المرصاد نت - متابعات
تنتهي غداً في تونس آجال تقديم الترشيحات للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، لكن لا يزال المشهد الانتخابي ضبابياً. وفي خطوة غير مسبوقة، قررت حركة «النهضة» تقديم مرشح من داخلها فيما أودع وزير الدفاع، عبد الكريم الزبيدي ملف ترشحه رسمياً بعد حملة دعم نُظّمت له على عجل. أما رئيس الحكومة يوسف الشاهد، فلم يعلن بعد موقفه النهائي من خوض الانتخابات.
أربكت وفاة الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، المسار الانتخابي واستعدادات المترشحين، بحيث صار ضرورياً تقديم تاريخ الانتخابات الرئاسية استجابة للآجال الدستورية وقد عُيّن يوم 15 أيلول/ سبتمبر لإجراء الدورة الأولى منها. وعلى رغم أن النظام السياسي التونسي برلماني في الأساس ولا يعطي رئيسَ الجمهورية إلا صلاحيات محدودة في قطاعَي الخارجية والدفاع إلا أن المنصب يحظى باهتمام كبار الساسة والأحزاب لعدد من الأسباب، من أهمها أنه المنصب التنفيذي الوحيد الذي يُنتخب شاغله مباشرة من الشعب. وتكتسب رئاسة الجمهورية أهميتها أيضاً من السياق الحالي الذي تعيشه تونس خاصة التوازن السياسي الهشّ والريبة السائدة بين الفاعلين وبروز عدد من الوجوه «الشعبوية». ويفاقم تقديم تاريخ الانتخابات الرئاسية مخاوف الساحة السياسية؛ ففيما كان متوقعاً حسم موقف بعض الأحزاب من الرئاسيات بناءً على نتائج الانتخابات التشريعية تقلّص الآن هامش المناورة.
تَقدّم حتى يوم أمس نحو 30 مرشحاً بينهم حفنة فقط من المرشحين الجدّيين. ويعود ارتفاع العدد إلى عدم اشتراط هيئة الانتخابات الحصول على ملفات كاملة عند تقديم الترشح تشمل تزكيات 10 نواب برلمانيين أو 40 رئيس بلدية أو 10 آلاف مواطن إضافة إلى ضمان مالي بقيمة 10 آلاف دينار (نحو 3 آلاف دولار). ومن الوجوه البارزة التي تقدمت للانتخابات الرئيس الأسبق منصف المرزوقي الذي شغل المنصب بعد انتخابه من المجلس التأسيسي خلال الفترة الانتقالية (2011 ــــ 2014) ورئيسا حكومة سابقان أولهما حمادي الجبالي الذي قاد أول حكومة منتخبة بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي (2011 ـــــ 2013) والمستقيل من «حركة النهضة» ومهدي جمعة الذي ترأس حكومة مؤقتة جاءت بعد حوار وطني (2014 ــــ 2015) إضافة إلى لاعبين جدد بنوا حضورهم على خطابات «شعبوية» من بينهم صاحب قناة «نسمة» التلفزيونية نبيل القروي ورئيسة «الحزب الحر الدستوري» عبير موسي.
إلى جانب هؤلاء ثمة اسمان يحظيان بفرص أكبر للفوز هما مرشح «حركة النهضة» عبد الفتاح مورو ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي. جاء إعلان ترشيح مورو مساء أول من أمس في خطوة لم تُقدِم عليها «النهضة» سابقاً لأسباب متنوعة أبرزها عدم الرغبة في الهيمنة على الساحة السياسية خاصة بعد مآل تجربة «الإخوان المسلمين» في مصر. أما الزبيدي الذي قدم أمس ملف ترشحه كاملاً بتزكيات عدد من نواب البرلمان فقصة تحوله إلى مرشح رئاسي مثيرة للاهتمام.
طوال مسيرته السياسية التي بدأت زمن بن علي واستمرت بعده ظلّ الزبيدي مسؤولاً تكنوقراطياً غير متحزب ويتجنب الخوض في صراعات السياسة. لكن بمجرد وفاة قائد السبسي برزت حملات إعلامية له، شملت دعاية ممولة على مواقع التواصل الاجتماعي وتلميحات من وسائل إعلام، بعضها إماراتية، ترسمه رجلَ دولة متمرّساً ويحظى بإجماع واسع. حتى الآن حظي الزبيدي بدعم من جناح في حركة «نداء تونس» يتزعمه نجل الرئيس الراحل إضافة إلى عدد من النواب البرلمانيين والوجوه السياسية. ويحاول مساندوه تصديره وريثاً للباجي قائد السبسي يمكنه الحفاظ على توازن مع «حركة النهضة» من دون الدخول في صراعات مدمرة معها ويمكنه أيضاً الوقوف في وجه المرشحين «الشعبويين».
وتنوعت القراءات لترشح مورو والزبيدي. من ناحية، يرى البعض أن كليهما ممثل لمجموعة مصالح جهوية؛ فمورو متحدّر من أعيان العاصمة، أما الزبيدي فهو يتحدّر من جهة الساحل، ويهيمن أعيان الجهتين على السياسة التونسية منذ إعلان الجمهورية. لكن ثمة قراءة ثانية تذهب إلى أن الزبيدي مرشح «المنظومة» التي ترى أنه قادر على حفظ مصالحها، والمقصود هنا ما يشبه «الدولة العميقة»، أي شبكة العلاقات السائدة بين المال والسياسة والخارج، أما مورو فهو مرشح «النهضة» لمجرد مساومة هذه «المنظومة». وعلى رغم شعبيّتهما، تبقى هاتان القراءتان محدودتين وغير قادرتين على تفسير كل شيء، لكنهما تدلان على حضور المعطى الجهوي، وهاجس خضوع السياسة للمال والخارج، في أذهان قطاعات من النخبة.
ويبقى هذان المرشحان الأوفر حظاً في تحقيق نتائج متقدمة في الانتخابات الرئاسية خاصة في ظلّ عدم حسم رئيس الحكومة يوسف الشاهد موقفه من الترشح. وصعد نجم الشاهد بعد توليه المسؤولية منتصف عام 2016م ودخوله في صراعات مع رئيس الجمهورية الذي كان وراء ترشيحه على رأس الحكومة. ويتزعم الشاهد حركة «تحيا تونس» التي تأسّست بداية هذا العام، وتضمّ وزراء ووجوهاً منشقين عن «نداء تونس» وتظلّ حظوظه وافرة في تحقيق نتائج جيدة في الرئاسيات إذا قرّر الترشح لها.
المزيد في هذا القسم:
- عفرين هدف تركي وجولة جديدة لانتخابات الإدارة الذاتية الكردية المرصاد نت - متابعات يهدد ويتوعد المسؤولون الأتراك القوات الكردية في عفرين ويقولون إن الجيش لا ولن يتردد في القيام بالرد على أي استفزاز مصدره عفرين كما أن الق...
- تركيا... إرادة السلطان داوود اوغلو ايضاً رحل .. والرئيس بشارالأسد باق المرصاد نت - متابعات ودّع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو رئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا بعد إعلانه تنحيه عن المنصب في وقت سابق من الشهر الج...
- إيران تهدد وواشنطن تدين المرصاد - متابعات أكدت إيران السبت استعدادها للمضي قدما دون التقيد بالاتفاق النووي إذا لم تحترم بقية الأطراف التزامها، في حين حذرت واشن...
- «العودة» مُستمرة... والقصف الإسرائيلي أيضاً المرصاد نت - متابعات يستمر الفلسطينيون في قطاع غزة بفعاليات مسيرة العودة الكبرى التي بدأت قبل أسبوعين. وفيما ارتفع عدد الشهداء إلى 29 والجرحى إلى الآلاف قصفت ط...
- قطر تواصل رفض المطالب مع أجتماع وزراء الدول المقاطعه في القاهرة المرصاد نت - متابعات يعقد وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر اجتماعاً في القاهرة اليوم لبحث تطورات الأزمة مع قطر في ضوء رفض الأخيرة الاستجابة لمطال...
- موجة الغلاء الجديدة في مصر .. الأسوأ لم يأتِ بعد ! المرصاد نت - متابعات موجة غلاء وتضخم جديدة تضرب المصريين: زيادات في الأسعار تصل إلى 50% وخاصة في المواصلات وتخلٍّ حكومي عن دعم المواد البترولية. هكذا صارت الد...
- واشنطن تايمز تحدثت عن "انقلاب عسكري مفبرك" في تركيا قبل 3 أشهر ! المرصاد نت - متابعات نشرت صحيفة واشنطن تايمز، قبل 3 شهور مقالا قالت فيه ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سيفبرك انقلابا عسكريا في البلاد سعيا منه لتوسيع سلطات...
- تلويح بخفض الالتزام بالاتفاق النووي: طهران تستبعد الحرب ! المرصاد نت - متابعات لم يكن مفاجئاً التصعيد الأميركي في وجه الجاهزية العسكرية الإيرانية في المنطقة في إطار الضغوط واستعراض الأوراق المتبادل عقب إلغاء واشنطن إ...
- الانبطاح الخليجي : الأموال في جيب واشنطن.. أقرب إلى «الطاعة» أبعد من الاستثمارات! المرصاد نت - متابعات شكّلت الزيارة الأخيرة لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إلى الولايات المتحدة أوائل الشهر الجاري المحطة الأحدث في سياق طويل ابتدأته الدوحة م...
- 29 قتيلا وعشرات الجرحي بالاعتداء المزدوج في اسطنبول المرصاد نت - متابعات ارتفع عدد المصابين جراء التفجير المزدوج في إسطنبول إلى 70 شخصا حسبما أفادت قناة "إن تي في" التلفزيونية التركية اليوم الأحد. وسبق لوزير...