فان مهمات الدفاع عن الوطن وتحريره من الاحتلال في طليعة الاهداف الوطنية الكبرى .
من هنا يتوجب علينا اعادة تنظيم الصف الوطني على اساس من خيارات
وطنية تستمد طاقتها من قوى الشعب الصادقة والمخلصة في تحشيد الامكانات ضدتحالف الحرب العدوانية الظالمة ضد شعبنا .
لقد اثبتت التحالفات السياسية فشلها وزيفها في تبني العناوين الوطنية ضد العدو .
ان مهمتتا العاجلة تكمن في تغيير معادلة الحرب وقلب موازينها من خلال نقل المعركة الكبرى الى ارض العدو ومدنه ومنشآته كاستراتيجية فعالة لاستعادة اراضينا في نجران وجيزان وعسير وفرسان والوديعة والشرورة من الاحتلال السعودي البغيض وفي استعادة مياهنا وسواحلنا وجزرنا وفي تحرير كل جزء من جنوب اليمن وشماله وتثبيت وحدتنا اليمنية القائمة على السيادة والعدالة .
إن تصويب المعركة باتجاه العدو الاجنبي هو العامل الرئيسي في توحيد الارادة الوطنية اليمنية نحو العدو التاريخي للشعب اليمني وهزيمته .
فمهما طال زمن المعركة فان النصر يقيننا على هذا الدرب وان ثمرة التضحيات مضمونة .
على ان تقليص مساحة الاحتراب الداخلي يتأتى من خلال التوسع في نطاق الحرب الوطنية في المناطق المحتلة واستعادتها شبرا شبرا
فانه بدون هذه الاهداف وبدون هذه الاستراتيجية فأن كل تضحياتنا الى هباء وضياع ..
على مدار ايام اسبوع كامل تتواصل عمليات سلاح الجو المسير والصاروخي على قواعد العدو ومنشاته العسكرية . وبهذه الوتيرة المتلاحقة من الضربات دون انقطاع نستطيع القول بثقة ان موازين المعركة تتحول الان بثبات يمكننامنقلب موازين الحرب لصالح اليمن . وبهذه الوتيرة من العمليات تنفتح افاق تحرير كل شبر من ارضنا في نجران وجيزان وعسير والوديعة والشرورة ومن المهرة شرقا الى المندب و
الساحل غربا .
( ثم .... ( لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ )
.......
من جهة ثانية فان الحرب على اليمن في أبرز اهدافها تكمن في السيطرة على باب المندب ورفع اليد عن هذا الموقع الاستراتيجي الذي يمنح اليمن اهميتها ومواردها .
ومالم تتجه المعركة وتدور هناك حيث يكون الهدف استعادة المضيق والساحل والجزر فان عبثية الحرب والتضحيات كامنة في إبقاء دائرتها على رؤوس المواطنين في المدينة والقرى الاهلة بالسكان .
فان الحرب من داخل الاحياء السكانية هي الحرب المذمومة وقد هجا القران اصحابها
( لَا يُقَٰتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِى قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ )
تلك الاية صورة وواقع المعركة وحالة الحرب والمحارب في مناطق سيطرة العدو .
وان اختلفت الصورة عندنا في نطاق سيطرة الجيش واللجان ..
لا تستغربوا اذا سمعتم احدهم وقد وصل الى مستوى قيادي رفيع في المنطقة وهو يقول :
( انا عندي باب موسى اهم من باب المندب .. المندب يشلوه لهم وللجن ايش فيبه ؟؟ ) انا سمعتها واخرين بيننا هنا سمعوها ايضا .
ولكن الاستغراب ان تتبوء هذه العقلية موقعا عاليا في قيادة المنطقة الرابعة وهي بهذه النظرة العمياء لباب المندب . او ربما نظره مشغول بفيديات ما ....
هذا النمطين من التفكير نتاج حالة متماثلة لدى الطرفين وعلى هذا الحال ينطبق توصيف حالة معركة تعز ب( اللحرب واللاسلم )
و ما لم يغادرنا نمط التفكير في ابقاء المعركة فوق رؤوس العزل في المدينة والمناطق الاهلة بالسكان وجعل المعركة تتجه الى الساحل والمضيق والجزر باللجوء الى العمليات النوعية فستظل الحرب ذريعة تجار الحرب .
