صنعاء تكشف الوجه الأخر للدور الإنساني الأممي في اليمن!

المرصاد نت

رفعت الأمم المتحدة سقف الاحتياجات الإنسانية في اليمن خلال العام الجاري إلى اكثر من 4 مليارات دولار بنسبة 100% عن الاحتياجات العام 2016م تحت ذريعة تفاقم الوضع Seared yem2019.3.5الإنساني بصورة مخيفة ووقوع 24 مليون إنسان يمني تحت خطر  الفقر والفاقة بزيادة 10 ملايين نسمة عن العام قبل الماضي .

سقف توقعات المنظمة الأممية لا يستقر، وهو ما يعد اعتراف بفشل دور تلك المنظمات في الحد من المعاناة الإنسانية في اليمن عاماً بعد أخر وتأكيداً على أن ما يصل من مساعدات إغاثية للمحتاجين في اليمن يقل عن الاحتياج بنسب كبيرة ولايوازي المبالغ المعلنة إنفاقها أواخر كل عام من قبل المنظمة الأممية.

فنفقات المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن يلتهم نصف الأموال التي يقدمها المجتمع الدولي والمانحين لأغاثه الشعب اليمني والنصف الأخر يذهب لشراء مساعدات إغاثية ونقلها جواً كالأدوية وبحراً وبراً كالغذاء وتخزينها وتكاليف توزيعها.

ما وراء اتهام صنعاء؟

بعد أن تعرضت حكومة الإنقاذ لحملة إعلامية منظمة يديرها تحالف العدوان بهدف نقل مسار تلك المساعدات من مسارها الطبيعي ميناء الحديدة إلى ميناء عدن والموانئ الخارجة عن سيطرة “أنصار الله “ونقل مقرات المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني إلى مدينة عدن وهو ما أدى إلى وقوع العديد من المنظمات في شراك تلك الحملة الإعلامية التحريضية والكيدية على صنعاء كبرنامج الغذاء العالمي الذي أتهم أطراف في حكومة الإنقاذ بسرقة غداء الجوعى مطلع يناير الماضي.

صنعاء تكشف المستور

فتحت صنعاء مؤخراً الصندوق الاسود لتلك المنظمات العاملة في المجال الإنساني من خلال الكشف عن العديد من نماذج الفساد والهدر وأساليب الاحتيال والاستغلال المنظم للمنظمات الدولية التي تبدد عشرات الملايين من الدولارات قدمت كمساعدات للشعب اليمني تحت بند النفقات التشغيلية لتلك المنظمات.

فقد كشفت الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الانسانية ومواجهة الكوارث في العاصمة صنعاء مطلع فبراير الجاري عن وقوف العديد من المنظمات الدولية وراء تقديم وتوزيع مساعدات غذائية ودوائية منتهية الصلاحية او مقربة على الانتهاء أو ذات جودة متدنية وأكد رئيس الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية في صنعاء أحمد حامد أن المخالفات التي رصدت للمنظمات العاملة في المجال الإنساني والتحايل الذي تقوم به يفرض على حكومة الإنقاذ أن تفحص أي مادة أو مساعدات تقدمها الأمم المتحدة ومنظماتها الانسانية في جميع القطاعات بما فيها قطاع الزراعة لليمن وأشار إلى أن  أحدى المنظمات الدولية لم يسمها قامت بتقديم مادة ملح الطعام على أنها أسمدة زراعية ومنظمات أخرى تقدم مواد غذائية فاسدة وقاتله تحت شعار مساعدات إغاثية عاجلة

ولفت حامد إلى أن هناك عدد من المنظمات الدولية حصلت على أموال كبيرة باسم مساعدات لليمن ولم يصل من تلك المساعدات سوى مساعدات رمزية وأفاد بأن  أحدى المنظمات الدولية حصلت على مساعدة مالية لليمن خمسة ملايين دولار إلا أنها استولت على مبلغ 3.1 مليون دولار لنفسها بذريعة نفقات تشغيلية وقدمت للشعب اليمني مساعدات بقيمة أقل من مليوني دولار فقط  يضاف إلى أن "منظمة أخرى حصلت على مساعدة دولية مقدارها 750 ألف يورو ولم يصل لليمنيين منها سوى مساعدات بقيمة 50 ألف يورو وتصرفت  المنظمة بـ 700 ألف يورو تحت مسمى نفقات تشغيلية".

نفايات أممية.

خلال العامين 2015 ـ 2016م أوقفت الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة اليمنية عدد من شحنات المقدمة كمساعدات إغاثية عاجلة وذلك بعد أن أتضح أنها مجرد نفايات سامة لا تصلح للاستخدام الأدمي وتمكنت خلال العام 2016م من إعادة قرابة 40 الف طن من القمح الفاسد واعتذر برنامج الغذاء العالمي حينذاك إلا أن شحنات إغاثية مغشوشة حاولت الدخول إلى البلاد تحت مسمى مساعدات عاجلة للنازحين وأثار ردة فعل الأمم المتحدة السريع تجاه توقيف تلك الشحنات الشكوك حول صلاحية تلك المساعدات واتضح أن عدد منها غير صالح للاستخدام الأدمي أو متدنية القيمة الغذائية والجودة ومن أنواع القمح التي تعزف عن استخدامها افقر دول العالم وأخرى تتعفن المساعدات الغذائية على ظهر السفينة كباخرة القمح amberl  التي اوقفتها سلطات ميناء الحديدة بطلب من الجمعية اليمنية لحماية المستهلك في رسالتها الصادرة في الرابع من ابريل من العام قيل الماضي بعد أن أتضح أنها تحمل 32 الف طن من القمح وأشارت حماية المستهلك ان ذلك النوع من القمح المتدني الجودة تعفن في مخازن برنامج الغذاء العالمي ورغم عدم صلاحيته للاستخدام الادمي إلا ان الشركة المتعاقدة مع برنامج الغذاء العاملي أقدمت على تفريخ وتعبئة القمح الفاسد في أكياس وحاولت توزيع كميات كبيرة منه للفقراء والمعدمين الوكيل

عام تصحيح الأخطاء

مصدر مسئول في الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية أكد أن الهيئة أبلغت كافة المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن ان العام 2019، عام تصحيح الأخطاء، حتى لا ينحرف مسار المساعدات التي تبدد تحت مسميات مختلفة كنفقات تشغيلية وغير ذلك، بينما الشعب اليمني بأمس الحاجة إليها، وأشار المصدر إلى أن "المنظمات الدولية تعلن عن احتياجات غير مدروسة تتوائم وفق رؤاها ولاتلبي احتياجات الواقع اليمني ولذلك طالبت الهيئة الوطنية بصنعاء المنظمات الدولية العاملة في اليمن أن تعمل بمثالية بحيث تكون الاحتياجات مدروسة ومنظمة وتلبي الاحتياج الفعلي للشعب اليمني المنكوب حتى تنعكس المساعدات إيجاباً على الوضع الإنساني المتفاقم في اليمن".

تقرير : رشيد العديني

المزيد في هذا القسم: