"شعوب " عربية مقتتلة.. تحت الهيمنة الإسرائيلية!

المرصاد نت - متابعات

تحاول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب افهام العرب حكاماً بالأساس ومن ثم شعوباً أن "عصر اوباما" قد انتهى وان عليهم التعامل مع "الأمر الواقع" الجديد: لا حوار ولا تفاوض بل أوامر Yemememens2019.1.14للتنفيذ بلا إعتراض.

يقرر الرئيس الأميركي أن السعودية غنية أكثر مما يجب وانها لا تدفع ما يتناسب مع عبء حمايتها الذي تتولاه الادارة الأميركية ويطالبها بالفرق.. فان ترددت عمد إلى زيادة انتاج النفط الأميركي لتعويم السوق وخفض السعر..

ثم يقرر ترامب أن الحكم في السعودية غير ديمقراطي ويجبر الأسرة الحاكمة على تعديلات في الواقع السياسي والاجتماعي المهين بذريعة حماية النظام ولا ترضيه التعديلات فيطلب أكثر..

ومع إرتكاب النظام السعودي جريمة قتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول شاركت واشنطن الرئيس التركي أردوغان في أبتزاز الرياض بعد حملة تشهير غير مسبوقة تولى رعايتها البيت الأبيض قبل أن يحصل ترامب ـ كما يبدو ـ على ما يطلب تاركاً اردوغان "يناضل" ليحصل على نصيبه!

وقبل أسابيع قليلة قرر ترامب أن يزور ـ سراً ـ بعض القواعد العسكرية الأميركية في العراق فتسلل إلى أحداها رافضاً أن تهبط طائرته الحربية في بغداد.. وكان طبيعياً أن يرفض الرئيس العراقي أن يحادث على الهاتف رئيس دولة كبرى يتصرف على انه محتل بلاده وقاهر ارادتها.

في الوقت نفسه تقريباً باغت ترامب العالم بقراره سحب قواته "الرمزية" من شرقي سوريا من دون ابلاغ الحلفاء والخصوم وبداية: الدولة المعنية.. فلما ووجه بسيل من الاعتراضات والاحتجاجات عدل موعد الانسحاب وقرر أن يكون على دفعات، وخلال فترة زمنية طويلة نسبياً.

وفي محاولة لاسترضاء العاتبين من المسؤولين العرب بسبب تجاهل ترامب لهم، قرر ايفاد وزير خارجيته فزار بغداد والقاهرة حيث وقف على المنبر ذاته الذي وقف عليه الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما قبل اربع سنوات، ليمسح كل ما قاله ذلك الرئيس المتحدر من أصول افريقية فيشرح خرائط الهيمنة الأميركية المجددة موجهاً التهديد إلى من يعتبرها قوى معارضة وفي الطليعة منها "حزب الله".. ولذلك فهو لم يزر لبنان وكلف سفيرته في بيروت بإبلاغ المعنيين الانذار الاميركي الجديد: ممنوع المس بموجبات الامن الاسرائيلي!

.. أما لبنان فيكفي أن تتولى السفيرة فيه أبلاغ المسؤولين بمضمون الرسالة خصوصاً وان "جيش الدفاع الاسرائيلي" يتقن الترجمة الفورية بشهادة التحرش المفتوح الذي يمارسه في الجنوب ضد الدولة والشعب بعنوان "حزب الله".

والتغطية الاميركية للعدوان الإسرائيلي جاهزة إينما وقع وبغض النظر عن مبرراته.. فإسرائيل هي الحارس الأميركي "للأمن القومي الأميركي" في الارض العربية أي مستعمرات ما خلف البحار.

صحيح أن معظم الدول العربية خاضعة ومطيعة تتسول المساعدات مقابل القواعد ولا يجرؤ أي مسؤول عربي على مناقشة القرارات الأميركية.. أما التشكي من الاجتياحات أو الغارات الإسرائيلية، فهو من الماضي أما في الوقت الحاضر فالدول العربية أو بعضها على الاقل تطلب من إسرائيل مساعدتها على ضرب من تعتبرها "عناصر مشبوهة" تابعة لـ"القاعدة" ولا يتردد مسؤول مصري كبير في تبرير هذا "التحالف ضد الإرهاب".

هل أنتهى عصر وحدة المصير ووحدة المصالح نتيجة وحدة الارض ووحدة أمتها العربية؟

هل عاد العرب قبائل متنازعة وعشائر مقتتلة على مدى القرب أو البعد عن أميركا وبالتالي إسرائيل حتى لو أدى الامر إلى سقوط دورهم وقيمتهم بغض النظر عن الثروات الإسطورية لبعضهم؟

كيف والحالة هذه لا تصير إسرائيل "إمبراطورية" بشعوب عربية متكارهة متصارعة حتى النفس الأخير طلباً للاستسلام وحذف التأريخ ومعه الجغرافيا من أجل الدخول في العصر الأميركي الجديد!

طلال سلمان - صاحب جريدة "السفير" اللبنانية ورئيس تحريرها منذ آذار 1974 حتى آخر عدد من صدورها بتاريخ 4 كانون الثاني 2017

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية