المرصاد نت - متابعات
إعترف الجيش الأمريكي أمس الخميس أنه قتل 105 مدني في غارة لقواته على مدينة الموصل في مارس/آذار الماضي.
وأصابت الغارة مبنى في مدينة الموصل، وأفادت تقارير محلية بأن حصيلة القتلى تجاوزت مئتي شخص وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن الغارة استهدفت قناصة موالين لتنظيم "داعش" الارهابي وأنها كانت عملية "دقيقة التوجيه" لكن العملية أسفرت على ما يبدو عن اصابة متفجرات زرعها المسلحون في البناية المستهدفة.
ولقي مدنيون مقيمون في الطابق الأول من البناية حتفهم جراء التفجير كما قتل 5 مدنيين آخرين في بناية مجاورة بحسب القيادة المركزية وقال شهود عيان إن 36 من غير المقاتلين كانوا في المبنى نفسه لكن السلطات الأمريكية قالت إن "الأدلة غير كافية" بشأن هوياتهم.
وخلصت التحقيقات إلى أن المسؤولين عن قرار الغارة "لم يفكروا في احتمال وجود مدنيين في البناية قبل الاشتباك" وأضافت أن المتفجرات التي زرعها مسلحو التنظيم كانت أكبر بمقدار 4 أضعاف مقارنة بتلك التي استخدمت في الغارة.
وذكر مسؤولون أمريكيون أن القنبلة التي استخدمت في الغارة كانت من النوع الذي يهدف إلى "تقليل الخسائر الجانبية" وقال الجنرال جو مارتن في بيان "تعازينا لكل من تأثر جراء ما حدث" مضيفا أن قوات التحالف تتخذ كافة الوسائل الممكنة "لحماية المدنيين" وكانت التقارير الأولية قدرت عدد الضحايا بنحو 200 شخص.
وأعلنت الحكومة العراقية في يناير/كانون الثاني2017 تحرير" شرق الموصل بشكل كامل وأنها طردت مسلحي التنظيم من آخر جيب لهم على الضفة الشرقية لنهر دجلة لكن القوات تواجه تحديات أكبر في استعادة الأجزاء الغربية من المدينة بسبب شوارعها الضيقة وأزقتها المتعرجة.
وفي ذات السياق واجهت الخطة الأمريكية لإقامة منطقة عازلة على الحدود السورية العراقية رفضا من قبل الحكومة العراقية لما فيها من أثار سلبية على أمن العراق وتعارضها الاستراتيجي مع محور المقاومة وفي هذا الصدد كان لوجود قوات الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية الدور الأكبر في احباط المخطط الأمريكي.
بعد أن تولى دونالد ترامب السلطة في أمريكا أصبح موضوع إقامة المناطق الآمنة في سوريا من أهم المواضيع التي تنال اهتمام المحللين والسياسيين. وتعزز ذلك بصورة خاصة بعد اجتماع آستانة 4 وبعد اتفاق روسيا، إيران وتركيا على إقامة "مناطق خفض التوتر" مما زاد اهتمام أمريكا وحلفائها بإقامة المناطق الآمنة وفي هذا الصدد تعد الحدود العراقية السورية أحد المواقع التي تطالب أمريكا بإقامة مناطق آمنة فيها.
حيث يهدف الأمريكان الى إقامة منطقة آمنة في محافظة الحسكة والى جوار الحدود الغربية للعراق وتهدف هذه المنطقة في الدرجة الأولى الى حماية الأكراد السوريين الذين يلعبون دور الحليف الرئيس لواشنطن في المعادلات الميدانية بسوريا. وقد تعرضت هذه الخطة في الآونة الأخيرة الى انتقادات شديدة من قبل المسؤولين العراقيين. ويرى كثيرون أن إقامة هذه المنطقة سيؤدي عمليا الى سيطرة أمريكا على الشريط الشرقي لسوريا وغرب العراق ووضعه ضمن النفوذ الأمريكي.
بالإضافة الى رفض الحكومة المركزية العراقية للخطة الأمريكية فإن الحشد الشعبي العراقي يعد من القوات التي قد تلعب دورا كبيرا في احباط الخطة الأمريكية لإقامة مناطق آمنة عند الحدود الغربية للعراق. وفي هذا الصدد شهدنا في الأيام الماضية جدية قوات الحشد الشعبي العراقي في تحرير منطقة "القيروان" الواقعة غرب محافظة نينوى ضمن عمليات "محمد رسول الله2". ويمكن تحليل الأهداف التي تنوي القوات العراقية تحقيقها من خلال احباط المخطط الأمريكي لاقامة مناطق آمنة عند الحدود الغربية للعراق كما يلي:
1- منع دخول العناصر المتطرفة والارهابية إلى العراق عبر الحدود السورية
تعد الأزمة السورية من الأسباب الرئيسية لانعدام الأمن في العراق وتعرضه لأزمات أمنية وبصورة خاصة منذ انطلاق إرهابيي تنظيم داعش من الأراضي السورية نحو العراق في عام 2014، مما أدى الى خروج مساحات شاسعة من الأراضي العراقية عن سيطرة الحكومة المركزية. إن سيطرة تنظيم داعش على الحدود العراقية السورية، تمنح التنظيم الإرهابية القدرة على المناورة ونقل معداته وقواته من سوريا الى العراق. ومن هذا المنطلق يعد قطع هذا الطريق بين الجانبين والسيطرة على الحدود الغربية للعراق من أهداف قوات الحشد الشعبي في العمليات التي يشنها ضد تنظيم داعش في العراق. ومن هذا المنطلق تتعارض الخطة الأمريكية الرامية الى إقامة منطقة آمنة عند الحدود العراقية مع الاستراتيجية التي يتبعها الحشد الشعبي. وفي هذا الصدد أعلن القيادي في الحشد الشعبي وأحد أعضاء مجلس النواب العراقي فالح الخزعلي أن قوات فصيل "كتائب سيد الشهداء" تعرضت لقصف من قبل الطائرات الأمريكية خلال تطهيرها منطقة "الشحمة" السورية الواقعة على مسافة 40 كلم من الحدود العراقية لافتا الى أن هدف الفصيل من تطهير المنطقة من الإرهابيين هو منعهم هؤلاء من الانتقال للقتال الى جانب الإرهابيين في الموصل.
2- منع تطبيق السياسات الأمريكية في منطقة غرب آسيا
مع استلام دونالد ترامب السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية تصاعدت مساعي الأخيرة الى اسقاط الحكومات المستقلة والشعبية في سوريا والعراق وتنصيب حكومات موالية لها بهدف الحد من نفوذ إيران وعمقها الاستراتيجي بوصفها حاملة لواء محور المقاومة في المنطقة، فيما يعمل الحشد الشعبي الذي تأسس وفقا لفتوى الجهاد الصادرة من المرجعية الشيعية في العراق لتحقيق أهداف تتناقض مع الخطة الأمريكية ويعمل الحشد الشعبي على تعزيز محور المقاومة من إيران الى سوريا مرورا بالعراق وبالنظر الى أن إقامة واشنطن مناطق عازلة عند الحدود العراقية السورية يهدف الى قطع الاتصال بين بغداد ودمشق فإن الحشد الشعبي عزز مواقعه على امتداد الحدود الغربية لمحافظة نينوى من أجل الحيلولة دون تنفيذ الخطة الأمريكية.
3- الحد من مخاطر انتشار القوات الأمريكية عند الحدود الغربية للعراق:
إن انتشار قوات الائتلاف الغربي أو المسلحين المدعومین غربيا عند الحدود الغربية للعراق قد يؤدي الى تعرض العراق لمخاطر حقيقة ويمكن لانتشار الحشد الشعبي في هذه المناطق أن يحد من المخاطر المترتبة على ذلك.
بصورة عامة يمكن القول إن الحكومة المركزية العراقية عارضت الخطة الأمريكية لإقامة منطقة آمنة عند الحدود العراقية السورية بسبب الآثار السلبية التي قد يتعرض لها الأمن العراقي بسبب ذلك وفي غمار هذه المواجهة يقع الدور الأكبر لمنع تنفيذ الخطة الأمريكية على عاتق الحشد الشعبي العراقي.
المزيد في هذا القسم:
- استشهاد العميد عصام زهر الدين قائد قوات الحرس الجمهوري بدير الزور المرصاد نت - متابعات أستشهد العميد عصام زهر الدين قائد قوات الحرس الجمهوري بدير الزور بانفجار لغم أرضي بحويجة صكر أثناء تقدّم القوات التي يقودها. كان له دو...
- فلسطين تبدأ الحساب : جنود الاحتلال أسرى الخوف! المرصاد نت - متابعات لم تدم طويلاً خيبة الأمل الشعبية من الردّ الرسمي والفصائلي الباهت على «صفقة القرن» إذ سرعان ما استحالت غضباً بدأ من باب الزاوية في الخليل...
- بن سلمان: ليخرس الفلسطينيون ويكفّوا عن الشكوى المرصاد نت - يحيي دبوق موقف السعودية من فلسطين لم يعد سراً. المواقف تعلن بلا خجل وتسرّب بلا حرج وما لا يصدر عن المسؤولين السعوديين مباشرة تتكفّل إسرائيل بنشره...
- تفجير ثلاثة آبار نفطيه غربي كركوك ومقتل أكثر من 100 تكفيري شمال الموصل المرصاد نت - متابعات فجر مجهولون اليوم الأربعاء ثلاثة آبار في حقل خباز النفطي غربي كركوك (250 كم شمال بغداد) تم تفجيرها بعبوات ناسفة.وأفاد موقع “المد...
- موانئ دبي؛ ما خفي أعظم! المرصاد نت - متابعات ما تفعله دولة الإمارات في الظل يفوق بكثير ما يصل إلينا أو ما تنشره وسائل الإعلام العربية والعالمية واستطاعت هذه الدولة أن تلعب دورا أبعد ...
- العرب باعوا فلسطين.. وهرولوا إلى إسرائيل لتقبيل يدي نتنياهو فور اندلاع الحرب على اليمن ؟ المرصاد نت - متابعات قالت صحيفة يسرائيل هيوم الصهيونية إنه على مدار العقود الماضية كان العرب يقولون دائما على إسرائيل صنع السلام مع الفلسطينيين حتى تضمن وج...
- الأردن يستقبل ٧٢ لاجئًا سوريًا خلال الـ٢٤ ساعة الماضية أفادت مديرية التوجيه المعنوي التابعة للقوات المسلحة الأردنية اليوم الخميس بأن قوات حرس الحدود استقبلت خلال الـ(٢٤) ساعة الماضية ٧٢ لاجئا سوريا جديدا دخلوا من عد...
- مادورو بعد عام على الانقلاب: أميركا فشلت... فلنتفاوض! المرصاد نت - متابعات مع مرور عام على محاولة الانقلاب الفاشلة في فنزويلا، يرى الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أنه تمكّن من «النجاة»، وسط صراع معقّد تقوده الم...
- وما الحرب؟ بداية الألفية الثالثة: في تراكم مراحل الحرب وتأوّجها ! المرصاد نت - متابعات في الزمن الذي كانت فيه الولايات المتحدة الأميركيّة والرأسماليّة العالمية تحتفل بالانتصار على المعسكر السوفياتي وحلف وارسو، وتشعر بقوة لا ...
- تونس : تواصل الاحتجاجات إثر انتحار صحافي حرقاً ! المرصاد نت - متابعات تواصلت الاحتجاجات لليلة الثانية على التوالي في محافظة القصرين ومناطق تونسية أخرى إثر انتحار مصور صحافي حرقاً. وقد تجددت الاشتباكات التي ر...