"أطباء بلا حدود" لقادة أوروبا: احتجاز اللاجئين في ليبيا عمل يلفُّه الفساد

المرصاد نت - متابعات

قالت الرئيسة الدولية لمنظمة "أطباء بلا حدود" جوان ليو إن ما يعانيه المهاجرون واللاجئون في ليبيا يجب أن يشكل صدمة للضمير الجمعي للمواطنين الأوروبيين وقادتهم lebiaa2017.9.7المنتَخبين


مشيرةً إلى أن "التمويل الأوروبي الذي أعمته الرؤية قصيرة النظر المتمثلة في إبقاء المهاجرين واللاجئين خارج أوروبا يساعد في منع قوارب المهاجرين من مغادرة المياه الليبية، لكن هذه السياسة تغذي أيضاً نهجاً إجرامياً وممارسات استغلال إجرامية بحق أولئك المهاجرين وطالبي اللجوء".

ولفتت ليو في رسالة لها لقادة الحكومات الأوروبيّة إلى أن احتجاز المهاجرين واللاجئين في ليبيا هو "عمل يلفُّه الفساد بأكمله ويجب أن نسميه بمسمَّاه الحقيقي هو تجارة رائجة تشمل أعمال الخطف والتعذيب والابتزاز" مضيفةً أن الحكومات الأوروبية اختارت إبقاء تلك الفئة من الناس ضمن تلك الظروف وهو وضع غير مقبول إذ يجب أن لا تتم إعادة الناس إلى ليبيا أو احتجازهم فيها.

وشددت ليو على أن هذا العنف المروِّع ضدهم يجب أن يتوقف، ويجب أن يكون هناك حد أدنى من الاحترام لحقوقهم كبشر بما في ذلك توفير الغذاء الكافي والماء والرعاية الطبية، مشيرةً إلى أنه بالرغم من تصريحات الحكومات بوجوب إجراء تحسينات للظروف المباشرة التي يعيشونها إلا أن ذلك أبعد ما يكون عن التحقق اليوم وبدلاً من مواجهة الحلقة المفرغة التي تخلقها سياساتهم، اختبأ أولئك الساسة خلف اتهامات لا أساس لها تجاه المنظمات غير الحكومية والأفراد الذين يحاولون تقديم المساعدة لأولئك الذين في ضائقة. فأثناء عمليات البحث والإنقاذ التي تقوم بها في البحر تعرضت أطباء بلا حدود لإطلاق نار من قبل خفر السواحل الليبي الممول أوروبياً كما وُجهت لها تهم متكررة بالتواطؤ مع المهربين.

كما تسألت ليو "من هو المتواطئ مع المجرمين هنا؟ أولئك الساعين إلى إنقاذ الناس أم أولئك الذين يسهمون في جعل الناس يُعامَلون كبضائع تُشحَن وتباع؟".

وتابعت ليو في رسالتها قائلةً إن ليبيا هي فقط المثال الأحدث والأكثر حدة على سياسات الهجرة الأوروبية التي وضعت قبل سنوات عديدة وهدفها الأول هو دفع الناس بعيداً عن نطاق حدودها.

وأكّدت ليو أن الاتفاق التركي الأوروبي وما يشاهدونه في اليونان وفي فرنسا وفي البلقان وغيرها ما هو إلا جانب من التوجهات المتزايدة لإغلاق الحدود ودفع الناس بعيداً مشيرةً إلى أنهم لا يمكنهم الادعاء بأنهم لم يكونوا على علم بما يحدث، ويجب على الفور أن تتوقف معاناة أولئك المحتجزين ويتوقف استغلال مآسيهم على حد قولها.

وختمت ليو رسالتها متسائلةً: هل ترغب أوروبا فعلاً أن تدفع ثمناً لوقف تدفق الناس إليها من خلال تقديم المكافآت والحوافز المالية التي تعزز الممارسات الإجرامية وتدفع الناس ليقعوا في براثن الاغتصاب والتعذيب والاستعباد؟

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية