المرصاد نت - نور أيوب
يدخل العراق مرحلة جديدة بعد رفع «المرجعية الدينية» في النجف سقف ضغطها الذي يُفسَّر على أنه مهلة أخيرة لحكومة عادل عبد المهدي على وقع الاحتجاجات الشعبية. تسعى القوى السياسية في بلورة خارطة طريق للخروج من الأزمة، كما فعل «المكوّن الشيعي» في اجتماع طرح «مسوّدة» إصلاحات لإحداث «صدمة إيجابية» في الشارع. في الأثناء يتصاعد نقاش السيناريوهات للتوصل إلى قانون جديد للانتخابات يرث قانون «سانت ليغو» الشهير.
لا يزال البحث عن حلول للأزمة السياسية التي يشهدها العراق مستمراً في ظلّ سعي الأطراف كافة إلى استعادة ثقة «المرجعية الدينية العليا» (آية الله علي السيستاني) والشارع الغضِب وتأكيد جدّيتها في تنفيذ الإصلاحات. وفي هذا الإطار قالت مصادر أن القوى السياسية «الشيعية» عقدت قبل يومين لقاء ضمّ معظمها باستثناء «كتلة سائرون» (المدعومة من زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر) في منزل زعيم «تحالف الفتح» هادي العامري حيث اتفق المجتمعون على مسودة تضم حزمة إصلاحات خدمية وإدارية تستجيب لدعوة «المرجعية» إلى إحداث «صدمة إيجابية».
هذه المسودة ستُعرض، وفق المعلومات على بقية القوى «السنّية» و«الكردية» من أجل التوافق عليها على أن يسلّمها زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم إلى عبد المهدي. وتشير المعلومات إلى أن الحكيم سيطلب من رئيس الوزراء تحديد جدول زمني واضح لتنفيذ الإصلاحات مقابل أن تؤدي القوى السياسية دور «الرقيب» على تنفيذها. ويحيط المعنيون بنود المسودة بتكتّم شديد بناءً على اتفاق في ما بينهم، مؤكدين في الوقت نفسه أنها «تحمل رؤية إيجابية ومهمة جداً».
مع ذلك وعلى الرغم من استمرار اللجان النيابية في تشريع قوانين إصلاحية لا يبدو أن ثمة ثقة في تنفيذ الخطوات الموعودة في ظلّ استمرار الارتهان للعبة المحاصصة في أيّ مشروع ما أفقد الحكومة ومؤسساتها المختلفة هيبتها. وفي هذا الإطار، تختصر مصادر مطلعة المشهد العراقي بالقول إن «أداء الحكومة الإصلاحي سلحفاتي». وإذ تُذكِّر بحديث «المرجعية» أمام رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت قبل يومين عن أنها «لم تجد آذاناً صاغية لدى المسؤولين لمعالجة تفاقم الفساد المالي والإداري وسوء الخدمات العامة، وغياب العدالة الاجتماعية» فهي تُبدي قلقها من افتقاد الجهات المعنية «الجدية الكافية في تنفيذ أيّ إصلاح حقيقي» من دون أن تقطع «الأمل» بأن «يكون هناك إصلاح في مدّة معقولة».
وفي الحديث عن الصعوبات التي تعترض عملية الإصلاح، تتم الإشارة إلى مستويين: الأول افتقاد الأطراف المعنية طيلة السنوات الماضية إرادة حقيقية في التغيير، الأمر الذي يحتاج كسره إلى «صدمات» سريعة؛ والثاني، تضارب الرؤى الإصلاحية بين الحكومة والبرلمان والقوى السياسية، فضلاً عن إحجام النخب والشارع عن تحديد مطالب واضحة أو آليات بديلة. كذلك وعلى الرغم من أن الأزمة لا يمكن حصرها بالفريق الإداري لرئاسة الوزراء إلا أن البعض يتحدث عن ضعف الأدوات التنفيذية المساندة لرئيس الوزراء في تنفيذ أيّ قرار حكومي كعائق أساس أمام العمل. ولذا ثمة مَن يدفع في اتجاه إحداث تغيير داخل الفريق الخاص بعبد المهدي علماً أن هذه المواقف والتحركات تظلّ أقرب إلى التجاذبات السياسية منها إلى ما يرتبط بمتطلّبات الإصلاحات خصوصاً وأن موقع مدير مكتب رئيس الوزراء تحديداً يسيل - لأهميته - لعاب مختلف القوى السياسية حتى يكون من حصتها.
«المرجعية» في بيانها الأخير حذّرت من أنه ما لم تكن «السلطات الثلاث قادرة على إجراء الإصلاحات اللازمة... فإن هذا يفرض التفكير بسلوك طريق آخر» ما يعني التلويح بموقف أكثر صرامة في حال التلكؤ أو العجز عن تنفيذ الإصلاحات. موقفٌ قد يصل إلى حدّ رفع الغطاء كلياً عن هذه الحكومة، ما قد يضعها على محكّ الرحيل قبل إتمامها عامها الثاني. وإذا كانت التسريبات السابقة تتحدث عن منح «المرجعية» المسؤولين مهلة ثلاثة أشهر للوفاء بوعودهم، فإن المطلعين على أجواء النجف يتحدثون حالياً عن مهلة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع للمس تغيير جدي وحقيقي في طريقة إدارة الأمور. إزاء ذلك يمكن القول إن الاستمرار في الأداء السابق (وإن تحسّن خلال الأيام المقبلة وأسفر عن تهدئة مؤقتة للشارع) سيفتح الباب واسعاً أمام حراك أقسى من الحراك الحالي، ربما لن تكون أمام القوى السياسية في ظلّه فرصة استنقاذ نفسها.
المزيد في هذا القسم:
- الجيش يطوّق العيس: نحو استكمال السيطرة على «M5»! المرصاد نت - متابعات بأيّ وسيلة ممكنة، تسعى أنقرة إلى وقف تقدّم الجيش العربي السوري في عمق محافظة إدلب. وبعدما أخفق التصعيد العسكري والسياسي في تحقيق هذه الغا...
- الأمير القطري "تميم بن حمد" في السعودية قريباً؟! المرصاد نت - متابعات بعد انقطاع دام أكثر من سنة بين قطر والسعودية أعلنت اليوم لولوة الخاطر المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية أن قطر تلقت دعوة رسمية من الس...
- في ذكرى اقتحام الحَرَم المكّي: كمْ جهيمان سيظهر في عهد بن سلمان ؟ المرصاد نت - متابعات يبدو أن التاريخ في عالمنا العربي يُعيد نفسه خاصة في شقّه المُتّصل بالحُكّام الطُغاة الذي يمثل آل سعود أدقّ نموذج عربي مُعاصِر لهم حيث أتذ...
- تواصل اجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء في "آسيان" بسنغافورة المرصاد نت - متابعات تستمر في سنغافورة السبت اجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في نسختها الـ51 في مسعى إلى تحقيق الوحدة ب...
- من جرابلس إلى معرّة النعمان: الاحتلال التركي يتمدّد المرصاد نت - متابعات تطورات الشمال السوري بأكملها تصبّ في مصلحة أنقرة (حتى الآن). نجاح العدوان التركي في وصل مناطق «درع الفرات» في ريف حلب الشمالي...
- لبنان : لقاء مصالحة القوي الوطنية ومجلس الوزراء يستأنف جلساته بشكل طبيعي !. المرصاد نت - متابعات كرّست القوى السياسية في لقاء المصالحة الذي انعقد يومَ أمس بين وليد جنبلاط وطلال أرسلان صورتها كقوى غير مؤتمنة على إدارة البلاد. بالتأكيد ...
- بوتين في الرياض: «شراكة استراتيجية» قيد التشكيل! المرصاد نت - متابعات في زيارة هي الأولى من نوعها منذ ما يزيد على عشر سنوات وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية ساعياً إلى تطوير العلاقات بين بلاده و...
- وقاحة حمد بن عيسى : لا سجناء صحفيين لدينا ! المرصاد نت - متابعات يصرّ حاكم البحرين حمد بن عيسى آل خليفة على استغباء الرأي العام ولاسيّما الفئات المُعارضة له. على مرّ سنوات الأزمة المستمرة منذ عام 201...
- مداهمات إسرائيلية في جنين وتهديد باقتلاع أشجار زيتون اقتحمت القوات الإسرائيلية مساء أمس بلدة يعبد جنوب غرب جنين وهددت باقتلاع أشجار زيتون في منطقة الملول بالبلدة. وذكرت مصادر امنية أن "قوات الاحتلال اقتحمت البلدة...
- السودان في البازار الخليجي: خدعة التطبيع! المرصاد نت - الأخبار بعد أيام من لقائه رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، «بشّر» جنرال السودان عبد الفتاح البرهان بتشكيل «لجنة مصغّرة» لبدء مسار إقامة علاقات ...