المرصاد نت
أين ذهب أصحاب مهرجانات "يوم القدس"؟
كتب: أ . عبدالباسط الحبيشي*
رغم ما تم تقديمه من قِطَع ارض متناثرة ومنخولة من فلسطين المحتلة للدولة الفلسطينية بواسطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلا انه لن يجود العصر الراهن مع الأسف الشديد بأحسن من هذا العرض وكما يقول المثل 'لن يجود الزمان بأحسن ماكان'.
إن الرْفْض لخارطة فلسطينية مُجحفة جداً وظالمة ليس كرفض الأمس لخارطة كانت افضل بمراحل شكلاً ومضموناً وليس العرب اليوم كما كانوا قبل ثلاثين عاماً. نحن اليوم أمام حقيقة واضحة لا تحتمل الشك: إما القبول بدولة فلسطينية بأي شكل كانت او لا دولة فلسطينية إطلاقاً ومعها بالطبع ذهاب القدس الى غير رجعة. القبول بدولة فلسطينية إن تم ذلك، بصرف النظر عن ضياع مساحات من الأرض، سيكون إنجازاً كبيراً وهذا ما لا تريده إسرائيل ان يتم أصلاً . الموضوع هنا ليس مقام شعارات ومهرجانات سنوية وليس ايضاً مقام لقِمم ورمِمم دول جامعة عبرية، بل هو اننا في لحظة تاريخية فارقة خطيرة جداً؛ إما علينا ان نقف امام ان تكون فلسطين "دولة فلسطينية"، ولو حتى بشكل منخول، او ان لا تكون على الإطلاق نهائياً. نعم إنها معادلة صعبة ولكن هذه هي الحقيقة القائمة المُرة الآن.
لا يغرنكم بما تردده الأبواق العنترية الفارغة او بما يظنه البعض بأن فلسطينيي الداخل اي الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية سيكون لهم الأكثرية او الأغلبية في المستقبل البعيد وسيرجحون الكفة لاحقاً من الداخل وستتغير بعدها الموازين. هذا عشم المغفلين في عودة فلسطين لأن هذا الطرح خاطئ لدرجة اكثر من السذاجة نفسها لأن هولاء الفلسطينيين الإسرائيليين سيتم طردهم لاحقاً بعد إكمال تأسيس دولة إسرائيل كدولة يهودية خالصة ولن يكون ثمة مكان لأي جنسية غير الجنسية اليهودية ولهذا السبب يتم يهودة إسرائيل وإعلانها دولة دينية يهودية وعاصمتها القدس إنما لهذا الغرض الغير مُعلن والذي لا تتحدث عنه الأبواق العنترية الفارغة وأهل مهرجانات يوم القدس..
تم بالأمس القريب جداً التخلص من قاسم سليماني زعيم يوم القُدس ليس لشيء ولكن لإعفاء سلطات الأمر الواقع ودول مهرجانات التطبيل والتزمير بيوم القُدس من الحرج أمام جماهيرهم من قبول او رفض خطة الرئيس ترمب لا أقل ولا أكثر. هذا هو الهدف الرئيسي من إغتيال سليماني الذي جاء قبل إعلان خطة ترمب، وإلا اين ذهب الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بالتهديد والوعيد إبان إغتياله. إن التوقيت لإعلان ما أسميتموها انتم بصفقة القرن لم تأتي عفوياً بل انها أتت بناء على حسابات مُزمنّه ومدروسة بدقة. فهل سيكون لمهرجاناتكم القادمة بيوم القُدس اي مصداقية او موضوعية؟؟ او حتى قليل من إحترام لإي قليل من شرف باق للقيادات العربية والإسلامية !!!!؟
كتبنا وقلنا آلاف المرات منذُ عقود طويلة بإن طريق تحرير فلسطين لابد وان تمر من مكة. لأنه لا يمكن ابداً ان تعالج الأطراف بينما القلب ممتلئ بالفيروسات الخبيثة، واي فيروسات؟!! كل انواع الفيروسات القاتلة التي اخترقت الجسم العربي والإسلامي كاملاً ونشرت عدواها في كل مكان من جسم وطننا العربي والإسلامي ومنهم أبواق المطبلين والمزمرين الذين يرفعون الأصوات بأعلى ما يستطيعون حتى لا يسمع العرب والمسلمون صوت الحقيقة.
