أهمية ربط البحث العلمي والأكاديمي بالحالة اليمنية!

المرصاد نت - خاص

يقولون"المعاناة تولد الإبداع" وفي مقوله أخرى "يولد الإبداع من رحم المعاناة" كلاهما يدل على إرتباط وثيق بين الإبداع والمعاناة. قد يأتي شخص ويقول "هل لابد من المعاناة حتى نري مبدعاً جيداً؟ " وهل يوجد مبدع لم يعاني؟ هنا تأتي الاجابة بنعم كل المبدعين يعانون وخاصةً عندما تتعرض بلدانهم لعدوان وحرب وحصار كوطننا الحبيب اليمن.

فحصار البلد وتدمير بنيته التحتية حفزت الكثير من الشباب للتوجه للجبهات ولكن السؤال هنا هل الجبهات فقط في الحدود أم أن الجبهات متعددة متمثلةً في فكرة جديدة مشروع تنموي برنامج يدعم الاقتصاد المجتمعي خلق المعرفة وتوعية ا لشباب وإضافة شيء جديد الى المعرفة رفع اسم اليمن عالياً في المؤتمرات العلمية.. كل ما سبق يعد جبهة من الجبهات الهامة ألا وهي جبهة العلم والمعرفة وتطبيقها على ما يخص الحالة اليمنية.  

المكتبات والأبحاث تملأ الرفوف ولكن هل يمكن تطبيقها على الحالة اليمنية؟ الجواب.. بكل تأكيد مع ضرورة الالمام بها والتعمق فيها وبالتالي تحويرها وتكييفها على الحالة اليمنية من خلال اهتمام شباب اليمن وكوادرها الاكاديمية والمتخصصة بالتركيز على ما ينفع ويفيد الحالة اليمنية. عندما تبذل الجهود في البحث الأكاديمي بغاية نقل المعرفة فهذا شيء جميل والأجمل عندما تكون اليمن هي محور الدراسات وميدان تطبيقها..  فهذا يمحو صفة الجمود عن البحث الأكاديمي ويبعث فيه روح التطبيق وإمكانية التحقق على أرض الواقع..

من خلال ما سبق نجد إن المبدع الموهوب هو ذلك الذي يستطيع أن يترجم أعماله ومعاناته وألآمه وآماله من حالة اكاديمية غير ملموسة أو غير فعليه الى صورة ناطقة معبرة تدعو- وبإلحاح شديد - الى الوقوف امامها والتأمل فيها والتفاعل مع رموزها وإيحاءاتها ومحاولة استنطاق الفكرة وتطبيقها على ارض الواقع، وبمعنى آخر فالمبدع هو ذلك الشخص الذي يجبر المتلقي على قبول العمل الذي قام به المبدع فيقبله قبولاً ممزوجاً بالإعجاب واستلاب الألباب.

الباحث الأكاديمي جغمان.. يمثل اليمن في محافل دولية..

الجيولوجي والباحث الأكاديمي/ عبدالغني عبدالله جغمان أنموذج رائعاً فمنذ سنوات يقوم بتمثيل اليمن في عده شركات نفط عالمية وفي جامعات ومنتديات دولية متعدة وأخرها مشاركته المتميزة هذا العام التي سيقدم فيها ورقتان علميتان في مؤتمرات دولية اقتصادية وتنموية.  

البحث الأول بعنوان (دور الحكم الرشيد في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة - اليمن) والتي أبرزت أهمية الالتزام بتطبيق مبادئ الحكم الرشيد لضمان تحقق أهداف التنمية المستدامة بكافة أنواعها (الاقتصادية، البيئية والاجتماعية) وبشكل خاص في اليمن وذلك في المؤتمر الاقتصادي الحادي عشر لدول شرق أوروبا والبلقان والذي سينعقد في رومانيا في منتصف مايو هذا العام). (http://ebeec.teiemt.gr

البحث الأخر .. ركز على أهمية نقل المعرفة الضمنية (الخبرة والدراية) التي يمتلكها الخبراء وكبار المتخصصين الي الموظفين الجدد لضمان أستمرار المعرفة وبقائها داخل الشركات النفطية وأهمية دور السلوك الفردي في تحقق ذلك، وسيتم مشاركة نتائج الدراسة التي أجريت علي موظفي ومهندسي شركات نفط دولية كبرى تعمل في مناطق مختلفة من العالم.
هذه الدراسة سيتم مشاركتها في المؤتمر الدولي الثاني للعلوم الاقتصادية والاجتماعية والذي سيقام في بوخارست في بداية شهر إبريل هذا العام (http://icess.ase.ro)

الجدير ذكره أن نسخ من الأوراق العلمية سيتم مشاركتها مع جهات رسمية متعددة في محاوله لنشر المعرفة وعلى أمل الاستفادة منها وتطبيقها على أرض الواقع كون البلد في أمس الحاجة الي المعرفة والخبرة وإلى تطبيق مبادئ الحكم الرشيد لكي نضمن تحقق تنمية مستدامة على كل الأصعدة.

الباحث جغمان هو أحد الخبراء الجيولوجيين المعتمدين في مجال إستكشاف النفط والغاز يحمل درجة الماجستير في إدارة المعرفة وبصدد الحصول على درجة الدكتوراه في التنمية المستدامة، كما أن لديه المام واسع واهتمام بالتنمية المستدامة والحكم الرشيد أضافةً الي التركيز في مجال الإقتصاد المعرفي لأهمية هذه المجالات في المرحلة الحالية والقادمة لإعادة أعمار وتنمية اليمن بالشكل الذي يتمناه كل مواطن يمني مخلص محب لتراب وطنه.