المرصاد نت - متابعات
يسيطر القلق والخوف من مخاطر حروب الناقلات النفطية في منطقة الخليج على أسواق المال العالمية والخليجية ليحاصر المستثمرين في أنحاء العالم. ويتزايد هذا القلق والخوف من المستقبل الذي يخيم على عالم المال مع حروب التجارة والتوترات الجيوسياسية في كل من آسيا وأميركا اللاتينية حيث لم تتمكن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حتى الآن من نزع فتيل الأزمة النووية في كوريا الشمالية.
كما تتواصل الحرب التي يشنها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن والتي تهدد منشآت النفط السعودية والمرور الآمن للسفن النفطية في خليج عدن وهناك مخاطر أمن البحر الأحمر في حال صعود مليشيا الجنجويد للحكم في السودان واحتمال اندلاع حرب أهلية في فنزويلا.
ورغم الحديث عن إنشاء قوة دولية لحماية السفن العابرة لمضيق هرمز الذي يشكل أهمية للتجارة الدولية خاصة النفط يرى رئيس شركة "جي بي أس" الأميركية يوهانس بنجيني في تعليقات لقناة "سي أن بي سي"، أنه لا يمكن حماية السفن من هجوم بحري خارج رصد الرادار". من جانبها ترى مجموعة "بي أن سي منجمنت" الأميركية أن مخاطر الاستثمار تتزايد تبعاً لتزايد احتمال حدوث عمل إرهابي أو حدوث نزاع تجاري في أسواق المال، ولكنها تأمل أن لا يستمر ذلك طويلاً.
وحتى الآن لم تحدث اضطرابات كبيرة في أسواق المال العالمية بسبب وضع المستثمرين في الأسواق المالية، في الحسبان تداعيات التوتر العسكري بين أميركا وإيران منذ فترة، على الرغم من ضخامة حجم تجارة النفط في البورصات العالمية والمقدرة سنوياً بنحو 1.7 ترليون دولار ووتداعيات تجارة التأمين على الناقلات النفطية في أسواق المال.
والحرب ترفع كلف التأمين المختلفة فهنالك تأمين على السفن وتامين على الشحنات النفطية والتجارية وهنالك تأمين على سندات الدين التي تصدرها الدول الخليجية، خاصة السعودية والأمارات طرفي الحرب في اليمن وفي إيران.
ولكن ورغم هذه الاستجابة الضعيفة يعتقد خبراء نفط، أنه في حال حدوث هجوم آخر على ناقلة نفط في مياه الخليج، فإن الأسواق ستبدأ في الاستجابة وبدرجة كبيرة لهذا المهدد الجديد للاستثمار.
ولا تقتصر مخاوف أسواق المال العالمية فقط على تداعيات تجارة النفط في أسواق المال واحتمال قطع الإمدادات النفطية للاقتصادات الكبرى في آسيا ولكنها تمتد لتشمل مخاطر نشوب حرب بين إيران وأميركا على اقتصادات المنطقة العربية، وإلى انهيار أسهم شركات التأمين العالمية وضرب تدفق الاستثمار بالمنطقة العربية. وحتى الآن ارتفعت كلفة التأمين على مخاطر الحرب على الناقلات التجارية الضخمة في سوق لندن إلى 185 ألف دولار وهو ما يمثل ارتفاعاً بنحو 50 ألف دولار. وذلك في كل مرة تمر بها السفينة بمضيق هرمز. وذلك حسب تقديرات خبراء على علم بالتأمين في لندن لوكالة "بلومبيرغ". وهي كلفة جعلت بعض الشركات تتردد في تأجير سفنها لنقل شحنات تمر عبر مضيق هرمز. حيث باتت تتخوف من تكبد خسائر من عمليات النقل تفوق ما تجنيه من أرباح.
وتتراوح قيمة السفن الضخمة المؤمن عليها بين 30 و50 مليون دولار وذلك عدا الشحنة النفطية التي تصل في أحيان إلى أكثر 700 ألف برميل.
في هذا الصدد يرى خبير الاقتصاد العالمي بوحدة "إيكونومست انتيلجينس يونت" البريطانية كالين بيرش في تعليقات لصحيفة "ذا غارديان البريطانية" أن استجابة الأسواق وبورصات المنطقة العربية حتى الآن كانت ضعيفة بسبب توقعاتها لحدوث مثل هذه الهجمات. ولكن في حال حدوث هجمات جديدة فإن التهديد قد يصل إلى مخاوف اندلاع حرب بالمنطقة.
وتعرضت ناقلتان تابعتان لشركتين، نرويجية ويابانية، يوم الخميس الماضي، لهجوم بخليج عمان قبالة ساحل إيران. وهذا هو الحادث الثاني الذي تتعرض له ناقلات النفط في خليج عمان خلال شهر.
من جانبه يرى رئيس وحدة النفط بوكالة الطاقة العالمية نيل أتكنسون في تعليقات لقناة "سي أن بي سي" الأميركية أن هذه المخاطر تهدد تجارة النفط العالمية التي يقدر حجمها بنحو 1.7 ترليون دولار سنوياً، وأي تصعيد في حرب الناقلات سيهدد إمدادات النفط وبالتالي ينعكس مباشرة على الأسواق العالمية.
لكن يتفاوت حجم تأثر الاقتصادات وأسواق المال العالمية من سوق إلى آخر حيث ستكون أسواق الطاقة والمال في آسيا الأكثر تأثراً باضطراب الإمدادات تليها الأسواق الأوروبية التي تعتمد بدرجة أقل على إمدادات النفط من المنطقة العربية.
ويلاحظ أن معظم المواصلات ووسائل النقل التجاري في العالم تعتمد بدرجة رئيسية على الوقود النفطي، على الرغم مما حدث من تطور في الطاقة المتجددة خاصة النووية والشمسية والرياح.
وبالتالي، فإن قطع الإمدادات النفطية في حال تطور التوتر العسكري إلى حرب، ستكون لها آثار مباشرة على النمو الاقتصادي في آسيا، لكن خبراء يرون أن أسواق الولايات المتحدة ستكون إلى حد ما آمنة من التأثير بسبب الإمدادات الكافية التي تجدها من إنتاج النفط الصخري الأميركي والنفط الكندي والمكسيكي.
في هذا الصدد يقول وزير الطاقة الأميركي السابق ريك بيري الذي يتهم طهران بالهجوم على الناقلات في الخليج إن "إيران تحاول الضغط على أميركا عبر إحداث اضطراب في سوق الطاقة العالمي التي تحاصرها نفطياً وتجارياً ولكن طهران لا تدرك أن هنالك متغيرات في سوق الطاقة وإنتاجها تحمي الولايات المتحدة من اضطراب الإمدادات بسبب ثورة النفط الصخري".
وحسب بيانات وكالة الطاقة العالمية فإن معظم إمدادات الطاقة التي تعبر خليج هرمز والمقدرة بنحو 17.5 مليون برميل يومياً في المتوسط تتجه إلى أسواق آسيا وجزء قليل منها إلى أوروبا. وهنالك نحو 4.5 ملايين برميل يومياً تمر عبر خليج عدن.
على صعيد مخاطر حرب الناقلات على أسعار النفط حتى الآن تتوقع الوكالة أن تراوح أسعار النفط خلال العام الجاري بين 60 و70 دولاراً للبرميل وحتى بعد الهجوم على الناقلتين ولكن في حال تزايد الهجمات وتهديدها برفع التوتر العسكري إلى احتمال الحرب فلا يستبعد محللون دوليون أن تصل الأسعار إلى 80 دولاراً للبرميل.
المزيد في هذا القسم:
- العدو الإسرائيلي «رسمياً» في «إكسبو 2020 ــ دبي»! المرصاد نت - متابعات أعلن العدو الإسرائيلي اليوم الثلاثاء أنه وقّع رسمياً على اتفاقية مشاركته في معرض «إكسبو 2020 ــ دبي» الدولي والذي سيُقام في الإمارات العا...
- العوامية ... سجن شيعة السعودية الأسود المرصاد نت - متابعات في السنوات الأخيرة الماضية تعرّضت بلدة العوامية إحدى بلدات مدينة القطيف لجنايات وجرائم ارتكبتها الحكومة السعودية وقد أخذت موجة الجرائم هذ...
- استسلام إسرائيلي في الجنوب السوري: معركة مشتعلة في انتظار لقاء هلسنكي المرصاد نت - يحيى دبوق لا تقتصر المعركة القائمة حالياً في الجنوب السوري على الجانب العسكري رغم أهميته. تتداخل فيها جملة عوامل أخرى لا تقل أهمية وفي مقدمتها صر...
- السعودية ستسقط لأنها ليست دولة بل مشروع غير مستقر فاسد يشبه إلى حد كبير منظمة إجرامية المرصاد نت - وكالات االسعودية مملكة النفط هي ليست دولة على الإطلاق وأنها مشروع غير مستقر فاسد يشبه إلى حد كبير منظمة إجرامية وعلى الولايا...
- السعودية تمنع الخطاب المعادي لليهود بالمساجد وتحذف معاداة الصهيونية من مناهج التعليم المرصاد-متابعات ذكرت وكالة “فرانس برس” الفرنسة اليوم أن السعودية تضغط عبر بوابة التقرب من اليهود؛ على الرغم من تمسكها بتأجيل إقامة علاقة رسمية مع الد...
- الحرس الثوري الإيراني يقصف شرق الفرات... ردأ على هجوم الأهواز المرصاد نت - متابعات أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه شنّ، فجر اليوم، هجوماً صاروخياً استهدف «مقراً لقيادة إرهابيين» في شرق الفرات في سوريا رداً على...
- قاعدة أمريكية في الرقّة : طبول حرب أم تكريس للتقسيم؟ المرصاد نت - متابعات تخطو واشنطن خطوة جديدة في سوريا الخطوة التي قد تطيل الأزمة ستُستتبع بخطوات أخرى. فبعد تحوليها مطار الطبقة العسكري في وقت سابق من ال...
- مشروع قرار جديد حول فلسطين إلى مجلس الأمن قريبا رجح السفير الفلسطيني في موسكو "فائد مصطفى" اليوم الأربعاء تقديم مشروع قرار جديد حول فلسطين إلى مجلس الأمن قريبا. وأوضح الدبلوماسي الفلسطيني أن بلاده تعتزم بحث ...
- استراتيجية «الأمر الواقع» الإسرائيلي... ومسلسل الخضوع العربي المرصاد نت - علي حيدر يكثر المسؤولون الإسرائيليون ومعهم بعض النظام الرسمي العربي من دعوة الفلسطينيين إلى الاعتراف بالوقائع السياسية والميدانية ويبررون هذا التو...
- الأزمة الخليجية : ترامب يستثمر... والرياض تعرض شروطها المرصاد نت - الأخبار لا يزال التسخين سيّد الموقف في منطقة الخليج، منذ بلوغ خلافات المشيخات ذروتها بإعلان الرياض وأبو ظبي مقاطعة شاملة للدوحة. وفي ظل انعدام...