غير انه وللامانة فان المقارنة بين ماهو سلبي هنا وبين ظاهرة انتشار الجريمة والانفلات الامني فلامجال للمقارنة بشهادة المواطنين القادمين من مناطق سيطرة قوى لاحتلال
بيد انه اذا كانت مثل هذه الظواهر طبيعية في مناطق سيطرة الاحتلال فان بقائها في الطرف المواجه للعدوان لهي سرطان خبيث ما لم نستأصله فهو الداء القاتل .
.......
ان تظل المعارك عل رؤوس المدنيين
بلا هدف وان تستمر القرارات العبثية في اغلاق الطريق الرئيسي لهو قرار من صنع امزجة المتربحين ..
فلا يستبطن هذا القرار اية محاذير عسكرية إلا ما أُستحدث من عشرات الطرق الوعرة ومعها استحداث مئات نقاط التفتيش مما باعد المسافات وضاعف معاناة العابرين ورفع من كلفة تنقلاتهم ..
وغدت نقاط التفتيش منافذ تمرير لقوافل التهريب ومصادر ابتزاز مالي للمسافرين
والاخطر استحداث نقاط جمركية تكرس حدود الاقاليم
ابشع من ذلك ان تحولت نقاط التفتيش الى مراكز تمويل وتمول بالأسرى والمعتقلين !
من هذه النقاط انتجت الحرب طبقة اقتصاد الحرب واستقطبت واوقعت العديد من القيادات الامنية والعسكرية والمحلية في وحل مغرياتها المادية .
هذه الصيغ الاحترافية لتجارة الحرب أُفرغت المعركة من اهدافها الوطنية وأنحرفت عن مسارها الى حركة دائرية مفرغة تستديم بقاء الحرب من اجل الحرب ...
اخيرا ..
بهذه المناسبة العظيمة الى حزب الاصلاح في تعز والى حركة انصار الله مبادرة انسانية عاجلة .
/ فتح الطريق الرئيسى الرابط بين الحوبان ومدينة تعز .
/ سرعة اطلاق المعتقلين والكف عن شروط المقايضة الحربية والسياسية بحياة الملايين وحرياتهم
/ الكشف عن قوائم الاسرى من كل الاطراف وتسريع الخطى نحو انجاز صفقات تبادل الاسرى ...
حرى بالاطراف ان تسمعنا وان تصغي لابناء الشعب واشرف لها الا تسمع هذا النداء الانساني الا اذا جاء من اصحاب العيون الزرق في جولات التفاوض والاصغاء فقط لمبادارات الامريكيين وحلفائهم .
نداءان لكل على طرف على حدة
1: لحزب الاصلاح :
/ سرعة الكشف عن عشرات المخفيين قسرا في المعتقلات السرية وعلى راسهم ايوب الصالحي واطلاق حرياتهم .
2 : لانصار الله :
اما آن لنا ان عتذر للمجاهد البطل جلال الصبيحي ؟
وان نرفع عنه الظلم ؟
اليس هو من تعرض للاعتداء ؟
اليس المعتدي هو القاتل في شرائع النبيين ؟ ام كيف اصدرتم الحكم على طرف دون ايقاف و استجواب وتحقيق مع المعتدين ايها السادة ؟
هل الدفاع عن النفس جريمة والاعتداء عليها فضيلة ؟ ..
او ليس جلال هو الصبيحي هو من قدم نموذجا للوطنية اليمنية والاخلاص والتضحية وتفرد في تشكيل المبادرات الشعبية بروح تعاونية ؟ وفي اعلان الحرب على الفساد علنا؟
للاسف ان من يقدمه كبش فداء ليرضي به لوبي الفاسدين لهو برهان في التمييز بين المحسن والمسيئ لصالح المسيئ .. ومعيار يقاس به العدل من الظلم . . والظلم على هذا المجاهد النبيل واضح كالشمس . فافعلوا ما بدى لكم
والسلام عليكم
عبدالجبار الحاج
تعز / في ذكرى المولد النبوي
الخميس 12/ ربيع اول
29/10/2020
...............................

المزيد في هذا القسم: