المرصاد نت
دلت التحركات الأخيرة للمبعوث الأممي على جدية ملموسة باتجاه إنجاح مشاورات السلام اليمنية في مملكة السويد. فقد أستجابت الأمم المتحدة لمطلب حكومة صنعاء بشأن نقل خمسين جريحاً للعلاج في سلطنة عمان علما أن هذا هو الشرط الأساسي الذي طرحته صنعاء على الأمم المتحدة أثناء الترتيب لمشاورات جنيف المتعثرة.
إضافة إلى ذلك فقد جرى الإعلان عشية سفر الوفد الوطني إلى ستوكهولم عن اتفاق بين أطراف الصراع بشأن تبادل الأسرى وبرعاية أممية أيضاً في الوقت الذي وصل فيه مارتن غريفتث صنعاء لاصطحاب الوفد الوطني إلى السويد، الذي غادر على متن طائرة كويتية بمعية السفير الكويتي والمبعوثين السويدي والأممي في إجراء أمني احترازي يحول دون تكرار ما حدث للوفد أثناء عودته من مفاوضات الكويت 2016م.
ومن الملاحظ أن مارتن غريفيث عمل على تهيئة الأطراف بما فيهم تحالف العدوان السعودي الإماراتي للانخراط فيما أسماه إجراءات بناء الثقة كأساس لمفاوضات جادة -أو هكذا يفترض- ستعقب مشاورات السلام. وبالنظر إلى المتغيرات الأخيرة التي سبقتها دعوات دولية متصاعدة بشأن ضرورة إنهاء حرب اليمن وتداعياتها الإنسانية يمكن القول أن ثمة فرصة سانحة لنجاح هذه المشاورات ما لم يحدث تعنت من طرف الرياض ومرتزقتها.
مع ذلك يسود صنعاء وعموم المراقبين حذر شديد تجاه المشاورات نتيجة التجارب السابقة مع تحالف العدوان الذي كان يصعد عسكرياً مع كل جولة تفاوضية. ومما يعزز هذه المخاوف قيام التحالف خلال اليومين الماضيين بالتصعيد في عدة جبهات مع أستهداف ميناء الحديدة بغارات مباشرة دون التفات للتحذيرات الدولية.
وهنا قد يسأل البعض لماذا لم يشترط الوفد الوطني وقف إطلاق النار قبل مغادرته إلى السويد؟
وللجواب يمكن القول أن المبعوث الأممي كان حريصاً على جمع الأطراف على طاولة التشاور دون شروط مسبقة ولأن التفاوض لا يمكن أن يكون مقبولاً شعبياً في ظل الغارات والمواجهات، فقد طرح غريفتث مصطلح المشاورات حتى لا يكون هناك حرج من مشاركة الوفد الوطني في ظل استمرار العدوان، وأضاف إلى ذلك إجراءات بناء الثقة أو الأجندة الإنسانية، كمدخل لتحريك الجمود التفاوضي ولاكتشاف نوايا الأطراف وجديتها حول التفاوض والحل السياسي.
غريفتث صرح أيضاً أن المشاورات ستتخذ أسلوبا غير مباشراً وسيكون دور الوسيط نقل الأفكار من هذه الطاولة إلى تلك والعكس الأمر الذي يبعث على الاستغراب إذ سبق أن التقى الخصوم وتصافحوا أيضا في جولات سابقة وتحت هدنات هشة أيضاً.