إني ادعوا الإخوة الفلسطينيين ان اذهبوا الى المفاوضات إن بقي فيكم عاقل وحالوا ان تأخذوا قدر ما استطعتم مما تبقى من فتات اراضيكم قبل ان تفقدوا البقية الباقية، واجعلوا الباب موارباً للمطالبة بالمزيد او بالتعويض عن الأراضي المسلوبة في استراليا او كندا او نيوزيلاندا او حتى في جزيرة واق الواق. لكن لا تصدقوا جماعات مهرجانات 'يوم القدس'. وطراطير الجامعة العبرية لأنه لو سألتموهم مافائدة القدس وقد ضيعتوا الإسلام نفسه؟؟؟ فإنهم لن يردوا عليكم.
*المنسق العام لحركة خلاص اليمنية
المزيد في هذا القسم:
- لماذا تخشى الأنظمة العربية زوال إسرائيل كتب عبدالباسط الحبيشي من يتابع احداث معركة طوفان الأقصى التي تجري على ارض فلسطين المحتلة واسبابها ومآلاتها ودماء الأبرياء التي تُسفك واهتمام العالم كله ب...
- دولة عمان في الميزان! بقلم : إبراهيم عبدالله هديان المرصاد نت كيف كان الدور العماني خلال العدوان ؟!هناك من سينبري بالقول انها فتحت أرضها وحضنها لليمنيين ( سياسيين وجرحى وزائرين وملويين ) ، وآخر سيرفع صوته قائل...
- دولة عالة على الشعب ! المرصاد نت من بين كافة الشعوب تجد شعبنا اليمني الوحيد الذي يحمل هم الدولة المادي والمعنوي، فهو الشعب المحامي للدولة والباذل لها دمه في جبهات القتال وداخل البي...
- تجريد اليمن من مصادر قوتها ! بقلم : محمد المقالح المرصاد نت 1- توقفت صواريخ زلزلال3 وغيرها ليس لأن مخزونها انتهى بل لأن وسيطا دوليا ما طلب ان تتوقف.. 2- خرج ابطالنا من الربوعة وغيرها في عسير وجيزان ليس لأن ...
- كيف تقود الإمارات حملة تخريبية ضد سوريا كتب عبدالباسط الحبيشي تقود الإمارات جهودا حثيثة للاطاحة بهيئة تحرير سوريا ومشروعها ونشر الفوضى بنفس الطُرق التي انتهجتها في العديد من الدول العربية بما فيها سوريا في عهد النظام الهار...
- كم يوماً يُريده " المرتزقة " لتعود ضمائرهم ! كتب : محمد الحاكم المرصاد نت أكثر من ثمانمائة يوماً .... لم تكن لتكفي المرتزقة في أن يطفئوا لهيبهم المتأقد حقداً و غضب حقداً لم يستثنوا به شيئاً إلا و إنتهكوا كل ما هو مت...
- السعودية تصرخ اولاً ! بقلم : محمد المقالح المرصاد نت اعلان السعودية ان بركان كان متجها الى مكة المكرمة وليس الى مطار جدة - الذي وصله بسلام - هو في الحقيقة نداء استغاثة واعلان رسمي بان السعوية وتحالفها...
- نتينياهو في سوريا..عبدالملك الحوثي يظهر في فلسطين ! بقلم : عابد المهذري المرصاد نت على بعد 50 كم من دمشق نتانياهو يعقد جلسة حكومته في الجولان السوري المحتل . الجولان المحتلة قضاء القنيطرة ومساحتها 1860 كم وتطل على بحيرتي طبريا ...
- كيري يدعو الى يمن منزوع من الصواريخ والارادة والحرية والسيادة و الاستقلال والوحدة ! بقلم ... المرصاد نت الامريكيون والاسرائيليون الصهاينة وبقية الرباعية التي اجتمعت بجده لايريدون ان تمتلك الدولة اليمنية صواريخ باليستسية. مداها اكثر من خمسين كيلومتر...
- بعض المثقفين ..بين تشوش الرؤية وفقدان بوصلة الاتجاه! المرصاد نت أن يقف الأنسان وخاصة المثقف ضد الحروب فذاك موقف أخلاقي وأنساني نبيل لكن أن تتشوش رؤيته ويفقد بوصلة تحديد الاتجاهات الصحيحة فيخلط بين الحروب العدوان...