المرصاد نت - متابعات
يعاني سكان مخيم الركبان للاجئين السوريين قرب الحدود مع الأردن من ظروف إنسانية مرزية - ويقع المخيم بالقرب من قاعدة التنف الأميركية التي تتولى بحسب مصادر متطابقة مهمة إسناد الجماعات المسلحة التي تحارب الجيش السوري تحت ما يسمى بـ"قوات المعارضة" لتدمير الدولة.
وتمنع الجماعات المسلحة الجيش السوري من حماية سكان مخيم الركبان وايصال المساعدات الإنسانية اليهم رغم سوء الاحوال الجوية في فصل الشتاء التي أودت بحياة العديد من الاشخاص اخرهم 8 أطفال على الأقل بسبب البرد القارس ونقص الرعاية الطبية كما فقد اكثر من 100 شخص حياتهم بسبب انتشار الامراض في أواخر العام المنصرم.
ورغم الظروف الصعبة التي يعاني منها مخيم الركبان إلا إنه وأخيراً وصلت قافلة مساعدات إنسانية وهي الأكبر من نوعها إلى المخيم بهدف انقاذ حياة أكثر من 40 ألف نازح في التجمع، وستستمر عملية المساعدة لمدة أسبوع تقريبا بحسب ما اعلنه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا.
وتتكون القافلة المشتركة بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري من 118 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية وستقوم بإيصال المواد الغذائية والصحية ومواد الإغاثة الأساسية ومواد إصحاح البيئة والمواد التعليمية للأطفال إلى الموقع، الذي يمثل النساء والأطفال الضعفاء غالبية سكانه. وتشمل المساعدات أيضا اللقاحات لنحو 10 آلاف طفل دون سن الخامسة كما سيتم إجراء تقييم للاحتياجات، بحسب البيان.
وقال سجاد مالك نائب منسق الأمم المتحدة المقيم في سوريا: "لم يكن إيصال هذه الشحنة الكبيرة من الإمدادات الإنسانية الأساسية إلى الركبان ممكنا قبل اليوم الحالة الإنسانية هناك ظلت في تدهور مستمر بسبب ظروف الشتاء القاسية وعدم إمكانية الوصول إلى المساعدات والخدمات الأساسية. هناك تقارير عن وفاة ما لا يقل عن ثمانية أطفال في الأسابيع الأخيرة."
وأوضح البيان أن القافلة تهدف بشكل أساسي لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين في تجمع الركبان المؤقت، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تدرك أيضا أن هناك حاجة إلى حل يحفظ كرامة النازحين ويمكنهم من اتخاذ قرار طوعي وآمن بكيفية العودة إلى الحياة الطبيعية في المكان الذي يختارونه.
وأضاف البيان أن الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري سيقومان أيضا بإجراء مسح حول النوايا المستقبلية للنازحين والتشاور معهم حول رغباتهم وأولوياتهم ليتم أخذها في الاعتبار في أي مناقشات حول الحلول الدائمة.
وحث البيان جميع الأطراف على السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى جميع المحتاجين في سوريا بما يتفق مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
هذا فيما قال رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خالد حبوباتي إن فرق منظمة الهلال الأحمر انطلقت لإيصال قافلة المساعدات الثانية لمخيم الركبان بالتعاون مع الأمم المتحدة وتقديم الرعاية الصحية بما فيها حملة لقاحات للأطفال والنساء مضيفاً :ستلبِّي هذه القافلة احتياجات الأهالي القاطنين في المخيم من مواد إغاثية غذائية وغير غذائية. وتعد القافلة الجديدة هي الثانية التي تدخل مخيم الركبان منذ شهر تشرين الثاني الماضي.
وطالبت المنظمة جميع المنظمات العالمية بتأمين الضمانات الكافية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها في كل مكان على الأراضي السورية، مجددة تأكيد جهوزيتها لخدمة الفئات الأشد ضعفا في سياق التزامها بمبادئ الحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر.
وخلال الأيام الأخيرة تسربت معلومات عن قرب إغلاق مخيم الركبان بعدما تفاقمت الأزمة الإنسانية فيه مع مواصلة ميليشيات ما يسمى (جيش مغاوير الثورة) التابعة للجيش الأمريكي وميلشيات أخرى تتبع للجيش البريطاني مثل ما يسمى (جيش أسود الشرقية) منع ساكنيه من الخروج باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية.
وتدهورت الأوضاع الإنسانية داخل المخيم الواقع جنوب معبر التنف الحدودي السوري العراقي والقريب من القاعدة التي أنشأها "التحالف الأمريكي" غير الشرعي بطريقة درامية مع دخول فصل الشتاء وباتت أشد سوءاً وصعوبة في ظل قلة الموارد الغذائية والصحية خاصةً مع الظروف المناخية السيئة في المنطقة.
ولهذا يرى المراقبون ان التاخر في وصول المساعدات الإنسانية لمخيم الركبان تتحمل الولايات المتحدة مسؤوليته خاصة بعدما قالت مصادر أن ميليشيا "جيش مغاوير الثورة" تعرقل عملية سير المفاوضات مع الحكومة وترفض رفضاً قاطعاً خروج المدنيين خارج المخيم وتمنعهم من مغادرته نحو المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية وذلك باعتبارهم ورقة رابحة تبرر وجود التنظيم والقوات الأمريكية في غاية في الحساسية الجيواستراتيجية عند منطقة منطقة التنف ومحيطها.
وأوضحت مصادر من داخل المخيم في تصريحات صحفية بأن نحو 200 مدني كانوا قد خرجوا من المخيم خلال الأيام الماضية نحو منطقة مهين شرق مدينة حمص، وأن عدد الخارجين كان سيزداد بشكل كبير لولا قيام المليشيات بمنعهم وفرض بقائهم داخل المخيم بالقوة.
ان تواجد القوات الأميركية في سوريا كما وصفته الدولة السورية على لسان وزارة الخارجية والمغتربين في أكثر من مرة عدوان واعتداء على السيادة السورية وانتهاك صارخ لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة، ولم تكتف هذه القوات في منع وصول المساعدات الانسانية الى سكان مخيم الركبان فحسب بل انها تعمل بشكل مكثف على تسليح وحدات من نزلاء مخيم الركبان.
وفي هذا السياق قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أيغور كوناشينكوف: "تصرفات الولايات المتحدة غير المسؤولة واحتلالها لمناطق داخل سوريا، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل المخيم إلى مستوى كارثي".
وأشار المسؤول العسكري الروسي إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تسلح مجموعات داخل المخيم بشكل علني، بعد أن كانت تنفي ذلك في وقت سابق.
على كل حال رغم المساعدات الإنسانية الأخيرة الا انه مخيم الركبان مازال يعاني ظروفا قاسية اثارت قلق منظمات دولية من بينها منظمة اليونيسف حيث ما يزال اكثر من من 40 ألف شخص يقيمون في موقع الركبان والغالبية من النساء والأطفال الذين ظلوا في الموقع لأكثر من عامين في ظروف قاسية مع محدودية إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية والرعاية الطبية وغيرها من الخدمات الأساسية.
المزيد في هذا القسم:
- داعش تستخدم الغام و أسلحة من مخلفات النازية في هجماتها ضد مصر المرصاد نت - متابعات كشفت صحيفة نيوزويك الإسبوعية في إصدارها الأخير عن إستخدام داعش والتنظيمات الجهادية الأخرى لمخزون الألغام و الاسلحة الذي دفنته المانيا الن...
- "الثراء الحرام المشبوه".. حينما يفضح البشير ولي العهد السعودي! المرصاد نت - متابعات في فضيحة مدوية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اعترف الرئيس السوداني المعزول عمر البشير بتلقيه رشاوى بقيمة ملايين الدولارات من محمد بن ...
- المناعة الجزائرية ضد التدخلات الخارجية واستغلال الأزمة! المرصاد نت - متابعات واهمٌ مَن يعتقد أن القوى الغربية لن تسعى إلى استغلال الأزمة السياسية الجزائرية إن استطاعت ذلك. هذه القوى بسبب طبيعتها الاستعمارية، حاولت ...
- العفو الدولية: البحرين والسعودية والإمارات تصدر أحكاماً بالإعدام بالاستناد إلى اعترافات قس... المرصاد نت - متابعات أكدت منظمة العفو الدولية إنها رصدت أحكاماً بالإعدام أصدرتها المحاكم في البحرين والسعودية والإمارات وغيرها من الدول وذلك بالاستناد إلى اعت...
- الوساطة الأميركية بين بيروت وتل أبيب: مكانك راوح المرصاد نت - متابعات «مكانك راوح». بهذه العبارة يلخّص مرجع لبناني معني بملف الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة نتائج الجولات المكوكية التي ي...
- السترات الصفر تدعو إلى تحركات عصيان في فرنسا اليوم ! المرصاد نت - متابعات تجمّع المئات من ناشطي حركة "السترات الصفر" في جادة الشانزيليزيه في باريس اليوم السبت وعمدوا إلى وقف حركة السير وفق وسائل إعلام فرنسية محل...
- هل خطر الكيان السعودي أكبر خطراً من الكيان الأسرائيلي ! المرصاد نت - أحمد الحباسي لم تعد أمريكا و إسرائيل هي الخطر الأكبر على العرب صار الخطر الأكبر سعوديا فالنظام السعودي يملك كل مقومات الخطر و دوافعه و ...
- «استفزاز» في ذكرى تشافيز وانقسام أوروبي على الموقف من كاراكاس المرصاد نت - متابعات تتصاعد وتيرة الأزمة في فنزويلا مع مواصلة الولايات المتحدة ضغوطها دعماً للانقلاب على الرئيس نيكولاس مادورو. وفي وقت بات فيه الشارع الفنزوي...
- اتفاق على خروج مسلحي "النصرة" و"فيلق الرحمن" من جنوب الغوطة المرصاد نت - متابعات قال التلفزيون السوري اليوم الجمعة نقلاً عن مصدر عسكري ميداني إن حوالي 7000 شخص بينهم مسلحون يرغبون بالخروج إلى إدلب ممن يرفضون عملية المص...
- بعد اعتداءات طرابلس.. عون يتعهد بالرد الحاسم على من يعبث بالأمن! المرصاد نت - متابعات قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن "أي عبث بالأمن سيلقى الرد الحاسم والسريع" مشيراً إلى أن ما حصل في طرابلس لن يؤثر على الاستقرار في البلاد...