لكن للمفارقة فإن مفاوضات الكويت التي جمعت الأطراف اليمنية لنحو ثلاثة أشهر واتخذت مسمى مشاورات السلام أيضا لم تفلح تحت إدارة الموريتاني ولد الشيخ في حلحلة الملف الإنساني الذي استطاع المبعوث البريطاني أن يحدث فيه اختراقاً ملموساً الأمر الذي يقود إلى سؤال ثان: لماذا نجح غريفتث بينما أخفق ولد الشيخ؟
من وجهة نظري الشخصية فإن الظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية باتت تتجه إلى البحث عن حل سياسي للأزمة اليمنية ليس حبا أو رحمة باليمنيين ولكن لأن السعودية وهي رأس الحربة في العدوان على اليمن تعيش مأزقا كبيرا بعد أربع سنوات من الفشل العسكري في اليمن. وبعد أن أفضت تداعيات جريمة مقتل الصحفي خاشقجي إلى تحريك ملف جرائم الحرب على اليمن في الأروقة الدولية الأمر الذي استغله المبعوث الجديد ويحاول أن يبني عليه في مشاورات السويد كحجر أساس لانطلاق جولة جادة من المفاوضات وصولا إلى تسوية سياسية شاملة.
*رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين
المزيد في هذا القسم:
- عبد الملك المخلافي..«الرفيق» الذي غيّرت السعودية ملامحه ! بقلم : جمال جبران المرصاد نت قبل أربع سنوات قال عبد الملك المخلافي في حوارٍ صحافي: «لا يمكن لليمن أن يكون سعيداً وسعودياً في آن واحد». كانت نبرة التلميذ القديم ل...
- الغدير ! بقلم : علي حسين علي حميدالدين . المرصاد نت الشجاعة والاقدام الايمان الصادق والتصديق بالرسالة والوحي والسعي للجنة وترك الدنيا والترفع والحكمة وتمام العقل كل ذلك هو أمير المؤمنين علي بن أبي طا...
- القائد المؤنسن ! بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت كم أمقت وازدري إفلاس البعض ممن يحاولون تقديم وتصغير رموزا قيادية لثورة 21 سبتمبر .كم امقتهم وازدريهم بحكم إدمانهم على شهادة الزور التي ...
- من رباعية باب المندب الى قمة البحر الميت ينشاء حلف عسكري جدد ! بقلم : أ. محمد المقالح المرصاد نت السعودية والامارات والاردن تعمل حثيثا لجعل القمة العربية بالبحر الميت اساسا ومنطلقا لاعلان حلف اقليمي على راسه اسرائيل ويضم السعودية ومشيخاتها الخل...
- مواساة وطن ! بقلم : محمد أحمد الحاكم المرصاد نت أكثر من عامين والعدوان يتلذذ بشهواته الإجرامية في طحن اليمن طحن الرحى .عدواناً لم يبقي على بساط الأرض دارً يستجار إليها إلا و نثر في الأرجاء ...
- هل نحن على موعد مع عثمانية جديدة على ركام الفشل والاخفاق السعودي؟! المرصاد نت التمدد التركي المتئد والمتنامي في العالم العربي، كما يلاحظ في ليبيا وقاعدة سياسية مهيأة له في تونس، وفي سوريا والعراق وفي قطر وفي منطقة القرن وشرق ا...
- سقوط صنعاء ! بقلم : إبراهيم هديان المرصاد نت مازال الحديث متواصلآ عن صنعاءومازالت الاحداث جارية حول صنعاءولأنها رمز اليمن وقلعة صموده وانتصارهانقسم اليمنيين حولها إلى فريقين ومعسكرينفريق عاشق ل...
- كفانا حروب يا هؤلاء ما يحدث في اليمن من معارك ضارية في عمران وفي ذمار والرضمة بمحافظة إب بين حزب الإصلاح وأنصار الله معارك يريدها الإصلاح أن تكون حروب مقدسة باسم الجيش والأمن و باس...
- خطاب التصعيد والتطمين ! بقلم : حمير العزكي المرصاد نت برباعية ( المحن ، الحروب ، الفتن ، المآسي ) ...إستهل السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي حفظه الله خطابه الحافل بالمفآجات والتطمينات والتصعيد ...
- تبا ً لعالم ٍ يُكرّم ملك الإرهاب ..بقلم : ميشيل كلاغاصي بعد مرور حوالي العام و ثمانون يوما ً لتوليه العرش تميز عهد الملك السعودي ” سلمان بالشؤم والظلامية وإستمرار سفك الدماء و الظلم والحقد والعدائية ..هي أيام ن...